تحل علينا اليوم الجمعة الموافق 5 يناير عام 2024، ذكرى مولد فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، واستعرض موقع الأزهر الشريف أبرز المحطات في حياته وجاءت على النحو التالي:

مولده ونشأته

وُلِدَ أحمد محمد أحمد الطیب الحسَّاني، بقریة القُرنةِ التابعة لمحافظة الأقصر في صعید مصر، في 3 صفر 1365هـ الموافق 6 ینایر عام 1946م، لأسرةٍ صوفیة زاهدةٍ، وبیتِ عِلمٍ وصلاحٍ، ویعود نَسَبُ أسرته إلى سیدنا الحسن بن علي بن أبي طالب رضي لله عنهما.

نشَأ في القُرنة في كَنَفِ والدِه، وحَفِظَ القرآنَ وقرأَ المتونَ العلمیَّةَ على الطریقةِ الأزهریَّةِ الأصیلةِ، والتحقَ بمعهد (إسنا الدینيِّ)، ثم بمعهد (قنا الدینيِّ). ثم التحق بقسم العقیدةِ والفلسفةِ بكلیةِ أصولِ الدینِ بالقاهرة، حتَّى تخرَّجَ فيها بتفوقٍ عامَ 1969 م. تلقَّى العلمَ في الأزهر على یدِ كبارِ علمائه في جمیع مراحله التعلیمیَّة، وقد حَرصَ منذُ صِغَرِه على حُضورِ مجالسِ العلماء والصالحین، وتعلُّمِ أصولَ التربیةِ والسلوكِ والحكمةِ في الطریق إلى لله. كما شهد -في صغره- مجالسَ المُصالَحاتِ والمحاكمِ العُرفیَّةِ التي قادها جدُّه الشیخُ أحمد الطیِّب، ووالده الشیخ محمد الطیب في "ساحة الطیب"، وعندما بلغ من العمر 25 عامًا أصبح مشاركًا ومحققًا في مجالس المصالحات وفض النزاعات مع والده وأشقائه، ولا یزال حتى الآن یشارك شقيقه الأكبر الشیخ محمد في هذه المهام النبیلة.

المسيرة العلمية والتعليمية

تزخر المسيرة العلمية للشيخ أحمد الطيب بالعديد من الأنشطة العلمية، من أبرزها المشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات واللقاءات العلمية المحلية والدولية، ومنها:المؤتمرات والندوات الدولية، الملتقى الدولي التاسع عشر من أجل السلام بفرنسا، المؤتمر الإسلامي الدولي حول حقيقة الإسلام ودوره في المجتمع المعاصر بالأردن، مؤتمر القمة للاحترام المتبادل بين الأديان المنعقد في نيويورك وجامعة هارفارد، مؤتمر الأديان والثقافات «شجاعة الإنسانية الحديثة» والذي نظمته إحدى الجامعات بإيطاليا، مؤتمر الثقافة والأديان في منطقة البحر المتوسط والذي نظمته الجامعة الثالثة بروما، المؤتمر العالمي لعلماء المسلمين بإندونيسيا تحت شعار «رفع راية الإسلام رحمة للعالمين»، المؤتمرِ الدوليِ عنِ ابنِ عربيٍّ في الفترةِ من 7 – 15 مايو 1997م بمدينة مَرَّاكُشَ بالمغرب، ندوةُ بمعهدِ العالم العربي LIMA في باريس عن التصوفِ في مصر من 22  29 أبريل 1998م، مؤتمر الثقافة والسلام في مدينة ليون بفرنسا، مؤتمر حوار الأديان في ميلانو بإيطاليا.

المؤتمرات والندوات المحلية

يصعبُ حصر كل المؤتمرات التي حضرها وحاضر فيها، ولذلك فإننا نقتصر على بعض الندوات التي شارك فيها، منها: 
المؤتمرِ الدوليِّ الأولِ للفلسفةِ الإسلاميةِ بكليةِ دارِ العلومِ بالقاهرةِ 20 - 22 من أبريل سنةَ 1996م، ندوة كليةِ أصولِ الدينِ بالقاهرةِ حول قضيَّةِ تحريفِ القُرآنِ المنسوبةِ للشيعةِ الإماميَّةِ، في 1 مايو سنةَ1997م، المؤتمر العالميِّ للمجلسِ الأعلى للشئون الإسلاميةِ بالقاهرة، في الفترة من 31 مايو – 3 من يونيو 2001م.

