التشكيلي إحسان بندك يعيد صياغات إبداعاته بأساليب تعبيرية معاصرة
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
عمّان ـ "العمانية": تبدو أعمال التشكيلي الأردني إحسان بندك مسكونة بالمكان العتيق وبتدوين تفاصيله على خلفيات القماش الملونة، لتنقل إحساس الفنان وانتماءه للأماكن المؤثثة بلمسات روحانية تُؤنسن المشهدَ وتمنحه الحيوية. يختار بندك (المولود عام 1957) رسم عدد من المدن الأردنية والفلسطينية؛ خاصة تلك التي تتخذ طابع القداسة، ويقدمها باللونين الأبيض والأسود، فتبدو المباني القديمة كأنها تتمازج مع النور الذي يتسرب إليها عبر الشقوق والنوافذ، وتغدو في لحظةٍ كما لو أنها هي نفسها ظلالٌ لأرواح ساكنيها، من بشر وحجر.
ففي عدد من اللوحات تمتلئ أزقة المكان بالعابرين والبائعين والمتجولين من النساء والرجال، وتعكس الملابس التي يرتدونها التنوعَ الثقافي والحضاري للمدينة. ولتركز على هذه الفكرة، تغيب في لوحات بندك معالم الوجوه تماماً، بينما تبرز الملابس والحركة الحيوية، كما تبرز النوافذ المعمارية والأقوس والشرفات والقباب.
وفي هذه التجربة أيضًا قدم بندك مجموعة من البورتريهات للوجوه التي رسم ملامحها عبر خطوط عشوائية تشير بشكل عام إلى مكان العينين أو الشفتين.. وبطريقة توحي بالألم والحسرة؛ فهذه الوجوه في أغلبها تم تقديمها وفق منظور سوريالي مفجع. وفي عدد من أعماله، مزج بندك الذي نال شهادة البكالوريوس في الفنون من الولايات المتحدة الأمريكية، بين الواقعية والتعبيرية، وفي هذه التجربة استخدم الألوان الترابية والهادئة التي تتمازج معاً ضمن تشكيلاتٍ تتسم بتواشج الوجوه الإنسانية والألوان.
وتمثل هذه الأعمال إحدى خلاصات بندك في بحثه بالصور الفوتوغرافية التي توثق ما كانت عليه مدينة القدس المحتلة قبل أكثر من 120 عامًا. وعمد الفنان فيها إلى إعادة رسم الصورة الفوتوغرافية بحس تعبيري حديث، ودمج الماضي بالحاضر. وهكذا جاءت الألوان في هذه الصور منسجمة مع عراقة المدن وقِدَمها من جهة، ومع حداثة اللون والتشكيل من جهة أخرى، كما في لوحات بندك عن مدينة يافا؛ حيث جعل الناسَ كما لو أنهم انعكاس لظلالهم في البحر، وهكذا لم يقدم البحر كما هو متعارف عليه، بل رسمه كما لو أنه يتكون من كل تلك الأجساد المنعكسة فيه.
وفي لوحته التي استوحاها من التهجير القسري لأهل مدينة القدس، جعل الفنان أرواح الشهداء تتعانق مع المكان، وترك خطاً أحمر في أسفل اللوحة يرمز إلى التضحيات التي قدمها الشهداء في سبيل صمود المدينة. وأنجز بندك مجموعة من اللوحات التي تشبه شريطاً طوليًّا ممتدًّا للصورة يتناول معالم المدينة في مشهد بانورامي تتراكب فيه الخطوط والأشكال، بما يقترب من التعبيرية التي تسمح بظهور أبرز معالم المدينة كالقباب والأسوار والمآذن.
في تجربة لاحقة له، قدم الفنان الذي يعمل أستاذاً للفن التشكيلي بالجامعة الأردنية ومدرساً للفن في جامعة نيويورك/ عمّان، أعمالاً في التجريد الخالص، اشتملت على أشكال تعبيرية وتداخلات رمزية واستخدامات واعية للألوان التي نهلت من التشكيلات والألوان الطبيعية التي بدت مشحونة بطاقة لونية غنية، حيث الأصالة المختزنة في الإشارات والدلالات داخل اللوحة تنسجم مع الحداثة في توزيع الكتل اللونية وفي التعامل مع الفراغات والرموز والعلامات المبثوثة في اللوحة.
