تشتهر تركيا كوجهة سياحية تلبي مختلف اهتمامات الزوار، حيث يسافر السياح الراغبون في الاستمتاع بالسباحة إلى بودروم أو أنطاليا، ويتوجه الراغبون بدراسة العصور القديمة إلى أفسس أو بيرغامون، وتُعتبر إسطنبول لعشاق التسوق وتذوق الأطباق الشهية المقصد الأول.

ولكن هناك سياح يتوجهون إلى تركيا للانطلاق في رحلة برية في أحضان الطبيعة.

وكما هو معروف فإن تركيا تلهب حماس عشاق المغامرات واستكشاف جماليات الطبيعة عن طريق الجولات البرية عبر طرق رائعة تم تطويرها خصيصا للنشاط السياحي في تركيا، وتُعد حلقة الوصل بين قارة آسيا وأوروبا.

وفيما يلي إطلالة على أهم ثلاث طرق مناسبة لمغامرات الجولات البرية، هي:

طريق دي915: أخطر طريق في العالم. طريق كيماليا الحجري. طريق "جوريم" بمنطقة كابادوكيا. طريق دي915 أخطر طريق في العالم وتمتد لمسافة 5 كيلومترات ويزيد ارتفاعها عن 300 متر (شترستوك) أخطر طريق في العالم

يتطلب السير على طريق دي915 التحلي بالشجاعة، لأنه يمر بالمناطق النائية من طربزون على ساحل البحر الأسود. وليس من المستغرب أن ينصح الموقع السياحي "دينغر رودس" بأن تقتصر قيادة السيارات فيه على الأشخاص "الأقل جنونا"، حيث تعد هذه الطريق التي أنشأها الروس عام 1916 "أخطر طريق في العالم".

وتبدأ هذه الطريق من ضاحية صغيرة، وتمتاز بأنها ضيقة ومرصوفة بالإسفلت، وتتعرج بلطف عبر مزارع الشاي في الجبال الساحلية. وكلما مضت الرحلة قدما أصبحت المنعطفات أضيق وزادت الفجوات في الإسفلت.

ولا توجد طريق أخرى من هناك للوصول إلى بايبورت الواقعة على الجانب الآخر من الجبال سوى منعطفات ديريباسي، وهي عبارة عن 13 منعطفا رائعا، وتصعد بالسياح إلى مسار سوغانلي الواقع على ارتفاع 2035 مترا.

وتمر الطريق بأماكن مسطحة في بعض الأحيان، أو محفورة في صخور الجبال في أحيان أخرى، وتمتد لمسافة 5 كيلومترات، بنسبة صعود تصل إلى 17% ويزيد ارتفاعها عن 300 متر، وقد تصبح ضيقة للغاية في بعض المواضع بدرجة تخيف بعض السياح.

شروق الشمس في الوادي المظلم، وهو وادٍ يشكله نهر كاراسو على جبال مونزور في منطقة كماليا (شترستوك) طريق كماليا الحجري وصولا إلى نهر الفرات

وتنتظر السياح مغامرة أخرى على مسافة 300 كلم إلى الجنوب الغربي، فإذا كانت طريق دي915 تسير بالسياح إلى أعلى، فإن طريق كماليا الحجري في مقاطعة إرزينجان تتجه بالسياح إلى أسفل، حتى الوصول إلى ضفاف نهر الفرات الذي تطغى عليه الطبيعة البرية.

ويشق النهر طريقه في الوادي الضيق عبر الصخور والحصى الخشن، ويصل عمق الوادي لعدة مئات من الأمتار. ونظرا للضيق الشديد لهذا الوادي فإن أشعة الشمس لا تشرق في القاع إلا لبضع دقائق في اليوم.

وتنتشر الأنفاق على هذه الطريق؛ حيث يوجد 38 نفقا في مسافة لا تتعدى 9 كلم، والكثير من هذه الأنفاق ضيق للغاية، بحيث لا تكون هناك مساحة أكبر من اليد بين المرايا الجانبية للسيارة والصخور، وفي أكثر المواضع ضيقا لا يزيد عرض الطريق الحجري عن مترين، كما لا يزيد ارتفاع الكثير من الأنفاق عن ذلك كثيرا.