درجاته العلمية

حَصَلَ على الإجازةِ العاليةِ (الليسانس) في العقيدةِ والفلسفةِ من جامعةِ الأزهرِ الشريفِ بتقدير عام (جيد جدًا مع مرتبة الشرف)، وكان ترتيبه الأول على قسم العقيدة والفلسفة عامَ 1969م، وعُيِّنَ مُعيدًا في قسم العقيدةِ والفلسفةِ بجامعةِ الأزهرِ في 20 جُمادى الآخِرةِ 1389هـ، الموافقِ 2 سبتمبر 1969م، بعد تخرجه بأقل من شهرين ;حصل على درجةِ التخصصِ (الماجستير) عامَ 1391هـ/1971م، وعُيِّنَ مدرِّسًا مساعدًا في العامِ نفسِه. حصل على درجةِ العالِميَّةِ (الدكتوراة) عامَ 1397هـ/ 1977م، فعُيِّنَ مدرِّسًا في قسمِ العقيدةِ والفلسفةِ. ترقَّى إلى درجةِ أستاذٍ مساعدٍ عامَ 1402هـ/ 1982م. حصلَ على الأستاذيَّةِ في17 من جُمادى الأُولى عامَ 1408هـ، الموافق 6 يناير 1988م.

رحلته العلمية إلى فرنسا

جمع الإمام الطيب بين تعاليم المنهج الأزهري والانفتاح على الثقافة الأوربية الحديثة، حيث درس اللغة الفرنسية في المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة بعدما تخرج في كلية أصول الدين، وقضى به قرابة خمس سنوات، وكان يعرف الإنجليزية من دراستها في المرحلة الثانوية الأزهرية (١٩٦٠-١٩٦٥) وفي الكلية، وترجم عددًا من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية.

هيئات علمية تولى عضويتها
شغل فضیلة الإمام الأكبر خلال مسيرته العلمیة والتعلیمیة عضویة العدید من الهيئات والمؤسسات، منها:
عضو المجلس الأعلى لمواجهة الإرهاب والتطرف منذ 23 إبريل 2018- حتى الآن، المجلس الأعلى للشئون الإسلامیة، الجمعية الفلسفية المصرية، رئیس اللجنة الدینیة باتحاد الإذاعة والتلیفزیون، عضو أكادیمیة مؤسسة آل البیت الملَكیة للفكر الإسلامي، مجمع البحوث الإسلامیة، مقرر لجنة مراجعة وإعداد معاییر التربیة بوزارة التربیة والتعلیم.

المناصب والمهام القيادية

تولى الإمام الطيب شيخُ الأزهرِ الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، العديد من المناصب والمهام القیادیة خلال مسیرته العلمیة والدعوية، فساهم من خلالها في نصرة القضايا الإنسانية العادلة، وإرساء السلام، واستعادة المكانة العالمية والريادة التاريخية التي يحظى بها الأزهر منذ أكثر من ألف عام، ومن أبرز المناصب والمهام القیادیة التي تولاها الإمام الأكبر:- يرأس فضيلته مجلس حكماء المسلمين منذ تأسيسه في 21 رمضان 1435هـ، الموافق19 يوليو 2014، حتى يومنا هذا، يرأس بيت الزكاة والصدقات المصري الذي تم إنشاؤه عام 2014، ويشرف بنفسه على جهات الإنفاق لصالح الفقراء والمحتاجين، تولى منصب شيخ الأزهر، في 3 ربيع الثاني 1431هـ، الموافق 19 مارس 2010م، حتى الآن، خلفًا للإمام الراحل أ.د/ محمد سيد طنطاوي  وهو الإمام الخمسون للجامع الأزهر، وبحكم منصبه شيخًا للأزهر، يرأس هيئة كبار العلماء، ومجمع البحوث الإسلامية، والمجلس الأعلى للأزهر يرأس فضيلته المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، وقد تم إنشاؤها عام 1428هـ، الموافق 2007م، خلال توليه منصب رئيس جامعة الأزهر، ويترأس فضيلته المؤتمرات الدولية التي تعقدها، تولى منصب رئيس جامعة الأزهر منذ غرة شعبان عام 1424هـ، الموافق 28 من سبتمبر عام 2003م، حتى الرابع من شهر ربيع الثاني عام 1431هـ، الموافق 19 مارس عام2010، اختير مفتيًا للديار المصرية، في يوم الأحد 26 ذي الحجة 1422هـ، الموافق 10 مارس 2002م، وحتى غرة شعبان 1424هـ، الموافق 27 سبتمبر 2003م، وقد أصدر خلال فترة توليه الإفتاء حوالي (2835) فتوى مسجلةً بسجلات دار الإفتاء المصرية، عين عميدًا لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان، في العام الدراسي 1999/ 2000م انتدب عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية بنين بأسوان، اعتبارًا من 22 جمادى الآخرة 1416هـ، الموافق 15 نوفمبر 1995م، انتدب عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا، اعتبارًا من 8 ربيعٍ الآخر 1411هـ، الموافق 27 أكتوبر 1990م، حتى 21 صفرٍ 1421هـ، الموافق 31 أغسطس 1991م.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف شيخ الأزهر الشريف

إقرأ أيضاً:

البحوث الإسلامية ينظيم دورة لـ تنمية المهارات الدعوية لطالبات وخريجات الدراسات الإسلامية

أعلن مجمع البحوث الإسلامية عن بدء التسجيل في دورة «تنمية المهارات الدعوية» للخريجات وطالبات الفرقة الرابعة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات جامعة الأزهر بكل فروعها، 
في إطار تنفيذ محاور العمل بالمشاركة في دعم المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان»، على أن تُنفذ الدورات بشكل مباشر بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة، وتصل الدورة ٦٠ ساعة، وذلك بالتعاون مع أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى.


قالت د. إلهام شاهين الأمين العام المساعد لشئون الواعظات بمجمع البحوث الإسلامية، إن هذه الدورة التدريبية المهمة تأتي في إطار استراتيجية الأزهر لتأهيل الطلاب والدعاة والداعيات تحت قيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب  شيخ الأزهر، بما يضمن دعم مهاراتهم الدعوية وأداء دورهم بكفاءة عالية .


أضافت د. الهام ان الدورة التدريبية تأتي ضمن الخطة التي أعلن عنها مجمع البحوث الإسلامية لدعم فعاليات المبادرة الرئاسية «بداية جديدة» من خلال تنفيذ مجموعة من الأنشطة والبرامج المتنوعة عبر سبعة محاور رئيسة.


أشارت  الأمين العام المساعد لشئون الواعظات بمجمع البحوث الإسلامية الى أن الدورة التي تنفذ بالمشاركة بين المجمع والجامعة وأكاديمية الأزهر تحقق المحور الخامس الذي أعلن عنه في خطة المجمع لدعم المبادرة، والذي يتمثل في عقد دورات تدريبية لخريجات جامعة الأزهر لتدريبهم على المشاركة الإيجابية في بناء الإنسان، من خلال عدة دورات تدريبية تستهدف تنمية المهارات الدعوية، وذلك بمشاركة أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب وكليات جامعة الأزهر.


أكدت «شاهين» أنه يمكن للطالبات والخريجات المشاركة في الدورة من خلال التسجيل وملء البيانات عبر الرابط الآتي:
https://docs.google.com/forms/d/e/1FAIpQLSebeasqOSWjhscopfYdjqCkStAB4lV-DTvszr2FeCGP5YVfEA/viewform?usp=sf_link

 

 

 

على الجانب الآخر قال  فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف إن ميلاد النبي محمد ﷺ لم يكن حدثًا عاديًّا، بل كان نقطة تحول تاريخية للبشرية جمعاء، وأن التاريخ توقف طويلًا أمام ميلاده ﷺ، لما كان لهذا الميلاد من أثر عظيم في إخراج الناس من ظلمات الجهل والشرك إلى نور الإيمان بالله الواحد الحق، وقد أحدثت دعوته ﷺ تحولًا عميقًا في العلاقات الإنسانية، حيث أسست لمجتمعات قائمة على الحب والسلام والعدل.


وأوضح وكيل الأزهر الشريف خلال كلمته في احتفالية نقابة الأشراف بالمولد النبوي الشريف بمركز الأزهر للمؤتمرات أن رسالة النبي ﷺ رسالة عالمية، حققت التوازن والعدالة بين جميع البشر، وقد جاءت هذه الشريعة العادلة لترسيخ الكرامة الإنسانية في جميع مراحل الحياة، من ميلاد الإنسان وحتى وفاته.

 

 

مقالات مشابهة

  • البحوث الإسلامية يعقد الندوة الشهرية لمجلة الأزهر حول عَضْل المرأة وأثره على الأسرة
  • وكيل الأزهر يتفقد مجمع معاهد الشروق في أول أيام العام الدراسي الجديد
  • تعرف على مواعيد العطلات الرسمية المتبقية في 2024
  • البحوث الإسلامية ينظيم دورة لـ تنمية المهارات الدعوية لطالبات وخريجات الدراسات الإسلامية
  • منطقة الإسكندرية الأزهرية تختتم فعاليات البرنامج التثقيفي "معالم المنهج الأزهري"
  • رئيس جامعة القاهرة يشارك في المؤتمر السنوي للرابطة الأوروبية لتعزيز التعاون الأكاديمي
  • رئيس جامعة القاهرة يشارك في مؤتمر الرابطة الأوروبية للتعليم الدولي بفرنسا
  • الشئون الإسلامية: اجتزاء كلمة شيخ الأزهر باحتفالية المولد النبوي يعكس التربص به
  • الأعلى للشئون الإسلامية: يوجد ثقة كبيرة بين الإمام الأكبر وبين الناس لا يمكن المساس بها
  • «الأزهر للفتوى الإلأكترونية»: كلمة شيخ الأزهر عن تفضيل الأنبياء ليست مجالا للجدل الشعبي