وفي عدد من هذه الأعمال، ظلت أسطح اللوحات حاضنة لتشكيلات جسدية وإن غابات واندمجت في دوامات من الألوان الحارة والقوية، خاصة البرتقالي والأزرق والأحمر. تجترح أعمال حسين بندك قاموسًا لونيًّا طبيعيًّا وتجريديًّا، فهو يقدم أعماله ضمن صياغات إبداعية وأساليب تعبيرية معاصرة، حيث ينقل عين المشاهد نحو عمق الصورة التعبيرية القابعة داخل دوامات اللون، ثم يبني جسراً بين تلك الصور ومحيطها اللوني التجريدي، ليشعر المشاهد أحياناً أن ما يراه هو أشكال كانت واضحة المعالم ثم سالت لتملأ الفضاء ولم يبقَ منها غير بقعة هنا وظلّ هناك.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: عدد من
إقرأ أيضاً:
مشروع لإحياء قلعة حلب يعيد الألق لمعالمها التاريخية
حلب-سانا
أطلقت محافظة حلب مساء اليوم مشروع “شهباء من جديد” لإعادة تأهيل قلعة حلب التاريخية، ضمن مبادرة “لعيونك يا حلب” بتمويل وتنفيذ من شركة الحسن الدولية، وبإشراف مباشر من المحافظة.
وجال محافظ حلب المهندس عزام الغريب على أعمال الترميم الجارية، مؤكداً أن المشروع يركّز على تحسين البنية الجمالية والخدمية للمعالم الأثرية، بما يليق بالقيمة الحضارية للقلعة كرمز تاريخي بارز.
تفاصيل المشروع تشمل:
– تجميل الواجهة الخارجية للقلعة وتطوير الإنارة والساحات المحيطة
– ترميم المساجد والمرافق العامة داخل القلعة
– ترقية التمديدات الكهربائية والمائية
– زراعة الأشجار وتركيب حاويات قمامة
– إنشاء أكشاك سياحية وتركيب أنظمة إنارة حديثة
وأوضح محمد ياسر مولوي من صندوق “لعيونك يا حلب” أن المشروع يُموَّل من صندوق رسمي وشعبي، بالتعاون مع مديرية الآثار والمتاحف، ويهدف إلى إحياء المعلم الأثري وتعزيز جاذبيته السياحية.
من جهته أشار الدكتور هيثم الهاشمي مدير الحملة إلى أن المرحلة الحالية ستُنجز خلال ثلاثة أشهر، داعياً الأهالي والزوار إلى المشاركة المجتمعية في الحفاظ على نظافة القلعة كجزء من مسؤولية جماعية تعكس عراقة المدينة.
ويُعد المشروع نموذجاً ناجحاً للشراكة بين القطاعين العام والخاص في إحياء الإرث الثقافي لمدينة حلب التي تُعد قلعتها من أهم المعالم التاريخية في الشرق الأوسط.
2025-07-02Hassan Nasrسابق صناعيون سوريون يطالبون الأردن بفتح الأسواق لمنتجاتهم انظر ايضاً صناعيون سوريون يطالبون الأردن بفتح الأسواق لمنتجاتهمدمشق-سانا ناقشت غرفة صناعة دمشق وريفها خلال اجتماع ترأسه المهندس محمد أيمن المولوي آلية السماح
آخر الأخبار 2025-07-02صناعيون سوريون يطالبون الأردن بفتح الأسواق لمنتجاتهم 2025-07-02نتائج مخيبة تُنهي مشوار أنسيلمي مع بورتو 2025-07-02ألمانيا تدعم مبادرة “غذاء من أوكرانيا لسوريا” بثلاثة ملايين يورو إضافية 2025-07-02دليل إحصائي جديد لتحسين جودة البيانات في سوريا 2025-07-02تشيلسي يتعاقد مع البرازيلي بيدرو 2025-07-02“تكافل الشام” تكرم مبادرات شبابية في حلب 2025-07-02انطلاق المعرض التركي بدمشق: تقنيات نسيج حديثة وشراكات واعدة 2025-07-02بريطانيا تجدد التزامها بدعم العدالة وسيادة القانون في سوريا 2025-07-02افتتاح قسم النفوس بحلب بعد تطوير شامل وربط إلكتروني جديد 2025-07-02أكساد يناقش دور التعاونيات الزراعية في الوطن العربي
صور من سورية منوعات دراسة حديثة: القيلولة الطويلة قد تزيد خطر الوفاة 2025-07-02 ما هي الكوارث التي ينذر بها التغير المناخي العالم؟ 2025-07-02
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |