حفل تأبيني بذكرى استشهاد الفريق سليماني ورفاقه.. مشوح: قدر شعوب المنطقة أن تواجه أبشع آلة قتل وأن تحمل شعلة الحضارة
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
دمشق-سانا
أقامت السفارة الإيرانية بدمشق اليوم حفلاً تأبينياً إحياء للذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد الفريق قاسم سليماني ورفاقه في مكتبة الأسد الوطنية، تحت عنوان “دماؤكم صارت طوفان فلسطين”.
وقالت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة في كلمة لها خلال الحفل التأبيني: نحيي اليوم الذكرى الرابعة لاستشهاد القائد سليماني، الذي استشهد دفاعاً عن الحق في وجه الظلم، وناضل إلى جانب إخوانه في محور المقاومة ضد العدوّ المشترك.
وأضافت مشوح: لقد آمن سليماني بأنّ العدوّ واحد وأن الحقّ كلٌّ لا يتجزأ وأن استرداد الحقوق وصولاً إلى النصر يقتضي تعاضد قوى المقاومة وتكاملها، مشيرة إلى الجرائم الإرهابية التي ارتكبها ويرتكبها الكيان الصهيوني وأدواته سواء في سورية أو فلسطين أو إيران.
وأشارت إلى العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وقالت: إن ما يحدث لإخوتنا في غزة يدمي القلب من جرائم ووحشية فاقت كل تصوّر، مؤكدة أن قدر شعوب المنطقة أن تواجه أبشع آلة قتل وأن تحمل شعلة الحضارة.
بدوره تحدث سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق حسين أكبري في كلمته عن مناقب الشهيد سليماني ورفاقه، مثنياً على التضحيات التي قدمها هؤلاء القادة إذ باتوا مفخرة لكل حر وشريف في هذا العالم وقال: إن الشهيد سليماني لا يخص منطقة بذاتها فهو يعبّر عن الفكرة التي تقول إننا نسعى للعزة والكرامة.
وأضاف السفير أكبري: عندما نرى مشهد قوافل الشهداء فإننا نعلم من هو على حق، إننا أصحاب الأرض، وهم أصحاب المخططات التآمرية على المنطقة ومنها الإرهاب الذي واجهه الأبطال ومنهم الشهيد سليماني ورفاقه لصون عزة المنطقة.
وألقيت خلال الحفل التأبيني عدة كلمات أكدت خصال الشهيد سليماني ورفاقه ودورهم في مقاومة الاحتلالين الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة وتعزيز دور المقاومة فيها.
وتخلل الحفل عرض أفلام وثائقية قصيرة عن سيرة الشهداء قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس ورضى الموسوي وصالح العاروري، كما ألقى الشاعر الدكتور حسين جمعة قصيدة شعرية بين فيها مناقب الشهيد سليماني وصفاته الأخلاقية والبطولية ودوره الشجاع المقاوم.
حضر حفل التأبين عدد كبير من الشخصيات السياسية والعسكرية والحزبية السورية والفلسطينية وعدد من السفراء وممثلي الفصائل الفلسطينية وفعاليات اجتماعية وعلمية وثقافية ودينية وعوائل شهداء وحشد من المدعوين.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الشهید سلیمانی
إقرأ أيضاً:
فصائل فلسطينية: وقف الإبادة والتجويع واجب فوري لا يُساوَم عليه وسلاح المقاومة مرتبط بالتحرير
أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، والجبهتان "الشعبية" و"الديمقراطية"، إلى جانب "القيادة العامة" و"قوات الصاعقة"، أن وقف المجازر والتجويع الإسرائيلي في قطاع غزة هو "واجب إنساني وأخلاقي لا يحتمل التأجيل أو المقايضة"، مطالبة بإنهائه فورًا دون ربطه بأي ملفات سياسية، مثل حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم أو قضية الأسرى.
وقالت الفصائل في بيان مشترك، الخميس، إن استمرار المجازر بحق المدنيين، والحصار الذي يدفع سكان غزة نحو الموت جوعًا، لا يجوز التعامل معه كأداة للابتزاز السياسي، مؤكدة أن "حق الشعب في الحياة لا يُساوَم عليه".
وشددت الفصائل على أن "الاحتلال هو المصدر الرئيس للإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة"، وأن "المقاومة بكل أشكالها هي رد فعل مشروع وطبيعي كفلته القوانين الدولية والشرائع السماوية"، مضيفة: "سلاح المقاومة سيظل مستمرًا حتى تحقيق الأهداف الوطنية بالتحرير، وعودة اللاجئين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، عاصمتها القدس".
وحدة وطنية وإصلاح منظمة التحرير
ودعت الفصائل إلى إعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وفق ما نصّت عليه الاتفاقات الوطنية السابقة المُوقعة في القاهرة والجزائر وموسكو وبكين، وعلى رأسها إصلاح منظمة التحرير لتضم كل مكونات الشعب الفلسطيني، في الداخل والشتات.
وطالبت بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني في الداخل والخارج، على أسس وطنية وديمقراطية، من دون أي اشتراطات مسبقة، تأكيدًا على أن المشهد الفلسطيني يجب أن يبقى شأنًا داخليًا فلسطينيًا خالصًا.
وشدد البيان على أن "اليوم التالي لانتهاء العدوان على غزة، هو يوم فلسطيني بامتياز"، يتطلب تضافر جهود القوى الوطنية والسياسية والشعبية كافة، بالتوازي مع جهود الإعمار، من أجل استعادة الوحدة الوطنية وترسيخ شراكة حقيقية "تليق بصمود الشعب وتضحياته الأسطورية".
تحذير من مكافأة الاحتلال عبر دمجه في المنطقة
ورفضت الفصائل محاولات دمج الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، ووصفتها بأنها "مكافأة مجانية للعدو على جرائمه"، مؤكدة أن التطورات الأخيرة أثبتت أن "هذا الكيان هو مصدر رئيسي للشر والإرهاب في المنطقة والعالم"، وأن استمراره على أرض فلسطين المحتلة يشكل تهديدًا دائمًا للاستقرار الإقليمي والدولي.
ميدانيًا، ارتفع عدد الشهداء جراء المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة إلى 154 فلسطينيًا، بينهم 89 طفلًا، منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس الأربعاء.
وتوقعت الوزارة ارتفاع هذه الحصيلة في ظل استمرار الحصار ومنع إدخال المساعدات، محذّرة من أن "مئات الحالات الأخرى، غالبيتها من الأطفال، مهددة بالموت المحتم".
وكان برنامج الأغذية العالمي قد حذر، الأسبوع الماضي، من أن "ثلث سكان غزة لم يتناولوا الطعام منذ عدة أيام"، واصفًا الوضع بأنه "غير مسبوق في مستويات الجوع واليأس".
الاحتلال يطلق النار على الجائعين
رغم وجود آلاف الشاحنات المحمّلة بالمساعدات عند مداخل القطاع، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي منع إدخالها، أو تتحكم بتوزيعها في حال سمحت بها، بعيدًا عن إشراف الأمم المتحدة.
وأفادت وزارة الصحة، الخميس، بأن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على المدنيين الذين تجمعوا للحصول على الغذاء، ما أدى إلى استشهاد ألف و330 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 8 آلاف و818 آخرين منذ 27 أيار/ مايو الماضي.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي كامل، حرب الإبادة الجماعية في غزة، عبر القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، وسط تجاهل صارخ لكل نداءات المجتمع الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية التي أمرت بوقف العمليات العدوانية.
ووفق بيانات وزارة الصحة، خلفت هذه الإبادة أكثر من 207 آلاف ضحية بين شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 آلاف مفقود لا يزال مصيرهم مجهولًا تحت الركام، ومئات الآلاف من النازحين الذين يواجهون ظروفًا إنسانية كارثية، فيما تتفاقم المجاعة التي أودت بحياة عشرات الأطفال حتى الآن.
مقاومة حتى التحرير
وفي ختام البيان، شددت الفصائل على أن "المقاومة مستمرة ولن تتوقف إلا بزوال الاحتلال وتحقيق الأهداف الوطنية"، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني لن يرضخ للمجازر أو المجاعة أو التهجير، ولن يسمح بتحويل قضيته العادلة إلى ملف قابل للتفاوض أو المقايضة.
ودعت الفصائل إلى أوسع تحرك شعبي ورسمي عربي وإسلامي ودولي لوقف المجازر، وفتح ممرات إنسانية فورية وآمنة لإغاثة سكان القطاع، وإنقاذ ما تبقى من الأرواح في ظل ما وصفته بأنه "واحدة من أفظع الجرائم ضد الإنسانية في التاريخ الحديث".