لماذا أعلن الشاب السوري أحمد علوش نيّته “حرق التوراة” في مُحيط السفارة الإسرائيليّة بالسويد ثم تراجع وكيف أحرج السويد ونزع عنه صفة “المُتطرّف” وأظهر “عجز” قوانينها فهل تُضطر لتعديلها؟.. وما بين “حرق القرآن والتورا
تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي: نجح فيما يبدو الشاب الثلاثيني أحمد علوش، وهو السويدي من أصلٍ سوريٍّ، في تسجيلِ هدفٍ في مرمى السويد، ومن خلفها دولة الاحتلال الإسرائيلي، حينما لفت انتباه العالم لنيّته حرق “التوراة” وحتى نسخة من الإنجيل في مُحيط السفارة الإسرائيليّة في السويد، مُثيرًا غضب المسؤولين في الدولة العبريّة، ثم وصل إلى مُحيط السفارة الإسرائيليّة، ولم يحرق التوراة في مُفاجأةٍ لافتة وصادمةٍ للبعض المُعادي للإسلام.
الشاب علوش أقدم على إعلان نيّته حرق التوراة، ولكنّه ببساطة حضر السبت إلى مُحيط السفارة الإسرائيليّة، حاملاً معه فقط نسخة من القرآن فقط، ومُؤكّدًا بأن حرق الكتب المُقدّسة “مُحرّمٌ” في القرآن، ذاته كتاب المُسلمين المُقدّس، والذي عدّت دول غربيّة منها فرنسا، والسويد، التعدّي عليه بالإساءة والحرق، ديمقراطيّة، وحُريّة تعبير، وهو الكتاب الذي نهى أتباعه المُسلمين، عن الإساءة لأتباع الديانات الأخرى، وأنبيائهم. الشّاب من أصلٍ سوريّ، والمُقيم في السويد، الذي طلب إذن السلطات السويديّة، أكّد بأن خطّته لحرق نسخة من التوراة، والإنجيل، كانت مُجرّد مُحاولة للفت الانتباه إلى حادثة حرق القرآن في السويد، والتي أقدم عليها مهاجر عراقي خارج مسجد في ستوكهولم، وهو بذلك يُؤكّد بأن المُسلم لا يرد على الإساءة لدينه، بإساءةٍ مثلها، فذلك وفقاً للشاب علوش يُظهر مدى خطورة حرق الكتب المُقدّسة على السّلام الأهلي، ومُضيفاً بأنه أراد تبيان حدود حريّة التعبير التي تجب مُراعاتها. ولا يُوجد قانون في السويد، يمنع حرق القرآن، أو التوراة، أو الإنجيل، ولكن مُجرّد إعلان النيّة لحرق التوراة، والتظاهر أمام السفارة الإسرائيليّة، أثار امتعاض دولة الاحتلال، وجماعاتها الدينيّة، فدعت تلك الجماعات إلى التراجع عن السماح بالتجمّع المُخطّط له لحرق التوراة، ووصل الأمر إلى وصف وزير الخارجيّة الإسرائيلي إيلي كوهين نيّة حرق التوراة بأنه جريمة كراهية، واستِفزازًا يُلحق ضررًا جسيماً بالشعب اليهودي والتقاليد اليهوديّة. وفي موقفٍ أظهر ازدواجيّة المعايير الإسرائيليّة الفجّة، بين حرق القرآن، والتوراة، برّر وزير الأمن القومي الإسرائيلي المُتطرّف إيتمار بن غفير حرق نسخة من القرآن في السويد بحجة ما أسماه الإسلام المُتطرّف، في حين أدان بن غفير حرق التوراة ووصفه بمُعاداة الساميّة. أمّا وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس: “لا تشمل حرية التعبير حرق الكتب الدينيّة. من أي دين. تحت ستار الليبرالية.. يروجون لمعاداة السامية وكراهية اليهود. الحكومة السويدية مسؤولة عن إيذاء اليهود”. ويبدو أن الشاب السوري علوش، كما نجح في إحراج دولة الاحتلال بعدم حرقه للتوراة