تربية الأبناء والتواصل معهم أصبح من المهام الثقيلة جداً، والخطرة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي منحتهم معرفة لا متناهية عن كل شيء، وأصبح الهاتف المحمول جزءاً لا يتجزأ من حياتهم، ليل نهار.
وفى المقابل، هناك الكثير من الآباء والأمهات ليس لديهم قدرة على مواكبة التطور التكنولوجي الذي أصبح الأبناء بارعين فيه، فظهرت فجوة كبيرة بين الآباء والأبناء.


قدم عدد من خبراء الطب النفسي وتعديل السلوك وخبراء التربية لأجوبة لبعض التساؤلات والتي كان أهمها: كيف نخاطب الطفل في عصرنا الحاضر مع التقدم التكنولوجي وعالم الـ«سوشيال ميديا» بين يديه؟ وكيف يكيّف الوالدان تعاملهما مع الأبناء ليتماشى مع البيئة التي يعيش فيها الطفل اليوم؟ وما هي أهم النصائح للآباء والأمهات للتعامل مع أولادهم في ظل كل هذا العالم الافتراضي الذي يحيط بهم، حتى لا يفلت الزمام؟
في البداية يؤكد المختصون أن ارتباط الأبناء بشكل مَرَضي بوسائل التواصل الاجتماعي ووسائل المعرفة مشكلة في كل بيت، حيث ترك الأب والأم، أولادهما تحت رحمة هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تتميز بكثرة مصادرها، وزيادة نوافذها المعرفية، ويجد الآباء صعوبة في التواصل مع هذا الجيل.
ومن أكثر الأمور التي يشدد عليها المختصون، ضرورة تكوين علاقات ودودة وطيبة بالأبناء في كل المراحل، حتى نظل على مقربة من عقل الأبناء، وطريقة تفكيرهم «عندما تتكون الصداقة في فترة المراهقة المبكرة يمكننا حماية أولادنا من كل المخاطر التي تحيط بهم، خاصة في هذا الزخم الافتراضي الذي يحيط بهم من كل اتجاه، فلماذا لا يقوم الأب، أو الأم، باصطحاب المراهق إلى النادي لمشاهدته وهو يلعب مباراة رياضية، أو يشترك معه في لعبة، أو يشاهد معه برنامجاً يحب مشاهدته في التلفزيون، بهدف توطيد العلاقة التي يربطها الحب والمودة؟».
أهم أسباب الفجوة التي حدثت بين الآباء والأبناء في عصر التواصل الاجتماعي:
1. يمارس الجيل الجديد من الآباء والأمهات دكتاتورية شديدة مع أولادهم، ويعتمدون في أغلب أحاديثهم على أسلوب التوبيخ والعقاب.
2. انشغال الأم عن تعليم الطفل مهارات جديدة تساعد على تقليل المشكلات السلوكية عنده، حتى يتعلم ضبط الانفعال والغضب وضبط النفس.
3. غياب الاحترام المتبادل بين الأبوين ينعكس بشكل كبير على نفسية الابن.
4. استهتار الوالدين بمسألة غرس القيم الدينية في قلب وعقل الطفل منذ نشأته ومعرفته بالأصول والتقاليد، ما يزيد من فرص انحرافه في طوفان الانحرافات الأخلاقية، خاصة في هذا الزمن الصعب.
ويقدم الخبراء مجموعة من النصائح تساعد الآباء والأمهات على تقليل الفجوة بينهم وبين الجيل الجديد، وكذلك تساعدهم على التخاطب معهم بالشكل الأمثل:
• تربية الأبناء عملية معقدة تحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد، وكل شخص له خبراته الخاصة عنها، لذلك لا يمكن أن نعمّم القواعد، بل يجب أن تعيش تجربتك الخاصة وتتعلم منها.
• أهمية قيام الآباء بإبعاد أجهزة الموبايل عن أماكن نوم الأبناء، للتخفيف من النظر فيها طوال اليوم، وقبل، وبعد النوم مباشرة.
• عدم الاعتماد على الهاتف بشكل كلي، وإبعاده عن الجلسات العائلية، حيث إن الطفل، من عمر سنة حتى 12 سنة، ينبغي أن يكون معتدلاً في استخدام الـ«سوشيال ميديا».
• ينبغي مراقبة الأطفال مع الإنترنت عن طريق إدخال شيء نافع في برنامجهم اليومي، ووضع خطة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي حتى يخلق علاقات جيدة مع من حوله.
• الاتفاق على أوقات معينة للجلوس على مواقع التواصل الاجتماعي يخفف من حدّة سيطرة وسائل التكنولوجيا على عقل الطفل.
• ضرورة عدم استسهال قيام الأم بإعطاء الطفل الهاتف حتى ينشغل به عنها، أو يكفّ عن البكاء، فهذا يعتبر دواء ضاراً بالطفل، وعواقبه ستكون وخيمة فيما بعد.
 

