الأسبوع:
2025-07-06@05:37:27 GMT

أمريكا هي المحرك

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

أمريكا هي المحرك

جريمة حرب مكتملة الأركان تلك التي تقوم بها إسرائيل اليوم في قطاع غزة. بيد أن ما أضرم فتيل الحرب وعززها هي الولايات المتحدة الأمريكية، فهي المحرك الأساسي لما تمارسه إسرائيل من جرائم حرب يومية في القطاع. وتعد الحملة العسكرية التي تنفذها إسرائيل اليوم ضد غزة من أكثر الحملات دموية وتدميرًا في التاريخ، حملة تقارب قصف الحلفاء لألمانيا في الحرب العالمية الثانية.

ووفقا لمؤرخ عسكري أمريكي فإن حملة إسرائيل اليوم ضد غزة هي واحدة من أشد حملات العقاب المدني في التاريخ، ومن أشد حملات القصف الأكثر تدميرًا على الإطلاق.

وشهد شاهد من أهلها عندما انبرى مسؤول دفاع سابق في البنتاغون ليقول: إن غالبية القنابل التي سقطت على غزة أمريكية الصنع، ومن شأنها أن تحول الأرض إلى سائل، فهى تدمر مباني بأكملها. وفي معرض تسليط الضوء على الوضع حاليا في غزة فى إطار هذه الحرب الضروس التي تشنها إسرائيل أجرت صحيفة "نيويورك تايمز" تحقيقا استقصائيا حول ما يجرى اليوم في غزة من جراء حملة إسرائيل العسكرية، وخلص إلى أن الوفيات بين المدنيين في القطاع خلال الحرب الحالية قد ارتفع بشكل أسرع عما كانت عليه الأوضاع خلال الحروب الأمريكية في العراق وأفغانستان. ولا أدل على ما يساق من أنه وخلال الأسابيع الستة الأولى من الحرب ألقت إسرائيل قنابل تزن طنا على جنوب غزة 200 مرة على الأقل. على الرغم من أن الجيش والحكومة الإسرائيليين أعلنا أن جنوب القطاع منطقة آمنة للمدنيين، على الرغم من أنه لم يكن آمنا في الواقع، فلقد اجتاحته إسرائيل وكثفت قصفه. ورغم ذلك مارست إسرائيل الخداع عندما حثت الفلسطينيين على التحرك نحو الجنوب وادعت أنه منطقة آمنة بعيدة عن القصف، فكان أن نزح الفلسطينيون من الشمال إلى الجنوب لتجابههم مخاطر القصف المروع.

وعوضا عن هذا فإن الجيش والحكومة فى إسرائيل لم يأخذا فى الاعتبار الوضع الإنساني البائس في قطاع غزة والمتمثل في الجوع والأمراض ونقص المياه والغذاء والدواء، وعدم وجود منازل يعود إليها السكان في ظل البنية التحتية المدمرة بفعل العملية العسكرية الإسرائيلية. وضع كارثي بكل المعايير. ويكفي استهداف إسرائيل للمستشفيات وانهيار الوضع الصحي كلية. والغريب أن كل هذا يحدث على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي دون أى حراك. لقد انعكست الكارثة على الفلسطينيين بشكل مروع، ويظهر هذا فى عدد قتلاهم مقارنة بأعداد القتلى الإسرائيليين، فعلى حين وصل عدد القتلى من الفلسطينيين إلى أكثر من 21 ألف فرد فإن عدد القتلى من الإسرائيليين لم يتجاوز المائة والخمسين فردا. ولهذا فإن الدعوة التى يجب المطالبة بها اليوم قبل الغد يتعين أن تكون "أوقفوا القتل الجماعي الحادث في غزة والذي استأصل في أغلبيته أرواح المدنيين العزل".

إسرائيل ماضية في غلوائها عبر الاستمرار في جرائم القتل البشع والهدم الرهيب والهدف هو إخلاء قطاع غزة من الفلسطينيين وإقصاؤهم قسرا بعيدا عن أرضهم. وظهرت الولايات المتحدة الأمريكية لتكون الحامي والمناصر للطاغوت الصهيوني في المضيّ قدما في ارتكاب الجريمة الكبرى في الأراضي الفلسطينية، ولهذا عارضت وقف الحرب، ودافعت عن استمرارها، واستخدمت الفيتو إمعانا في التماهي مع إسرائيل، ومع الجريمة الكبرى التي سلطتها على الأراضي الفلسطينية. ولهذا تجردت إسرائيل من كل القواعد الأخلاقية والإنسانية والقانونية التي تصون وتحمي المدنيين الأبرياء، وشاركتها الولايات المتحدة في نفس التوجهات الرامية إلى اغتيال شعب بأكمله في وضح النهار، وعلى مرأى من العالم كله.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

كالكاليست: الحرب دمّرت فرص العمل في شمال إسرائيل

كشف تقرير جديد صادر عن وزارة العمل الإسرائيلية ونشرته صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية الخميس 3 يوليو/تموز الجاري، أن تداعيات الحرب المستمرة التي تشنها إسرائيل انعكست بشكل مدمر على سوق العمل الإسرائيلي، مسجلةً انخفاضات حادة في معدلات التوظيف، خاصة في الشمال، ولدى فئات حساسة مثل جنود الاحتياط، والنساء، والعرب داخل إسرائيل.

الشمال أكثر تضررًا من الجنوب

وبحسب "كالكاليست"، شهدت البلدات القريبة من الحدود الشمالية (ضمن نطاق 0–3.5 كيلومترات من الحدود) تراجعًا حادًّا في معدلات التوظيف من 82% في النصف الثاني من 2022 إلى 67% فقط في النصف الثاني من 2024، أي بانخفاض قدره 15 نقطة مئوية.

في المقابل، تراجعت معدلات التوظيف في بلدات "غلاف غزة" (0–7 كيلومترات) من 86% إلى 80% في الفترة نفسها، أي بتراجع أخف بلغ 6 نقاط مئوية فقط.

فجوة التوظيف بين المناطق الجنوبية والشمالية تعمّقت نتيجة الإخلاء والإغلاق الاقتصادي المتكرر (رويترز)

ويرجع هذا الفرق الكبير، حسب التقرير، إلى استمرار الإخلاء الإجباري في مناطق الشمال بسبب الوضع الأمني، وإغلاق الشركات والمصانع، وانهيار الخدمات الحيوية، ما جعل بيئة العمل تنهار تمامًا في تلك المناطق.

فجوة مزمنة بين الجنوب والشمال

وتشير بيانات "كالكاليست" إلى أن الوضع في الجنوب كان أفضل حتى قبل الحرب:

معدل التوظيف في بلدات "غلاف غزة" بلغ 91% نسبة الحاصلين على تعليم أكاديمي وصلت إلى 32% متوسط الأجور بلغ نحو 13400 شيكل (نحو 4013 دولارا)

في المقابل، بلدات الشمال المُخلاة كانت تعاني أصلا من هشاشة:

معدل التوظيف كان 78% فقط نسبة الأكاديميين لم تتجاوز 28% متوسط الأجور لم يتخطَ 12150 شيكلا (نحو 3638 دولارا)

وقالت الصحيفة: "هذا التفاوت البنيوي جعل سكان الشمال أكثر عرضة للانهيار الاقتصادي مع اندلاع الحرب".

كارثة مهنية لجيل المستقبل

أحد أكثر المؤشرات خطورة في التقرير هو الانخفاض الحاد في معدلات توظيف الفئة العمرية بين 25–40 عامًا في بلدات الشمال، حيث تراجعت من 87% في 2022 إلى 66% في 2024، وهو تراجع يوصف بالكارثي.

إعلان

أما لدى الرجال الذين تم استدعاؤهم لخدمة الاحتياط، فقد سجّلت نسبة التوظيف تراجعًا بـ3.3 نقاط مئوية، وهي 4 أضعاف ما تم تسجيله لدى مَن هم في سن 41–66.

وكتب معدو التقرير: "خدمة الاحتياط الممتدة تؤثر على فرص قبولهم في الوظائف، خاصة بسبب الحاجة إلى الوجود المستمر أو التفرغ الفوري، وهو ما يُضعف فرصهم المهنية، بل ويهدد مساراتهم الوظيفية على المدى الطويل".

ولم تسلم زوجات جنود الاحتياط من التأثيرات، إذ انخفضت معدلات توظيفهن بـ1 إلى 2.3 نقطة مئوية مقارنة بنساء أزواجهن غير مجندين. كما تراجعت نسبة العاملات بدوام كامل بـ2 إلى 5 نقاط مئوية.

وقال وزير العمل يواف بن تسور لـ"كالكاليست": "تمكّنا من تجنّب انهيار أعمق بفضل الحماية القانونية للنساء، مثل الإجازات المدفوعة ومنع الفصل التعسفي، لكن التأثير ما زال واضحًا".

وبحسب "كالكاليست"، فإن الرجال العرب شكّلوا الفئة الأكثر تضررًا. فبعد أن سجلوا معدل توظيف بلغ 77.9% في بداية 2023 -وهو الأعلى منذ عقد- انخفض المعدل إلى 75.5% بحلول نهاية 2024.

قطاع البرمجة شهد نموًا ملحوظًا خلال العقد الماضي لكنه دخل مرحلة من الركود منذ عام 2023 (غيتي)

لكن المؤشر الأخطر كان في نتائج اختبارات "بي آي إيه إيه سي" الدولية لمهارات الكبار:

نسبة العرب الذين يواجهون صعوبات في القراءة ارتفعت من 46% في 2014 إلى 70% في 2023 وصلت النسبة بين الرجال العرب الشباب إلى 74%

وجاء في التقرير: "هذا الواقع لا يبشّر بالخير لجيل الشباب العربي الساعي للاندماج في سوق العمل، ويعكس أزمة تعليمية متراكمة تتفاقم مع كل موجة توتر أمني".

كما كشف التقرير عن فجوة خطيرة في مهارات القراءة بين الحريديم وغير الحريديم، حيث يعاني 60% من الرجال الحريديم الشباب من ضعف في القراءة، مقارنة بنحو 37% بين أقرانهم من اليهود غير المتدينين.

ورغم الأزمة، برز قطاع البرمجة كأكثر القطاعات نموًا في العقد الأخير، حيث ارتفعت نسبة العاملين فيه من 2.9% عام 2012 إلى 5.1% عام 2024. ومع ذلك، سجّل القطاع ركودًا منذ 2023، ما يثير الشكوك حول استدامة هذا التوسع.

في المقابل، تراجعت وظائف "مندوبي المبيعات في المتاجر" من 4.2% في 2012 إلى 3.1% في 2024، وهو ما أرجعه التقرير إلى التحول المتسارع نحو التجارة الإلكترونية.

إسرائيل تتجه نحو أزمة تشغيل هيكلية طويلة الأمد

وفي ختام تقريرها، اعتبرت "كالكاليست" أن نتائج وزارة العمل تؤكد أن الفجوات الاجتماعية والمهنية تتسع، وأن الأزمات الأمنية تُفاقم من هشاشة الفئات المهمّشة، وتكشف عن غياب خطة طوارئ شاملة لسوق العمل.

وقالت الصحيفة: "ما يحدث في الشمال ليس مجرد تراجع مؤقت في العمل، بل انهيار كامل لركائز التوظيف والاستقرار الاجتماعي. وإذا لم تُعالج الفجوة، فإن آثارها ستمتد لأجيال مقبلة، وسيتحول الشمال إلى منطقة طاردة للسكان والاستثمار".

مقالات مشابهة

  • العلاقة الطبيعية مع أمريكا هي الحرب
  • لأول مرة.. المرشد الإيراني يظهر علنًا منذ بدء الحرب مع إسرائيل
  • هل تستطيع أمريكا دعم إسرائيل وأوكرانيا في ذات الوقت؟
  • مصادر: التعديلات اللبنانية ستنص على تنفيذ مرحلي لتسليم السلاح بما يضمن إلزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية التي تحتلها
  • رئيس الأركان الإيراني يتوعد إسرائيل: إذا هاجمتمونا لن تنقذكم أمريكا
  • كالكاليست: الحرب دمّرت فرص العمل في شمال إسرائيل
  • فزغلياد: لماذا تَجدد الحربِ بين إسرائيل وإيران لا مفر منه؟
  • هل بدأت المرحلة الأخطر بين إسرائيل وإيران؟
  • حماية الصحفيين الفلسطينيين تؤكد اغتيال “إسرائيل” صحفياً كل 60 ساعة
  • سياسي أنصار الله: أمريكا تقتل الفلسطينيين عبر بوابة “المساعدات”.. وغزة لن تُكسر