أكاديميون إسرائيليون: لهذه الأسباب.. على إسرائيل أن تقلق من المثول أمام محكمة العدل الدولية
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
تجد إسرائيل نفسها يوم الخميس، في قفص الاتهام أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية لسكان غزة، وهو ما يتخوف منه أكاديميون إسرائيليون يرجحون أن صدور حكم ولو مؤقت ستترتب عليه عواقب دبلوماسية وخيمة، وقد يؤثر بشكل حاسم على مسار الحرب في غزة.
يقول الكاتب الإسرائيلي جيرمي شارون في مقال بصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن الالتماس الذي قدمته جنوب إفريقيا إلى محكمة العدل الدولية يستند إلى العدد الهائل من المدنيين الفلسطينيين الذين قُتلوا بسبب القصف الإسرائيلي والانخفاض الشديد في إمكانية الحصول على الغذاء والماء والرعاية الطبية.
ويؤكد شارون أن التصريحات التحريضية العديدة التي أدلى بها وزراء الحكومة الإسرائيلية بشأن الفلسطينيين في غزة مثل بن غفير وسموتريتش، قد عززت موقف جنوب إفريقيا وأثبتت بأن تل أبيب كانت لديها نية مبيتة لارتكاب إبادة جماعية، وهذا سيكون عاملاً حاسماً أثناء المحاكمة.
ووفقا للتقرير، على الرغم من أن الحكم النهائي قد يستغرق سنوات، إلا أن جنوب إفريقيا طلبت من المحكمة إصدار أحكام فورية ضد إسرائيل يمكن أن تتراوح بين المطالبة بوقف شامل وفوري لإطلاق النار والتشديد على السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية للقطاع.
ويرى جيريمي شارون أن الحكم المؤقت نفسه سيكون الأكثر إضراراً بمكانة إسرائيل، حيث أشار إلى أنه سيكون من الصعب على الولايات المتحدة او أي دولة صديقة أن تواصل دعمها للدولة العبرية إذا ما صدر قرار يقضي بأنها ترتكب إبادة جماعية.
غاري لينيكر يتعرض لانتقادات بعد نشره فيديو عن "الإبادة الجماعية" للفلسطينيين في غزةأكسيوس: برقية مسربة تكشف خطة إسرائيل السرية لإسقاط ملاحقتها بتهمة الإبادة الجماعيةمطالبين بوقف "الإبادة الجماعية في غزة".. متظاهرون يقطعون جلسة لمجلس ولاية كاليفورنيا الأميركيةهل ستحصل إسرائيل على محاكمة عادلة؟يترأس المحكمة القاضية جوان دوناهيو من الولايات المتحدة، في حين يتم تعيين القضاة الدائمين الخمسة عشر من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، أما القضاء الآخرون فيأتون من عدة دول مثل فرنسا وألمانيا وأستراليا والهند وسلوفاكيا وجامايكا واليابان والبرازيل.
وسترسل كل من جنوب إفريقيا وإسرائيل قضاة رشحتهم كأعضاء خاصين في اللجنة التي تنظر في القضية، وسيكون القاضي الإسرائيلي هو رئيس المحكمة العليا السابق أهارون باراك.
لكن القضاة الآخرين يأتون من روسيا والصين والمغرب والصومال ولبنان وأوغندا، وهذا أمر إشكالي بحسب البروفيسور روبي سابيل في كلية الحقوق في تل أبيب، لأنها وفق تعبيره "بلدان ترزح تحت أنظمة استبدادية، حيث استقلال القضاء عن السلطة السياسية مشكوك فيه"، وأضاف: " هناك كتلة من القضاة المناهضين لإسرائيل، لذلك علينا أن نشعر بالقلق".
في محكمة العدل الدولية تكتّل من القضاة المناهضين لإسرائيل، لذلك علينا أن نشعر بالقلق روبي سابيلأما البروفيسور عميحاي كوهين، الخبير في القانون الدولي للنزاعات المسلحة في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، فيرى أن كلاّ من الصين وروسيا، ستكونان حذرتين قبل اتخاذ أي قرار بخصوص إجراءات الإبادة الجماعية نظراً لأنهما متهمتان بارتكاب نفس الجريمة في السنوات الأخيرة.
ومع ذلك، فهو يتفق مع مع ليبليتش بخصوص التعليقات التي أدلى بها كبار الوزراء الإسرائيليين، والتي أعطت لجنوب إفريقيا الشرعية والوثائق المطلوبة لرفع قضيتها إلى محكمة العدل الدولية، ووصف كوهين الذين أدلوا بمثل هذه التصريحات بأنهم "غير مسؤولين وسببوا لإسرائيل ضرراً كبيراً".
التداعيات القانونية والدبلوماسية والسياسية المحتملةوأشار الأكاديمي كوهين أيضاً إلى أنه حتى لو لم تجد المحكمة أن هناك أسباباً مشروعة لاتهام إسرائيل بارتكاب الإبادة الجماعية، فإنها يمكن أن تتهمها بالتحريض على الإبادة الجماعية والفشل في معاقبة هذا التحريض، وكلاهما انتهاك لاتفاقية الإبادة الجماعية.
وستترتب على ذلك سلسلة من الإجراءات ضد إسرائيل، بما فيها تعليق العمليات العسكرية فوراً وزيادة المساعدات الإنسانية وإمدادات الوقود إلى غزة.
وفي حال رفضت إسرائيل الامتثال إلى هذه الأحكام، فمن الممكن إحالة القضية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهو المخوّل بفرض عقوبات بمختلف أنواعها. ويمكن أن تشمل هذه العقوبات التجارية، أو حظر الأسلحة، أو غيرها من الإجراءات العقابية.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: تحضيرًا للمشاركة في الحرب.. نساء أوكرانيات يتدربن على حمل السلاح شاهد: عاصفة عنيفة تضرب فلوريدا وتتسبب بأضرار جسيمة وتسفر عن مقتل امرأة في ألاباما إسرائيل تمهّد لإغلاق كل المعابر البرية في قطاع غزة بعد شكوك لعمليات تهريب للأسرى قطاع غزة حركة حماس إبادة محكمة العدل الدولية الصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: قطاع غزة حركة حماس إبادة محكمة العدل الدولية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة حركة حماس قطاع غزة فلسطين طوفان الأقصى بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط فلاديمير بوتين روسيا إسرائيل غزة حركة حماس قطاع غزة فلسطين طوفان الأقصى محکمة العدل الدولیة الإبادة الجماعیة جنوب إفریقیا یعرض الآن Next قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
منظمتان حقوقيتان في إسرائيل تؤكدان ارتكاب إبادة جماعية بغزة
أكد "مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة – بتسيلم"، و"أطباء لحقوق الإنسان"، اليوم، الإثنين، ارتكاب إسرائيل لإبادة جماعية في قطاع غزة .
وحذرت المنظمتان الحقوقيتان في تقريرين أصدرتهما من اتساع الإبادة إلى مناطق فلسطينية أخرى خارج القطاع، ودعتا إلى ضرورة مواجهة الإبادة من أجل وقفها ومنع اتساعها.
ورغم ممارسات إسرائيل الوحشية في الأراضي المحتلة، إلا أن "مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة – بتسيلم" شدد في تقريره على أنه "منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، غيرت إسرائيل سياستها تجاه الفلسطينيين بشكل جذري. شنّت إسرائيل عمليّة عسكرية مكثفة في قطاع غزة، لا تزال مستمرة منذ أكثر من 21 شهرًا. ويشمل هذا الهجوم على سكان قطاع غزة القتل الجماعي وخلق ظروف معيشية كارثية تؤدي إلى أعداد هائلة من الوفيات؛ إلحاق الأضرار الجسدية أو النفسية الجسيمة بجميع سكان قطاع غزة؛ تدمير البنى التحتية والمقوّمات الحياتية على نطاق مهول؛ تدمير النسيج الاجتماعي والمؤسسات والمواقع الثقافية والتعليمية الفلسطينية؛ الاعتقالات الجماعية والتنكيل بالأسرى الفلسطينيين في السجون التي تحولت فعليًا إلى معسكرات تعذيب؛ التهجير القسري الجماعي وجعل التطهير العرقي لسكان القطاع أحد أهداف الحرب الرسمية؛ الهجوم على الهوية الفلسطينية والمتمثل في التدمير المتعمد لمخيمات اللاجئين ومحاولة إلحاق ضرر جسيم بـوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا ".
وأضاف "بتسيلم" أن "التمعّن في السّياسة الإسرائيليّة في قطاع غزة وتقصّي نتائجها المروّعة، على خلفيّة تصريحات كبار المسؤولين السياسيّين والعسكريّين الإسرائيليّين حول هدف هذا الهجوم، يقوداننا إلى استنتاج قاطع بأنّ إسرائيل تعمل بشكل منسّق وانطلاقًا من نوايا واضحة من أجل تدمير المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة. أيْ أنّ إسرائيل تنفذ إبادة جماعيّة ضدّ الفلسطينيّين سكّان قطاع غزّة.
وأفاد بأن "مصطلح الإبادة جماعيّة يصف ظاهرة اجتماعيّة - تاريخيّة – سياسيّة، ويتطرق إلى أفعال تُرتكب عمدًا بنيّة إبادة جماعة قوميّة أو إثنيّة أو عرقيّة أو دينيّة، كلّها أو جزء منها. لا يمكن تبرير الإبادة الجماعيّة تحت أيّ ظرف، لا من الناحية الأخلاقية ولا من الناحية القانونية، ولا حتى في إطار الدّفاع عن النفس".
ولفت "بتسيلم" إلى أنه "تحدث الإبادة الجماعيّة دائماً ضمن سياق: ثمة ظروف تُتيح ارتكابها وأحداث تحفّزها وأيديولوجية توجّهها. ينبغي فهم الهجوم الحاليّ الذي يستهدف الفلسطينيّين، في قطاع غزّة والفلسطينيّين بشكل عام، على خلفيّة أكثر من سبعين عامًا من نظام حُكم قمعيّ عنيف وتمييزيّ تفرضه إسرائيل على الفلسطينيّين جميعًا، وبشكله الأكثر تطرّفًا، على الفلسطينيّين في قطاع غزّة".
وأضاف أنه “منذ قيام دولة إسرائيل، عمِل نظام الأبارتهايد والاحتلال بشكل منهجيّ على مأسَسة وتفعيل آليات للسيطرة العنيفة والهندسة الديمُغرافية والتمييز وتفكيك الشعب الفلسطيني ككيان جماعي. هذه الأسس النظامية هي التي مكّنت حكومة اليمين المتطرف من استغلال الصدمة التي عاشها الجمهور الإسرائيلي جراء هجوم حماس في 7 تشرين الأول 2023، وشنّ حملة إبادة ضد الفلسطينيين".
وشدد "بتسيلم" على أنه "لا يمكن عزل الهجوم على الفلسطينيّين في قطاع غزّة عن العُنف المُتزايد الذي يُمارسه النظام نفسه بدرجات مُتفاوتة وأشكال مُتعدّدة ضدّ الفلسطينيّين الذين يعشون تحت سيطرة النظام الإسرائيلي، في الضفة الغربيّة وفي داخل إسرائيل. العُنف والتدمير في هذه المناطق آخذان في التصاعُد مع مرور الوقت وفي غياب جهاز داخليّ أو دوليّ يعمل بشكل فعّال على وقفهما. إننا نحذّر من خطر واضح وفوريّ بأنّ الإبادة الجماعيّة لن تقتصر على قطاع غزّة وأن تُطبَّق الإجراءات والتوجهات التي تكمن في أساسها على مناطق أخرى".
ومن جانبها، أشارت المنظمة الحقوقية "أطباء لحقوق الإنسان" في ورقة موقف، اليوم، إلى أنه "في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أصدر الجيش الإسرائيلي أمرا بإخلاء 22 مستشفى في مدينة غزة وشمال القطاع، ليشكل ذلك بداية هجوم غير مسبوق على نظام الرعاية الصحية في غزة. على مدار الأشهر الاثنين والعشرين الماضية، نفذت إسرائيل حملة استهداف ممنهجة للبنية التحتية الصحية في القطاع: قصفت 33 من أصل 36 مستشفى وعيادة، ومنعت عنها الوقود والمياه. قتل أو اعتقل أكثر من 1800 من العاملين والعاملات في المجال الصحي".
