زيت الزيتون.. مفتاح الخصائص الوقائية في حمية البحر المتوسط
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
أشارت مراجعة بحثية جديدة إلى أن زيت الزيتون البكر الممتاز يعتبر مفتاح الخصائص الوقائية، التي يوفرها النظام الغذائي للبحر المتوسط.
وقال الباحث ريتشارد هوفمان من جامعة هيرتفوردشاير: "إن منتجي زيت الزيتون يعصرون الزيتون الطازج ويطحنونه لإخراج الزيت. وهذا ما يجعله مختلفاً عن الزيوت الأخرى التي تأتي من البذور، ويجب استخلاصها باستخدام مواد كيميائية ودرجات حرارة عالية".
وبحسب "نيو ساينتست"، يفسر هذا المنظور سبب تضارب بعض النتائج الخاصة بتأثير نظام البحر المتوسط الغذائي على مجموعات سكانية مختلفة في الدخل أو المستوى التعليمي، والتي تظهر أن الأقل دخلاً وتعليماً أقل استفادة من هذه الحمية.
وتتفق نتائج الدراسات التي قيمت فوائد نظام البحر المتوسط الغذائي على أنه يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في المقام الأول.
وقال هوفمان: "يُعتبر النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط عموماً أفضل تدخل غذائي لمنع إصابة شخص ما بنوبة قلبية أو سكتة دماغية".
وأشار البحث إلى نتائج دراسات سابقة، منها دراسة جامعة هارفارد التي وجدت أن الذين يتبعون النظام الغذائي للبحر المتوسط أقل عرضة للإصابة بالسكري بنسبة 20%، مقارنة بأولئك الذين لا يتبعونه.
واقترح البحث أيضاً أن هذه الحمية تقلل من خطر الإصابة بأشكال معينة من السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والمثانة.
وتعتمد حمية البحر المتوسط على تناول الخضروات والحبوب الكاملة والبقول والفواكه ومزيد من الأسماك، واستخدام زيت الزيتون في الطهي، وتناول القليل جداً من اللحوم الحيوانية ومنتجات الألبان.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: البحر المتوسط زیت الزیتون
إقرأ أيضاً:
الأيروجيل.. إسفنجة شمسية تحول ماء البحر إلى عذب من دون طاقة
في وقت تتزايد فيه الضغوط على مصادر المياه العذبة في العالم، قدم باحثون حلا بسيطا وواعدا يمكن أن يحدث تحولا جذريا في كيفية الحصول على مياه الشرب، وهو مادة إسفنجية فريدة تعتمد على ضوء الشمس لتحويل مياه البحر إلى مياه صالحة للشرب، من دون الحاجة إلى كهرباء أو طاقة خارجية.
ووفقا للدراسة التي نشرت في الثاني من يوليو/تموز الجاري في مجلة "إي سي إس إنرجي ليترز" يعتمد هذا الابتكار على نوع خاص من الهياكل الدقيقة يُعرف باسم "الهلام الهوائي" أو "الأيروجيل"، وهو مادة خفيفة شبيهة بالإسفنج تحتوي على فراغات مجهرية تساعد على امتصاص الماء ونقله على شكل بخار.
وفي تجربة ميدانية أجريت في ضوء الشمس الطبيعي، تمكن النظام من إنتاج نحو 3 ملاعق كبيرة من الماء النقي خلال 6 ساعات، ما يفتح الباب أمام استخدامه مستقبلا في المناطق الفقيرة بالمياه والطاقة، وفقا لـ"شي شين" المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ المساعد في قسم هندسة الطيران والملاحة الجوية، في جامعة هونغ كونغ للفنون التطبيقية.
ويضيف "شين" في تصريحات لـ"الجزيرة. نت": "يتيح ابتكارنا هذا تحلية كاملة لمياه البحر من دون الحاجة لأي مصدر طاقة خارجي، وبكفاءة لا تتأثر بحجم المادة المستخدمة، وهذا يجعله حلا بسيطا وقابلا للتوسع لتوفير المياه النظيفة".
ولطالما كانت هناك محاولات لتطوير مواد تعتمد على الشمس من أجل معالجة المياه، من أبرزها ما يعرف بـ"الهلام المائي"، الذي يعتمد على الاحتفاظ بكميات من الماء داخله، ويطلقها عند التسخين في صورة بخار نقي، لكن هذا النوع من المواد غالبا ما يكون هشا، ويعتمد على احتباس السوائل داخله.
أما الاختراع الجديد، فهو مبني على مادة الأيروجيل الأكثر صلابة، وهي مادة خفيفة لكنها جافة، تعتمد على وجود فراغات صلبة متناهية الصغر تساعد في توصيل الماء أو البخار بكفاءة. وكان التحدي في استخدام هذه المادة في فقدان كفاءتها عند زيادة حجمها، إذ تقل فعالية التبخر كلما كبر حجم الجسم المستخدم.
إعلانلكن الفريق تمكن من التغلب على هذه المشكلة عبر تقنية تصنيع ثلاثية الأبعاد، إذ خلط الباحثون أنابيب كربونية نانوية مع ألياف السليلوز المجهرية، ثم طبعوا الخليط على سطح مجمد، وهذا ساعد على تشكيل طبقات متماسكة مليئة بثقوب عمودية منتظمة لا يزيد عرضها على 20 ميكرومترا.
والنتيجة كانت مادة إسفنجية قوية وفعالة، لا يتأثر أداؤها بحجمها. وبحسب التجارب التي أجريت على قطع إسفنجية بأحجام مختلفة (من سنتيمتر واحد حتى 8 سنتيمترات)، فإن الأداء كان متساويا في كل الحالات، حيث تم إنتاج بخار الماء بنفس الكفاءة، بغض النظر عن حجم القطعة.
ويوضح المؤلف الرئيسي للدراسة أن من أبرز ما يميز هذا النظام الجديد أنه لا يحتاج إلى أي مصدر خارجي للطاقة. ففي التجربة، تم وضع القطعة الإسفنجية في كوب يحتوي على مياه البحر، ثم غطيت بغطاء بلاستيكي شفاف ومنحن.
وعند تعرض النظام لأشعة الشمس، ارتفعت حرارة سطح المادة، فتبخر الماء (لكن بدون الأملاح)، ثم تكاثف البخار على سطح الغطاء وتجمع على الأطراف، قبل أن يقطر إلى وعاء خارجي على شكل ماء عذب.
ورغم أن الكمية المنتجة كانت متواضعة في الاختبار (قرابة 3 ملاعق كبيرة من الماء خلال 6 ساعات)، فإن أهمية الاختراع تكمن في بساطته وقابليته للتوسع، حسبما يؤكد "شين"، الذي أضاف: "هذا النظام لا يعتمد على ضغط أو حرارة صناعية أو أي مكونات كهربائية. فقط ضوء الشمس، وبعض البلاستيك، ومادتنا الإسفنجية الخاصة".
ولأن المادة المطورة يمكن إنتاجها بتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، فإن تطبيقها على نطاق واسع قد يصبح ممكنا في المستقبل القريب، بحسب الفريق البحثي الذي يأمل أن يستخدم هذا الابتكار في توفير مياه الشرب بالمناطق الساحلية أو في أماكن الكوارث، أو في المناطق التي تعاني من نقص دائم في البنية التحتية للطاقة.