نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" مقالا لتيم ستانلي دعا فيه بريطانيا إلى الابتعاد عن الشرق الأوسط وعدم السماح للحوثيين بجرها إليه.

وقال إن التدخلات العسكرية الأخيرة في العراق وليبيا وأفغانستان لم تكن ناجحة وعلينا عدم تكرار الخطأ في اليمن.

وذكر ستانلي، "في ليلة الخميس، أدرت التلفاز لأعرف أننا قصفنا الحوثيين، وبدون تحذير أو نقاش برلماني.

وعندما واجه ديفيد كاميرون لجنة الشؤون الخارجية قبل يومين، لم يكن قادرا على تعريف وضع غزة القانوني أو استدعاء نصيحة محاميه في الموضوع ولم يحظ اليمن إلا بسبع دقائق، مع أنه كان على حافة الحرب".

وأوضح، "مرة أخرى، فلو كانت هناك حاجة أو سبب وجيه لاستخدام القوة العسكرية ووقف القرصنة، فإننا مدينون بالإمتنان للولايات المتحدة لهذا، ولكن لماذا يجب على بريطانيا التورط؟ وما هي الخطة طويلة الامد؟ فقد وضعنا جو بايدن على طريق فك الإرتباط من العالم الإسلامي والإنسحاب من أفغانستان".



وأردف، "مع ذلك، فالغرب ومنذ السابع تشرين الأول/أكتوبر، يبدو مصمما على العودة مرة أخرى وخوض حرب بالوكالة مع إيران، العقل المدبر لكل الحاءات (حماس، حزب الله والحوثيين)". 

ويقدم الكاتب استراتيجية بديلة عن العودة والتورط مرة أخرى قائلا، "دعونا نخرج، وقد حاولنا نشر السلام والديمقراطية لهذه المنطقة ولكنها لم تنجح، لأن قوى مجنونة تهيمن عليها وسياسات أصحاب المصالح الذين يقاومون التفاوض والمنطق. والحوثيون الذين يؤمنون بأن اليمن يجب أن يحكمه رجل مقدس مرتبط بالنبي محمد، هم مثال واضح".

وأشار الكاتب، "إلى أن الحوثيين كبروا من خلال الدعم الذي قدمه لهم الرئيس اليمني في التسعينات من القرن الماضي، عندما هدد السعوديون الأراضي اليمنية".

"وحاول الرئيس اليمني تدميرهم بإرسال قريبه، وفي كل مرة كان قريبه قريبا من النصر، أعلن الرئيس وبشكل مبهم وقف إطلاق النار، وقيل إن الرئيس كان يكره قريبه أكثر من كرهه للحوثيين، وكان يأمل بأن يقتل في المعركة"، وفق الكاتب.

وأردف، "أن خطط مواقع قريب الرئيس سربت للسعوديين على أنها مواقع للمتمردين لقصفها، ولم يكن مستغربا أن يقوم قريب أو ابن عم الرئيس بعقد صفقة مع الحوثيين سمحت لهم بحكم ذاتي في شمال اليمن، وأعلنوا ولاءهم للرئيس وسيطروا على العاصمة في 2014".

وأضاف، "كان السعوديون راغبين بتدمير الحوثيين، ولهذا أعطى ديفيد كاميرون الذي كان رئيسا للوزراء الضوء الأخضر لبيع أسلحة بمليارات الجنيهات للرياض، ومات حوالي 400,000 في سنوات الحرب، جراء القتال والأمراض ونقص الطعام. ولم تستطع القنابل البريطانية المصنعة في غلينروثيز  وهارلو وستيفنيج  تعزيز الماركة البريطانية العالمية".

وفي 2017، أخبر أندرو ميتشل النواب أن السياسة الخارجية البريطانية لا تعطي أي منطق، فمن جهة نحاول إيصال المساعدات إلى اليمن ونساعد على بقاء الحصار من جهة أخرى ونقوم بدفع أجيال بأكملها نحو التشدد من خلال دعم الحملة العسكرية التي تقودها السعودية. 



وزار ميتشل مدرسة مهدمة، ربما ضربت بسبب صادراتنا، حيث كان التلاميذ يتلقون الدروس في خيام قدمها دفعوا الضريبة البريطانيين. وكان التلاميذ يهتفون "الموت للسعوديين والأمريكيين" وحذفوا تأدبا من الهتاف الدولة الثالثة في الهتاف"، بريطانيا.

ورغم الحملة العسكرية السعودية، استمرت السيطرة الحوثيين على معظم سكان اليمن "فنادرا ما تنجح التدخلات العسكرية بنفسها".

وكان الجدل القوي الذي قدمه كاميرون للجنة الشؤون الخارجية أن التحرك سيحفظ الدماء، وقصف القذافي في 2011 وقال إنه لمنعه من قتل شعبه. 

وقال الكاتب، "إن موت الديكتاتور السابق فاقم الحرب الأهلية التي أدت لوفاة المزيد من الألاف، مما يذكرنا أن النوايا الحسنة، لو لم يتم التحقيق بها بشكل كاف قد تقود إلى شر عظيم".

ويرى الكاتب، "أن تاريخ الحوثيين مرتبط وبشكل وثيق بسياسة بريطانيا الخارجية فقد خرجوا من رماد الحرب الباردة، وقادهم غزو العراق للتشدد ومنحهم الربيع العربي دورا جديدا، وبرروا هجماتهم في البحر الأحمر كاحتجاج على قصف غزة. وسيزيد الرد الإنتقامي الغرب، وبلا شك، من شعبيتهم".

وأوضح الكاتب، "في قلب المخيال الغربي هناك أسطورة تقوم على أن كل البشر يريدون نفس الشيء وبالتالي يرغب كل إنسان بأن يعيش مثلنا، لكن أجزاء من العالم النامي أثبتت أنها لا ترحب بالديمقراطية، فهي قبلية جدا ودينية جدا. وعلى الواحد التساؤل الآن، ماذا سينفع مواطنينا إنفاق مبالغ ضخمة من أجل ممارسة دور الشرطي عليهم".

ووفقا للكاتب "فإن كاميرون يعتبر من أكثر الداعين المؤهلين للعولمة، وهو يدعم فكرة أن العالم أصبح صغيرا ومتكاملا، ولهذا فيجب علينا محاولة تشكيله من أجل مصلحتنا. وهذا الطموح وبشكل غريب لا ينتاسب مع ثروتنا وقدراتنا العسكرية، ومنفصل عن الإنحراف الثقافي في المجتمعات الغربية، فضيق الأفق هو الحاصل، وسكاننا يريدون هجرة أقل ومزيدا من السيادة  لتلقليل الإعتماد على الصين ونقل التصنيع من الخارج واستهلاكا أقل من أجل البيئة". 



و "قيل لنا إنه لا يوجد مال لأي شيء، إلا أن رئيس الوزراء استطاع العثور على 2.5 مليار جنيه لأوكرانيا، التي قد تتفاوض قريبا على وقف إطلاق النار، وكذا تبذير ما بين 1-2 مليون جنيه على كل صاروخ أطلق ضد الحوثيين".

وتابع، "تتعامل المؤسسة مع دور بريطانيا بأنه، خذ، خذ وخذ- مساعدات، أسلحة، لجوء، وفي كل مرة تفعل هذا فإننا نفترب من حروب البزنطيين، جعل التضحية ضرورية وتعريضنا لخطر عظيم". 

و "حتى هذا الوقت لم يغرق الحوثيون أي سفينة ولم يقتلوا  بحارا. فهل تعتقد ان الوضع في البحر الأحمر بعد العملية سيكون أفضل أم أسوأ؟".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية بريطانيا اليمن الحوثيين قصف بريطانيا الولايات المتحدة اليمن قصف الحوثي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

«يوم الكاتب الإماراتي».. مركز أبوظبي للغة العربية يرسخ دعمه للمبدعين

أبوظبي (وام) 
يواصل مركز أبوظبي للغة العربية احتفاءه بالكاتب الإماراتي، مؤكداً مكانته المحورية في المشهد الثقافي الوطني. وبمناسبة «يوم الكاتب الإماراتي»، الذي يصادف السادس والعشرين من مايو من كل عام، تبرز مشاريع المركز وبرامجه ومبادراته التي تدعم الكاتب الإماراتي، ناشئاً كان أو متمرساً، وإتاحة الفرص أمامه ليكون فاعلاً ومؤثراً في الصناعات الإبداعية محلياً ودولياً.
وتشير إحصاءات المركز إلى أنه نشر نحو 215 كتاباً لأكثر من 120 كاتباً إماراتياً، بعضهم صدر له أكثر من مؤلَّف.
وأكد سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية حرص المركز على تشجيع الكتاب الإماراتيين، وتوفير كل سبل الدعم لهم، عبر المشاريع الثقافية التي ينظمها ويتيح لهم المشاركة الفعّالة فيها، وتعزيز مشاركاتهم النوعية في البرامج الثقافية والفكرية للمعارض، وورش العمل التدريبية، وفي الفعاليات التي توفر لهم فرص التواصل المباشر مع الجمهور، ولقاء صنّاع النشر وكبار الأدباء والكتّاب حول العالم، لمدّ جسور التواصل معهم والاستفادة من تجاربهم الإبداعية وخبراتهم المعرفية».
وأضاف: «يحظى المبدع الإماراتي بالأولوية في مبادرات المركز وبرامجه كافة، كما تخصص له مشاريع نوعية، منها برنامج قلم للكتابة الإبداعية، الذي يتيح للكاتب الإماراتي فرصاً مهمة لتطوير المهارات المهنية والأدبية خاصة، لدى المؤلفين الجدد، من خلال محاضرات تثقيفية وورش تدريبية مخصصة لهم، بهدف الأخذ بيد المواهب الواعدة ووضعها على طريق النشر».
وينطلق المركز في رؤيته من إيمانه العميق بأهمية الكتابة كقوة ناعمة تنهض بالفكر، وتُعبّر عن الهوية، وتسهم في بناء الوعي. ولذلك، تتنوع جهوده لتشمل مسارات متعددة، تبدأ من اكتشاف المواهب، ولا تنتهي عند حدود التكريم والتمكين، فبرامجه المبتكرة تسلط الضوء على الأعمال الأدبية الإماراتية، وتُعرّف الجمهور بتجارب الكتّاب الإماراتيين، ورؤاهم الأدبية والفكرية.
وقد أثمرت هذه الجهود عن حضور إماراتي لافت في التظاهرات الثقافية الكبرى، كان آخرها الدورة الـ 34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، التي شهدت مشاركة أكثر من 170 مفكراً وأديباً إماراتياً في جلسات وورش ناقشت قضايا ثقافية وفكرية واجتماعية ملحة، إلى جانب 275 عارضاً محلياً، و70 مؤسسة حكومية استضافت أجنحتها جلسات وحوارات تناولت الشأن الثقافي على الساحتين المحلية والدولية.
واستكمالاً لهذا التوجه، أطلق المركز مبادرة «المؤلف الناشر»، التي وفّرت لـ 20 كاتباً إماراتياً شاركوا في معرض أبوظبي الدولي للكتاب منصة للتفاعل المباشر مع جمهورهم، وعززت فرصهم في سوق النشر، من خلال بناء شراكات مستدامة مع الناشرين، وفتح آفاق جديدة للتسويق والترويج.
ويعد برنامج «قلم للكتابة الإبداعية»، الذي انطلق في عام 2023، ركيزة أساسية في استراتيجية المركز لدعم الموهبة الإماراتية في الكتابة والتأليف، إذ يوفّر بيئة خصبة لتطوير القدرات الأدبية.
وفي خطوة تعكس ثمار هذا التوجه، أطلق المركز خلال دورة هذا العام من معرض أبوظبي الدولي للكتاب مجموعة قصصية تحمل عنوان«بيت الحكايات»، أفرزته ورشة كتابة للطفل ضمن برنامج «قلم»، تتضمن 9 قصص لكاتبات إماراتيات ناشئات، بعضهن ينشرن للمرة الأولى، مع رسومات لـ 8 رسامين إماراتيين.
كما حصد جائزة الشيخ زايد للكتاب عدد من الكتّاب والمفكرين الإماراتيين وكذلك جائزة سرد الذهب، وجائزة كنز الجيل.
وتؤكد هذه الجوائز مجتمعة الدور الريادي الذي يقوم به المركز في ترسيخ ثقافة التقدير والاعتراف بالتميز الأدبي والفكري الإماراتي، وتقديم النماذج الملهمة من كتّاب ومفكرين تركوا أثراً في المشهدين الثقافيين المحلي والدولي.
وفي إطار سعيه لبناء شراكات مستدامة مع أقطاب صناعة النشر المحلية، أطلق المركز، بالتعاون مع جمعية الناشرين الإماراتيين، ملتقى الناشرين الإماراتيين. وقد شهدت نسخته الثانية، التي نظمها في مارس الماضي، بحضور 50 ناشراً إماراتياً، الإعلان عن تخصيص فئة الكتاب الرقمي من منحة «أضواء على حقوق النشر» للعام 2025، للناشرين الإماراتيين، بهدف رفد المكتبة العربية الرقمية بإصدارات محلية نوعية، ومواكبة توجهات القيادة بضرورة رعاية المبدعين الإماراتيين.
وبتكاملية هذه الجهود واستمراريتها، يثبت مركز أبوظبي للغة العربية أن الكاتب الإماراتي ليس مجرد صوت فردي، بل ركيزة في بناء المشهد الثقافي، وأن الاستثمار في الكلمة استثمار في الوعي، والهوية، والمستقبل.

أخبار ذات صلة مبدعون: الكاتب الإماراتي.. صوت الوطن وروح الهوية «مكتبة محمد بن راشد» تواصل دعمها للكاتب الإماراتي

مقالات مشابهة

  • وقف ترامب الحرب ضد الحوثيين.. هل استراحة تكتيكيةٍ في حرب باتت تتجاوز جغرافيا اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • هآرتس: لماذا لا تستطيع أمريكا وإسرائيل هزيمة الحوثيين في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • الغارديان البريطانية: الضربات الجوية الأمريكية-الإسرائيلية على اليمن لم تضعف قدرات “الحوثيين”
  • كاتب بريطاني: الحوثيون أذلّوا أمريكا واليمن هزم ترامب في حرب الاستنزاف
  • «يوم الكاتب الإماراتي».. مركز أبوظبي للغة العربية يرسخ دعمه للمبدعين
  • وفاة الكاتب الصحفي صالح شرف الدين والجنازة في مصطفي محمود
  • مبدعون: الكاتب الإماراتي.. صوت الوطن وروح الهوية
  • سلطان العميمي: الكاتب الإماراتي شريك في المشروع الحضاري للوطن
  • في ذكرى تحرير جنوب لبنان.. الرئيس المشاط: اليمن إلى جانب المقاومة حتى دحر الاحتلال بالكامل
  • «دبي للثقافة» تثمن دور الكاتب الإماراتي