من هم الحوثيون ولماذا ضربت الولايات المتحدة وبريطانيا مواقع لهم في اليمن؟
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
استهدفت الولايات المتحدة وبريطانيا مواقع تابعة للحوثيين في اليمن عبر ضربات من الجو والبحر، وذلك ردا على هجمات نفذتها الجماعة على سفن في البحر الأحمر وتقول إنها تضامنا مع ما يتعرض له قطاع غزة الفلسطيني. يهدد هذا التطور بتوسع إقليمي للحرب بين إسرائيل وحماس. ما هي هذه الجماعة وما علاقتها بـ"محور المقاومة" وإيران؟
في تصعيد يوسع إقليميا الحرب بين إسرائيل وحماس، ضربت الولايات المتحدة وبريطانيا من الجو والبحر مواقع تابعة للحوثيين في اليمن ردا على هجمات تنفذها الجماعة على سفن في البحر الأحمر.
وأكد شهود داخل اليمن لرويترز وقوع انفجارات في عدة مناطق بالبلاد. وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان صدر في وقت متأخر من مساء الخميس من أنه لن يتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات إذا اقتضت الحاجة.
فيما يلي بعض التفاصيل عن حركة الحوثي المتحالفة مع إيران:
لمحة تاريخية
في أواخر التسعينيات، أسست عائلة الحوثي في أقصى شمال اليمن حركة إحياء ديني للطائفة الزيدية الشيعية التي حكمت اليمن يوما ما في السابق لكن معقلها في شمال البلاد أصبح مهمشا وفقيرا.
ومع تصاعد الخلافات مع الحكومة، خاض الحوثيون سلسلة من حروب العصابات مع الجيش الوطني كما دخلوا في نزاع حدودي قصير مع السعودية.
اليمن بين سيطرة الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليا
بدأت الحرب في اليمن أواخر عام 2014 عندما سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء. وانطلاقا من الشعور بالقلق من النفوذ المتزايد لإيران بالقرب من حدود السعودية، تدخلت المملكة على رأس تحالف مدعوم من الغرب في مارس/آذار 2015 دعما لحكومة معترف بها دوليا تساندها الرياض.
وسيطر الحوثيون على مساحات واسعة من شمال البلاد ومراكز حضرية كبرى أخرى، في حين اتخذت الحكومة المعترف بها دوليا من عدن مقرا.
ويشهد اليمن هدوءا نسبيا منذ أكثر من عام وسط جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة. وتجري السعودية محادثات مع الحوثيين في محاولة للخروج من الحرب. لكن الهجمات التي نفذها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر زادت من مخاطر الصراع بالنسبة للسعودية.
هجمات الحوثيين في البحر الأحمر
يقول الحوثيون إن هجماتهم على مسارات الشحن في البحر الأحمر هي إظهار الدعم للفلسطينيين وحماس في الحرب ضد إسرائيل.
وتسببت الهجمات في تعطيل حركة التجارة الدولية وأجبرت شركات شحن عالمية على قطع الرحلة الأطول حول الطرف الجنوبي لقارة أفريقيا لتجنب الاستهداف. وأثارت زيادة تكلفة عمليات نقل السلع والشحنات مخاوف من موجة جديدة من ارتفاع التضخم في العالم.
وتقول الولايات المتحدة إن أستراليا والبحرين وكندا وهولندا دعمت العملية ضد الحوثيين كما سعت واشنطن لتصوير الضربات الجوية على أنها تأتي في إطار جهود دولية لإعادة حرية تدفق التجارة في مسار رئيسي يربط أوروبا بآسيا يشهد نحو 15 بالمئة من عمليات الشحن الدولي.
"محور المقاومة" والعلاقة مع إيران
الحوثيون جزء مما يسمى "محور المقاومة" وهو تحالف مناهض لإسرائيل والغرب يضم جماعات مسلحة مدعومة من إيران في المنطقة هي حركة حماس وجماعة حزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن.
وأعلن الحوثيون أنهم أطلقوا طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل وتعهدوا بمواصلة الهجمات "حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي". ويرفع الحوثيون شعار "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام".
أقام الحوثيون علاقات مع إيران لكن من غير الواضح مدى عمقها. ويتهم التحالف الذي تقوده السعودية إيران بتسليح وتدريب وتمويل الحوثيين. ونفت إيران والحوثيون تلك الاتهامات. كما يقول التحالف إن حزب الله في لبنان يساعد الحوثيين وهو أمر نفته الجماعة اللبنانية.
