شهادات وصور توثق عملية إعدام الاحتلال 15 مدنيا في غزة
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
حصلت الجزيرة على شهادات وصور توثق إعدام قوات الاحتلال الإسرائيلي 15 مدنيا فلسطينيا داخل مبنى سكني بمدينة غزة في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وبحسب الشهادات، جرى الإعدام الجماعي للمدنيين داخل "عمارة عنان" بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة غزة.
وتؤكد الفتاة رولا وشقيقها عدي أن الجنود الإسرائيليين فصلوا الرجال عن النساء قبل أن يطلقوا عليهم النار، وكان والدهما أيمن (44 عاما) بين الضحايا.
وفي ذلك اليوم، استشهدت شقيقة رولا الصغرى ندى (3 سنوات) بين أحضانها بعد إصابتها بجروح خطيرة في العمارة السكنية التي وقعت فيها المجزرة المروعة.
وتروي رولا ما جرى بقولها "فصلونا عن الرجال أولا، وبعدما نكلوا بنا نحن النساء والأطفال، أخذونا من غرفة إلى أخرى، كنا نسمع صوت إعدامات الرجال في الغرف الأخرى من المنزل".
وتمضي في روايتها "كان هناك نحو 15 رجلا في المبنى. جردوهم من ملابسهم وعذبوهم أمامنا، كسروا فك زوجي بأعقاب البنادق، وكسروا ذراعيه بشدة، وهو يتأوه من الألم، ثم قاموا بعدها بإعدام جميع الرجال بالرصاص بلا رحمة وهم مستلقون على بطونهم".
وبعد الإعدامات بقليل -تضيف الفتاة الفلسطينية- بدأت قذائف الدبابات ونيران مسيرات "الكواد كابتر" الإسرائيلية تنهمر على النساء والأطفال".
وتتابع رولا أنها حاولت حماية شقيقتها ندى، ولكن جراحها الخطيرة لم تمهلها، وتقول إن النساء والأطفال كانوا مصابين.
ويؤكد شقيقها عدي رواتها للواقعة، ويروي كيف تم إعدام الرجال أمامه، ومن ضمنهم والده.
أما والدتهما هبة سالم، فتتذكرما حدث في ذلك اليوم بالقول "يوم لا ننساه، ولن ننساه".
مشاهد حصريةوتظهر مشاهد حصرية حصلت عليها الجزيرة المبنى السكني الذي وقع فيه الإعدام الجماعي، وتوثق مشاهد أخرى الصور الأولى لجثمان ندى بعيد استشهادها.
كما تظهر مشاهد أخرى جثامين الرجال وهم مستلقون على وجوههم مع وجود جروح غائرة في أجسادهم وآثار الرصاص في أنحاء متفرقة منها، مما يشير إلى عمليات قتل بأسلوب الإعدام.
وتظهر لقطات داخلية أخرى للمبنى آثار قصف الدبابات المتواصلة عليه، كما ترصد الكاميرا مكان الجريمة التي ارتكبها جنود الاحتلال، وتظهر فيها بقع الدماء على الجدران والأرضيات، والعديد من أغلفة الرصاص الفارغة.
وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قال -في بيان سابق- بشأن الواقعة إن "عمليات القتل والإعدام الميداني، هي واحدة من أنماط الانتهاكات الفظيعة التي تمارسها القوات الإسرائيلية في مناطق التوغل، والتي تشمل عمليات النهب، والترويع، والاعتقال التعسفي، والتعذيب، والتدمير الواسع دون أي ضرورة أو تناسب".
وطالب المرصد بوجوب فتح تحقيق دولي عاجل في الجرائم المروعة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في مناطق توغله بقطاع غزة، ومنها عمليات الإعدام الميدانية والتعذيب والتهديد باغتصاب نساء، وفق شهادات جمعها لمدنيين مفرج عنهم.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أطباء بلا حدود: سوء التغذية غير مسبوق في غزة وتجويع متعمد للنساء والأطفال
#سواليف
أكدت منظمة #أطباء_بلا_حدود أن قطاع #غزة يشهد أسوأ مستويات #سوء_التغذية الحاد منذ بدء عملها في المنطقة، محذرة من #كارثة_صحية متفاقمة تطال #النساء_الحوامل و #الأطفال في ظل #الحصار و #الدمار المتعمد الذي تفرضه قوات #الاحتلال.
