رغم زيادة الدول الغربية ميزانيتها المخصصة للدفاع، فإن الغرب لم يواجه مثل هذا النقص في إمدادات الأسلحة منذ الحرب الكورية في خمسينيات القرن الماضي، بحسب محللين عسكريين.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، في تقرير لها، الأربعاء، إن قيمة الطلبات المتراكمة في 10 شركات فقط من أكبر شركات الدفاع في الغرب ما يزيد على 730 مليار دولار، وهو ما يعني زيادة الطلبات على الأسلحة بنحو 57% عما كانت عليه في نهاية عام 2017.

ومن ثم، فقد أبدى مسؤولون بارزون في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وفي حلف شمال الأطلسي (الناتو) مخاوف من أضرار هذا النقص في إمدادات الأسلحة على قدرة الجيوش الغربية في القتال إذا انخرطت في معارك واسعة.

واعتبرت الصحيفة أن حرب أوكرانيا كشفت أوجه قصور الدولة الغربية، فيما يتعلق بالقدرة على إنتاج المزيد من الأسلحة بسرعة في وقت الحاجة.

اقرأ أيضاً

حرب غزة.. مبيعات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل تثير انتقادات ديمقراطية لإدارة بايدن بالكونجرس 

وأدى اشتعال الحرب على غزة إلى نقص الإمدادات الغربية من بعض الأسلحة، خاصة إمدادات الصواريخ ومنظومات الدفاع الجوي، ومنظومات الحماية من أسراب الطائرات المسيَّرة التي أصبحت عنصراً أساسياً في الحرب الحديثة، بحسب الصحيفة.

ويتطلب إنتاج الأسلحة الحديثة شديدة التعقيد، آلاف القطع التي تنتجها شركات مختلفة، فعلى سبيل المثال، فإن شركة "كونجسبرج" النرويجية، التي تنتج منظومات الدفاع الجوي "ناسامز" تتولى تصميم وتجميع أنظمة الأسلحة الخاصة بها، ولكنها لا تصنع معظم المكونات، ومثلها في ذلك مثل معظم شركات السلاح الغربية.

ومعروف أن منظومة "ناسامز" تستخدم في حماية البيت الأبيض الأمريكي، واستخدمت بمعدل نجاح بلغ 100% في التصدي للطائرات المسيّرة وصواريخ كروز في حرب أوكرانيا.

ويساهم أكثر من 1500 مورّد في منتجات مصنع كونجسبرج، أما سلسلة توريد القطع المستخدمة في إنتاج منظومة "ناسامز" وحدها، فتشارك فيها أكثر من ألف شركة ومصنع في قارتين.

في هذا السياق، قال رئيس وحدة أسلحة الدفاع بشركة كونجسبرج إيريك لي، في نوفمبر/تشرين الثاني: إن "الإقبال الذي تشهده الشركة على طلب منظومات "ناسامز" للدفاع الجوي لم يكن له مثيل من قبل، ومع ذلك، فسيتعيَّن على العملاء الجدد الانتظار مدة طويلة، لأن إنتاج المنظومة يستغرق عامين، والشركة لديها طلبات متراكمة لعدة سنوات على الأقل.

اقرأ أيضاً

إعلام عبري يكشف عن أسلحة صينية في يد المقاومة بغزة.. والقسام تعلن قنص إسرائيلي بإحدها

علاوة على ذلك، تواجه صناعة الدفاع العسكري أزمة عمالة منذ مدة طويلة، إذ تسعى الشركات جاهدة للعثور على العمال ذوي المهارات المتخصصة في مختلف مستلزمات الإنتاج، من تطوير البرمجيات إلى اللحام، وأن يكون هؤلاء العمال على استعداد لتحمل الفحوصات الأمنية الطويلة التي يقتضيها العمل بهذه المصانع.