وبينما تشيد إيران بالحوثيين باعتبارهم جزءا من "محور المقاومة" يقول خبراء في الشأن اليمني إن دافعهم الرئيسي هو أجندة محلية على الرغم من تشاركهم في رؤية سياسية مع إيران وحزب الله. وينفي الحوثيون أنهم وكلاء لإيران ويقولون إنهم يحاربون نظاما فاسدا.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الحوثي أمريكا البحر الأحمر ضربات جوية الولایات المتحدة فی البحر الأحمر محور المقاومة مع إیران فی الیمن
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: مواجهة روسيا وأوكرانيا ضربت معايير الحرب التكتيكية
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن الحرب الروسية الأوكرانية قلبت المفاهيم العسكرية المتعارف عليها، مشيرا إلى أن الطائرات المسيّرة والصواريخ غيرت قواعد الاشتباك وأدخلت الجيوش في مرحلة جديدة من الصراع.
وأوضح حنا، في تحليل للمشهد العسكري بالحرب الروسية الأوكرانية، أن خصائص هذه الحرب تجاوزت الأساليب التقليدية، بعدما نجحت أوكرانيا في تنفيذ هجمات بطائرات مسيّرة على عمق الأراضي الروسية، مستهدفة مواقع إستراتيجية مثل القاذفات بعيدة المدى.
وأضاف أن ما تشهده المدن اليوم من قصف متبادل يظهر طبيعة مواجهة جديدة لا تعتمد فقط على السيطرة الميدانية، بل تضع شبكات المواصلات وخطوط الإمداد والقدرات التقنية على رأس الأولويات التكتيكية للجيشين المتقاتلين.
ويأتي هذا التطور بعد أن أعلنت أوكرانيا، اليوم الاثنين، أن روسيا شنت هجوما واسعا بطائرات مسيّرة استهدف أساسا مطارا عسكريا قرب الحدود الغربية، وأسقطت خلاله الدفاعات الجوية 460 مسيّرة من أصل 479 و19 صاروخا من أصل 20.
وأكد حنا أن المدينة الأوكرانية بوكروفسك تمثل مركزا إستراتيجيا مهما لشبكة سكك الحديد، وإذا تمكنت القوات الروسية من السيطرة عليها، فذلك سيفتح الطريق نحو مدن كراماتورسك وسلوفيانسك، المعقلين الأساسيين في إقليم دونيتسك.
إعلانوأشار إلى أن السيطرة على بوكروفسك تمثل أولوية لموسكو، لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضم هذه الأقاليم الأربعة بمراسيم رسمية، مما يعكس الرغبة الروسية في فرض أمر واقع تفاوضي على الأرض عبر التقدم الميداني.
أسلوب المراجلولفت إلى أن الجيش الروسي يتبع أسلوب "المرجل" العسكري، وهو أسلوب تقليدي يعود إلى الحربين العالميتين، حيث يعتمد على تطويق المدينة أو المنطقة المستهدفة ثم قصفها بشكل مكثف لتسهيل السيطرة عليها لاحقا.
وبيّن أن الجغرافيا الأوكرانية المعقدة، بوجود 16 ألف جسر و23 ألف نهر وأكثر من 22 ألف كيلومتر من السكك الحديدية، تجعل من هذه الحرب مواجهة تدور بين أطراف المدن والريف والمراكز الحيوية لوجستيًا وتنقّليًا.
وتناول حنا أيضا دلالة دخول القوات الروسية حدود مقاطعة دنيبرو، مشيرا إلى أن هذا التقدم ليس بهدف السيطرة الشاملة، بل يشكل حركة التفاف تهدف لتطويق بوكروفسك وقطع طرق الإمداد الأوكرانية الواصلة إليها.
واعتبر أن ما يجري في دنيبرو يعكس سعيا روسيا لعزل مناطق القتال عن خطوط التموين اللوجستي للقوات الأوكرانية، تماما كما حدث سابقا في كورسك داخل روسيا حين قطعت القوات الروسية طرق التواصل وأنهت المقاومة.
وعن إعلان روسيا نيتها إنشاء منطقة عازلة في تلك المقاطعة، قال حنا إن موسكو أصبحت تسيطر على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، وهو ما يعادل 120 ألف كيلومتر مربع تقريبا، لكنها لم تستكمل السيطرة على كامل دونيتسك وخيرسون.
وأضاف أن هذه السيطرة الجزئية تعزز الموقف التفاوضي الروسي الذي يشترط انسحاب القوات الأوكرانية من المناطق الخاضعة لنفوذ موسكو مقابل أي تقدم على طاولة التفاوض، ما يعكس البعد الإستراتيجي لتحركات الكرملين.