ووصفت المنظمة الحقوقية توثيقها الشامل لهذا الهجوم بأنه "تفكيك متعمد، تراكمي وممنهج لمنظومة الصحة في غزة، ولقدرة السكان على البقاء. وهو ما يرقى إلى مستوى جريمة الإبادة الجماعية. قصفت إسرائيل المستشفيات، ودمرت الأجهزة الطبية، واستنفدت الأدوية، مما جعل الحصول على الرعاية الطبية العاجلة والممتدة أمرا شبه مستحيل. انهار النظام الصحي تحت وطأة القصف المتواصل والحصار الخانق".
وأضافت أن "عشرات الأشخاص يموتون يوميا نتيجة سوء التغذية، وحرم 92% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين من الغذاء الكافي، فيما توفي ما لا يقل عن 85 طفلا بسبب الجوع. وهجرت إسرائيل تسعة من كل عشرة من سكان غزة، ودمرت أو ألحقت أضرارا جسيمة بـ92% من منازلهم، وحرمت أكثر من نصف مليون طفل من التعليم ومن أي روتين يضمن لهم الاستقرار والنمو الطبيعي".
وشددت المنظمة على أن إسرائيل "أبادت الخدمات الصحية الأساسية، مثل غسيل الكلى، ورعاية الأمومة، وعلاج السرطان، ورعاية الأمراض المزمنة كمرض السكري. لم تخلق إسرائيل أزمة مؤقتة، إنها انتهجت استراتيجية متعمدة لتقويض الشروط الأساسية للحياة. وحتى لو أوقفت هجومها العسكري اليوم، فإن آثار الدمار الذي تسببت به ستواصل حصد الأرواح بفعل الجوع والعدوى والأمراض المزمنة لسنوات مقبلة. هذا ليس ضررا جانبيا، وهذه ليست نتائج حرب فحسب إنما سياسة إقصاء وجودي ممنهجة. لقد خلقت إسرائيل بصورة منهجية، ظروف حياة لا تحتمل ولا تطاق، ونفت عن سكان غزة أبسط مقومات البقاء. هذه إبادة جماعية واضحة المعالم".
وطالبت "أطباء لحقوق الإنسان" بأنه يتوجب على الحكومات والهيئات الدولية أن تتحرك فورا، وأن تحمل إسرائيل مسؤولية أفعالها، من خلال: فرض وقف فوري لإطلاق النار؛ حماية نظام الرعاية الصحية في غزة وإعادة بنائه؛ استعادة آليات الدعم التابعة للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والفلسطينية؛ ضمان حرية حركة المساعدات الإنسانية دون عوائق؛ توفير الحماية الكاملة للطواقم الطبية والعاملين والعاملات في القطاع الصحي.
ورأت المنظمة أنه "تمثل هذه الخطوات إجراءات عاجلة لا غنى عنها، ويجب الشروع في تنفيذها دون إبطاء، من أجل وقف المزيد من الخسائر في الأرواح. أما القدرة المحدودة المتبقية للنظام الصحي في غزة، فتعتمد اليوم بالكامل على التزام الطواقم الطبية وصمودهم، وإليهم نهدي هذا التقرير وكل ما بقي من أمل".
المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية سموتريتش يتراجع عن انسحابه من الحكومة: "ندفع عملية استراتيجية جيدة" صحيفة: واشنطن تدرس صفقة شاملة لإنهاء حرب غزة وتحرير الرهائن إسرائيل تقرر تجميد خطة إقامة "مدينة إنسانية" على أنقاض رفح الأكثر قراءة اعتراض مسيرة "أطلقت من اليمن" بعد الهجوم على الحديدة منظمة التعاون الإسلامي تعقد اجتماعًا طارئًا لمناقشة العدوان الإسرائيلي تفاصيل الاتصال الهاتفي بين الرئيس عباس وبابا الفاتيكان الجيش الإسرائيلي يبدأ عملية برية بدير البلح وسط غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025