الانتقادات تتزايد للسلطة.. هل أصبحت جنوب أفريقيا أقرب لغزة من رام الله؟
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
تصاعدت وتيرة الانتقادات للسلطة الفلسطينية خلال الأيام الأخيرة، وذلك بسبب أنها تقف موقف المتفرج مما يجري من مجازر في قطاع غزة في الوقت الذي تحركت فيه جنوب أفريقيا على المستوى الدولي والقضائي وحركت دعوى ضد تل أبيب تتهم فيها اسرائيل بارتكاب جريمة "الإبادة الجماعية"، وهي الدعوى التي تسببت بحالة من الهلع في دوائر صنع القرار الاسرائيلية وتُعتبر التحرك الأهم على المستوى الدولي حتى الان ضد الجرائم الاسرائيلية في غزة.
وكانت جنوب أفريقيا قدمت دعوى ضد إسرائيل أمام أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، وهي محكمة العدل الدولية في لاهاي، حيث اتهمتها بارتكاب جرائم إبادة جماعية، فيما حددت المحكمة تاريخي 11 و12 كانون الثاني/ يناير الجاري لعقد جلسات الاستماع. وأعلنت عدد من دول العالم في وقت لاحق تأييدها للدعوى التي سجلتها جنوب أفريقيا ضد اسرائيل.
ويأتي الموقف الحالي الصامت للسلطة الفلسطينية تجاه التحرك القانوني الدولي ليعيد التذكير بموقف السلطة من نقل السفارة الأمريكية الى القدس في العام 2018، حيث كانت السلطة قد لجأت الى محكمة العدل الدولية لتقديم شكوى ضد الولايات المتحدة على اعتبار أن القدس أرض محتلة ولا يجوز التعامل معها خلافاً لذلك، ليتبين لاحقاً من وثائق المحكمة بأن السلطة الفلسطينية تراجعت عن الشكوى وتوقفت عن ملاحقة الولايات المتحدة في المحافل الدولية.
واشتعلت موجة من الغضب والانتقادات للسلطة الفلسطينية بسبب الموقف الصامت طوال ثلاثة شهور من المجازر التي تستهدف الفلسطينيين في غزة، فيما لم تعلن السلطة حتى تأييدها للدعوى القضائية التي أقامتها جنوب أفريقيا ضد اسرائيل والتي ستبدأ محكمة العدل الدولية النظر فيها خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأصدرت حركة مقاطعة اسرائيل (BDS)، وهي واحدة من أكبر وأنشط المنظمات الداعمة للشعب الفلسطيني على مستوى العالم، أصدرت بياناً تساءلت فيه: "لماذا لم تُصدر السلطة الفلسطينية نداءً علنياً طارئاً إلى دول العالم لدعم الدعوى القضائية ضد إسرائيل بتهمة الإبادة؟"، وأضافت: "جنوب أفريقيا تنتصر لفلسطين وتحاكم العدوّ الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية في لاهاي بتهمة الإبادة ضد شعبنا في غزة المحتلة والمحاصرة، مسجّلة سابقة تاريخية مجيدة لن ينساها شعبنا الفلسطيني".
لماذا لم تُصدر السلطة الفلسطينية نداءً علنياً طارئاً إلى دول العالم لدعم الدعوى القضائية ضد إسرائيل بتهمة الإبادة؟
1/3???? pic.twitter.com/C9Lq6mRnFs
ولفتت حركة مقاطعة اسرائيل الى أن "الدعوى التي بادرت لها جنوب أفريقيا حظيت بتأييد كل من منظمة التعاون الإسلامي وحكومات ماليزيا وتركيا والأردن وبوليفيا، حيث تطلب الدعوى من المحكمة إصدار أمر طارئ بوقف فوري ودائم لإطلاق النار وللتهجير وبإدخال المساعدات دون قيود لوقف الإبادة في غزة".
وأعاد الاعلامي المصري المعروف، والمذيع السابق في قناة الجزيرة، حافظ الميرازي التذكير بتحرك السلطة الفلسطينية السابق إزاء نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس، حيث كانت السلطة تعتزم مقاضاة الحكومة الأمريكية لوقف تنفيذ القرار الذي أصدره الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في العام 2017.
وقال الميرازي: "السابقة الأخيرة للسلطة الفلسطينية ذاتها وليس أي حكومة عربية أخرى، تتعلق بالقضية التي رفعتها فلسطين أمام محكمة العدل الدولية ضد الحكومة الأمريكية حين نفذت قرار ترامب في ديسمبر 2017 ونقلت بالفعل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس يوم 14 مايو 2018 عشية الذكرى السبعين لقيام دولة إسرائيل".
وأضاف: "محكمة العدل الدولية قبلت آنذاك القضية التي تستند إلى انتهاك اتفاقية فيينا بأن السفارة تُقام على "اراضي الدولة المستقبلة" ولا تُعتبر القدس من أراضي دولة إسرائيل، خصوصاً أن لمحكمة العدل قرارا سابقا عام 2004 يؤيد ذلك بعدم مشروعية الجدار العازل على الأراضي المحتلة".
ولفت الميرازي الى أنه "مر عامان ونصف، ولم تُنظر القضية، ثم تولى بايدن الرئاسة في يناير 2021، كما تولت رئاسة محكمة العدل في فبراير القاضية الأمريكية الحالية جوان دونوهيو خلفا للقاضي الصومالي عبدالقوي يوسف. وتحركت القضية حيث تم تحديد اول يونيو 2021 للمرافعة الشفهية لفلسطين.. فإذ بالسلطة تتقدم يوم 14 أبريل باسم فلسطين بطلب إلى محكمة العدل بتأجيل النظر في قضيتها ضد أمريكا، وحتى الآن لم نسمع من السلطة الفلسطينية متى ستواصل قضيتها القوية المقبولة من محكمة العدل الدولية بشأن القدس؟ وهل حصلت على أي شئ من وعود إدارة بايدن لها؟!".
وخلص الميرازي الى ضرورة أن نتمسك بإبقاء الشكوى الحالية في يد جنوب أفريقيا وليس السلطة الفلسطينية أو أية دولة عربية، قائلاً: "فلتبقَ الدعوى بيد جمهورية جنوب أفريقيا أفضل، لأنها تبدو للأسف، إذا عُرّبت خُرّبت أو أُجّلت!".
يشار الى أن محكمة العدل الدولية ستبدأ النظر في الشكوى المقدمة من جنوب أفريقيا يوم الخميس الـ11 من كانون ثاني/ يناير 2024، وسط اهتمام عالمي واسع، وقلق اسرائيلي بالغ، حيث أعلنت تل أبيب أنها ستوفد القاضي السابق في المحكمة العليا الإسرائيلية، أهارون باراك، للمشاركة في جلسة الاستماع أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.
يجب ان نتوقف عن مطالبة الدول العربية بالانضمام إلى جنوب إفريقيا في الدعوى المرفوعة بمحكمة العدل الدولية ضد إسرائيل لوقف أعمال الإبادة الجماعية في غزة. فهناك سوابق تاريخية لدعاوى العرب امام المحكمة وماذا حدث لها عند التعرض لمساومة واشنطن ووعودها.
فالسابقة الأخيرة للسلطة…
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة محكمة العدل الدولية غزة السل محكمة العدل الدولية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محکمة العدل الدولیة السلطة الفلسطینیة للسلطة الفلسطینیة جنوب أفریقیا ضد إسرائیل تل أبیب فی غزة
إقرأ أيضاً:
المشاط تجتمع بـ7 سفراء أفارقة لتعزيز التكامل الاقتصادي في مؤتمر «أفريقيا التي نريدها»
عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، اجتماعًا موسعًا مع 7 من سفراء الدول الأفريقية، شملت دول الجزائر، والكونغو الديمقراطية، ومالاوي، والكاميرون، وأوغندا، والسنغال؛ وذلك في إطار فعاليات المؤتمر الاقتصادي المصري الأفريقي الأول، الذي نظمته صحيفة «الأهرام إبدو» تحت عنوان «أفريقيا التي نريدها: تكامل وشراكة من أجل المستقبل».
وشهد اللقاء مناقشات حول جهود تحقيق التنمية في القارة والعلاقات المشتركة بين مصر والدول الشقيقة والصديقة من أجل مواجهة التحديات التي تواجه الدول الإفريقية، وتعزيز الترابط بين الدول من خلال مشروعات البنية التحتية المشتركة، وزيادة معدلات التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة، وخلق شراكات فعالة بين القطاع الخاص.
تعاون مشترك
وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، يُشدد باستمرار على دفع التعاون والتكامل مع دول القارة لخلق مستقبل اقتصادي مشترك، موضحة أن العمل الأفريقي المشترك السبيل الوحيد لمواجهة التحديات والصراعات وبناء نموذج تنموي يقوم على تبادل الخبرات.
وأضافت أن تحقيق التنمية في قارة أفريقيا يتوقف على توثيق الروابط والتكامل بين دول القارة التي تُعد تكتلًا اقتصاديًا غنيًا بالموارد قادر على القيام بدور محوري في الاقتصاد العالمي، مشيرة إلى أن مصر تحرص كل الحرص على بذل الجهد لوقف النزاعات والصراعات التي تعيق التنمية بدول القارة.
وأوضحت أن العلاقات التي تربط مصر بشركائها وأشقائها في قارة أفريقيا ليست مجرد رسائل دبلوماسية لكنها التزام فعالي بتعزيز العمل المشترك، من خلال نفاذ القطاع الخاص المصري للقارة عبر مشروعات بنية أساسية وتحتية هامة وتنفيذ مشروعات الربط مثل مشروع القاهرة كيب تاون، فضلًا عن التعاون المستمر لتبادل الخبرات مع دول القارة لإعداد دراسات الجدوى للمشروعات، وتعظيم الاستفادة من خبرات مصر في مجال التعاون الدولي والتمويل الإنمائي.
وأشارت الدكتورة رانيا المشاط، إلى أن اللجان المشتركة تعتبر واحدة من الآليات المبتكرة لتعزيز العلاقات، حيث انعقدت مؤخرًا اللجنة المشتركة المصرية الجزائرية؛ وهذه اللجان تساهم في تعزيز الأولويات واستكشاف مجالات التعاون المشترك.
كما أشارت «المشاط»، إلى ملف التحول الأخضر والموارد التي تتمتع بها القارة لتصبح مركزًا للطاقة المتجددة في ضوء ما تتفرد به من موارد طبيعية، وفي هذا الصدد فإن مصر ودول القارة تعزز شراكتها مع البنك الدولي لتنفيذ مبادرته الخاص بإتاحة الطاقة المتجددة لـ 300 مليون نسمة في القارة.
وتطرقت إلى دور بنك التنمية الأفريقي وغيره من المؤسسات الدولية في الدعوة إلى تعزيز مشاركة القطاع الخاص.
وقالت الوزيرة : «بصفتي محافظ مصر في البنك الدولي، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وغيرهما من المؤسسات، فإن هناك اهتماماً متزايدًا عالميًا بتعزيز التعاون مع أفريقيا. وقد أضاف البنك الأوروبي مؤخرًا دول أفريقيا جنوب الصحراء إلى دول العمليات، وهو ما يعكس الاتجاه العالمي نحو القارة».
ونوهت بأن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أطلقت في عام 2024 استراتيجية للتعاون جنوب جنوب والتعاون الثلاثي، لتعظيم الاستفادة من التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي لتوسيع نطاق الحلول التنموية وبناء شراكات عابرة للحدود. وذكرت أن التكامل مع الأشقاء الأفارقة امتداد لدور مصر التاريخي في الدفاع عن مصالح القارة.
وخلال اللقاء، أكد السفراء الأفارقة تقديرهم للجهود التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتعزيز العمل الأفريقي المشترك، ومحاولة وضع حلول جذرية لما تواجهه القارة من تحديات، وتحقيق الترابط والتكامل بين الدول على مختلف الأصعدة، خاص في ظل ما تمتلكه القارة من إمكانيات طبيعية وبشرية ثرية.
كما عبّر السفراء المشاركون، عن تقديرهم لما تقوم به وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، من جهود من خلال الدبلوماسية الاقتصادية والتنسيق في المحافل الدولية لإعلاء صوت القارة ومطالبها.
وطرح السفراء الأفارقة عددًا من المبادرات والمقترحات، أبرزها تعزيز السياحة البينية الأفريقية عبر ربط شبكات السياحة المصرية بقنوات السياحة في دول القارة لخلق مسارات جديدة، تشمل السياحة البيئية وسياحة الغابات والمناطق الطبيعية، والاستفادة من قدرة مصر على جذب السياح الأجانب لإعادة توجيه جزء من الحركة السياحية نحو دول أفريقية أخرى، فضلاً عن تعزيز التعاون في مجالات: "التعليم، الصحة، الاتصالات، وتبادل الخبرات بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص في دول القارة".