الخليج الجديد:
2025-07-01@03:51:42 GMT

الضربة التي لا تقتلك تقوّيك!

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

الضربة التي لا تقتلك تقوّيك!

الضربة التي لا تقتلك تقوّيك!

لجأ مجلس الحرب إلى "الموساد" ليفوّضه البحث عن "صيد ثمين"، حتى يعوّض به عن الخسائر التاريخية التي منيت بها إسرائيل.

السؤال كيف ستتعامل المقاومة مع كل هذه التحدّيات؟ سؤال خطير في ظل وضع عربي بائس وحكومات مستسلمة أو شامتة أو شريكة!

حتى لو تمكّنوا، لا سمح الله، من اغتيال كل قادة المقاومة في فلسطين وخارجها، لن يضمن لهم هذا الأمن والأمان، ولن يتمكّنوا من تصفية القضية.

في إطالة الحرب إرهاقٌ لا يُطاق للمدنيين الذين يحاصرهم العدو الصهيوني في كل لحظة بكل مكان، مما يثقل كاهل المقاومة ويضعها أمام مسؤولياتٍ جسام.

بعد هدم 70% من مباني غزّة، وحشر مليون ونصف المليون من السكان في جنوب غزّة لدفعهم في أول مناسبة نحو سيناء، يعتبر هذا التحدّي الرئيسي للقيادة السياسية.

المطلوب مزيد من الصمود وأن تتجنب المقاومة أخطاء تكتيكية جديدة، فهي تتعامل مع عدو شرس، لا يحترم عهودا ولا مواثيق، فلا تمكّنه من فرص أخرى لإضعاف معنويات مقاتليها وأنصارها.

* * *

حتى لو تمكّنوا، لا سمح الله، من اغتيال كل قادة المقاومة في فلسطين وخارجها، لن يضمن لهم هذا الأمن والأمان، ولن يتمكّنوا من تصفية القضية. هي مغروسة في وجدان الفلسطينيين، يتوارثونها جيلا بعد جيل.

الدليل أن المحتلين اغتالوا سابقا مؤسّس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، ثم قتلوا عبد العزيز الرنتيسي الذي تولّى قيادة الحركة بعده، فهل قضوا بذلك على روح المقاومة، أم حصل العكس تماما، تجذّرت "حماس" في الأرض، واكتسبت حاضنة اجتماعية أوسع، وتمكّنت من تأسيس جناح عسكري أكثر خبرة وقدرة.

قبل ذلك، راهنوا على قتل كبار زعماء منظمة التحرير واحدا تلو الآخر، وصولا الى ياسر عرفات، وظنّوا أنهم بهذا حسموا الأمر، لكن ما حصل فيما بعد يؤكد أن الحقّ لا يضيع ما دام وراءه مطالب. وكما قال الشاعر التونسي الصغير أولاد أحمد: "ولو قتلونا/ كما قتلونا/ ولو شرّدونا/ كما شرّدونا/ ولو أبعدونا/ لبرك الغماد/ لعدنا غزاة/ لهذا البلد".

للإسرائيليين خبرة طويلة في عالم الإجرام والاغتيالات، لكنهم فعلوها هذه المرّة بعد فشلهم في القضاء على "حماس" وقادتها في ظرف وجيز. وعندها لجأ مجلس الحرب إلى "الموساد" ليفوّضه البحث عن "صيد ثمين"، حتى يعوّض به عن الخسائر التاريخية التي منيت بها إسرائيل.

وتوفرت الفرصة في خطأ تكتيكي، تمثل في ترؤس نائب رئيس حركة حماس، صالح العاروري، اجتماعا في منطقة حساسة وملتهبة هي ضاحية الجنوبية في بيروت، وهم الذين يعلمون أن لبنان من أكثر دول المنطقة المعرّضة للاختراق الأمني لأسباب عديدة.

ضربة موجعة لحركة المقاومة الإسلامية، لكنها ليست الضربة القاضية. والدليل ما قاله المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، "القضاء على "حماس" كفكرة مستبعد، وإنها ليست مجرد مجموعة من الإرهابيين ليتم القضاء عليها عسكريا".

وهو ما اعتبرته المسؤولة السابقة في البنتاغون، ياسمين الجمل، "يمثل اعترافا بحقيقة أن إسرائيل لن تتمكّن من هزيمة حماس أبدا"، وأنها ربما تكون قادرة على الحدّ من قدراتها العسكرية. كما أن هذه الضربة لن تحلّ المأزق الاستراتيجي الذي تواجهه إسرائيل حاليا.