وقت وتكلفة

في الاتجاه ذاته، قالت شركة "لوكهيد مارتن" وشركة "آر تي إكس" الأمريكيتين إن مضاعفة إنتاج صواريخ "غافلين" و"ستينجر" المستخدمة بكثافة في حرب أوكرانيا يحتاج إلى نحو 4 سنوات، أي ضعف المدة المفترضة.

وأرجعت الشركتان ذلك إلى نقص الإمداد من محركات الصواريخ الصلبة. إلا أن مسؤولين في البنتاجون قالوا إن النقص لا يقتصر على المحركات، بل إن الدول الغربية تعاني نقصاً في إمدادات الرقائق والزنبركات والمحامل الكروية وغيرها من القطع المستخدمة في إنتاج هذه المنظومات.

مع ذلك، قال متحدث باسم البنتاجون، إن القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية تستطيع الاستمرار في دعم أوكرانيا وإسرائيل، وضمان استعداد الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، لأن متطلبات الأسلحة مختلفة في هذه المناطق.

وتستغرق الأسلحة الحديثة أيضاً وقتاً طويلاً لتصنيعها، وتكلفة مالية أكبر من ذي قبل، ويؤدي إلى تقليل مخزونات الدول من الأسلحة، وإطالة الوقت اللازم لاستبدالها.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "بي أيه إي سيستمز" البريطانية تشارلز وودبرن، في مقابلة أجريت معه في نوفمبر/تشرين الثاني، إن الصواريخ تشبه الطائرات المقاتلة الصغيرة، إذ تحتوي على إلكترونيات وأنظمة توجيه معقدة.

وأجرى "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" الأمريكي في أوائل عام 2023 محاكاة إلكترونية لمناورةٍ تتضمن رد الولايات المتحدة على غزو صيني مفترض لتايوان، وخلص المركز في تقديراته إلى أن أمريكا ستستنفد ترسانتها من الصواريخ البعيدة المدى المضادة للسفن خلال الأسبوع الأول فقط، ولن تستطيع الولايات المتحدة تجديد مخزونها بسرعة، لأن إنتاج الصاروخ الواحد يحتاج إلى نحو عامين.

المصدر | متابعات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أوكرانيا أسلحة إسرائيل صواريخ أمريكا فی إمدادات

إقرأ أيضاً:

إسرائيل وحربها الممنهجة

على الرغم من ظهور إسرائيل كوحش كاسر فإن الغرب، وفى صدارته الولايات المتحدة الأمريكية، يقوم باحتضانها، ويشمل الصهاينة برعايته، وهو ما شجعها على السطو وارتكاب الجرائم والمذابح ضد الفلسطينيين. ويجرى كل ذلك أمام العالم دون أن تساءل أو تحاسب أو تعاقب. واليوم وبعد دخول حربها فى غزة الشهر الثامن عشر تستمر فى ارتكاب القتل الممنهج ضد أبناء الشعب الفلسطينى الأبرياء من أطفال ونساء ليصل أعداد الشهداء إلى نحو 54 ألفا، وتتجاوز أعداد المصابين والمفقودين المائة ألف. هذا فضلا عن حملة التدمير وهدم البيوت على رؤوس قاطنيها، ومهاجمة المستشفيات بالاضافة إلى فرضها حصارًا تجويعا على الفلسطينيين.

برغم كل هذا لم يحرك المجتمع الدولي ساكنا، وعلى العكس وقف الغرب داعما لها، وتصدرت الولايات المتحدة الأمريكية منح الدعم للكيان الغاصب ماديا وعسكريا ومعنويا. أكثر من ذلك قامت بالتشويش على ما يرتكبه الكيان من جرائم، والعمل على مد طوق النجاة له فى المسرح الدولى ويجرى هذا دون أن يتم كبح جماح هذا الكيان الغاصب.وساير الغرب الموقف الأمريكى، لا سيما أنه قد اعتاد منذ 1957 ــ وهو العام الذي دشن بداية الصعود الأمريكي، وتراجع الامبراطوريتين البريطانية والفرنسية ـــ أن يكون تابعا للموقف الأمريكى حيال الأحداث الجارية فى الشرق الأوسط.

