العلماء يطورون مضادا حيويا جديدا.. يستهدف بكتيريا قاتلة
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
طور العلماء نوعا جديدا من المضادات الحيوية لعلاج بكتيريا "الراكدة البومانية" المقاومة لمعظم المضادات الحالية وتقتل نسبة كبيرة من الأشخاص المصابين بالعدوى.
ويمكن لـ"الراكدة البومانية" أن تسبب التهابات خطيرة في الرئتين والمسالك البولية والدم، وهي مقاومة لفئة من المضادات الحيوية واسعة الطيف تسمى الكاربابينيمات، وفقا للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وكانت البكتيريا المعروفة أيضا باسم CRAB على رأس قائمة منظمة الصحة العالمية لـ"مسببات الأمراض" المقاومة للمضادات الحيوية في عام 2017.
وفي الولايات المتحدة، تسببت البكتيريا في ما يقدر بنحو 8500 حالة عدوى بين المرضى في المستشفيات و700 حالة وفاة، في ذلك العام، وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن مركز السيطرة على الأمراض.
تمثل CRAB حوالي 2 بالمئة من حالات العدوى الموجودة في المستشفيات الأميركية، وهي أكثر شيوعا في آسيا والشرق الأوسط ويسبب ما يصل إلى 20 بالمئة من حالات العدوى في وحدات العناية المركزة في جميع أنحاء العالم.
وتزدهر البكتيريا في البيئات الطبية مثل المستشفيات ودور رعاية المسنين.
والأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالعدوى هم أولئك الذين لديهم قسطرة، أو الذين يستخدمون جهاز التنفس الصناعي، أو الذين لديهم جروح مفتوحة من الجراحة.
وأشار الباحثون في دراستهم التي نشرت، الأربعاء، في مجلة "نيتشر" إلى أنه من الصعب للغاية القضاء على العامل الممرض لدرجة أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية لم توافق على فئة جديدة من المضادات الحيوية لعلاجه منذ أكثر من 50 عاما.
لكن الباحثين، من جامعة هارفارد وشركة الرعاية الصحية السويسرية هوفمان-لاروش، يقولون إن المضاد الحيوي الجديد، زوسورابالبين، يمكن أن يقتل "الراكدة البومانية" بشكل فعال.
يقول الدكتور كينيث برادلي، من شركة "روش فارما" للأبحاث الطبية إن عقار زوسورابالبين ينتمي إلى فئته الكيميائية الخاصة وله طريقة عمل فريدة.
وقال: "هذا نهج جديد، سواء من حيث المركب نفسه، أو من حيث الآلية التي يقتل بها البكتيريا".
و"الراكدة البومانية" هي بكتيريا محمية بأغشية داخلية وخارجية، مما يجعل من الصعب علاجها.
وكان الهدف من البحث هو تحديد وضبط الجزيء الذي يمكنه عبور الأغشية وقتل البكتيريا.
وقال برادلي: "تشكل هذه الأغشية حاجزا أمام دخول الجزيئات مثل المضادات الحيوية".
وبحسب الأبحاث كان زوسورابالبين فعالاً ضد أكثر من 100 عينة سريرية من بكتيريا "الراكدة البومانية".
ويقول الباحثون إن المضاد الحيوي قلل بشكل كبير من مستويات البكتيريا لدى الفئران المصابة بالالتهاب الرئوي الناجم عن CRAB كما منع موت الفئران بالإنتان الناجم عن البكتيريا.
ولا يزال العقار اليوم في المرحلة الأولى من التجارب السريرية وفقا للباحثين.
وتحدث مقاومة مضادات الميكروبات عندما تتطور الجراثيم مثل البكتيريا والفطريات بما يكفي لتكون قادرة على البقاء على قيد الحياة عند مواجهة الأدوية المصممة لقتلها.
وتوفي حوالي 1.3 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بشكل مباشر بسبب مقاومة مضادات الميكروبات في عام 2019، وفقا لتحليل عام 2022 المنشور في مجلة "لانسيت" الطبية.
وبالمقارنة، تسبب فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز والملاريا في وفاة 860 ألف و640 ألف شخص على التوالي في ذلك العام.
عن سكاي نيوز عربيةالمصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: المضادات الحیویة
إقرأ أيضاً:
باحثو «جامعة خليفة» يطورون جهازاً شمسياً يحاكي نباتات القرم
أبوظبي: ميثا الأنسي
اكتشف فريق بحثي في «جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا» في أبوظبي، أن أداء مولّدات البخار باستخدام الطاقة الشمسية يتراجع، بسبب فقدان القدرة على امتصاص الضوء، لا بسبب الانسداد الطبيعي للمسام بوساطة الملح. واكتشف الفريق أيضاً أن وجود الملح يمكنه فعلياً أن يحسن عملية البخر، حتى في غياب الضوء، وتسهم هذه النتائج في إفساح المجال أمام استخدام الطاقة الشمسية وإنتاج المياه العذبة بكفاءة.
وتضمن الفريق البحثي الدكتور تيغون زهانغ، عميد مشارك كلية الهندسة والعلوم الفيزيائية وأستاذ الهندسة الميكانيكية، والدكتور فيصل المرزوقي، الأستاذ المشارك في الهندسة الكيميائية، ومحمد عبد السلام، مهندس أبحاث، ومحمد سجاد، خريج، والدكتورة عاكفة رازا، عالمة أبحاث.
وأوضح الفريق أن وسائل تحلية مياه البحر تعتمد، غالباً على الوقود الأُحفوري وتولد محاليل ملحية، وهي منتجات في صورة رواسب متخلفة تسهم في زيادة ملوحة مياه البحر، وتسبب الضرر للحياة المائية، ويحاكي جهاز توليد البخار من أشعة الشمس وبلورته الذي طوره أعضاء الفريق، عملية النتح الطبيعية لنباتات القرم، حيث ينتج الماء العذب من مياه البحر الحقيقية، ويجمع الملح سلبياً من دون إفراز محاليل ملحية، ولا يحتاج وقوداً أُحفورياً للتزود بالطاقة. كذلك، يمكن استخدام المولد من الطاقة الشمسية مباشرةً، لمعالجة المحاليل الملحية مع صفر إفرازات سائلة، ما يجعل الملح الجاف هو المُنتَج الجانبي الوحيد.
ويستطيع الجهاز، إذا توافر ضوء الشمس الطبيعي أن ينتج 2.2 لتر من الماء العذب، لكل متر مربع يومياً من مياه البحر الحقيقية، وهي كمية كافية لتلبية احتياجات الفرد من مياه الشرب.
أما عند تشغيل الجهاز داخل الأماكن المغلقة، فقد حقق 94% من الكفاءة فيما يتعلق بمعالجة مياه البحر الاصطناعية، بنسبة ملوحة 3.5% عند تعريضه للضوء بكثافة، تعادل كثافة الشمس.
وقال الدكتور تيغون زهانغ: «استلهمنا الطبيعة في تطوير حل يتّسم بالكفاءة والقابلية للتطوير يمكنه الإسهام في التصدي لمشكلة ندرة المياه عالمياً، ويقلل في الوقت نفسه من التأثير البيئي إلى أدنى حدٍ ممكن ويستخلص المعادن القيّمة. وتُضيء هذه الابتكارات على التطبيقات التجارية المحتملة للعمل الابتكاري في جامعة خليفة».