فهي قد تعجل في احتمال توسيع دائرة الحرب إذا أخذنا تهديد أمين عام حزب الله حسن نصر الله بجدّية. كما أن هذا الاغتيال سيزيد من تعقيد ملفّ الأسرى الذي يعدّ قضية مركزية حاليا في إسرائيل. الى جانب أنه لم يؤثر على معنويات المقاتلين على أرض المعركة.

وما عُرف بالانتقال إلى المرحلة الثالثة للحرب إنما هو اعتراف بالهزيمة العسكرية، لأن سحب القوات من قطاع غزّة إلى مشارف حدوده، والتقليص من عمليات القصف العشوائي، يمكن أن يُفهم تغطية على هروب الجيش من ساحة المواجهة المباشرة من المعركة.

المطلوب الآن هو مزيد من الصمود، وأن تتجنب المقاومة أخطاء تكتيكية جديدة، فهي تتعامل مع عدو شرس، لا يحترم عهودا ولا مواثيق ولا أخلاقا، فلا تمكّنه من فرص أخرى لإضعاف معنويات مقاتليها وأنصارها.

تتابع الأمة خطوات ما يجري في غزّة أكثر من أي شيء آخر، وأخشى ما تخشاه حصول انتكاسة تهدد المسار والمسيرة. ولا يعني ذلك تحميل المقاومة أكثر مما تحتمل، ولكن المطلوب تحصينها ضد كل ما من شأنه أن يُضعف من قدراتها العسكرية، ويضعها في مواقع دفاعية، بعد أن نجحت في امتصاص الرغبة الهجومية الانتقامية لقوات العدو.

في إطالة زمن الحرب إرهاقٌ لا يُطاق للمدنيين الذين يحاصرهم العدو الصهيوني في كل لحظة وفي كل مكان، وهو ما يثقل كاهل المقاومة ويضعها أمام مسؤولياتٍ جسام، فبعد هدم 70% من مباني غزّة، وحشر مليون ونصف المليون من السكان في جنوب غزّة في اتجاه الدفع بهم في أول مناسبة نحو صحراء سيناء، يعتبر هذا التحدّي الرئيسي للقيادة السياسية.

والسؤال كيف ستتعامل المقاومة مع كل هذه التحدّيات؟ سؤال خطير في ظل وضع عربي بائس وحكومات مستسلمة أو شامتة أو شريكة.

*صلاح الدين الجورشي كاتب وناشط في المجتمع المدني

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين غزة المقاومة اغتيال حماس أحمد ياسين جون كيربي العدو الصهيوني التحد ی

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تنفي حدوث تقدم في مفاوضات غزة رغم تصريحات ترامب

نفت مصادر سياسية إسرائيلية، اليوم الأحد 29 يونيو 2025، حدوث أي "تقدّم جوهري" في المحادثات غير المباشرة مع حركة حماس بشأن صفقة تبادل أسرى، رغم تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي أثارت موجة تفاؤل حذرة، بحسب ما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية.

وفي أعقاب الهجوم الذي شنه على محاكمة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، بتهم فساد، ومطالبته بـ"منح العفو لبطل عظيم، فعل الكثير من أجل إسرائيل"، على حد قوله، دعا ترامب، اليوم الأحد، إلى التوصل لاتفاق بشأن إنهاء الحرب على غزة ، وقال في منشور على "تروث سوشيال": "أبرموا الصفقة، وأعيدوا الرهائن".

وصباح اليوم، شارك نتنياهو في جلسة سرّية بالمحكمة المركزية في القدس ، في محاولة جديدة لتأجيل موعد شهادته في محاكمته بتهم فساد، بعدما رفض القضاة طلبه السابق بتأجيلها لمدة أسبوعين، والذي تقدم به بذرائع وجود "تطورات إقليمية ودولية" في أعقاب الحرب على إيران، وذلك على خلفية مساعي ترامب للتوصل إلى صفقات تطبيع. وخلال الجلسة، قدّم نتنياهو مبرراته لتأجيل شهادته، بحضور ممثلي النيابة العامة.

ويعقد نتنياهو، الأحد، اجتماعًا للكابينيت الأمني والسياسي لبحث ملف المفاوضات حول صفقة التبادل والوضع في قطاع غزة؛ فيما يستعد وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، للتوجه إلى واشنطن، لإجراء مباحثات مع مسؤولين في البيت الأبيض حول مستقبل الحرب على غزة وإمكانية التوصل إلى صفقة.

وقالت المصادر الإسرائيلية إن "المفاوضات ما زالت في مرحلة الاتصالات غير المباشرة، من خلال محادثات متواصلة بين إسرائيل وكل من قطر ومصر، إلى جانب جهود المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف".

