"أبي جمرة".. ضريح يجعلك تنسى ضيق الدنيا وتحلق في رحاب الأولياء
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
يتهافت محبي آل البيت على زيارة الأضرحة، والمقامات، المنتشرة في بقاع أرضنا المصرية، وهنا، نذكر، الإمام العالم "أبى محمد عبد الله بن سعد بن أبى جمرة الأزدى الأندلسى"، الذي لا ينقطع الزائرون عن بابه.
ففي أطراف القاهرة، تنتابك حالة من الصفاء الروحى، حينما تبصر عيناك مقام "أبي جمرة"، حتى تنال المحبة وترفع عنك حجب الدنيا، فما زاره زائر إلا وكان على موعد مع تيسير الحال وطيب المقام والمآل، ولذلك يأتى إلى مقامه عشرات المحبين، الذين يعرفون حق قدره، وبنفحاته الطيبة يدعون الله بما فتح عليهم من الدعاء، ويغسل الزائرون من مقامه، أنفسهم من حب الدنيا وشهواتها وآلامها ومصائبها.
ويعد "عبد الله بن أبى جمرة"، أحد كبار شيوخ المالكية، عالم قدير فى الحديث والقراءات، أفتى، ودرّس، وصنف المصنفات، ومن كتبه: «مختصر الجامع الصحيح للبخارى" اختصر به صحيح البخارى، ويعرف بمختصر ابن أبى جمرة، أو «جمع النهاية». و«شرح بهجة النفوس» فى سفرين، و«المرائى الحسان فى الحديث والرؤيا» .
ولقب "ابن أبى جمرة" بسلطان المشرق والمغرب الذى لا يقف على عتبات مقامه شقى أبدًا، ويحكى أن الإمام الشيخ "محمد متولى الشعراوى" كان يدخل إلى مقامه حبوًا، وحينما يصل إلى المقام يقول الحمد لله رب العالمين أن وفقتنى لزيارة قبر سلطان المشرق والمغرب، ثم يقول: "إن الإنسان يعرض نفسه على هذا المقام ليعرف إن كان من الأشقياء أم من السعداء" . ويؤكد ان من يزور مقام "ابن أبى جمرة" تتبدل أحواله إلى الأفضل، ويفك ضيقه وكربه، فحينما تقترب من هذا المكان تشعر أن ثمة شيئا غريبا يسيطر عليك، فلم تعد الدنيا بمغرياتها ومناصبها وتفاصيلها القاسية التى تغرق الكثيرين فيها دوامتها، لتصبح قريباً من الله، وتقرر ان تحافظ على صلواتك وتحرص على زيارة مقام هذا العالم الإمام من وقت لآخر. ومن أشهر الأدعية عند زيارة هذا المقام الطيب: "رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت علىّ وأن أعمل صالحًا ترضاه وأدخلنى برحمتك فى عبادك الصالحين"، حتى تتغير حياتك تغيرًا كليًا، إذ لزم زيارة أولياء الله الصالحين، خاصة من آل بيت رسول الله، وكل ذلك بفضل زيارته لمقام وضريح الإمام "عبد الله بن أبى جمرة" . ويحكى ان، كل من أتى إلى هذا المكان شعر أنه بعيد كل البعد عن متاع الدنيا وأقرب ما يكون إلى الآخرة، حتى أنه يشعر بأنه لا يقف على الأرض الفانية، إنما يحلق فى سماء الأنوار والرضا، فى رحاب الإمام عبد الله بن أبى جمرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محبي آل البيت زيارة الأضرحة آل البيت عبد الله بن
إقرأ أيضاً:
مجلس قراءة صحيح البخاري يستحضر مناقب الحسن والحسين من رحاب مسجد الحسين
شهد مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه بالقاهرة، انعقاد المجلس الثالث والستين لقراءة "صحيح الإمام البخاري" بالسند المتصل، في أجواء إيمانية مميزة، وبمشاركة كوكبة من علماء الحديث الشريف. ويأتي هذا المجلس برعاية الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، وبحضور الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.
تميز المجلس بتوافق قراءته المقررة مع ذكرى عاشوراء، حيث شملت تلاوة أبواب من "صحيح البخاري" باب مناقب الإمامين الحسن والحسين رضي الله عنهما، في تزامن روحاني سلط الضوء على مآثر آل البيت الكرام، ومواقفهم العظيمة في تاريخ الأمة الإسلامية، وهو ما أضفى على المجلس بعدًا وجدانيًا ومعنويًا عميقًا.
وأكد الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن هذه المجالس تعكس التوجه الأصيل للأزهر الشريف ووزارة الأوقاف في ترسيخ الفهم الصحيح للسنة النبوية، وتعزيز ثقافة التلقي عن العلماء الثقات، بما يسهم في بناء وعي ديني معتدل، ويرسخ لثقافة علمية قائمة على السند والعقل والرحمة.
وشارك في المجلس نخبة من علماء الحديث الشريف من جامعة الأزهر، من بينهم الدكتور عبد الرحمن رمضان، والدكتور أحمد رزق درويش، والدكتور محمد عبد الفتاح الدسوقي، حيث قدموا إضاءات علمية على ما تم تلاوته من صحيح البخاري، وربطوا بين النصوص النبوية ومقاصدها التربوية والمعرفية.
ويأتي تنظيم هذه المجالس في إطار جهود وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لنشر علوم الحديث الشريف وتيسيرها لطلبة العلم والباحثين، ضمن رؤية شاملة تهدف إلى ترسيخ منهج الوسطية وتعزيز مكانة السنة النبوية في حياة المسلمين.