ورغم كثرة الأنفاق فإن هناك فتحات كبيرة تطل على الخارج، مما يتيح للسياح الاستمتاع بإطلالات رائعة على الوادي والنهر، غير أن ذلك لا يعني أنه يجب التوقف على الطريق الحجري هنا؛ لأن أسوأ شيء يمكن أن يحدث على الطريق الحجري هو التكدس المروري أو إعاقة حركة السيارات في الاتجاه المقابل، ويستمتع السياح بالمناظر الطبيعية عندما تسير السيارات بسرعة المشي.

منظر للمنحدرات في أرزينغان وطريق كماليا الحجري والوادي المظلم (شترستوك)

 

ويقص صاحب النزل الفندقي الواقع على مخرج الوادي قصة إنشاء هذا الطريق الذي يربط المنطقة بوسط الأناضول، حيث رأت السلطات أن عملية إنشاء هذه الطريق مكلفة ومعقدة للغاية، ولذلك قام السكان المحليون عام 1870 بأنفسهم بشق هذه الطريق عبر الصخور بدون استعمال آلات.

وهو ما أثار إعجاب السلطات في الدولة وشاركت في مرحلة ما لإتمامه. وافتُتحت الطريق الحجري عام 2002، أي بعد مرور 132 عاما على البدء في إنشائه، ويمكن قطع مسافة 10 كيلومترات في غضون 45 دقيقة.

جولات المنطاد أشهر طريقة لالتقاط صور رائعة في كابادوكيا والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة (شترستوك) الطريق إلى "جوريم" بمنطقة كابادوكيا

وانطلاقا من نهر الفرات المنعش تستمر الرحلة السياحية لمسافة 500 كلم حتى الوصول إلى "جوريم" بمنطقة كابادوكيا، وهنا يشاهد السياح مناظر طبيعية ساحرة يغلب عليها الرماد البركاني الذي يعود إلى 30 مليون سنة.

ولا تقتصر المعالم السياحية هنا على التكوينات الطبيعية ومئات المخاريط التي يصل ارتفاعها إلى 20 مترا بفعل الرياح والمياه، ولكن الصخور هنا ناعمة للغاية، ولذلك قامت شعوب المنطقة بحفر الكهوف وبناء المنازل فيها على مدى آلاف السنين.

وعند مدخل منطقة "أوشيسار" يوجد جبلان يظهران بمثابة برجين توأمين من العصور القديمة، وغالبا ما ينام السياح في فنادق هذه المنطقة في كهوف مزودة بمكيف هواء وسجاد وثير، علاوة على وجود الكثير من الكنائس المحفورة في الصخور، إضافة لمدن بأكملها تحت الأرض.

وتعتبر جولات المناطيد أشهر طريقة لالتقاط الصور الرائعة في كابادوكيا؛ لذا فإنه مع شروق شمس كل يوم ترتفع المناطيد لتحمل السياح كي تستمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة.

كما تختبئ الكثير من المناظر الطبيعية الرائعة للتكوينات الصخرية خلف كل منعطف، لذا فإن التوجه إلى سهول الأناضول يستحق عناء الرحلة لاستكشاف هذه المنطقة.

ويمكن للسياح التوجه إلى منطقة "أورغوب" النابضة بالحياة، أو مدينة "أفانوس" الشهيرة بالمنتجات الفخارية، أو زيارة مدينة "ديرينكويو" الواقعة تحت الأرض، أو المعالم السياحية في "جوريم".

وعند الرغبة في زيارة الكثير من المعالم السياحية في أقصر وقت ممكن فيمكن الانطلاق على طريقي دي300 ودي302 مع بعض المحطات البينية أثناء النهار، وحتى إذا استمرت الجولة لمدة 3 أيام، فإنه لن يتسرب الملل إلى نفوس السياح أبدا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: هذه الطریق الکثیر من

إقرأ أيضاً:

وزير الآثار: 25% زيادة في أعداد السياح خلال الربع الأول من 2025

استقبل، اليوم شريف فتحي وزير السياحة والآثار، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، الدكتور بندر بن فهد آل فهيد رئيس المنظمة العربية للسياحة، والدكتور هشام زعزوع وزير السياحة الأسبق والأمين العام للمنظمة، وذلك لبحث التجهيزات والترتيبات المتعلقة بعقد مؤتمر "دور المصارف العربية في تنمية السياحة العربية"، والمقرر إقامته بمدينة القاهرة خلال الفترة من 15 إلى 17 نوفمبر المقبل، تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء، وبالتعاون بين الوزارة والمنظمة واتحاد المصارف العربية.

