سلطان: «سبع سنابل» أول قمح عضوي في الشرق الأوسط

الشارقة: «الخليج»

أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أن قمح «سبع سنابل» الذي تنتجه مزرعة القمح في مليحة، هو أول قمح عضوي بالكامل في الشرق الأوسط كله، ويحتوي الدقيق المستخلص منه على أعلى نسبة بروتين بلغت 18%.

الصورة

وأوضح سموه أن مزرعة الأبقار في مليحة ستنتج ألباناً عضوية عالية الجودة، تخلو من أي تدخّل، أو إضافة، وستباع بكامل خيراتها، كما ستنتج مزرعة الدواجن دجاجاً يخلو من أي تدخل، سواء كيماوي أو تطعيم، وتتم تغذيته من المساحات الخضراء التي يرعى فيها تحت أشعة الشمس.

وبيّن سموه أن خزان المُدينة يهدف إلى توفير احتياطي وفير من المياه؛ حيث تبلغ سعته ملياراً و360 مليون غالون. كما كشف سموه عن مشروع جديد تحت التنفيذ وهو للتخييم بالمقطورات في منطقة الحيار.

الصورة

وقال صاحب السمو حاكم الشارقة، في مداخلة هاتفية عبر برنامج «الخط المباشر»، الذي يبث من أثير إذاعة وتلفزيون الشارقة، مع الإعلامي محمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون: «زرت اليوم مزرعة القمح في مليحة، وهذه الزيارة التي تسبق الحصاد، لأن القمح أثمر، وإن شاء الله الحصاد قريب، وهذه المرحلة هي المرحلة النهائية، وتبلغ مساحة مزرعة القمح نحو 1900 هكتار، وليس المساحة كلها مزروعة، حيث توجد بين المحاور أراض فيها إدارات ممرات، وتبلغ مساحة المنطقة المزروعة 1500 هكتار».

الصورة

سبع سنابل.

تابع سموه: «هذا القمح الذي سيحصد، بإذن الله؛ أطلقنا عليه اسم (سبع سنابل)، وهو نبات لن يكون كله سبع سنابل؛ فمنه سبع سنابل، ومنه ست سنابل، ولكننا أطلقنا عليه (سبع سنابل) مثلما جاء في القرآن الكريم، وهذا القمح هو أول قمح عضوي بالكامل في الشرق الأوسط كله، وبعد حصاده يُطْحَن ويستخرج منه الدقيق للأكل، والذي يحتوي على أعلى نسبة بروتين يمكن أن تكون موجودة في الدقيق، فلا توجد هناك أي إنتاجية للقمح تضاهي هذا المستوى من حيث القيمة الغذائية ونسبة البروتين وهي 18%».

مزرعة الأبقار

أضاف صاحب السمو حاكم الشارقة: «كما نستخرج من القمح (النخالة) ذات القيمة الغذائية العالية، ويتبقى في الأرض (التبن) فيتم جمعه، وهذه الكميات الكبيرة من النخالة تكفي لغذاء 1000 بقرة، وتوجد بجانب هذا المشروع مزرعة أبقار تحت الإنشاء، وستضم أبقاراً من سلالة أصلية من السلالات القديمة، جمعناها من مناطق في شمال ألمانيا، وجنوب بلجيكا، وهي غير المنتشرة في سائر بلدان العالم، ووفقاً لطلبنا من مصادرها.. لم يتم تطعيم هذه الأبقار عند ولادتها، وتتم تغذية هذه الأبقار بالتبن المحافظ عليه، وكذلك ذرة وفول صويا لم يتم استخدام الأسمدة أو المقاومة في زراعتهما، وبالتالي تنتج هذه الأبقار ألباناً عضوية عالية الجودة».

وتابع سموه: «ستباع هذه الألبان بكامل خيراتها، فلن يستخلص منها الزبدة أو القشطة، أو غيرهما من المنتجات قبل بيعها، وإنما ستباع بكامل خيراتها، وكذلك ستكون منتجات الألبان المستخلصة من هذه الأبقار هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، حيث ستكون جميعها من الألبان العضوية، لن يوجد فيها أي تدخل أو إضافة، مع العلم بأننا نستخدم كذلك السماد الذي تنتجه هذه الأبقار في تغذية مزرعة القمح».

الصورة

مزرعة الدواجن

قال سموه: «المرحلة الثالثة من هذا المشروع، هي مزرعة الدواجن، وتضم نوعاً من الدواجن محافظاً عليه، وليس فيه أية إضافات، سواء كيماوي أو تطعيم، أو غيره من الإضافات، ولذلك ستكون هذه الدواجن أغلى سعراً من الدواجن الأخرى التي تباع في الأسواق، وذلك لأن المزارع الأخرى تنتج الدواجن في 27 يوماً، حيث يضاف إلى الدجاج مسرعات النمو فتنتفخ الدجاجة، بينما تستغرق عملية نمو الدجاجة لدينا في المزرعة 70 يوماً، لأنه تتم تغذيتها تغذية طبيعية من المساحات الخضراء التي ترعى فيها تحت أشعة الشمس، علماً أننا كذلك نستخدم مخلفات هذه الدواجن كسماد لمزرعة القمح، فهذه المزارع الثلاث مكملة لبعضها، وجميعها عضوية خالية من الإضافات الخارجية».

مال حلال

عن تمويل مشاريع الأمن الغذائي في مليحة؛ قال صاحب السمو حاكم الشارقة: «يتم تمويل هذا المشروع بالمال الحلال كسائر مشاريع الشارقة، والحمد لله، حيث يتم تمويله من قبل عبد الرحمن محمد العويس، رئيس مجلس إدارة مصرف الشارقة الإسلامي، ومحمد عبد الله، الرئيس التنفيذي للمصرف، وبذلك الحمد لله، يتم تمويل المشروع بالمال الحلال، ونحن نقول لهما: هذه النقود التي تعطوننا إياها نموّل بها مشروع قيّم جداً للإمارات وللشارقة، وخصوصاً لأهل مليحة، وستكون لنا زيارات متتالية لمزرعة القمح في مليحة، بإذن الله، حتى يوم الحصاد، علماً بأن الحصاد سيكون قبل شهر رمضان المبارك بإذن الله».

خزان المُدينة

قال سموه: «نحن نسعى إلى أن نجد خزانات ليس فقط للزراعة، وإنما للاحتياطي إذا، لا قدر الله، حدث تلوث في مياه البحر، فلدينا في مدينة كلباء بحيرة الحفية، ونظراً لأنها لا تكفي احتياج المدينة من المياه؛ نطوّر الآن بحيرة الفريش، وهي عند الجبل الفاصل بين منطقة الحفية ومدينة كلباء، ولدينا في خورفكان سد الرفيصة وهو بحيرة كبيرة توفر كذلك المتعة والنزهة والاستمتاع بالمنظر الجميل، ونحن نزيد ونطوّر مشاريع تخزين المياه؛ نظراً لأن احتياج كل مدينة من المياه يرتفع مع الوقت مع تزايد البيوت والسكان».

وأضاف سموه: «لدينا الآن مشروع وادي الغزير وهو واد كبير سيتم تحويله، بإذن الله، إلى بحيرة في وسط الجبال، ومنتجع ليستمتع به الناس، كما لدينا بحيرة الذيد في مدينة الذيد، ولدينا في الشارقة خزانات إسمنتية تحت الأرض، نضيف عليها كل سنة، فقررنا إنشاء مشروع خزان المُدينة بمساحة تعادل تقريباً مساحة بحيرة خالد في مدينة الشارقة، ولكنه أعمق من بحيرة خالد، وتبلغ سعته ملياراً و360 مليون جالون مياه، كما لدينا في الدولة مشاريع إنتاج المياه مثل المحطة الاتحادية في إمارة أم القيوين، ومحطة أبوظبي الموجودة في إمارة الفجيرة، وهذه المحطات لديها فائض في فصل الشتاء، فنشتري نحن هذا الفائض، وهذا استثمار ناجح للمستقبل».

تخييم المقطورات

رداً على استفسار أحد المتصلين ببرنامج الخط المباشر حول التخييم بالمقطورات «الكرفانات»؛ قال صاحب السمو حاكم الشارقة: «لدينا مشروع للتخييم بالمقطورات، وهو الآن تحت التنفيذ في منطقة الحيار، وهي تقع بعد منطقة وادي الحلو، قبل الدخول إلى مدينة كلباء، وهي منطقة خير، بها المياه والترفيه وكل شيء، لكن الطريق على الناحية اليسرى، وهذا المشروع على الناحية اليمنى والوادي تحت، وجارٍ العمل الآن على إنشاء المشروع في هذا الوادي، وأعمدة الطريق موجودة وكذلك الأسفلت وجاري توصيل الكهرباء والمياه وتركيب الصرف الصحي. والآن سيتمكن صاحب السيارة المقطورة من الوقوف والتخييم هناك».

وكان  صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، اطلع صباح أمس الاثنين، على سير أعمال الزراعة في مزرعة القمح بمنطقة مليحة.

وتابع سموه فور وصوله أعمال الزراعة وري محاور القمح باستخدام أحدث وأفضل المعدات المتقدمة التي تعمل وفق التقنيات الحديثة الموفرة للمياه، والتي تساعد أيضاً على مراقبة الأداء ومتابعة احتياج التربة والنبات وتحقيق التوازن بينهما، واستخدام المجسات الأرضية ومحطة أرصاد جوية تساعد على قياس الرطوبة، وذلك للحصول على أفضل محصول من القمح.

اطلع صاحب السمو حاكم الشارقة على المراحل الجديدة التي تم إضافتها لإكمال كافة مراحل المزرعة من خلال دمج المرحلتين الثانية والثالثة والتي تم خلالها إضافة 25 محوراً ليصبح مجموع المحاور في المزرعة 37 محوراً زراعياً على مساحة تصل إلى 1900 هكتار.

كما اطلع سموه على بعض أصناف القمح المزروعة، مستمعاً إلى شرح حول مراحل نموها ونتائج التجارب والدراسات التي تجرى عليها للاستفادة في تطوير العمل الزراعي وضمان الإنتاج الصحي والسليم الغني بالقيمة الغذائية.

تدخل مزرعة القمح في عامها الثاني مرحلة جديدة من مشروع تحقيق الأمن الغذائي الذي وجّه به صاحب السمو حاكم الشارقة، لتوفر من خلال 1900 هكتار أجود محاصيل القمح العضوية والخالية من المبيدات والسموم والمواد المضرة بالصحة، والتي تحمل أعلى نسب البروتين في العالم.

وتستخدم المزرعة مع دمج المرحلتين الثانية والثالثة 300 طن من كمية البذور العالية النقاوة، والتي تم جلبها من مصادر متنوعة، ويتم استخدام 24 ألف طن من السماد العضوي قبل الزراعة، كما تستخدم أسمدة عضوية متنوعة بعد الزراعة حسب المرحلة العمرية لمحصول القمح.

وتتضمن المزرعة بركة الري، التي تصل سعتها إلى 48 ألف متر مكعب من مياه الري، ويتم سحب المياه وضخها للري عن طريق غرفة المضخات التي تحتوي على 9 مضخات تصل قدرتها إلى ضخ 430 متراً مكعباً من المياه في الساعة.

رافق صاحب السمو حاكم الشارقة خلال زيارته كل من عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع رئيس مجلس إدارة مصرف الشارقة الإسلامي، والدكتور خليفة مصبح الطنيجي رئيس دائرة الزراعة والثروة الحيوانية، وسلطان علي الكتبي رئيس المجلس البلدي لمنطقة مليحة، ومحمد عبد الله الرئيس التنفيذي لمصرف الشارقة الإسلامي.

المصدر: صحيفة الخليج