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر التواصل مع الطفل التطور التكنولوجي خبراء التربية التواصل الاجتماعی

إقرأ أيضاً:

للحماية من الحوادث وضربات الشمس.. 6 خطوات لتعليم أطفالك السلامة الصيفية

الصيف يعني العرق، والبشرة اللزجة، والبقع الغريبة على ملابس أطفالك بسبب اللعب في الأماكن المفتوحة معظم الوقت. وبالرغم من صعوبة التغلب على الحر، فإن البقاء في المنزل يعني التخلي عن جميع أنشطة الصيف المحببة للصغار.

فيما يلي نستعرض كيف يمكن للآباء والأمهات تثقيف أطفالهم بالسلامة الصيفية وكيف يستمتعون بالأنشطة المختلفة دون التضرر من أشعة الشمس القاسية أو أية مخاطر أخرى؟

ارتفاع مستمر لدرجات الحرارة

وفقا للهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ، كانت السنوات العشر الماضية العقد الأكثر حرارة منذ 125 ألف عام، وهذا يؤثر على الطقس الذي نشهده في مختلف دول العالم.

ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، يعني هذا صيفا أكثر حرارة للأطفال والبالغين على حد سواء. ولكن على الرغم من أهمية خروج الأطفال إلى الخارج لنموهم البدني والعقلي والعاطفي، فإنه يجب على الآباء مراقبة مؤشر الحرارة الذي يشمل درجات الطقس ومستويات الرطوبة، لكي لا يتعرض الأطفال للإعياء وضربات الشمس وغيرها.

مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، يعني هذا صيفا أكثر حرارة للأطفال والبالغين على حد سواء (غيتي إيميجز) أساسيات سلامة الأطفال في فصل الصيف

بعد تجاوز درجة الحرارة 32 درجة مئوية، ينبغي للآباء الحد من وقت أطفالهم في الخارج. ويجب على العائلات البقاء في المنزل عند وصولها إلى 37 درجة مئوية، وفقًا لخبراء طب الأطفال.

إعلان

وبشكل أساسي، من الضروري اتباع الخطوات المعروفة للسلامة الصيفية مثل شرب الماء والبقاء في الظل للحفاظ على برودة الأطفال لفترة أطول، وحتى يتمكنوا من الاستمتاع بفوائد الهواء الطلق بأمان. بعدها يمكن اتباع الخطوات التالية:

1- دع أطفالك يتعرقون

العرق هو في الأساس نظام تكييف الهواء في أجسامنا، حيث تُحوِّل حرارتنا الداخلية العرق إلى بخار، وهذا من شأنه خفض درجة حرارة الجسم.

وطالما كان ذلك آمنا، شجع الأطفال على اللعب بجد وبذل جهد كبير وعدم الاستياء عند الإحساس بالتعرق أو جعل ذلك يمنع من الاستمتاع بوقتهم، واشرح لهم فوائد هذه العملية العبقرية التي يخوضها الجسم بشكل تلقائي. فقط احتفظ بزجاجات الماء قريبة منهم لتعويض السوائل المفقودة.

العرق هو في الأساس نظام تكييف الهواء في أجسامنا، حيث تُحوِّل حرارتنا الداخلية العرق إلى بخار (غيتي إيميجز) 2- دع أطفالك "يأكلون" المزيد من الماء

بعد تثقيف أطفالك بعملية تبخير العرق واستهلاكها لمخزون الجسم من الماء، شجعهم على شرب المزيد من الماء لترطيب الجسم من خلال اختيار زجاجات ملونة ورسومات لاصقة محببة يختارها كل طفل على حدة. واصنع تحديات وجوائز لمن ينهي زجاجته خلال فترات معينة من اليوم.

أما إذا كان أطفالك يرفضون شرب الماء، فبالإمكان دوما تجهيز وجبات خفيفة تحتوي على أكبر كمية ممكنة من الماء. على سبيل المثال، يحتوي الخيار والطماطم على نحو 95% من الماء، مما يجعلهما خيارا ممتازا كوجبات خفيفة. أما البطيخ، فهو حلو المذاق ومحبب لدى معظم الناس، ويحتوي على 92% من الماء أيضا.

3- ساعدهم في تطبيق واقي الشمس المخصص للأطفال

التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية قد يؤدي إلى حروق الشمس، والطفح الجلدي الناتج عن الحرارة، وحتى التسمم الشمسي.

ويكمُن سر السلامة من الشمس في الاستخدام الصحيح لواقي الشمس. علم أطفالك وضع المستحضر لأنفسهم، وإعادة وضعه بعد الخروج من المسبح. وشجعهم على استخدام الكريمات التي تضم عوامل حماية من الشمس لا تقل عن "إس بي إف 35" 35 SPF لتوفير حماية فعالة من الأشعة فوق البنفسجية.

التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية قد يؤدي إلى حروق الشمس (بيكسلز) 4- اختيار تفضيلاتهم من أغطية الرأس والقبعات

إلى جانب استخدام واقي الشمس، هناك عدد من التدابير التي يمكن لأطفالك اتخاذها للبقاء آمنين في الشمس. مثل استخدام أغطية عربات الأطفال المقاومة للشمس، وارتداء قبعات عريضة الحواف، ونظارات شمسية، وملابس واقية من الأشعة فوق البنفسجية، مما يوفر طبقة إضافية من الحماية مثالية لفترات ما بعد الظهيرة المشمسة التي قد يقضونها في الحدائق والأماكن المفتوحة.

إعلان 5- خطوات السلامة عند ركوب الدراجات

ركوب الدراجات من أكثر الأنشطة الصيفية شيوعا بين الأطفال من مختلف الفئات العمرية. وإلى جانب استخدام الخوذة بانتظام، يجب تعليم الأطفال اتباع قواعد السلامة أثناء ركوب الدراجات، خاصةً عند عدم وجود إشراف عليهم من أحد البالغين.

ذكّرهم بالالتزام بمسارات الدراجات المُحددة والابتعاد عن الطرق. كذلك لا تسمح لهم بركوب الدراجات ليلا أو في الطقس العاصف، وتأكد من تذكيرهم بأخذ فترات راحة متكررة لشرب الماء ووضع واقي الشمس عند مرور ساعتين أو 3 ساعات بعد تطبيقه أول مرة.

هناك عدد من التدابير التي يمكن لأطفالك اتخاذها للبقاء آمنين في الشمس (غيتي إيميجز) 6- أهمية السلامة المائية

سواء في مسبح أو شاطئ البحر، فإن السلامة المائية أمر بالغ الأهمية. لذلك من الضروري اتباع الخطوات التالية في مختلف الظروف:

المتابعة الدائمة: راقب الأطفال من كثب عند تواجدهم بالقرب من الماء أو داخله. قد يحدث الغرق في دقائق معدودة وفي المياه الضحلة، وحتى وإن كان الأطفال يبدون كبارا بما يكفي للسباحة بمفردهم، من الضروري مراقبتهم طوال الوقت.

وإذا ما أتيحت الفرصة، من المهم جدا تعليم الأطفال السباحة في وقت مبكر من أعمارهم مع مدرب متخصص لأنها مهارة قد تنقذ الحياة في حال وقوع حوادث الغرق.

استخدام سترات النجاة و"العوّامات": تأكد من ارتداء الأطفال سترات النجاة المعتمدة عند ممارسة أي من الرياضات المائية. أيضا شجعهم على استخدام "العوامات" التي يتم ارتداؤها في الجسم والأكتاف للحفاظ على أجسادهم طافية على سطح الماء.

ومع ذلك، أدوات السباحة القابلة للنفخ، مثل "العوامات"، تعطي شعورا زائفا بالأمان. أبقِ الأطفال الصغار في متناول يدك دائما أثناء وجودهم في الماء أو بالقرب منه.

علّمهم قواعد أسطح المياه: ثقّف أطفالك حول مخاطر المياه، بما في ذلك أهمية عدم الركض بالقرب من المسابح وعدم القفز للغوص في المناطق الضحلة لحمايتهم من ارتطام الرأس. وفي البحر أو على الشواطئ، شجعهم على عدم الغياب عن أنظارك والسباحة دوما إما بصحبتك أو بمرافقة أحد البالغين.

إعلان

مقالات مشابهة

  • في قضاء البترون جلسات انتخاب رئيس ونائب رئيس البلديات تتواصل
  • للحماية من الحوادث وضربات الشمس.. 6 خطوات لتعليم أطفالك السلامة الصيفية
  • بعد استغاثة والده واستجابة وزير الصحة.. القصة الكاملة لوفاة الطفل آدم
  • أخصائية توضح أهمية الاستماع في تربية الأبناء وتأثيره على علاقتهم بالأسرة..فيديو
  • واتساب يتصدر تطبيقات التواصل الاجتماعي الأكثر استخداما بالمملكة
  • أدوات تحليلات وسائل التواصل الاجتماعي.. أداة أيم إنسايتس لزيادة التفاعل وتحسين الأداء
  • عدد الأصدقاء أم نوعيتهم؟.. ما الذي يحقق لنا السعادة في التواصل الاجتماعي؟
  • “واتساب ويوتيوب وسناب شات” في المقدمة.. تطبيقات التواصل الاجتماعي تتصدر الاستخدامات الرقمية في المملكة خلال 2024
  • تطبيقات التواصل الاجتماعي تتصدر مشهد الاستخدام الرقمي في المملكة
  • «واتساب» في المرتبة الأولى.. تطبيقات التواصل الاجتماعي تتصدر مشهد الاستخدام الرقمي في المملكة