ترامب يعد بوقف النار خلال أسبوع.. ومصر تتحرك لتهدئة شاملة في غزة
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
في وقتٍ تزداد فيه معاناة المدنيين في قطاع غزة تحت وطأة الجوع والقصف المتواصل، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصريحًا مفاجئًا يوم الجمعة، عبّر فيه عن تفاؤله بقرب التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس خلال الأسبوع المقبل، دون أن يقدّم تفاصيل واضحة حول مسار المفاوضات أو الجهات التي يتواصل معها.
خلال لقائه بالصحفيين، قال ترامب: "أعتقد أن الأمر قريب. لقد تحدثت للتو مع بعض المعنيين. نعتقد أننا سنحصل على وقف لإطلاق النار خلال الأسبوع المقبل".
ولكن ترامب لم يكشف عن هوية الأطراف التي تحدث معها أو طبيعة المحادثات، ما أثار دهشة المراقبين، خصوصًا مع عدم وجود مفاوضات رسمية جارية حاليًا على الأرض.
اتفاق وقف النار رهن التطبيع وصفقات سياسيةتشير تقارير إعلامية إلى أن إسرائيل، حتى اللحظة، ترفض مناقشة فكرة وقف الحرب، نظرًا لاعتبارات سياسية داخلية، حيث قد يُنظر إلى ذلك كضعف سياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ولكن، وفقًا لعودة، فإن هناك تفاهمًا متناميًا في الأوساط الدبلوماسية بأن نتنياهو قد يضطر لقبول نوع من التهدئة أو وقف إطلاق النار في إطار صفقات تطبيع مع بعض الدول العربية، وهي الملفات التي تتابعها إدارة ترامب عن كثب.
مطالب حماس.. انسحاب وضماناتمن جانبها، تشترط حماس لوقف إطلاق النار إنهاء العدوان الإسرائيلي وانسحاب الجيش من المناطق التي أعاد احتلالها في غزة بعد خرق وقف النار السابق في مارس الماضي. كما تطالب بضمانات أميركية لعدم تكرار الانتهاكات واستمرار مسار المفاوضات.
وفي موازاة هذه التطورات، تتفاقم المأساة الإنسانية في غزة مع تصاعد أعداد الضحايا المدنيين، خاصة بعد أن كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن قادة عسكريين أصدروا أوامر مباشرة بإطلاق النار على مدنيين فلسطينيين كانوا يتجهون إلى نقاط توزيع المساعدات الإنسانية.
وقالت سلطات غزة إن هذا التقرير يمثل "دليلًا إضافيًا" على جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في القطاع. ورغم نفي رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع هذه الاتهامات، فقد أفادت وزارة الصحة في غزة بمقتل نحو 550 فلسطينيًا بالقرب من مواقع توزيع المساعدات منذ أواخر مايو، غالبيتهم من المدنيين.
وفي هذا السياق، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش: "يُقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام أنفسهم وأسرهم... لا ينبغي أن يكون البحث عن الطعام حكمًا بالإعدام".
مذبحة تحت غطاء إنسانيوصفت منظمة أطباء بلا حدود ما يحدث في غزة بأنه: "مجزرة متخفية في صورة مساعدات إنسانية"،
في إشارة إلى استهداف المدنيين عند نقاط الغذاء التي يُفترض أن تكون محمية.
وفيما يتعلق بتصريحات ترامب، قال ستيف ويتكوف، المتحدث باسم مكتب المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، إنه "لا توجد معلومات مؤكدة حتى الآن عن أي اختراق وشيك بشأن وقف إطلاق النار".
وكان ويتكوف قد ساعد سابقًا فريق الرئيس جو بايدن في جهود الوساطة خلال وقف إطلاق النار السابق وإطلاق سراح الأسرى، قبل أن يتولى ترامب منصبه مجددًا مطلع هذا العام. إلا أن إسرائيل انتهكت الهدنة في مارس، عبر سلسلة من الغارات الجوية العنيفة.
استمرار الحصار وتدهور الأوضاع الإنسانيةتُصر إسرائيل على أن العمل العسكري هو السبيل الوحيد لاستعادة الأسرى المحتجزين لدى حماس، وتُواصل فرض حصار خانق على القطاع، ما تسبب في شلل شبه تام لحركة الغذاء والماء والدواء والوقود، ودفع نحو 2.1 مليون فلسطيني إلى حافة المجاعة.
وفي سياق التصعيد، كشف مصدر مطّلع أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر سيزور واشنطن خلال الأسبوع المقبل لإجراء مباحثات مع مسؤولي إدارة ترامب بشأن عدة ملفات، أبرزها غزة، وإيران، وتحضيرات محتملة لزيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض.
ومن جانبه، أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، أن التحركات الحالية لوقف إطلاق النار في غزة لا تعكس وجود صفقة مباشرة بين حماس وإسرائيل، بل تأتي ضمن جهود مصرية لفرض تهدئة شاملة في ضوء الأجواء الإيجابية التي تلت وقف الحرب بين إيران والاحتلال، معتبرًا أن تلك التطورات قد تُمهّد لوقف المجازر المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني.
