لجريدة عمان:
2024-06-12@13:28:53 GMT

كم يجب أن يموت في غزة حتى تكون «جرائم حرب»؟

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

كم يجب أن يموت في غزة حتى تكون «جرائم حرب»؟

يدور جدل كبير في بعض وسائل الإعلام الغربية الكبرى حول ما إذا كانت أرقام القتلى في غزة منذ بداية الحرب ترقى إلى أن تكون جرائم حرب أم هي أرقام طبيعية يمكن «تقبُّلها» على هامش كل الحروب. وخرج هذا الجدل من المجتمع العسكري والأمني في الغرب وبشكل خاص في أمريكا إلى المجتمع السياسي والأكاديمي والإعلامي، وهذا الأخير ما زال في الكثير من صفحاته يتبنّى الرؤية العسكرية التي تدافع بأن «إسرائيل لم ترتكب جرائم حرب.

. ولكن عليها احتياطا أن تتجنب المدنيين»، وكأن آلاف الأطفال الذين يُقتلون يوميا تحت الركام أو في المستشفيات هم ضمن كتائب النخبة في كتائب عز الدين القسام.. وكتبت مجلة أمريكية مرموقة تقول: «إن عدد الضحايا المعلن عنهم في غزة مذهل، والصور المنقولة من هناك مفجعة، ولكن استنادا إلى بيانات جديدة وحصرية حول حجم الهجمات الإسرائيلية، فإن عدد الضحايا، رغم ارتفاعه، لا يبدو غير مناسب مع نوع التدابير المستخدمة في القانون الدولي، وتوافق المصادر العسكرية الأمريكية على ذلك».

ورغم ما في هذا الجدل وهذه النتيجة التي تتبنّاها المجلة الأمريكية كما الكثير من وسائل الإعلام الغربية من عمى عن الحقيقة الواضحة وضوح الشمس إلا أنه أيضا، يكشف عن مأزق أخلاقي خطير ينظر للحياة الإنسانية بمعايير مزدوجة.. فهي غالية جدا عندما يتعلق الأمر بالإسرائيليين أو الغرب ولا قيمة لها أبدا عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين أو العرب. وإلا فإن تلك الوسائل تقول إن «عدد الضحايا مذهل» و«الصور المنقولة من هناك مفجعة» لكنها تبقى لفلسطينيين وليست لإسرائيليين!

إن قبول إزهاق حياة أي إنسان بريء مهما كان العدد معضلة أخلاقية كبرى تكشف عن خلل نفسي أو تحوّل «حضاري» نحو التوحش، وليس الأمر جدلًا فلسفيًّا كما يقول بعض المثقفين الغربيين.. والأمر نفسه ينطبق قبول و/أو الموافقة على العقاب الجماعي ومشاهدة صور المعاناة التي يتعرَّض لها الآن أكثر من مليوني إنسان يسكنون قطاع غزة دون الحد الأدنى من احتياجات الإنسان ليبقى على قيد الحياة وفي مقدمة ذلك الماء والخبز.

وقتلت إسرائيل بشكل مباشر ومتعمد جدا أكثر من 25 ألف فلسطيني ثلاثة أرباعهم من الأطفال والنساء، وما زال هناك أكثر من عشرة آلاف شخص تحت ركام المنازل المهدمة إضافة إلى آلاف الجثث التي تحللت في الشوارع والعراء. ونقلت وسائل الإعلام بشكل مباشر الجرائم التي ارتكبت خلال قصف المستشفيات والمدارس وتجمعات النازحين وكل هؤلاء القتلى/ الشهداء والمجازر وهناك من لا يرى جرائم حرب ترتكب في غزة! رغم أن من يمتلك بعضا من الإنسانية يرى فيما تفعله إسرائيل إبادة جماعية، وترتكبها بكثير من الحقد التاريخي والأيديولوجي.

على أن النخب الغربية السياسية والثقافية والأكاديمية التي تدافع عن جرائم إسرائيل أو التي لا تراها أصلا لم تضع رقما لعدد القتلى الذي يمكن لحظة الوصول له أن تكون إسرائيل قد بدأت في ارتكاب جرائم حرب أو إبادة جماعية! على الأقل من أجل أن تظهر ببعض المصداقية أمام شعوبها التي فطنت جيدًا لتهافت السردية الإسرائيلية وبعدها عن المنطق.

لقد كشفت هذه الحرب حقيقة البعد الإنساني والقيم والمبادئ في الحضارة الغربية التي تغوّلت وتحولت إلى وحش كاسر لا يعترف إلا بنفسه ومصلحته المادية وما دون ذلك لا يعدو كونه من «سقط المتاع».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: جرائم حرب فی غزة

إقرأ أيضاً:

مرصد منظمة التعاون الإسلامي الإعلامي يوثق جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين

سجل مرصد منظمة التعاون الإسلامي الإعلامي لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين نسقا ثابتا لعمليات القتل الممنهج ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، وبخاصة في أشهر “فبراير ومارس وأبريل ومايو” لعام 2024، وذلك بمعدل يتراوح بين الألفي شهيد شهريا.