التزاماً بتعاليم قرآنه، ونزع عنه صفة “الإسلام المُتشدّد المزعومة”، نجح الشاب في إحراج دولة السويد، حين أجبرها على منحه إذناً لحرق التوراة، والإنجيل، ولم يحرقهما في مُفاجأة صادمة للمُتربّصين بالإسلام، ونشر الإسلاموفوبيا، فقانونها (السويد) لا يمنع كما تقول حرق الكتب السماويّة، وحريّة التعبير حق دستوري، لكنها في ذات الوقت، شديدة الحرص على عدم “مُعاداة الساميّة” كما نوّه وزير خارجيّة السويد توبياس بيلستروم في رسالته لإسرائيل، اسمحوا لي أن أؤكد لكم أن الحكومة السويدية ترفض بشدة جميع الأعمال المعادية للسامية، ونحن ملتزمون بمكافحة معاداة السامية”، وأضاف الوزير تأسف الحكومة السويديّة بشدّة عندما يُحاول المتطرّفون زرع الانقسام في مُجتمعنا، حتى عندما ينخرطون في أعمال محميّة بموجب الدستور”. يُذكر أن “التطرّف” الذي أشار إليه وزير خارجيّة السويد، بدأ بإقدام “المُتطرّفين” على حرق القرآن، لتأتي بعده حادثة الرد بحرق التوراة والإنجيل، والتي تراجع عنها الشاب السوري علوش. صحيفة “ديلي ميل” البريطانيّة قالت بأن الشرطة السويديّة تلقّت عدّة طلبات لحرق الكتب المُقدّسة، وهذه الطلبات وفقاً للصحيفة وصلت الشرطة عقب واقعة حرق القرآن، وهذا يطرح تساؤلات فيما إذا كانت السويد ستُضطر لتعديل قانونها القاضي بالسّماح بحرق الكتب السماويّة من باب حريّة التعبير، فلكل فعل، ردّة فعل.
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية: حرق التوراة حرق القرآن ة التعبیر فی السوید ة السوید نسخة من
إقرأ أيضاً:
خفايا الهجوم الإسرائيلي على سفينة “الحرية”!
بسبب طريقة تنفيذه، يمكن وصف هجوم القوات الجوية والبحرية الإسرائيلية على السفينة الأمريكية “يو إس إس ليبرتي” خلال حرب الأيام الستة بأنه الأكثر جدلا في تاريخ البحرية الأمريكية.
على الرغم من أن التأكيدات الرسمية من الجانبين تعزو هذا الهجوم الكبير على سفينة “الحرية” الذي حدث في 8 يونيو 1967، إلى خطأ بسيط من قبل العسكريين الإسرائيليين، إلا أنه ظل في منأي عن الأضواء وبقي التحقيق حوله في الولايات المتحدة بصنف على أنه “سري للغاية”.
لا أحد في دوائر القرار سواء في الولايات المتحدة أو إسرائيل يرغب أو ربما يتجرأ بالنسبة لواشنطن على التوقف عند هذه الصفحة “المزعجة” في العلاقات بين الجانبين.
ملابسات هذا الهجوم المأساوي بقي من دون “يقين” رسمي بالنسبة للأمريكيين، إلا أن الشيء الوحيد المؤكد أن سفينة الاستخبارات التابعة لوكالة الأمن القومي الأمريكي “يو إس إس ليبرتي” كانت أول سفينة أمريكية تتعرض لهجوم مسلح حقيقي بعد الحرب العالمية الثانية.
هذه السفينة الأمريكية المجهزة بهوائيات واسعة ومسلحة بمدافع رشاشة فقط، أرسلت إلى المياه الدولية قبالة شمال شبه جزيرة سيناء المصرية لمراقبة الاتصالات خلال حرب عام 1967. كانت الولايات المتحدة تعتبر نفسها محايدة في ذلك الوقت. السفينة لم تكن مموهة وكان العلم الأمريكي يرفرف فوقها واسمها وعلامتها المميزة “GTR-5” ظاهرين بوضوح عليها.
حلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية فجر وصباح ذلك اليوم مرتين، واطمأن الإسرائيليون إلى أن السفينة أمريكية ووضعت علامة “محايدة” على هذه السفينة في لوحات أجهزة الرصد الإسرائيلية، إلا أن ذلك لم ينفع؟
فجأة شنت طائرات “ميراج – 3” إسرائيلية في الساعة الثانية بعد الظهر هجوما على السفينة الأمريكية بالمدافع الرشاشة عيار 30 مليميتر ودمرت هوائياتها وأسلحتها، ثم أسقطت طائرات أخرى قنابل “نابالم” على السفينة الأمريكية المنكوبة ما أدى إلى إشعال حريق بها. العلم الأمريكي الكبير سقط في وقت مبكر من الهجوم، وسارع البحارة الأمريكيون إلى رفع علم آخر، لكن الهجوم لم يتوقف.
في نفس الوقت قامت الطائرات الإسرائيلية بالتشويش على ترددات استغاثة السفينة “ليبرتي” ما أدى إلى تأخير إشارات طلب النجدة التي أرسلت إلى سفن الأسطول السادي الأمريكي المتمركزة في المتوسط.
أتبع الإسرائيليون الهجوم الجوي على السفينة الأمريكية بآخر بحري. أطلقت ثلاثة زوارق إسرائيلية طوربيدات علة سفينة “الحرية”، أصابها أحدها في جانبها الأيمن ما أسفر عن مقتل 25 من أفراد الطاقم المكون من 290 بحارا، كما أغرق مقصورات أجهزة الاتصالات.
استهدف الهجوم الإسرائيلي أيضا أطواق ومراكب النجاة على ظهر السفينة. تواصل الهجوم المزدوج ساعة وخمسة وعشرين دقيقة وأسفر عن مقتل 34 بحارا وفنيا وجرح 171 آخرين.
في النهاية بقيت السفينة الأمريكية بصعوبة طافية على الماء، وتمكن الطاقم من تشغيل محركاتها وبدأت تدريجيا في الابتعاد عن مكان الحادث، واستعدت لاستقبال مروحيات الإسعاف المرسلة إليها من سفن الأسطول السادس.
الروايتان الأمريكية والإسرائيلية للهجوم على سفينة “الحرية” الأمريكية:
وضع الأمريكيون 3 روايات عن الهجوم، اتفقت على أمر واحد يتمثل في أنها ضربة إسرائيلية متعمدة، وأن الهدف منها منع الأمريكيين من معرفة خططها للاستيلاء على شبه جزيرة سيناء، وحجب تصرفات قواتها على الجبهة المصرية. يرتكز ذلك على ثقة في أن قيادة الجيش الإسرائيلي كانت تعرف جيدا هوية السفينة التي كانت تتمركز بالقرب من شواطئ شبه جزيرة سيناء.
علاوة على ذلك، خلص تحقيق أمريكي في الهجوم على “ليبرتي” ويعرف باسم مذكرة كليفورد إلى أن ذلك الهجوم كان ناجم عن “إهمال جسيم” من قبل إسرائيل، ولفت أيضا إلى إخفاقات في السيطرة على القيادة والاتصالات، لكنه أشار إلى عدم وجود أي دليل على نية مبيتة لدى مستوى رفيع.
إسرائيل تحملت المسؤولية عن الحادث، ودفعت تعويضات قدرها 12 مليون دولار، لكن لم تقدم اعتذارا رسميا، ولم يجر الكونغرس الأمريكي أي تحقيق مستقل في هذا الهجوم الكبير.
تل أبيب من جانبها تمسكت رسميا برواية تقول إن عسكرييها خلطوا بين السفينة الأمريكية “الحرية” وسفينة حربية مصرية، زُعم أن لها “صورة ظلية مماثلة”.
التعليق الإسرائيلي اللافت صدر في عام 2003 خلال مقابلة حول الهجوم مع العميد يفتاح سبيكتور الذي قاد الهجوم على السفينة “يو إس إس ليبرتي”.
بعد التأكيد مجددا على رواية “الخطأ” في تحديد هوية السفينة، أشار الضابط الإسرائيلي إلى أن السفينة “ليبرتي” كانت في الواقع محظوظة للغاية لأن طائراته كانت مزودة بأسلحة خفيفة فقط، مضيفا “لو كان لدي قنبلة، لكانت السفينة الآن تستريح في القاع، مثل تيتانيك. يمكنكم أن تكونوا واثقين من ذلك”.
المصدر: RT