وفي بيان صدر أمس الجمعة، شددت المنظمة على أن استمرار تدفق الغذاء والمساعدات الطبية بشكل عاجل ودون عوائق إلى القطاع أمر لا يحتمل التأجيل، في ظل الانهيار الكامل للخدمات الصحية والبيئية، والقيود المشددة المفروضة على الوقود والمياه.
وسجّلت المنظمة أكثر من 700 حالة لسوء تغذية حاد ومتوسط بين النساء الحوامل والمرضعات، إلى جانب 500 طفل يتلقون العلاج في مراكزها داخل غزة، معتبرة أن هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة الصحية المتصاعدة.
مقالات ذات صلة 27 شهيدا و180 مصابا برصاص الاحتلال قرب مركز مساعدات في رفح 2025/07/12وقال محمد أبو مغيصيب، نائب المنسق الطبي للمنظمة في غزة، إن ما تشهده غزة من تجويع للسكان هو سياسة متعمدة، ويمكن وقفها فورًا إذا قررت سلطات الاحتلال فتح المعابر والسماح بدخول الغذاء. وأضاف أن هذا الواقع ليس نتيجة ظرف طارئ، بل نتاج مباشر لقرارات إسرائيلية تهدف إلى خنق القطاع من خلال منع الغذاء والسيطرة على آليات توزيعه، بالإضافة إلى تدمير قدرة غزة على إنتاج ما يسد رمق سكانها.
وأشار إلى أن تدمير البنية التحتية بشكل واسع، والتلوث الناتج عن اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي، يفاقم من تدهور الوضع الصحي، في ظل تقليص الوقود اللازم لتشغيل محطات المعالجة وضخ المياه النظيفة، ما يضعف مناعة الفلسطينيين، ويجعلهم عرضة للأمراض، خاصة في المخيمات المكتظة.
من جانبها، عبّرت الطبيبة جوان بيري من المنظمة عن صدمتها مما شاهدته خلال زيارتها الثالثة إلى القطاع. وقالت إن سوء التغذية بين النساء الحوامل بلغ مستويات كارثية، حيث لا يتجاوز وزن بعضهن في الشهر السادس 40 كيلوغرامًا، فيما يعاني الأطفال حديثو الولادة من أوضاع صحية حرجة، حيث يضطر أربعة أو خمسة رُضع إلى تقاسم حاضنة واحدة داخل وحدة العناية المركزة بمستشفى الهلال.
وأضافت أن الأمهات لا يسألن عن دواء، بل يطلبن طعامًا لأطفالهن، في مشهد قالت إنها لم ترَ له مثيلًا من قبل، واصفة الوضع بأنه تجاوز الأزمة بمراحل.
وطالبت منظمة أطباء بلا حدود بالسماح الفوري وغير المشروط بدخول المساعدات، وبتوفير ممرات إنسانية آمنة ومستقرة، مؤكدة أن استمرار الحصار والتجويع يشكل انتهاكًا صارخًا للحقوق الإنسانية، ويضع أرواح آلاف الفلسطينيين في خطر حقيقي.
ويأتي هذا التحذير في ظل مواصلة قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، حيث ارتفعت حصيلة الشهداء منذ استئناف الهجمات في مارس/آذار الماضي إلى 7300 شهيد، فيما تجاوز عدد المصابين 26 ألفًا، وفق بيانات وزارة الصحة في القطاع.
ومن بين الشهداء نحو 800 من الفلسطينيين المجوّعين الذين استهدفتهم قوات الاحتلال والمتعاونون مع ما تُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” الأميركية، عند مراكز توزيع مساعدات تحوّلت إلى كمائن للموت، بحسب ما وصفه مسؤولون في الأمم المتحدة.
ويتزامن هذا التصعيد مع إبادة جماعية متواصلة تشنّها قوات الاحتلال على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدعم مباشر من الإدارة الأميركية، ما أسفر عن أكثر من 195 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلًا عن آلاف المفقودين، ونزوح مئات الآلاف في ظروف إنسانية مأساوية.