ووثّق المرصد استشهاد “3163” فلسطينيا في شهر فبراير، و”2790″ في شهر مارس، و”1788″ بشهر أبريل، و”1780″ في شهر مايو الماضي.

ويعكس ذلك هدفا ثابتا يزيد الضغط على الفلسطينيين بجانب حجب أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية وضرب القطاع الصحي؛ فيما لاحظ المرصد أن عمليات القتل بلغت ذروتها في شهر أكتوبر بواقع “8635” شهيدا، و”6619″ شهيدا في شهر نوفمبر، فيما بلغ عدد الشهداء في شهر ديسمبر “7021”، و”5031″ شهيدا سقطوا جميعهم في شهر يناير، خلال العملية العسكرية التي انتهجت سياسة الأرض المحروقة توطئة لدخول القوات البرية في الأشهر الأربعة الأولى للعدوان.

من ناحية أخرى، وثّق المرصد الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة على مدى الأيام من 4 – 9 يونيو 2024، حيث لاحظ سقوط “605” شهداء، و”1765″ جريحا، برز العدد الأكبر منهم في مجزرة مخيم النصيرات التي سقط فيها “283” شهيدا، و”816″ جريحا، وسط دمار كبير بسبب القصف الجوي والبحري والبري للمخيم.

وسجّل المرصد سقوط “37333” شهيدا فلسطينيا منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى كتابة هذا التقرير.

كما اعترفت إسرائيل بقصف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، “الأنروا” كانت تؤوي نازحين في مخيم النصيرات مما أدى إلى سقوط “30” فلسطينيا على الأقل، وذلك عقب استشهاد أكثر من 100 شخص في غارات على المنطقة الوسطى لقطاع غزة خلال 24 ساعة.

وفي السياق الإنساني، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” إن تسعة من كل عشرة أطفال في غزة لا يستطيعون تناول العناصر الغذائية الكافية لضمان نموهم وتطورهم بشكل صحي.

اقرأ أيضاًالعالمدبابات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل شمال مدينة رفح

وتعرض المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة لاقتحامات يومية، فيما أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلية موجة اعتقالات واسعة بحق الفلسطينيين في موازاة مع مسيرة الأعلام التي قادها وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير مع عدد من الوزراء الإسرائيليين المتطرفين في منطقتي باب العامود وباب الخليل مروراً بأحياء البلدة القديمة بمدينة القدس، ووصولاً إلى ساحة البراق الملاصقة للأقصى المبارك، واعتدت على عدد من الفلسطينيين والصحفيين، ورددت هتافات تحريضية تدعو لقتل العرب وإحراق البلدات الفلسطينية.

وفي الضفة الغربية، قتلت قوات الاحتلال “10” فلسطينيين معظمهم في مدينة جنين، فيما اعتقلت “166” فلسطينيا، وهدمت “13” منزلا في كل من الخليل والقدس وجنين بالإضافة إلى بناية مكونة من ثلاثة طوابق في مدينة القدس.

كما هدمت “24” منشأة تجارية وحظيرة وغرف زراعية في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.

وتزايدت هجمات المستوطنين لتصل هذا الأسبوع إلى “38” اعتداء قام خلالها المستوطنون بإضرام النيران بالأراضي الزراعية المملوكة لفلسطينيين في كل من الخليل وطولكرم ورام الله، وسرقة “120” رأس غنم في القدس، فيما بلغ مجموع الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين على مدى هذه الفترة نحو “3080” انتهاكات تشمل كل فئات الجرائم اليومية التي تقترفها القوات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة.

مقالات مشابهة

  • تحقيق أممي: "إسرائيل" ارتكبت جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة
  • لجنة أممية: "إسرائيل" ارتكبت جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة
  • لجنة تحقيق أممية تتهم إسرائيل بارتكاب "جرائم حرب" في غزة
  • لجنة تحقيق أممية إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة  
  • لجنة تحقيق أممية: "إسرائيل" ارتكبت جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة
  • الأمم المتحدة تتهم إسرائيل رسمياً بارتكاب جرائم “إبادة”
  • الدفاع المدني في قطاع غزة يشتكي العجز عن تقديم الخدمات وصعوبة انتشال جثامين القتلى تحت الأنقاض
  • بلينكن يدعو إسرائيل إلى الانسحاب من غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية
  • مرصد منظمة التعاون الإسلامي الإعلامي يوثق جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين
  • تركيا لمجلس الأمن: تحركوا لوقف جرائم إسرائيل في غزة