ماذا تعني مقررات COP28 للعراق؟
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
كان الجفاف منذ فترة طويلة قضية رئيسية في الشرق الأوسط، حيث يعود تاريخ أول معاهدة للمياه إلى أكثر من 4500 عام. وأدت الأحداث المناخية المتطرفة، بما في ذلك الجفاف واسع النطاق، والتي تفاقمت بسبب تغير المناخ، إلى زيادة التصحر ومعاناة الملايين.
ومع اختتام مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) مؤخراً، يقول الدبلوماسي البريطاني السابق جيمس وات في مقال بمجلة "نيوزويك" أن السؤال يظل قائماً حول ما إذا كان "إجماع دبي" سيؤثر بشكل إيجابي على دول مثل العراق.
ومع معاناة نهري دجلة والفرات من الجفاف المفرط، كما أبرزت صحف مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست، برز العراق كدولة معرضة للخطر بشكل خاص. مستنقعات بلاد ما بين النهرين
وفي إطار دعوته إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال المناخ، أشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى أنه "يجب ألا نسمح لمهد الحضارة أن يموت عطشاً".
وذكرت الأمم المتحدة بأنه منذ عام 1973، فقدت مستنقعات بلاد ما بين النهرين 78% من إجمالي مواردها المائية. علاوة على ذلك، من المتوقع أن ينخفض توافر المياه في الشرق الأوسط بنسبة 30% إضافية بحلول عام 2050 بسبب تغير المناخ.
What COP28's Outcome Means for Iraq | Opinion https://t.co/WceWRzxK4A
— عبدالله بن زايد (@ABZayed) December 29, 2023
وحذر وات من أن الزراعة والأمن الغذائي وسبل العيش الاقتصادي للملايين الذين يعتمدون على الزراعة بخطر. وفي هذا الإطار، أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد في دبي أن هذه الأزمة الإقليمية تتجاوز ندرة المياه وتؤثر على جوانب حاسمة من تنمية البلاد.
أطلق العراق مبادرات مختلفة لمكافحة تغير المناخ، ومن أهمها الجهود المبذولة لتعزيز الأمن المائي والقضاء على الهدر. ومع أن وفدها دفع من أجل أن تستبعد الاتفاقية اللغة المتعلقة بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بسبب اعتمادها الاقتصادي على الهيدروكربونات، إلا أن تغير المناخ لا يزال مصدر قلق حقيقي لبغداد.
والأهم من ذلك، أن مبادرات بغداد تبدو متوافقة مع "إجماع دبي" الذي دعا إلى حماية النظم البيئية للمياه العذبة، وغرس مبادرات مرونة المياه في المناطق الحضرية، وزيادة قدرة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار.
ومع ذلك، فإن الصندوق، الذي واجه انتقادات واسعة النطاق لأنه لم يذهب إلى الحد الكافي، يمثل خطوة أولية إيجابية اتخذتها الجهات الرئيسية المسؤولة عن الانبعاثات للاعتراف بالضرر الناجم عن تصرفاتها.
???????? What #COP28's Outcome Means for #Iraq | Opinion
"Iraq waits patiently for the nations sharing its water resources to rise to the challenge of distributing it fairly, like their predecessors in Mesopotamia did over 4,500 years ago."—@NewsweekOpinion https://t.co/sU8VrGe1nT
ووفقاً لأحدث بيانات البنك الدولي، بلغ نصيب الفرد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العراق سنوياً 3.8 طن متري، أي أقل بكثير من انبعاثات الولايات المتحدة المقدرة بـ 13 طناً مترياً و12 بالمائة فقط من انبعاثات قطر البالغة 31.7 طناً مترياً.
كيف يمكن تحقيق التغير المطلوب؟
ومع اختتام مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، يقول وات إن السؤال الآن هو ما إذا كان ممكناً تلبية المطالب الملحة للدول التي تعاني من تغير المناخ مثل العراق، وكيف يمكن لنتائج القمة أن تحقق التغيير المطلوب بشكل مباشر. وتمثل المبادرات التي تم تقديمها في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين خطوة إيجابية، لكن الإجراءات المتخذة غير كافية في الوقت الحاضر.
إدارة الفرات ودجلة
ولا يزال العراق ينتظر التوصل إلى اتفاق على مستوى الحوض بين الدول المتشاطئة بشأن إدارة نهري الفرات ودجلة. وفي حين أن المبادرات الرامية إلى تحسين إدارة الموارد المائية ضرورية، إلا أن العراق سيجد صعوبة في النجاح في هذا المجال عندما تصبح الموارد شحيحة بشكل متزايد. علاوة على ذلك، فإن الموارد المخصصة من قبل صندوق الخسائر والأضرار تعتبر على نطاق واسع غير كافية لتعويض البلدان الأكثر تأثرا بتغير المناخ.
