لُقب بفنان الشعب وطارده الملك فاروق مرتين مالاتعرفه عن بيرم التونسي في ذكرى وفاته
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
يصادف اليوم الجمعة 5 يناير ذكرى وفاة الشاعر بيرم التونسي، والذي عاش حياة مأساوية منذ الصغر حتى الكبر، فتميزت أشعاره بالمصداقية والجرأة والنضال ضد الإستعمار، لقب بعدة ألقاب أبرزها فنان الشعب، وشاعر العامية، وهرم الزجل، وتميز بالإصرار والتفوق والعزيمة،ولم يقتصر عمله في كتابة الشعر بل تفوق في مجال الصحافة وعمل مع كبار النجوم أبرزهم أم كلثوم وفريد الأطرش وغيرهم.
ويبرز الفجر الفني في هذا التقرير عن قصة منفاها وحياته الشخصية
معلومات عن بيرم التونسي
أسمه الكامل محمود محمد مصطفى بيرم الحريري ولد يوم 23 مارس 1893 وتوفي يوم 5 يناير 1961، وشهرته بيرم التونسي هو شاعر مصري، ذو أصول تونسية، ويُعد من أشهر شعراء العامية المصرية.
ولد الشاعر بيرم التونسي لعائلة تونسية، كانت تعيش في مدينة الإسكندرية، بحي السيالة، في 23 مارس 1893.
دخوله إلى الصحافة
دخل بيرم مجال الصحافة حيث أصدر صحيفة المسلة، تبعها بعد ذلك بالعمل في عدة صحف مصرية. ونُفِّيَ بيرم التونسي عدة مرات؛ فقد نُفي من مصر إلى تونس ثم إلى باريس، لتبدأ حياته كشاعر منفي يحن إلى وطنه وظهر ذلك في أعماله التي كان يقوم بها وهو في المنفى.
وقامت ثورة 1952 في مصر ففرح بها بيرم وأيدها وقال فيها الأشعار والأزجال. وفي عام 1954 حصل بيرم على الجنسية المصرية. ثم دخل بيرم المجال الفني فألَّف الكثير من الأغاني والمسرحيات الغنائية وتعامل مع أم كلثوم، وفريد الأطرش، وأسمهان، ومحمد الكحلاوي، وشادية، ونور الهدى، ومحمد فوزي،
كما قدم العديد من الأعمال الإذاعية. وهو ما دفع الرئيس جمال عبد الناصر إلى منحه جائزة الدولة التقديرية عن جهوده في الأدب والفن عام 1960. ولم يمر عام على تقدير الدولة المصرية له حتى رحل عن الدنيا في مايو 1961، بعد معاناة مع مرض الربو، تاركا للأجيال التالية إرثًا كبيًرا من الأزجال والقصائد والمسرحيات، وتجربة عريضة مليئة بالدروس، خاصة في مجال النضال الاجتماعي من أجل الوطن، مما جعله يستحق عن جدارة لقب فنان الشعب، وشاعر العامية، وهرم الزجل.
قصة مأساوية يعيشها بيرم التونسي
تزوج بيرم التونسي ابنة تاجر عطارة، وتم الزواج وعاش معها في حجرة في بيت أبيها. ولكن الحياة كشرت عن أنيابها مبكرًا فأغلق بيرم محل البقالة الذي كان قد فتحه قبل الزواج، وأفلس، فلم يستسلم بيرم لذلك، فهو ليس وحده، وعلى عاتقه تقع مسئوليات زوجته، فباع المنزل الذي تركه له أبوه، وعمل في تجارة السمن من ثمن المنزل واشترى بباقي النقود بيتا صغيرا في الأنفوشي وماتت الزوجة بعد ست سنوات زواج؛ تاركة له ولدًا اسمُه محمد وبنتًا اسمها نعيمة. وحار الأب مع الطفلين، فتزوج بيرم للزواج مرة أخرى بعد 17 يومًا من موت الزوجة.
تعرف على أسباب نفي بيرم التونسي من مصر
صدر الأمر بإبعاد بيرم التونسي من مصر، ونفيه إلى تونس يوم 25 أغسطس عام 1920، في يوم كان الاحتفال بعيد الأضحى، وكان سبب الإبعاد غضب الملك فؤاد عليه بسبب قصيدته البامية الملوكي والقرع السلطاني، وبتوصية من زوج الأميرة فوقية ابنة الملك فؤاد حيث هاجمه في مقال تحت عنوان لعنة الله على المحافظ حيث كان آنذاك محافظًا للقاهرة.
وما إن وصل تونس حتى بحث عن أهل أبيه، ولكنهم طردوه ولم يساعدوه،وحاول الاتصال ببعض الكتاب التونسيين للاشتراك معهم في إصدار صحيفة، ولكن الإدارة التونسية كانت تضعه تحت المراقبة منذ وصوله، باعتباره مشاغبًا وباعث ثورات،
ولأن الدعاية التي أحاطته منذ وصوله أنه ينتمي إلى عائلة أصلها تركي وأنه كان أحد الثائرين في مصر ضد انجلترا، ولهذا كله لم يستطع ممارسة أي نشاط صحفي أو سياسي طوال فترة إقامته، وسمحوا له بالأعمال التي تحتاج قوة جسمانية، فاشتغل في بعض المحلات التجارية، ثم اكتشف أن البوليس بدأ يضيق الخناق عليه، ويتتبعه في كل مكان يذهب إليه، فيقرر الرحيل من تونس بعد أربعة أشهر.
و سافر إلى فرنسا وما إن وصل إلى ميناء مارسيليا الذي لم يحتمل المكوث فيه أكثر من ثلاثة أيام، انتقل بعدها إلى باريس التي شعر فيها بقسوة الغربة ولسعة البرد الشديد، ولا يعطل الناس عن الاستيقاظ مبكرين والتوجه إلى أعمالهم.
وفي عام 1938، تسلل بيرم إلى مصر عبر ميناء بورسعيد، واختبأ عن الأنظار حتى توسط له مدير دار الأوبرا الملكية الفنان سليمان بك نجيب، وخاطب الملك فاروق ليطلب العفو عنه،وافق الملك في مقابل أن يكتب فيه بيرم زجلا في مدحه.
العفو الملكي
جاء العفو، فانفتحت أبواب الفنانين على أشعار بيرم، والتقى بالسيدة أم كلثوم، وقدما معا أجمل أغانيها في الأربعينيات والخمسينيات مثل "شمس الأصيل"، و"الورد جميل"، و"أنا في انتظارك"، و"أهل الهوى يا ليل"، و"يا صباح الخير ياللي معانا ياللي معانا" و"القلب يعشق كل جميل" التي وصف فيها رحلته لزيارة مكة المكرمة وأداء شعائر الحج.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الفجر الفني ام كلثوم
إقرأ أيضاً:
وفاة الفنان التونسي الفاضل الجزيري بعد صراع مع المرض
توفي خلال الساعات الماضية، الفنان التونسي الفاضل الجزيري، بعد صراع مع المرض.
وُلد الفاضل الجزيري في تونس العاصمة سنة 1948، رافق والده الذي كان بائع كتب معروف في باب سويقة ومديرًا لمقهى رمسيس ونزل الزيتونة، حيث كان يلتقي الأدباء والفنانون والمسرحيون، ما شكّل بيئة ثقافية غنية صقلت شخصية الفاضل الجزيري منذ الصغر.
تلقى تعليمه في المدرسة الصادقية، أين انخرط في الفرقة الدرامية المدرسية إلى جانب أسماء بارزة أصبحت لاحقًا من رموز الثقافة التونسية، على غرار عبد الرؤوف الباسطي ورؤوف بن عمر، كما تتلمذ على يد الفنان زبير التركي في الرسم، ومحسن بن عبد الله وأحمد لَرْبي في اللغة العربية.
كان الجزيري ناشطًا طلابيًا وسياسيًا، شارك في مظاهرات 1968 وإضرابات كلية الآداب، قبل أن يسافر إلى لندن لمواصلة تكوينه الفني. وبعد عودته، أسهم في تأسيس مسرح الجنوب بقفصة سنة 1972، ثم مسرح تونس الجديد سنة 1976 مع رفيق دربه الفاضل الجعايبي، حيث قدّما معًا أعمالًا مسرحية خالدة مثل العرس، غسّالة النوادر، عرب والكريطة.
ترك بصمته في السينما، فشارك كممثل في أفلام ترافيرسي (عبور) لمحمود بن محمود، وسجنان لعبد اللطيف بن عمار، والميسيا لروبرتو روسيليني. وفي الإخراج السينمائي، قدّم سنة 2007 فيلمه المتميز ثلاثون. أما في المسرح الموسيقي، فقد ارتبط اسمه بعروض شكلت محطات في تاريخ الموسيقى في تونس مثل النوبة (1991)، الحضرة (1992) والحضرة 2010.
ومن آخر أعماله عرض "الحضرة 2" المتميز الذي قدّمه في أكثر من نسخة متجددة على امتداد سنوات، وعرض "المحفل" الذي شرف بافتتاح مهرجان قرطاج الدولي في صائفة 2023.