وتعد الولايات المتحدة الأمريكية هنا هى الأكبر بامتلاكها حق النقض ( الفيتو)، الذى يرفع عن إسرائيل مغبة الوقوع فى مجال المحاسبة والمساءلة، فضلا عن كونه يبرئها من أى عقاب. وعوضا عن هذا هناك الدعم الأمريكى المالى الذى تحصل عليه إسرائيل والذى تجاوز 168 مليار دولار، ويظفر الدعم العسكرى بالجزء الأكبر إذ تبلغ نسبته نحو 78%، كما يتم مد إسرائيل بأسلحة متطورة لا تمنح لغيرها من دول المنطقة. وهناك الدعم الاقتصادى الذى يبلغ نحو 35 مليار دولار على مدار التاريخ الأمريكى لإسرائيل. الجدير بالذكر أنه منذ عملية السابع من أكتوبر جرى تخصيص أكثر من 14 مليار دولار كدعم عسكرى للكيان الصهيوني، وتم تحريك مجموعتين من حاملات الطائرات مزودتين بـ 150 طائرة حربية، كما تم تحريك غواصة نووية، وبالإضافة إلى ذلك جرى دعم سياسي كبير وصل إلى حد أن رأينا الرئيس الفرنسى " ماكرون" يبادر ويعلن عن استعداده لتشكيل تحالف دولي ضد حماس، على غرار التحالف الذى تم تشكيله من قبل ضد تنظيم داعش الإرهابى، وسارع رئيس وزراء بريطانيا "ريش سوناك" فأعلن تأييده ودعمه للاسرائيليين.

ونتساءل علام هذا الدعم الكبير لإسرائيل؟ وما الأسباب وراءه لا سيما أن إسرائيل من خلاله تبدو بوصفها الدولة الاستثناء التي يغمرها الغرب بكل ما تحتاجه، ويضفى عليها ولاء منقطع النظير، ولاء قد يصل إلى درجة القداسة؟ واليوم نقول فى معرض الرد على التساؤل:إذا عُرف السبب بطل العجب، وسيكون الجواب حاضرا، بل وسيكون التكالب على إرضاء إسرائيل مبررا عندئذٍ، إذ إن المحرك وراء ذلك هو مصلحة الغرب فى المنطقة، وإسرائيل هي النبتة الخبيثة التى تم زرعها فى المنطقة قسرا كى تكون أداة لتحقيق هذه المصلحة. وعليه فإن الحب والوله بالكيان الصهيونى لم ينبعا من فراغ، وإنما تحركهما المصالح المادية الكبيرة للغرب فى منطقة الشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • قائد المنطقة الغربية: وزارة الدفاع تستقبل 250 حاجًا وحاجة من 25 دولة
  • صعود مؤشرات الأسهم الآسيوية مع اقتراب وول ستريت من مستوياتها القياسية
  • عاجل : وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي يوجه رسالة نارية للعدو الصهيوني : ما هو قادم أعظم، ولا خطوط حمراء بعد اليوم (تفاصيل)
  • إسبانيا تلغي صفقة أسلحة مع الكيان الإسرائيلي ردا على جرائمه في غزة
  • بريطانيا تقرع طبول الحرب وستارمر يعد بإنفاق مليارات الدولارات على الأسلحة
  • إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا تقفز 10% عبر “السيل التركي”
  • السيسي يوجه بتطوير شركات الأعمال وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص
  • الرئيس السيسي يوجه بمواصلة تطوير شركات قطاع الأعمال العام
  • بريطانيا تعيد تأهيل صناعتها الدفاعية: 6 مصانع أسلحة جديدة في الأفق
  • إسرائيل وحربها الممنهجة