حضر اللقاء الدكتور وليد الحناوي الأمين العام المساعد بمنظمة السياحة العربية، و أحمد يوسف مساعد الوزير لشئون الدراسات الاستراتيجية والقائم بأعمال الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي.

وخلال اللقاء، تم التأكيد على أهمية المؤتمر الذي يهدف  إلى تسليط الضوء على الدور الحيوي الذي تلعبه المؤسسات المصرفية والمالية في دعم الاستثمارات السياحية في الوطن العربي، من خلال تمويل المشاريع الكبرى والبنية التحتية السياحية، وهو ما من شأنه أن يسهم في تعزيز القدرة التنافسية للدول العربية، وتشجيع تدفق الاستثمارات إلى السوق السياحي المصري.

وقد تم اختيار مدينة القاهرة لاستضافة المؤتمر لما تتمتع به من مقومات سياحية وثقافية متفردة، وبنيتها التحتية المتطورة، إلى جانب النمو الملحوظ في حركة السياحة الوافدة إليها، لاسيما بعد افتتتاح المتحف المصري الكبير والذي يعد أحد أبرز المشروعات الأثرية والسياحية على مستوى العالم.

وأشار وزير السياحة والآثار إلى أن مصر تشهد حالياً طفرة غير مسبوقة في مؤشرات الحركة السياحية، حيث سجلت نسبة نمو بلغت 25% في أعداد السياح خلال الربع الأول من عام 2025، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، فضلًا عن تحقيق زيادة في نسب الإشغال الفندقي بنسبة 40%، مما يعكس تعافي القطاع وازدهاره.

وأكد الوزير أن هذا النمو يتطلب التوسع في الاستثمارات الفندقية لزيادة الطاقة الاستيعابية، خاصة في ظل الطلب المتزايد على المقصد السياحي المصري، مشيرًا إلى أهمية المؤتمر كمنصة استراتيجية لطرح الفرص الاستثمارية الواعدة وتعزيز التعاون بين القطاعين السياحي والمصرفي.

ومن جانبه، أعرب آل فهيد رئيس المنظمة العربية للسياحة عن اعتزازه بالتعاون المستمر مع مصر، مشيداً بما حققته من نجاحات على صعيد تطوير البنية السياحية، معرباً عن ثقته في أن المؤتمر سيشكل نقطة انطلاق حقيقية لشراكات جديدة تصب في صالح تنمية السياحة العربية بشكل عام، والسياحة المصرية بشكل خاص.

وخلال اللقاء تم مناقشة عدد من محاور المؤتمر بحيث يتم  تنظيم جلسات نقاشية وورش عمل مهنية متفرعة من الجلسة الرئيسية للمؤتمر لمناقشة واستعراض فرص الاستثمار السياحي الموجودة في مصر والدول العربية بما يساهم في بناء منشآت فندقية جديدة أو إعادة تأهيل وتطوير عدد من المنشآت الفندقية الموجودة بالفعل.

طباعة شارك وزير السياحة والآثار الدكتور بندر بن فهد آل فهيد المنظمة العربية للسياحة دور المصارف العربية في تنمية السياحة العربية القاهرة

مقالات مشابهة

  • ثلاثة بدائل لجزيرة بالي الإندونيسية تجذب السياح
  • بناء الإنسان بالعلم : طريق طويل لكنه الطريق الوحيد
  • لعشاق السيارات الخارقة.. سعر ماكلارين 765LT في الإمارات
  • «وادي شيص».. وجهة مثالية لعشاق الطبيعة
  • انهيار سقف برج تاريخي فوق السياح في الصين
  • سوريا تشارك في بطولة العالم للمواي تاي للرجال في تركيا
  • منتخب مصر يغادر إلى تركيا للمشاركة في بطولة العالم للمواي تاي للكبار
  • وزير الآثار: 25% زيادة في أعداد السياح خلال الربع الأول من 2025
  • السمدوني: 80% من تجارة العالم تتم عن طريق البحر وصناعة السفن تمثل عصب الحياة
  • منتخب المواي تاي إلى تركيا للمشاركة في «مونديال أنطاليا»