هل يتحقق أسوأ سيناريو للاحتلال؟.. أقصى عقوبة تنتظر إسرائيل بعد المحاكمة
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
مع انطلاق جلسات الاستماع صباح اليوم من قبل محكمة العدل الدولية لادعاء دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهم ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، تساءل كثيرون عن أقصى ما يمكن أن تتخذه المحكمة من قرارات حالة نجح الادعاء في إدانة تل أبيب فيما جرى خلال العداون الأخير على قطاع غزة.
لجأت جنوب أفريقيا إلى المحكمة انطلاقا من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها التابعة للأمم المتحدة، باعتبارها دولة طرف في الاتفاقية التي تنص على منع ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية وأن تتخذ الأطراف فيها ما يلزم لملاحقة مرتكبي تلك الجريمة.
في هذا السياق، يقول الدكتور محمد شوقي عبدالعال، أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة، إنّ أقصى قرار يمكن أن تتخذه محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل يتوقف في المقام الأول على ما ستقدمه دولة الادعاء من أدلة، وكذلك الردود التي ستدلي بها إسرائيل ردا على الاتهامات الموجهة لها.
وأوضح شوقي لـ«الوطن»، أنّه من الصعب في الوقت الحالي تحديد العقوبة التي يمكن أن تفرض على إسرائيل حال كانت هناك إدانة، إلا أنّ أقصى مدى يمكن أن تصل إليها العقوبة في ضوء الاتفاقية الخاصة بمنع جريمة الإبادة الجماعية أن تدفع إسرائيل تعويضات عما ارتكبت من جرائم.
حكم نهائي غير قابل للطعنوأكد «عبدالعال» أنّ هذا هو أقصى مدى يمكن أن يصل إليه قرار محكمة العدل الدولية بخصوص الدعوى المرفوعة من جنوب أفريقيا، إلا أنّه لفت في الوقت ذاته إلى أنّ ما يميز قرارات المحكمة أنّها باتة وملزمة وغير قابلة للطعن أو الاستئناف.
وتأتي جلسة الاستماع اليوم أمام محكمة العدل الدولية، بينما تجاوز العدوان على قطاع غزة أكثر من 90 يوما، كما أنّ أعداد الشهداء والجرحى تقدر بنحو 90 ألفا، إلى جانب مئات الآلاف من النازحين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جنوب أفريقيا إسرائيل محاكمة إسرائيل غزة محكمة العدل الدولية محکمة العدل الدولیة الإبادة الجماعیة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
ترامب يكرّر مزاعم "الإبادة الجماعية ضد البيض" بجنوب إفريقيا ويروّج لخمس روايات مضللة
في اجتماع عُقد بالمكتب البيضاوي يوم الأربعاء، أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسلسلة من التصريحات المضلّلة بشأن ما وصفه بـ"الاضطهاد" الذي تتعرض له الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا. اعلان
وخلال لقائه مع رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، قاطع ترامب ضيفه مرارًا، مصرًّا على تكرار مزاعمه، رغم محاولات رامافوزا دحضها. وقد طلب الرئيس الأمريكي من فريقه عرض تسجيل مصوّر يتضمن مقتطفات من خطابات قديمة لسياسيين جنوب أفريقيين، سبق تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرًا أنها تؤكد اتهاماته.
فما مدى صحة ادعاءات ترامب بشأن اضطهاد البيض في جنوب أفريقيا؟ إليكم ما تكشفه الأدلة الرسمية والميدانية التي تفنّد خمس مزاعم رئيسية روّج لها خلال الاجتماع.
ادّعى ترامب وجود حملة تطهير عرقي ممنهجة تستهدف المزارعين البيض في جنوب أفريقيا، في ما اعتُبر تبنّيًا لنظرية مؤامرة روجت لها مجموعات يمينية متطرفة منذ نهاية نظام الفصل العنصري عام 1994، ولاقت دعمًا علنيًا من إيلون ماسك، المولود في جنوب أفريقيا.
وتستند هذه النظرية إلى وقائع جرائم قتل طالت مزارعين بيض في مناطق ريفية، إذ يعتبر مؤيدوها أن الحكومة التي تسيطر عليها الأغلبية السوداء إمّا متواطئة أو تغضّ الطرف عن هذه الجرائم. إلا أن الحكومة تنفي ذلك تمامًا، وتشير إلى أن العنف يطال الجميع في بلد يشهد أحد أعلى معدلات القتل في العالم، بمعدل 72 جريمة قتل يوميًا.
وقد سجّلت الشرطة عام 2024 نحو 26,232 جريمة قتل، منها 44 فقط مرتبطة بالمجتمعات الزراعية، قُتل فيها ثمانية مزارعين.
