دوزداغ: منتجع صحي يختبئ في أعماق منجم للملح بطرف آسيا
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تتمتّع ناختشيفان، وهي منطقة تبعد حوالي 420 كيلومترًا غرب العاصمة الأذربيجانية باكو، بقائمة طويلة من المعالم التاريخية التي تشمل الأبراج، والقلاع، والمقابر، وحتى الكهوف.
ولكن يُعتبر منجم "دوزداغ" للملح، أو "جبل الملح"، وهو أكبر منشأة للسياحة الطبية في المنطقة، وجهة جاذبة بشكلٍ خاص.
تقع هذه الوجهة على عمق 110 أمتار تحت سطح الأرض، وتوفر علاجًا تكميليًا بديلاً لأمراض الجهاز التنفسي في الغرف التي تم تجويفها لأول مرة منذ 5 آلاف عام تقريبًا.
ملاذ جبليتقع هذه الكهوف في الجبال وعلى ارتفاع 1،173 مترًا.
تأسس مركز العلاج الطبيعي (Physiotherapy Center) الحديث في عام 1979 بموقع مناجم ملح اكتشفها علماء آثار خلال فترة السبعينيات.
ويُعتقد أنّ الملح استُخرِج هنا منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد، مع تصديره إلى الشرق الأوسط.
ليس من الواضح بالتحديد كيف أصبحت الكهوف مشهورة بخصائصها العلاجية، إذ تُقدِّم العديد من القصص تفسيرات مختلفة.
وتنص إحدى الأساطير مثلاً أنّ الكهوف حظيت باحترام السكان المحليين، الذين يعتبرون ملح "دوزداغ" مقدسًا، بسبب قوته العلاجية منذ فترة طويل.
وخلال أعمال التنقيب في القرن الـ20، قيل إنّ علماء الآثار تحسنوا بعد المعاناة من التهاب الشعب الهوائية والربو.
العلاج بالملحليست العلاجات المُعتمِدة على الملح أمراً جديدًا.
في منتصف القرن الـ19 في بولندا، لاحظ طبيب في منجم للملح، ويُدعى فيليكس بوكزكوفسكي، أنّ عمال المناجم نادرًا ما عانوا من أمراض الجهاز التنفسي.
ويُعتبر بوكزكوفسكي مؤسس ما أصبح يُعرف فيما بعد باسم "halotherapy"، أي تنفس الهواء المحمّل بجزيئات ملح صغيرة بهدف تحسين التنفس.
وارتفعت شعبية هذا العلاج في الأعوام الأخيرة، رُغم أنّ المجتمع العلمي غير مقتنع بالإجماع في فوائده.
ولاحظ الخبراء أنّ الملح في الهواء قد يساهم في تخفيف مستوى المخاط في ممرات التنفس، وسحب الرطوبة، كما تكون البيئات المالحة خالية من مسببات الحساسية عادةً.
ولكن لعدم وجود نتائج قائمة على الأدلة لدعم إنشاء إرشادات طبية، تنصح جمعية الرئة الأمريكية باستشارة الطبيب دائمًا قبل الخضوع لهذا العلاج.
لمعان ملحيأما ما يميز مجمع "دوزداغ" فهو موقعه الأفقي الذي يسمح للمرضى بالتكيف تدريجيًا مع ظروف الكهف أثناء سيرهم نحو غرفهم الواقعة على بُعد 300 متر تقريبًا من المدخل الرئيسي.
ويصل الطريق المتعرج المؤدي أولاً إلى المبنى الخشبي الأنيق المكوّن من طابقٍ واحد إلى مركز العلاج الطبيعي، والذي يتناقض مع الجدران البراقة الغامضة داخل النفق.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أدوية وعلاج تجارب
إقرأ أيضاً: