سرايا - استشهد شاب فلسطيني بنيران قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية، ليرتفع بذلك عدد الشهداء في مخيمي طولكرم ونور شمس إلى 8 منذ أمس الأربعاء، بالتزامن مع اقتحامات الاحتلال لعدة مدن وبلدات في عموم الضفة.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن شهود عيان داخل المخيم أن جيش الاحتلال ترك الشاب -الذي لم تعرف هويته بعد- ينزف على الأرض منذ ساعات طويلة، دون أن يسمح لسيارات الإسعاف بالوصول إليه.



وكشفت صور التقطها مواطنون من المخيم تقييد قوات الاحتلال قدمي الشهيد، وجره على الأرض والتنكيل به.

وأصيب عدد من المواطنين برصاص قناصة الاحتلال المنتشرين على أسطح المباني العالية في المخيم ومحيطه، دون معرفة حجم الإصابة ومصيرها، بسبب منع سيارات الإسعاف من دخول المخيم وإعاقة عملها الميداني.

وأفاد الهلال الاحمر بأن فرقه تمكنت من الوصول إلى 3 إصابات، الأولى لشاب ووصفت حالته بالحرجة إثر إصابة بالرصاص الحي في البطن، والثانية بالفخذ لشاب، والثالثة لطفل بشظايا رصاص حي في العين، وتم نقلهم جميعا إلى المستشفى.

وذكرت وكالة "وفا" أن قوات الاحتلال فجرت عددا من منازل ومنشآت المواطنين بعد تفخيخها وإجبار سكانها وسكان المنازل المجاورة على إخلائها تحت تهديد السلاح، مما تسبب في إحداث دمار كبير فيها وبالأبنية المحيطة بها، وانتشار الدخان بشكل كثيف في سماء المنطقة.

كما اقتحمت قوات الاحتلال منازل مواطنين ومحالهم التجارية، وكسرت محتوياتها، كما دمرت العشرات من مركبات المواطنين في محيط مسجد بلال بن رباح في المخيم.

وواصلت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة طالت مئات الشبان، واحتجزتهم لساعات طويلة، ونقلتهم من مكان إلى آخر حيث مراكز التحقيق الميدانية في عدد من المنازل، تحت ظروف سيئة من تعصيب العيون وربط الأيدي والاعتداء على الكثير منهم بالضرب المبرح والتهديد بالقتل.

ووصف حقوقيون المخيم بالمنطقة المنكوبة بسبب تفجير قوات الاحتلال منازل من تصفهم بالمطلوبين لديها، بالإضافة إلى نفاد المؤن في المخيم جراء الحصار الإسرائيلي.

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الظاهرية جنوب الخليل، وأطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز المدمع وقنابل صوتية، واعتدوا بالضرب على مواطنين وفتشوا مركباتهم، كما أغلقوا محلات تجارية في المدينة.

واقتحمت قوات الاحتلال أيضا بلدة بني نعيم شرقي الخليل. ودفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى البلدة في وقت اعتلى جنوده من القناصة أسطح المباني وسط البلدة.

واندلعت مواجهات بين تلك القوات وشبان فلسطينيين أصيب خلالها شاب بالرصاص الحي في القدم، نقل على إثرها إلى المستشفى، قبل أن تنسحب من البلدة. وتزامنا مع الاقتحام جابت مسيرة شوارع بني نعيم للتنديد بما تقوم به قوات الاحتلال.

ويُعد اقتحام بلدة بني نعيم هو الثاني بعد الاقتحام الذي نفذته قوات الاحتلال فجر أمس وداهمت خلاله منازل منفذي عملية رعنانا شمال تل أبيب والتي أسفرت عن مقتل امرأة إسرائيلية وإصابة 18 آخرين واعتقال منفذي العملية.

واقتحمت قوات الاحتلال أيضا مخيم العروب شمال مدينة الخليل، ودهمت أحياء في المخيم واعتقلت عددا من الشبان الفلسطينيين، من بينهم أسرى محررون بعد مداهمة منازلهم والعبث بمحتوياتها، كما اعتدت قوات الاحتلال على عدد من المواطنين أثناء اعتقالهم.

وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة كفر لاقف شرق قلقيلية. وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق إصابة جندي بعبوة ناسفة ألقيت عليه في مدينة قلقيلية.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت المدينة ودهمت أحياء بحثا عمن تصفهم بمطلوبين وسط إطلاق نار.

وفي نابلس شمالي الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال المدينة من محوريها الشرقي والغربي وسيّرت دوريات بها.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت بلدة زواتا غرب مدينة نابلس، ودهمت عدة أحياء في البلدة، مما أدى إلى اندلاع مواجهات بين مواطنين فلسطينيين وجنود الاحتلال.

كما تسبب الاقتحام في اشتباكات مسلحة بين مقاومين والقوات المقتحمة تخللها إلقاء القنابل المضيئة في سماء البلدة، وإلقاء عبوات ناسفة محلية الصنع نحو آليات الاحتلال التي أطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز.

وفي نابلس أيضا، شيّع الأهالي جثمان الشاب يزن النجمي الذي استشهد مع شقيقه و3 مقاومين آخرين في قصف لمسيرة إسرائيلية على سيارتهم في مخيم بلاطة فجر أمس.

وانطلق موكب جنائزي من مستشفى رفيديا في المدينة إلى مسقط رأسه في مخيم بلاطة للاجئين، وردد المشيعون هتافات غاضبة تندد بالجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين. وقد ألقت عائلة الشهيد نظرة الوداع عليه في منزله قبل أن يوارى الثرى في مقبرة الشهداء بالمخيم.

وانسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من مخيم الأمعري في محافظة رام الله بعد اقتحامه لساعات وفرض حصار عليه من كافة الاتجاهات ودهم أحياء عدة، مما أدى إلى اندلاع مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال.

وارتفع اليوم عدد المعتقلين بالضفة إلى 6090 معتقلا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (تاريخ بدء عملية طوفان الأقصى) بعد اعتقال الاحتلال 60 فلسطينيا الليلة الماضية بينهم أطفال وأسرى سابقون، وفق ما نقلته الأناضول عن بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطينيين.

وبينما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليات الاقتحام والتصعيد بالضفة المحتلة، نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مسؤولين أمنيين قولهم إن الوضع هناك "على شفا الانفجار".

ومنذ إطلاق المقاومة الفلسطينية "طوفان الأقصى" وبدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كثف الاحتلال عملياته العسكرية بالضفة، وزاد وتيرة الاقتحامات والمداهمات للمدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، مخلفا أكثر من 365 شهيدا ونحو 4200 جريح، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: اقتحمت قوات الاحتلال فی المخیم

إقرأ أيضاً:

جرافاته لا تعترف بالقضاء.. الاحتلال يبدأ بهدم 104 مبان بمخيم طولكرم

طولكرم- لم يلتقط أهالي مخيم طولكرم أنفاسهم بعد انتزاعهم قرارا قضائيا إسرائيليا بتجميد هدم منازلهم في المخيم أواخر الأسبوع الماضي، حتى فوجئوا، مساء اليوم الاثنين، باستئناف جرافات الاحتلال عملية الهدم هي الأوسع منذ الهجوم العسكري على مخيمات شمال الضفة في يناير/كانون الثاني الماضي.

على تلة تطل على المخيم، وقف زهيد جاموس (38 عاما) يراقب الجرافة العسكرية وهي تهدم الواجهة الأمامية من منزله الذي سكنه قبل عام واحد فقط. ويقول إن عملية الهدم بدأت من بيته "الذي كان أول المنازل التي تُقلع من خريطة المخيم بعد قرار التجميد الضعيف".

ويشرح للجزيرة نت مشاعره وهو يرى جهد سنوات قضاها في تأسيسه تنهار أمام عينه في دقائق، قائلا "استيقظت على اتصال يقول لي إن جرافة إسرائيلية بدأت بالهدم في المخيم، أتيت للتأكد ووجدت منزلي هو محطة البداية، بنيته على مدار 5 سنوات، وضعت فيه كل جهدي وآمال أطفالي وزوجتي بالعيش في منزل الأحلام".

قرار ضعيف

ويؤكد جاموس أن أهالي المخيم كانوا على ثقة بأن قرار التجميد ضعيف، ولن يصمد، لكنهم لم يتوقعوا سرعة تجاوزه من قبل جيش الاحتلال.

ويتابع "لم نستطع جمع ذكرياتنا من المنازل قبل هدمها كلها، لقد تشتتنا في أماكن كثيرة، بعضنا في ضاحية ذبابة والبعض في ضاحية أكتابا، وآخرون نزحوا إلى مدينة نابلس، هدم المنازل ليس نسفا للمأوى فقط، لكنه هدم للألفة والروابط بين عائلات كاملة".

وعائلة زهيد واحدة من 100 عائلة أخطرها جيش الاحتلال بنية هدم منازلها، في مايو/أيار الماضي، ضمن خطة هدم ممنهجة يتبعها الاحتلال في مخيمات شمال الضفة الغربية منذ بدء عملية "السور الحديدي" قبل 6 أشهر. ويعلن عن نيته شق شوارع عسكرية، وتوسيع الأحياء لجعلها أكثر ملائمة لدخول المركبات والآليات العسكرية فيها، إضافة لإقامة مساحات فارغة بين الأحياء داخل المخيمات.

إعلان

ويرى فيصل سلامة، مدير لجنة خدمات مخيم طولكرم ونائب المحافظ، أن إسرائيل تجاوزت كل المواثيق والاتفاقيات الدولية من خلال ما تمارسه في مخيمات شمال الضفة، وتحديدا مخيمي نور شمس وطولكرم.

ويؤكد للجزيرة نت أن محافظة طولكرم ولجنة الخدمات استطاعت -عبر مركز عدالة الحقوقي- انتزاع قرار من المحكمة العليا الإسرائيلية بتجميد هدم 104 مبان أخطر جيش الاحتلال بهدمها مؤخرا، وأن التجميد جاء حتى تاريخ الثاني من سبتمبر/أيلول القادم.

وحسب سلامة، يدل تجاوز جيش الاحتلال على أن هذه القرارات صورية، وأنه "جيش عنصري لا يحتكم للقوانين والمواثيق القانونية الدولية، وفي مقدمتها اتفاقية جنيف الرابعة، كما تعودنا أن إسرائيل تضرب بكل قرارات المجتمع الدولي عرض الحائط".

مشكلة النزوح

وبحسب محافظة طولكرم، فإن الاحتلال بدأ في العامين الماضيين، وخلال 62 عملية اقتحام لمخيمات المدينة، بهدم ونسف وحرق منازل فيها إضافة لتدمير واسع ومتكرر للبنى التحتية، لكنه منذ 27 يناير/كانون الثاني الماضي، هدم -وبخطة ممنهجة- 17 منزلا في البداية ثم 28 أخرى، ولاحقا هدم 58 بناية، وأخيرا بدأ اليوم بهدم 104 بنايات، وهو ما يعني أنه هدم في المخيم قرابة ألف منزل وشرّد ألف عائلة فلسطينية.

وتشير تقديرات المحافظة ولجان الخدمات إلى أن عدد النازحين من مخيمي نور شمس وطولكرم وصل إلى نحو 25 ألفا موزعين في قرى وبلدات وأحياء المدينة، ويعيشون في ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة جدا، ولا يمكن الجزم بقرب حل مشكلة نزوحهم التي بلغت نصف عام حتى الآن.

وبحسب سلامة، فإن خطة الحكومة الفلسطينية ببناء بيوت متنقلة وعلى مراحل للنازحين في أراض معينة اختارتها وبدأت العمل فيها، توقفت اليوم بشكل كامل بعد تهديد الاحتلال بهدم أو قصف أي تجمع سكاني يمكن أن يقام للنازحين من هذه المخيمات.

تصاعد الدخان من منازل هدمها اليوم جيش الاحتلال في مخيم طولكرم (الجزيرة)

ويرى محللون أن ما تقوم به إسرائيل هو مخطط سياسي، بدءا من العملية العسكرية ومرورا بالهدم، يراد به فرض واقع جديد في الضفة الغربية. لذا كان التجاوز لقرار تجميد الهدم القضائي، عدا عن كون قرارات المحاكم الإسرائيلية تأتي لتسهيل وتمهيد عمليات الجيش على أرض الواقع في المخيمات والقرى والمدن الفلسطينية بشكل عام، و"كل ذلك تمهيدا لإقامة الدولة اليهودية والسيطرة الكاملة على الضفة".

يقول سليمان بشارات الخبير في الشأن الإسرائيلي والمحلل السياسي، إن إسرائيل تسابق الزمن لفرض الواقع الجديد في الضفة لأنها تعتقد أن الظروف الحالية يمكن ألا تتكرر؛ خاصة من ناحية الدعم الدولي لاستمرار الإبادة في غزة، لذا تستغلها لفرض سياستها الجديدة، و"هو ما شهدناه خلال العامين الماضيين من عمر الحرب".

أهالي مخيم طولكرم يشاهدون هدم جرافات الاحتلال لمنازلهم (الجزيرة) خطة ممنهجة

ويؤكد بشارات للجزيرة نت أن إسرائيل استخدمت حالة المقاومة الفلسطينية وشرعت في تضخيمها دوليا واستخدمتها كغطاء لكل ما تقوم به سواء في الضفة أو غزة، وهو ما انعكس بشكل مباشر في تغييب أي دور عربي أو فلسطيني أو حتى إقليمي، في التدخل لوقف سياساتها أو حتى الضغط عليها لوقفها.

إعلان

ويوضح: "المواطن الفلسطيني وجد نفسه مكشوف الظهر وضعيفا في المواجهة، لا يوجد أي طرف يسانده، ولا يملك سوى أن يتمسك بالحد الأدنى من الصمود، كل المواقف الدولية والمناشدات حاليا لا يمكن أن توقف الاحتلال ومخططاته، الأطراف الفلسطينية كلها عاجزة حاليا، ولا تمتلك سوى الشجب والاستنكار".

وفي كل مرة تعلن فيها عن عمليات هدم لمنازل في جنين وطولكرم ونور شمس، تزعم إسرائيل أنها لدواعٍ أمنية ولخدمة العملية العسكرية والجيش المتمركز في المخيمات منذ عدة أشهر.

لكن محللين يفندون هذه الادعاءات، ويرون أن نسف المباني وشق الشوارع ومحو أحياء كاملة يهدف إلى تغيير نمط وطابع المخيم وفكرته وجغرافيته وتغيير ديمغرافيته، وتحويل هذه المخيمات إلى أحياء داخل المدن.

ويرى المحلل بشارات أن إسرائيل تسعى إلى إحداث تغيير في الوعي والعقلية الفكرية للمواطن الفلسطيني داخل المخيم وفي الأجيال القادمة أيضا، و"كل ذلك يؤكد أن هدم المخيمات لا يمكن أن يكون لدواعٍ أمنية".

وفي حال نجح هذا النموذج -وفق بشارات- يمكن للاحتلال نقله لبقية المخيمات، أو تغييره وبلورته وفقا لاحتياجه بتعزيز تنفيذ خططه في ضم الضفة والاستيلاء على أراضيها بشكل كامل.

مقالات مشابهة

  • جرافاته لا تعترف بالقضاء.. الاحتلال يبدأ بهدم 104 مبان بمخيم طولكرم
  • اعتقالات وهدم منازل بمخيم طولكرم والمستوطنون يصعدون هجماتهم
  • مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يواصل اعتداءاته بالضفة
  • مواجهات وإصابات في اقتحام قوات الاحتلال لمناطق بالضفة الغربية
  • عاجل| جيش الاحتلال يقتحم مدينة قلقيلية
  • العدو الصهيوني يقتحم بلدات في الضفة الغربية 
  • العدو الصهيوني يواصل عدوانه على طولكرم لليوم الـ160 على التوالي
  • الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم ويقتحم عدة بلدات بالمحافظة
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم بلدة عناتا وضاحية السلام ويخرب منازل وممتلكات المواطنين
  • العدو الصهيوني يشن حملة مداهمات بالضفة المحتلة ويعتقل فلسطينيين