في سياق إحدى القضايا القانونية، قضت المحكمة العليا في مقاطعة ويسترن كيب مطلع هذا العالم بأن مزاعم "الإبادة الجماعية للبيض" لا تعدو كونها "أوهامًا لا أساس لها من الصحة"، وقررت بناءً على ذلك منع تقديم التبرع لجماعة عنصرية بيضاء.
2. مصادرة أراضي المزارعين البيض دون تعويضاتهم ترامب حكومة جنوب أفريقيا بمصادرة أراضٍ يملكها البيض بالقوة ومن دون تعويض، بغرض توزيعها على السكان السود. غير أن الوقائع تشير إلى أن الدولة تتبع سياسة ترمي إلى تصحيح الاختلالات التاريخية في ملكية الأراضي الناتجة عن الفصل العنصري، من خلال تشجيع المزارعين البيض على البيع الطوعي، أي يقوم المالك ببيع ممتلكاته دون إكراه.
لكن هذه الجهود لم تنجح حتى الآن. فبينما يشكل البيض أقل من 8% من السكان، لا يزالون يملكون قرابة 75% من الأراضي الزراعية الخاصة. بالمقابل، يمتلك السود، الذين يمثلون 80% من السكان، 4% فقط من تلك الأراضي.
Relatedرامافوزا يرد على ترامب: الأفريكانيون البيض الذين ينتقلون إلى أمريكا ليسوا لاجئينواشنطن تستعد لاستقبال مجموعة طالبي لجوء من السكان البيض في جنوب أفريقياترامب يلتقي رئيس جنوب إفريقيا في المكتب البيضاوي ويعرض ما يقول إنها أدلة على إبادة جماعية بحق البيضوفي محاولة لتسريع الإصلاح، وقع الرئيس رامافوزا قانونًا في كانون الثاني/ يناير 2024 يتيح للدولة، في ظروف استثنائية، مصادرة أراضٍ "للمصلحة العامة" حتى من دون تعويض، شرط أن تُبذل جهود للتوصل إلى اتفاق مسبق مع المالك. وحتى اليوم، لم يُفعّل هذا القانون في أي حالة.
3. أغنية "أقتلوا البوير" كدعوة للعنفعرض ترامب مقطعًا يظهر زعيم حزب "مقاتلي الحرية الاقتصادية" اليساري، جوليوس ماليما، وهو يؤدي أغنية "أقتلوا البوير"، معتبرًا أنها تحريض مباشر على قتل الأفريكانيين، وهم البيض من أصول أوروبية الذين يملكون غالبية الأراضي الزراعية.
لكن الأغنية تعود إلى فترة مقاومة نظام الفصل العنصري، وقد قضت ثلاث محاكم في جنوب أفريقيا بعدم اعتبارها خطاب كراهية، بل تراثًا نضاليًا مرتبطًا بكفاح التحرر. وأكد حزب EFF في بيان أعقب اللقاء أن الأغنية تعبّر عن رفض نظام سيطرة الأقلية البيضاء، وتشكل "جزءًا من التراث الأفريقي"
4. الصلبان البيضاء كمواقع "دفن" رمزيةمن بين المقاطع التي عرضها ترامب أيضًا مشهد لطابور طويل من الصلبان البيضاء على جانب طريق سريع، زاعمًا أنها تشير إلى "مواقع دفن" لضحايا من المزارعين البيض.
لكن الواقع أن هذا الفيديو صُوّر في أيلول/ سبتمبر 2020 خلال احتجاج على جريمة قتل مزعومة، واستخدمت فيه الصلبان الخشبية بشكل رمزي لإحياء ذكرى مزارعين قُتلوا على مدى سنوات، دون أن تكون تلك الصلبان قبورًا فعلية، بحسب تصريح منظم التظاهرة لهيئة الإذاعة الجنوب أفريقية SABC.
في مشهد افتتاحي لفيديو عُرض في البيت الأبيض، يظهر ماليما وهو يصرّح داخل البرلمان بأن "الناس ذاهبون لاحتلال الأراضي" دون طلب إذن من الرئيس، كما يتعهد في مشاهد أخرى بمصادرة تلك الأراضي.
رغم أن بعض عمليات الاستيلاء غير القانوني على الأراضي وقعت فعلًا، فإنها غالبًا ما كانت بدوافع اجتماعية من قبل فقراء لا يملكون ملاذًا آخر، وليس بناءً على خطط ممنهجة. وغالبًا ما استهدفت هذه العمليات أراضٍ غير مستخدمة. ولم تُقدَّم أي أدلة على أن حزب EFF نظّم مثل هذه التحركات بشكل مباشر.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة