رابطة العالم الإسلامي تطلق "عريضة عاجلة" لإحلال السلام بغزة
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
أطلقت رابطة العالم الإسلامي اليوم الأحد، عريضة عاجلة، دعت فيها الزعماء الدينيين حول العالم إلى اتخاذ موقف موحّد، ورفع الصوت عاليًا لإحلال السلام، وإنهاء العنف، وإخماد نار الحرب في قطاع غزة، مطالِبةً القيادات الدينية والمنظمات الإنسانية بدعمها والإمضاء عليها.
واستهلت العريضة دعوتها إلى فسح المجال للقيادات الدينية للمساهمة بدورها المؤثر في صنع السلام، بعد أن أودَت الحرب الجارية بحياة ما لا يقل عن اثنين وعشرين ألف شخص في غزة، وإصابة نحو سبعة وخمسين ألفًا آخرين، وتشريد مليون ومائتي ألف من منازلهم.
وأكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور: محمد بن عبدالكريم العيسى، أن زعماء الأديان ومؤسسات المجتمع المدني، لديهم المزيد لتقديمه من أجل إحلال السلام حول العالم، ولا سيما مع ما يحظى به صوت القادة الدينيين من الترحيب والتوقير في مجتمعاتهم، وما يستندون إليه من مبادئَ مهمةٍ ذواتِ أهدافٍ مشتركة، ومن شأن تضامنهم أن يسهم في حلّ أكثر القضايا الدولية إلحاحًا وتعقيدًا، ولا سيما القضايا التي هي في أصلها “ذات جذور دينية”.
وتُمثِّل هذه الخطوة التي بادرت بها رابطة العالم الإسلامي، تمهيدًا لإنشاء تحالف بين القيادات الدينية؛ ينطلق من رسالتها الإيمانية الداعية إلى العدالة والحكمة والرحمة والإصلاح ونفع الإنسانية بعامة، كل ذلك من أجل الدعم لمناهضة أيِّ خطابٍ أو تصرُّفٍ من شأنه التحفيز على تصعيد مشاعر الكراهية والصدام والعنف، وللإسهام المتضامن والفاعل لوضع الأمور في نصابها الصحيح، بدءًا بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، واحتواء الصراع المحتدم في المنطقة، والإفراج الفوري عن جميع الرهائن من دون شروط، ومن ثم مواصلة العمل الجاد نحو دعم الجهود الخيِّرة لتحقيق سلامٍ متكاملٍ يتعايش به الجميع وفق: “منطقِهِ الحكيم” و”مُتَطلَّبه الحتمي”.
وقال الدكتور العيسى: "في مواجهة الأزمة الإنسانية الحالية في غزة، تلتزم رابطة العالم الإسلامي، متعاوِنةً مع شركائها من أتباع الأديان، بمضاعفة الجهود لوقف الحرب، وإنهاء هذه المعاناة الإنسانية، وإحلال السلام العادل والشامل". وأضاف: "ولدينا قناعة كبيرة بأن الزعماء الدينيين يجب أن يشاركوا (بتأثيرهم الروحي) بشكل أكبر من أجل السلام".
وأكد الدكتور العيسى أن الطريق إلى السلام تقوده “العزيمة الصادقة” و”المنطق الواعي”، مشيرًا إلى أن المنطقة اليوم كما هي بالأمس مسرحُ قلق واضطراب وعنف، وأنها أرضٌ مقدسةٌ احتضنت الأنبياء والمرسلين، فكان الدينُ وكانت شرائعُ سماويةٌ صار لها حضور وتأثير في تاريخنا الإنساني، وأكد فضيلتُه أن لدينا التزامًا أخلاقيًا يجب أن نعمل عليه، وذلك بالتحدث علنًا بصوت مُتَّحِدٍ وقوي وفاعل لإحداث التأثير المنشود".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: رابطة العالم الإسلامي غزة الاحتلال الإسرائيلي رابطة العالم الإسلامی
إقرأ أيضاً:
«الشعبة البرلمانية» تشارك بمؤتمر البرلمانيات المسلمات لدول «التعاون الإسلامي» في جاكرتا
جاكرتا/ وام
شاركت سمية عبدالله السويدي، ومنى راشد طحنون، عضوا مجموعة الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي في اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، اليوم «الثلاثاء»، في أعمال المؤتمر الثاني عشر للبرلمانيات المسلمات، ضمن أعمال الدورة التاسعة عشرة لمؤتمر الاتحاد المنعقد في مقر مجلس النواب بجمهورية إندونيسيا في العاصمة جاكرتا.
وتناول الاجتماع موضوع «قدرات النساء في حل المشكلات والنزاعات المحلية والإقليمية»، وموضوع «حماية المرأة المسلمة والطفل في مناطق الاحتلال والنزاعات، وبخاصة في فلسطين والبلدان الأخرى التي تعاني النزاعات».
وفي مداخلة الشعبة البرلمانية حول موضوع قدرات النساء في حل المشكلات والنزاعات المحلية والإقليمية، أكدت سمية السويدي، أن مشاركة النساء في عمليات صنع السلام تلعب دوراً محورياً في تعزيز فرص نجاح الاتفاقيات الدولية واستدامتها على المدى الطويل، وأظهرت دراسة حول تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1325 المعني بالمرأة والسلام والأمن، أن وجود النساء ضمن أطراف التفاوض في اتفاقيات السلام يزيد من احتمالية استمرار الاتفاقية لمدة عامين بنسبة 20 %، ولمدة 15 عاماً بنسبة 35%، مقارنة باتفاقيات لم تُشارك فيها النساء.
وأضافت سمية أنه رغم التأثير الإيجابي، لا تزال مشاركة النساء في مفاوضات السلام محدودة نسبياً، ففي عام 2023 بلغت نسبة النساء المشاركات في مفاوضات السلام ضمن العمليات التي تقودها الأمم المتحدة 10%، ما يعكس استمرار التحديات في تحقيق مشاركة متوازنة في عمليات السلام.
وأكدت الشعبة البرلمانية الإماراتية، أن دولة الإمارات تولي أهمية كبيرة لتمكين المرأة في العمل السياسي، وتعزيز مشاركتها الفاعلة في جهود حفظ وبناء السلام، انطلاقاً من إيمانها بأن السلام المستدام لا يمكن تحقيقه دون مشاركة شاملة للمرأة في جميع مراحله، وترجمت هذا الالتزام من خلال إطلاق الخطة الوطنية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن، والتي تهدف لدعم مشاركة المرأة في منع النزاعات، والتصدي للأزمات، والمساهمة في عمليات المصالحة وإعادة الإعمار.
وأضافت أن دولة الإمارات تحتضن المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في أبوظبي، وتواصل دعمها المالي واللوجستي للبرامج الأممية المعنية ببناء قدرات النساء في الوساطة والتفاوض.
ويُعد هذا التوجه جزءاً من رؤية الإمارات الاستراتيجية لتعزيز السلام والأمن الإقليمي والدولي من خلال شراكة عادلة وشاملة بين الجنسين، وفي عام 2019 صدر قرار رفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%.
من جانبها قالت منى طحنون، في مداخلة الشعبة البرلمانية الإماراتية حول موضوع «حماية المرأة المسلمة والطفل في مناطق الاحتلال والنزاعات، وبخاصة في فلسطين والبلدان الأخرى التي تعاني النزاعات»، إن المرأة المسلمة والطفل يواجهون في مناطق النزاع والاحتلال انتهاكات جسيمة تهدد حياتهم وكرامتهم ومستقبلهم، وإن ما يحدث في فلسطين يعد مثالاً مؤلماً لحجم المعاناة الإنسانية التي تستوجب منا وقفة تضامن حقيقية، حيث تشير الإحصائيات والتقارير الدولية إلى أنه ومنذ أكتوبر 2023، قُتل في قطاع غزة أكثر من 13 ألف طفل، وتشير التقديرات إلى أن النساء والأطفال يُشكلون ما يقارب 70% من إجمالي الضحايا المدنيين.
ولفتت إلى ضرورة حث البرلمانات على إطلاق حملة إعلامية موحدة لتسليط الضوء على أوضاع المرأة والطفل في النزاعات، وتحريك الرأي العام الدولي، والدعوة إلى محاسبة مرتكبي جرائم الحرب ضد النساء والأطفال في فلسطين وغيرها من الدول أمام المحاكم الدولية، داعية إلى تشكيل لجنة برلمانية دائمة داخل الاتحاد، مختصة برصد وتوثيق الانتهاكات بحق النساء والأطفال في مناطق النزاع، ورفع تقارير دورية للهيئات المعنية.
واستعرضت المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية العاجلة التي قدمتها دولة الإمارات خلال السنوات الأخيرة إلى العديد من الدول المتأثرة بالنزاعات.