هل تتسبب الفيروسات الشائعة بأمراض عصبية مستعصية؟
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
أظهرت دراسة أمريكية حديثة شملت 500 ألف سجلٍ طبي أن الالتهابات الفيروسية الشديدة مثل التهاب الدماغ والالتهاب الرئوي، تزيد من خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي كمرض باركنسون والزهايمر.
وأشار الباحثون إلى وجود نحو 22 صلة مباشرة بين الالتهابات الفيروسية وحالات التنكس العصبي في دراسة علمية أجريت على قرابة 450 ألف شخص.
وأظهرت نتائج الدراسة أن الأشخاص الذين أُدخلوا إلى المستشفى بسبب الالتهاب الرئوي بعد الإصابة بالإنفلونزا كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر والخرف ومرض باركنسون والتصلب الجانبي الضموري، إذ استمر تأثير الالتهابات الفيروسية على الدماغ لمدة تصل إلى 15 عاما في بعض الحالات. وتم تصنيف نحو 80 بالمائة من الفيروسات المتورطة في أمراض الدماغ على أنها فيروسات "عصبية"، ما يعني أنها تستطيع عبور حاجز الدم في الدماغ.
وعلى الرغم من أن اللقاحات لا تمنع جميع حالات المرض، إلا أنها تقلل بشكل كبير معدلات دخول المستشفى، إذ تشير هذه الأدلة إلى أن التطعيم قد يخفف بعض مخاطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي.
وقال المؤلف في الدراسة مايكل نالس، عالم الوراثة العصبية في المعهد الوطني للأمراض العصبية والشيخوخة في الولايات المتحدة: "بعد قراءة هذه الدراسة، أدركنا أن العلماء ظلوا لسنوات يبحثون عن الروابط بين اضطراب التنكس العصبي الفردي وفيروس معين" مبينًا أن الدراسة اعتمدت على علم البيانات باستخدام السجلات الطبية، للبحث عن جميع الروابط المحتملة". وقام الباحثون أولا بتحليل السجلات الطبية لنحو 35 ألف شخص في بولندا مصابين بستة أنواع مختلفة من أمراض التنكس العصبي وقارنوها بمجموعة مكونة من 310 آلاف شخص لم يكن لديهم مرض دماغي. وأسفر هذا التحليل عن 45 رابطًا مباشرًا وغير مباشر بين التعرّض الفيروسي والأمراض التنكسية العصبية، وتم تضييق هذا إلى 22 رابطًا مباشرًا في تحليل لاحق لـ 100 ألف سجل طبي من البنك الحيوي في المملكة المتحدة. وتُضاف هذه الدراسة إلى مجموعة الأبحاث التي تشير إلى دور الفيروسات في مرض باركنسون والزهايمر.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التنکس العصبی
إقرأ أيضاً:
تحفيز الدماغ كهربائيا.. حل لمن يواجه صعوبة في تعلم الرياضيات
توصّل فريق من العلماء مؤخرا إلى أن تحفيزا كهربائيا للدماغ يُساعد من يواجهون صعوبة في فهم الرياضيات، وقد سلّطت نتائجهم الضوء على الروابط بين نشاط الدماغ وعمليات التعلّم.
في حين أن التفاوت في إتقان الرياضيات معروف جيدا، فقد سلطت دراسة نُشرت في مجلة "بلوس بايولوجي" PLOS Biology الأميركية الضوء على طريقة مُحتملة لتصحيحها.
وقال روا كوهين كادوش، المتخصص في علم الأعصاب والعلوم المعرفية في جامعة سوراي في المملكة المتحدة والمعّد الرئيسي للدراسة، في حديث لوكالة فرانس برس إن "الناس لديهم أدمغة مختلفة، وتتحكم أدمغتهم بجزء كبير من حياتهم".
وأضاف: "نفكر في محيطنا طوال الوقت. غالبا ما نتساءل عما إذا كنا نرتاد المدرسة المناسبة، وما إذا كان لدينا المُدرّس المناسب. لكن الأمر يتعلق أيضا ببيولوجيتنا. بعض الناس يعانون من صعوبات، وإذا استطعنا مساعدة أدمغتهم على تحقيق كامل إمكاناتها، فسنفتح أمامهم أبوابا كثيرة كانت لتكون مغلقة في وجوههم لولا ذلك".
وأظهرت دراسات سابقة انخراط بعض الأنشطة العصبية ومناطق في الدماغ، بما في ذلك القشرة الجبهية الظهرية الجانبية والقشرة الجدارية الخلفية، في عمليات اكتساب المعرفة والتعلم.
لذلك، قرر الباحثون دراسة نشاط هاتين المنطقتين، لا سيما في حل المشكلات والذاكرة، لدى الطلاب من مختلف المستويات الرياضية.
وبعد اكتشافهم إمكانية التنبؤ بالأداء في الحساب الذهني بناء على ذلك، سعوا إلى تحسينه باستخدام تكنولوجيا واعدة تسمى التحفيز الدماغي عبر الجمجمة بواسطة الضوضاء العشوائية. بمعنى آخر، توضع أقطاب كهربائية حول الرأس ترسل تنبيهات كهربائية غير مؤلمة.
وأوضح كادوش أن تجربتهم التي شملت أكثر من 70 طالبا، أظهرت تحسنا في الأداء بنسبة تراوحت بين 25 و29 بالمئة لدى أضعف الطلاب.
وأمل في تأكيد هذه النتائج المشجعة جدا من خلال تجارب مستقبلية على مجموعات أخرى، وأن تمتد إلى مجالات تعليمية أخرى، مثل تعلم اللغات الأجنبية.
ويتمثل الهدف النهائي للعلماء في توفير أجهزة تحفيز عصبي للأشخاص الذين يعانون من صعوبات في التعلم.