شاهد المقال التالي من صحافة الأردن عن سفير عُماني جديد في الأردن، عمون وافقت الحكومة على قرار حكومة سلطنة عُمَان بترشيح الشيخ فهد بن عبد الرحمن بن احمد العجيلي ليكون سفيرًا فوق العادة ومفوضا لها لدى البلاط .،بحسب ما نشر وكالة عمون، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات سفير عُماني جديد في الأردن، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
عمون - وافقت الحكومة على قرار حكومة سلطنة عُمَان بترشيح الشيخ فهد بن عبد الرحمن بن احمد العجيلي ليكون سفيرًا فوق العادة ومفوضا لها لدى البلاط الملكي الهاشمي، بحسب عدد الجريدة الرسمية الصادر الأحد.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
ماذا لو كان احمد الشرع (صوفيا)؟!
حين انتصر الرئيس السوري احمد الشرع في مهمته، واطاح بالنظام السابق لسوريا، كنت أتابع بدقة خطواته، وأنتظر ظهوره على الشاشة لأستمع الى تصريحاته، وأراقب عن كثب التفاعلات على أرض الشام، لأمنح نفسي رؤية دقيقة عن هذه التجربة، فسوريا بالتالي ذات أهمية جيو سياسية عالية، والاحداث فيها تؤثر على المنطقة والعالم.
وقد سألني أحد الفضلاء قبل مدة ماذا تقول في الشرع؟ فأجبته بالآتي: لما كنّا في طلب العلم كان يأتينا الناس من القرى ليسألوا عن الحلال والحرام في شؤون حياتهم اليومية، فنجيبهم بما نعلم، فيقولون لنا كلمة مختصرة طيبة وباللهجة العامية: (عز الله الشرع)، وهذا ما أقوله في الرجل؛ على الرغم من أني لا أعرفه، وليس لدي معه أية صلة.
بطبيعة الحال استند في تقييمي للرجل الى أدائه السياسي، وتعامله المدروس مع الأحداث، وتمتعه ببراغماتية ضرورية لهذه المرحلة، وذكائه في الحوار مع الدول، بحيث استطاع خلال فترة قصيرة أن يفرض نفسه على الواقع الدولي، ويكسب ثقة دول مهمة في الإقليم، مثل المملكة العربية السعودية، وتركيا، والأردن، ودولة قطر، وهذا مهم للغاية، ويفتح حوارا مع دول عديدة أخرى لا تقلّ أهمية لتمدَّ له يد العون، أو على الأقل لكي لا تضع العصي في دواليب مسيرته؛ وأبدى براعة في التعاطي مع ملفات معقدة مثل الملف الإسرائيلي، والروسي، والملف العراقي أيضا؛ وتعامل بطول نفس -وما يزال- مع بؤر الصراع في داخل بلاده، واعتمد سياسة ذكية في تجاوز لغة الانتقام، والحرص على الدم السوري.
ليس هذا فحسب بل كانت لديه شجاعة ليقرّ بأخطاء ارتكبت من قبل بعض عناصره سواء في الساحل او السويداء، وشجاعة مماثلة بإدخال لجان دولية للتحقيق، وإعطائه التزاما بأن المسيء سينال عقابه وفق القانون؛ والسياسي الناجح هو من يصون حرمة بلده، ويحافظ على استقلاله، ووحدة أراضيه، ويعمل لازدهاره، ولا يفرق بين مواطنيه على اختلاف اديانهم وطوائفهم وأعراقهم، ويرى أنهم في الحقوق سواء، ولا يُصدِّر العنف للخارج، ويسعى لأن يكون بلده سلما لشعبه، وسلما للعالم من حوله، وهذا -بحسب الظاهر- ما يعمل عليه الرجل حتى الآن.
ولا أستند في هذا التقييم الى الآيدلوجية الفكرية التي كان يحملها؛ فالرجل فيما مضى كانت ينتمي الى مدرسة متشددة أختلف معها في مفاصل عديدة اختلافًا شديدا، ومن ذلك: الشعور بالفوقية، والنظر الى نفسها على انها الفرقة الناجية يوم القيامة، وتشددها على الناس في كيفية الإلتزام بدينهم، وممارستها التكفير -وهذا أخطر شيء فيها- بحيث طالت بذلك مكوِّنات مهمة من شعوبنا، ودفعت البلاد والعباد الى فتن سوداء، وطالت بتكفيرها علماء اجلاء، وطالت حتى عوام الناس، بسبب أخطاء وقعت منهم، معظمها بحسن نية، ومن غير قصد.
لما دخل تنظيم الدول الإسلامية (داعش) الى مدينة الموصل، وأعلن عن (خلافة إسلامية) أصبت بإحباط شديد، فهذا الفكر ليس مؤهّلا لإدارة مدينة صغيرة فكيف سيدير دولة يمنحها وصفا تحترمه الأجيال؟! وعلى الرغم من أني وجهت له وقتها انتقادات حادة عبر وسائل الإعلام مرات عديدة لكني رأيت أن هذا لا يكفي، ولابد من فعل شيء، فاخترت موقعا جهاديا على الانترنت ينشر أدبيات هذه الجماعة، فكتبت -باسم مستعار- سلسلة من المقالات التوعوية استغرق مني نشرها أسابيع، وأشعلت الموقع جدالا، لأن العنوان الذي اخترته كان صارخا جدا، وهو: (لماذا فشل الإعلان عن الخلافة الإسلامية في القرن الواحد والعشرين)؛ كتبت هذا العنوان في وقت كان التنظيم في الذروة، ويعيش أعظم انتصاراته.
تحلّيتُ بالصبر وتفرغت لمناقشة المعلِّقين على المقالات والمعترضين، لأقوم بواجبي في تنبيه الغافلين، وإيقاظ الواهمين، ونصح المعاندين؛ وهذا أقلُّ ما يمكن فعله، وأذكر ان مما قلته في مستهل تلك المقالات:
"قد يبدو العنوان غريبا، ومستفزًّا، فقد أعلن تنظيم الدولة الاسلامية عن مشروعه في الخلافة للتوّ، وخطب (الخليفة) خطبته الأولى في جامع النوري في مدينة الموصل، ومازال هذا التنظيم في ساحات المعارك، ومازال يحقق الانتصارات تلو الانتصارات، ومازال يبسط نفوذه على كثير من الاراضي السورية والعراقية!
وأقول: العنوان لا يرصد الحاضر، بل يحكي عن المستقبل، وما ستؤول إليه الامور، ولن أفاجأ بمن ينبري ليذكِّرني بأن المستقبل غيب في علم الله، أو بمن يستفهمني باستنكار: هل تدعي معرفة المستقبل؟! كما يفعل العرّافون والمنجمون!! وأجيب الجميع: معاذ الله، فالله سبحانه وحده عنده علم الغيب، ولكنه: (الاستقراء، والتحليل، والاستنتاج)؛ فهذا العالم خلقه الله سبحانه وفق قوانين السببية، مقدمات ونتائج، فمن زرع حصد، ومن لم يزرع لم يحصد، ومن سلك طريقا مؤداه إلى الهاوية فسيهوي حتما ما لم يتوقف عن المسير".
وقلت أيضا: " ما أكتبه نصيحة قبل فوات الاوان، ودعوة لتصحيح المسار، وإعادة النظر في السلوكيات والقرارات، وإلا فإن المحذور سيقع، وسيتذكر متابعو هذا الموقع هذا العنوان الصارخ: (لماذا فشل الإعلان عن الخلافة الإسلامية في العراق والشام)، وسيتأكد لديهم أن استشفافه للنتيجة كان دقيقا.. فلا مجال للحظوظ في هذا العالم؛ والأخطاء من أية جهة صدرت لها أثمانها الباهضة، ومآلاتها القاسية"
كانت تجربة (داعش) قاسية ومرّة، وأساءت أيما إساءة الى المجتمع العراقي والسوري
وهذا ما حدث؛ فقد كانت تجربة (داعش) قاسية ومرّة، وأساءت أيما إساءة الى المجتمع العراقي والسوري، وفشلت بعد ان تركت وراءها إرثا سلبيا في غاية الخطورة ما زال الناس حتى اللحظة يتجرّعون مرارته، ويسألون الله سبحانه الّا تعود عليهم مثل تلك الأيام.
من دون شك ان السيد احمد الشرع رصد هذه التجربة، وأفاد من اخفاقاتها كثيرا، وهو اليوم يظهر بمظهر لا يمتّ الى جوانب التشدد في هذا الفكر بصلة، فهو يلبس البدلة الرسمية، وربطة العنق الحمراء، ويلتقي بالجنرال بترايوس، ويلقي كلمة على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويتصرف كسياسي محترف، وكرجل دولة، ولست أقول هذا في معرض الجرح، ولا أراه قد ابتعد عن هويته الإسلامية، بل هذا -في تقديري- ما لابد من فعله لمن يتحمّل مسؤولية دولة مثل سوريا، مؤثرة على المنطقة والعالم، ويقطنها قرابة ثلاثين مليون نسمة، وتقع على عاتقه مراعاة مصالحهم، وضمان حياة آمنة ورغيدة لهم.
هذا تقييمي للرجل حتى هذا التاريخ، ولا أدري ما سيكون أداؤه في قابل الأيام، فلكل مرحلة تقييمها، ولكني احكم على ما يظهر من سلوك الرجل وادائه.
لكن للأمانة كان وما يزال يخطر في بالي هذا السؤال:
ماذا لو كان الشرع صوفيًّا، وقام بما يقوم به اليوم من أداء وسياسات؟!
إذن.. لانهالت الأبواق لتكفيره، ووصفه بالعمالة للأجنبي، والخيانة للدين، وبيع الوطن، وبأنه صنيعة الغرب، ومن أقطاب الماسونية، وغير ذلك من اتهامات جاهزة في جعب جماعات كانت تطلقها طيلة العقود الماضية بحق عدد من القادة والزعماء في منطقتنا والعالم؛ جماعات لا يهمّها الانتصار للدين أو المصلحة العامة للأوطان بقدر ما يهمها الانتصار للانتماء السياسي لهذه العنوان أو ذاك، وتحقيق المصالح المضمرة ليس الا.
ومن نصيب الرجل أنه ليس صوفيا.. فجنّب نفسه -على الأقل- مثل هذا الصداع.