وأضاف الرقب في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن طلبه من إسرائيل إسقاط ملفات عن نتنياهو ومنحه عفوًا تمثل مقدمات سياسية لاتفاق تهدئة، مضيفًا أن ترامب يسعى لإبراز نفسه كـ"رجل سلام" بعد حديثه عن وقف الحرب بين الهند وباكستان، ومبادرته لإنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران، والآن غزة. ومع ذلك، أوضح الرقب أن الإدارة الأميركية لا تطرح مشروعًا شاملًا، بل تركّز فقط على وقف مؤقت لإطلاق النار دون معالجة جذرية للصراع.
وأوضح الرقب أن الأجواء باتت إيجابية نسبيًا، لا سيما مع وصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لعقد لقاءات مباشرة مع حركة حماس، إلى جانب دعوة نتنياهو لزيارة واشنطن الأسبوع المقبل، مرجحًا أن تُشكّل هذه التطورات فرصة للإعلان عن وقف إطلاق النار.
وختم بالقول إن هذه التحركات، بالتوازي مع الدور المصري النشط، والدفع الأميركي، والانفتاح العربي، قد تفتح نافذة لإنهاء العدوان وإنقاذ المدنيين إذا استُغلت سياسيًا بشكل جاد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة قطاع غزة ترامب دونالد ترامب إسرائيل وقف إطلاق النار وقف إطلاق النار الأسبوع المقبل فی غزة
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية لـ «الأسبوع»: تصريحات ترامب بشان وقف إطلاق النار في غزة غير كافية.. ويجب التحرك نحو خطة سلام شاملة
أستاذ علوم سياسية لـ الأسبوع:
- وقف إطلاق النار في غزة مرتبط بمدى جدية الرغبة الأمريكية في الضغط الحقيقي على إسرائيل.
- وقف الحرب في غزة يتطلب موقفًا دوليا موحدا وحازما.
- ترامب يحاول إنقاذ نتنياهو من المحاكمات الجنائية.
يترقب الشعب الفلسطيني، لحظة انتهاء المعاناة التي تلاحقه منذ أكثر من عامين، والتي أدت إلى تدمير كل مقومات الحياة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسط ارتكاب مجازر وحشية ضد المدنيين العزل، التي لم تستثني أحدًا بما فيهم النساء والأطفال، وأسفرت عن سقوط ما يقرب من 180 ألف شهيد ومصاب.
وخرج الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتصريح مفاجئ أعاد آمال الشعب الفلسطيني للحياة والاستقرار مجددًا، حيث قال في مؤتمر صحفي على هامش انعقاد قمة «الناتو»، في لاهاي بهولندا: هانك اتفاقا قريبا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن مبعوثه للشرق الأوسط «ويتكوف»، أخبره بأن اتفاق غزة قريب جدًا.
وعلق الدكتور إسماعيل تركي، أستاذ العلوم السياسية، على تصريحات الرئيس الأمريكي قائلًا: إنه «لا يمكن اعتبار هذه التصريحات دليلًا قاطعًا على قرب نهاية الحرب، فالتاريخ القريب يحفل بالعديد من جولات التصعيد والتهدئة التي لم تفض إلى سلام دائم»، منوهًا أن وقف الحرب في غزة يتطلب موقفًا دوليا موحدا وحازما، وليس مجرد رغبات قد تكون مدفوعة بحسابات سياسية ضيقة.
وبشأن جدية الولايات المتحدة في هذه المفاوضات، أكد «تركي»، في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»، أنه حتى ذلك الحين، سيبقى الشك يساور الجميع حول مدى جدية الولايات المتحدة في إنهاء هذه الكارثة الإنسانية، قياسا علي نفس الأنباء التي تم الترويج لها مع زيارة ترامب إلى منطقة الخليج.
وقال إن تصريحات الرئيس الأمريكي حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تبعث بصيص من الأمل، إلا أنها تثير جملة من التساؤلات المشروعة حول توقيتها وجدية هذه الرغبة، خاصة في ظل المشهد السياسي المعقد ومحاولة ترامب إنقاذ حليفه «مجرم الحرب» بنيامين نتنياهو، من المحاكمات الجنائية، كما أنقذ إسرائيل من إيران بعدما اشتدت ضرباتها الصاروخية التي طالت تل أبيب والمدن الكبرى.
وبشأن اقتراب وقف إطلاق النار في غزة، أشار إلى أن هذا الأمر مرتبط بعدة عوامل أولها، مدى جدية الرغبة الأمريكية في ترجمة هذه التصريحات إلى ضغط حقيقي وفعال على إسرائيل، لأن التصريحات لا تكفي، بل المطلوب هو تحرك دبلوماسي وسياسي يتجاوز حدود التعبير عن الرغبة ليصل إلى وضع آليات ضغط حقيقية تضمن التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل كامل، ضمن اتفاق سلام دائم وشامل.
وأشار إلى أن العامل الثاني يعتمد على مدى قدرة الوسطاء على تجاوز العقبات القائمة والتوافق على شروط مرضية للطرفين، خاصة فيما يتعلق بوقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، وإدخال المساعدات، إضافة إلى إتمام كامل لصفقة تبادل الأسرى بين الطرفين.
اقرأ أيضاًالصحة العالمية تعلن إدخال أولى شحناتها الطبية إلى غزة منذ مطلع مارس الماضي
62 شهيدًا فى غارات إسرائيلية على مناطق عدة بقطاع غزة منذ فجر اليوم
الأونروا: الفلسطينيون في قطاع غزة مهددون بالموت عطشا