وأضافت أن "حماس لم تقدّم حتى الآن ردًا رسميًا على المقترح الإسرائيلي المعدّل وفق مبادرة ويتكوف"، مشيرة إلى أن الوسطاء يسعون إلى جمع الطرفين، ربما في الدوحة أو القاهرة، داخل "فندق واحد"، بحيث "تُدار المفاوضات من غرفة إلى أخرى".

وأكدت إسرائيل، وفق القناة، أنها "لن ترسل وفدًا تفاوضيًا من طرفها ما لم تتلقَّ إشارة واضحة من حماس على أنها جادة"، وذلك "تفاديًا لبثّ آمال كاذبة لدى عائلات الأسرى".

وتصريحات ترامب التي قال فيها "أعتقد أننا قريبون من اتفاق في غزة؛ تحدثت مع بعض المعنيين بالأمر، وأظن أننا سننجح في التوصّل إلى وقف لإطلاق النار خلال الأسبوع المقبل"، فاجأت الجهات السياسية في القدس.

وبحسب القناة 12، "سارعت إسرائيل إلى التوضيح أنه لم تُسجَّل اختراقات في المحادثات، ولم تُنقَل مسودات جديدة، ولم تُجرَ تعديلات على المبادرة المطروحة"، معتبرة أن ما قاله ترامب "تعبير عن أمنية شخصية وليس استنادًا إلى معلومات استخباراتية راسخة".

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى وجود عقبتين رئيسيتين تُعيقان الاتفاق: الأولى تتعلق بإستراتيجية حماس التي "تتمثل في الاحتفاظ بالأسرى حتى اللحظة الأخيرة"، حيث ترى إسرائيل أن الحركة تعتبر الأسرى "ورقة التفاوض المركزية المتبقية لديها".

أما العقبة الثانية، فتتعلق برفض إسرائيل لمقترح صفقة "تشمل الإفراج عن جميع الأسرى مقابل وقف إطلاق نار، حتى مع بقاء حماس ضعيفة في القطاع".

والمبادرة المتداولة حاليًا، وفق الصيغة الإسرائيلية، تقوم على مرحلتين: في الأولى "يُفرَج عن عشرة أسرى أحياء و15 جثمانًا، مقابل تهدئة لمدة 60 يومًا". وفي حال التوصّل إلى اتفاق على إنهاء الحرب، "تُفرَج دفعة إضافية من عشرة أسرى أحياء و15 جثمانًا آخرًا".

أما الخلاف المركزي، فيتعلق بمستقبل غزة، حيث تطالب إسرائيل بـ"نزع سلاح كامل لحماس، واستسلام الحركة، ونفي قادتها"، فيما تصرّ حماس على "وقف القتال وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع مقابل إطلاق سراح الأسرى".

وتعمل الإدارة الأميركية، بحسب القناة، على صيغة وسط تتمثل في "بقاء حماس كجهة هامشية فقط، ما قد يُتيح لإسرائيل القبول بسيطرة جزئية على بعض المناطق، مثل محور فيلادلفيا والمحيط الأمني للقطاع".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية اللجنة الوزارية للتشريع تصادق على إغلاق هيئة البث العام الإسرائيلية في جلسة مغلقة بمشاركة الأجهزة الأمنية – المحكمة توافق على تأجيل شهادة نتنياهو الجيش الإسرائيلي يُقر بتصاعد إرهاب المستوطنين في الضفة الأكثر قراءة وفاة طفل رضيع في إحدى حضانات الأطفال برام الله روبيو: رد إيران على الضربات الأميركية سيكون "أسوأ خطأ" زامير : الضربة الأميركية للمواقع النووية بإيران نقطة تحول بالحرب سلطة النقد تصدر تعليمات جديدة بشأن الإيداعات النقدية عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • بينهم 132 امرأة.. أكثر من 900 قتيل في إيران خلال الحرب مع إسرائيل
  • هل تنجح الولايات المتحدة في إيقاف إسرائيل عن حرب غزة؟
  • انقسام في إسرائيل بشأن إنهاء حرب غزة
  • أكثر من 900 قتيل في إيران خلال الحرب مع إسرائيل
  • إسرائيل: اجتماع الكابينت ينتهي بلا قرار حول مستقبل الحرب في غزة
  • إسرائيل لا تنتصر.. بل تغرق في وحل غزة
  • حماس: تعثّر المفاوضات بسبب إصرار إسرائيل على مواصلة الحرب
  • إسرائيل تنفي حدوث تقدم في مفاوضات غزة رغم تصريحات ترامب
  • محللون وخبراء: المهلة الزمنية التي حددها ترامب لوقف إطلاق النار بغزة غير واقعية
  • الكشف عن الخسائر المادية التي تكبدتها إسرائيل في الحرب مع إيران