ومع ذلك، على الرغم من أن نتائج مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) تبدو قاصرة عن معالجة مخاوف العراق المناخية، فإن هذا لا يعني أن مشاركة بغداد فشلت في تحقيق بعض النتائج الإيجابية، خاصة أنها تتطلع إلى إعادة تأكيد نفسها على المسرح العالمي.
وقد أظهرت بغداد، ممثلة بوفد قوامه 300 فرد، التزامها الراسخ بقضية المناخ ورغبتها المستمرة في تلبية الاحتياجات الملحة لسكانها المتزايدين، الذين عانوا لفترة طويلة من الصراع وعدم الاستقرار، وهو الأمر الذي أصبح عنصرا أساسيا في برنامج العمل العالمي للادارة السودانية .
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة العراق تغیر المناخ
إقرأ أيضاً:
تركيا تستعد لاستضافة ثلاث قمم دولية كبرى عام 2026
تستضيف تركيا خلال عام 2026 ثلاث قمم دولية، تشمل قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ومؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 31)، إضافة إلى قمة منظمة الدول التركية.
ومن المقرر أن تُعقد قمة حلف شمال الأطلسي في العاصمة التركية أنقرة خلال يوليو/تموز 2026، في وقت تؤدي فيه تركيا دورا نشطا داخل الحلف وفي عدد من القضايا الإقليمية والدولية، من بينها الحرب الروسية الأوكرانية.
وتأسس الحلف العسكري عام 1949 من 12 دولة، بهدف مواجهة توسّع الاتحاد السوفياتي في أوروبا والعالم في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ويقع مقر الحلف في بروكسل، وبعد توسعه أصبح يضم 32 دولة.
وانضمت تركيا إلى الحلف عام 1952، وتعد ثاني أكبر دولة في الحلف -بعد الولايات المتحدة- من حيث عدد الجنود المشاركين، إذ يبلغ عدد جنودها نحو 440 ألف جندي.
استضافة بعد أزمة مطولة
كما تعتزم تركيا استضافة مؤتمر (كوب 31) للمناخ، حيث ستُعقد القمة في إسطنبول، بينما تُقام الفعاليات الرئيسية في مدينة أنطاليا المطلة على البحر المتوسط، على أن يُعلن لاحقا عن التفاصيل النهائية المتعلقة بالمواعيد والتنظيم.
وتم التوصل إلى اتفاق رسمي يقضي باستضافة تركيا مؤتمر الأطراف الـ31 (كوب 31) المعني بالمناخ عام 2026، منهيا أزمة طويلة حول مكان انعقاد محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ، بعد منافسة استمرت منذ عام 2022 بين أنقرة وأستراليا اللتين تقدمتا بطلبات الاستضافة دون انسحاب أي منهما.
وتعني "كوب" (COP) مؤتمر الأطراف، أي قمة المناخ السنوية التي تعقدها الأمم المتحدة بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وهي المعاهدة الدولية التي أنشئت عام 1992، ودخلت حيز التنفيذ عام 1994، وتشارك فيها 196 دولة، وانضمت إليها تركيا عام 2004.
وتجتمع هذه الدول بشكل سنوي للتفاوض حول كيفية الحد من الاحتباس الحراري، وخفض انبعاثات غازات الدفيئة، ودعم المجتمعات المتضررة بالفعل من آثار المناخ.
إعلانوإلى جانب قادة العالم، يحضر المؤتمر أيضا مفاوضون حكوميون، وعلماء، وقادة من السكان الأصليين، ونشطاء شباب، وصحفيون، وجماعات ضغط، ومنظمات بيئية. وهو من أكبر المنتديات الذي تجتمع فيه أصغر الدول الجزرية وأكبر اقتصادات العالم على طاولة واحدة للتوصل إلى اتفاقيات.
وإلى جانب ذلك، تستضيف تركيا القمة الثالثة عشرة لمنظمة الدول التركية عام 2026، في ظل مكانة محورية تحتلها داخل المنظمة التي تأسست عام 2009 تحت مسمى "مجلس تعاون الدول الناطقة بالتركية"، قبل أن تُعاد تسميتها لاحقا.
وتضم المنظمة حاليا 5 دول أعضاء هي تركيا وأذربيجان وكازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان، إلى جانب تركمانستان والمجر وجمهورية شمال قبرص التركية بصفة مراقب.
وتنظر أنقرة إلى استضافة هذه القمم الثلاث باعتبارها فرصة لتعزيز مكانتها بين الدول الفاعلة في الدبلوماسية العالمية، وفق ما أوردت وكالة الأناضول التركية.