عربي21:
2025-07-12@04:58:18 GMT

بغداد عاصمة ثقافية وإعلامية وسياحية من جديد

تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT

عندما تتنقل هذه المدة في شوارع بغداد وضواحيها وبين مدن العراق المختلفة وتزور مسارحها ومراكزها الثقافية والسياحية ومؤسساتها الاقتصادية تلاحظ  "انفتاحا غير مسبوق" وانتشارا كبيرا لـ "السلوكيات الليبيرالية"  والهدوء والأمان ليلا نهارا. وتشعر أن العراق بدأ فعلا يستعيد عافيته فعلا بخطى ثابتة، بعد عقود من الحروب والأزمات.



وعندما تواكب سلسلة مؤتمرات القمم الإعلامية والتنموية والتظاهرات الفنية العربية والدولية التي نظمت في بغداد ،على هامش القمة العربية والقمة العراقية المصرية الأردنية في دورتها الـ 34 والمؤتمر الإعلامي العربي الرابع، تكتشف أن الأوضاع تتغير بسرعة في "عاصمة الرشيد" وفي عمقها الجيو استراتيجي الوطني والإقليمي.

وبعد عقود من الاستبداد وحكم الحزب الواحد وسيطرة الصوت الواحد على الإعلام أصبحت المنتديات الثقافية والفكرية والسياسية الوطنية والعربية والدولية مفتوحة على مئات القنوات التلفزية والإذاعية ووسائل الإعلام الرقمية المحلية والأجنبية.

وفي الوقت الذي تستعد فيه النخب الثقافية والسياسية الى انتخابات عامة مقررة لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، تكتشف أن رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني يعلن أن "الاستثمارات الأجنبية في العراق تجاوزت ال88 مليار دولار"، وأنه من المقرر أن يحقق البلد خلال الأعوام الثلاثة القادمة "قفزة استثمارية بـ 500 مليار دولار".

 عاصمة ثقافية وسياحية

وبعيدا عن أجواء "الحملات الانتخابية السابقة لأوانها" التمهيدية للاقتراع المقبل، تطل عليك عندما تتنقل في العاصمة العراقية آلاف العمارات العملاقة والتجمعات السكنية والإدارية والتجارية والسياحية والمطاعم الفخمة. بعضها بصدد الإنجاز، فيما فتح بعضها الآخر أبوابه ويستقبل الاف المواطنين والسياح  من عدة جنسيات في عام تقرر أن تكون فيهة بغداد "العاصمة العربية للسياحة" و"العاصمة العربية للثقافة" على حد ما أورده عبد الكريم حمادي رئيس شبكة الإعلام العراقية بدرجة وزير في حديث لـ "عربي21".

لعل من بين ما يوحي بانفراج واسع للأوضاع في "بلاد الرافدين"، تعاقب مسارات "المراجعات الفكرية والثقافية والأيديولوجية"، والمضي بحزم نحو "التوافق حول المشترك" و"الولاء للوطن وليس للطائفة والجهة والعشيرة" على حد تعبير رئيس هيئة الاعلام العراقية كريم حمادي في تصريحه لـ "عربي21 ".وبذلك تلوح بشائر طي مرحلة الهدم والانتقال الفعلي للبناء، رغم التعقيدات التي يمر بها البلد بسبب المضاعفات الاقتصادية والسياسية والأمنية السلبية للحروب والاضطرابات التي تشهدها المنطقة منذ أعوام، وخاصة منذ بدء حرب الإبادة في قطاع غزة في أكتوبر 2023 وانفجار حروب وصراعات مسلحة  أثرت مباشرة في كامل المنطقة من لبنان وإيران واليمن مرورا بالأردن وسوريا ومصر والعراق.

وإذا كان رئيس الحكومة العراقية خاطب الحكومات العربية  بمناسبة قمتهم 34 في بغداد قائلا: "آن الأوان أن نبدأ من جديد"، فإن "القمة الإعلامية" التي نظمها اتحاد إذاعات الدول العربية وشبكة الإعلام العراقية بمشاركة 150 من كبار الإعلاميين العرب والدوليين كشفت وجود "إرادة عليا" لتفعيل الدور الثقافي والإعلامي والاقتصادي والسياسي الإقليمي للعراق.

مراجعات فكرية

ولعل من بين ما يوحي بانفراج واسع للأوضاع في "بلاد الرافدين"، تعاقب مسارات "المراجعات الفكرية والثقافية والأيديولوجية"، والمضي بحزم نحو "التوافق حول المشترك" و"الولاء للوطن وليس للطائفة والجهة والعشيرة" على حد تعبير رئيس هيئة الاعلام العراقية كريم حمادي في تصريحه لـ "عربي21 ".

وبدا ملفتا خلال اليومين الماضيين أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني أعلن عن " تشكيل أكبر تحالف حزبي سياسي انتخابي "استعدادا لاقتراع الخريف المقبل، رفع فيه بالخصوص شعار "العراق أولا".

وقد سألت عددا من كبار المثقفين والإعلاميين العراقيين المشاركين في "المؤتمر الإعلامي العربي الرابع" قبل أيام عن الهدف من رفع مثل هذا الشعار، بعد قمم عربية وإقليمية شهدتها بغداد . هل يعني "خيبة أمل" من سلوكيات بعض العواصم العربية التي خفضت مستوى مشاركتها في الدورة الـ 34 للقمة العربية، رغم مشاركة القيادة العراقية في أعلى مستوى في القمم الماضية  التي عقدت في بقية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية؟

 موقف من البعثيين والإسلاميين؟

وهل توحي بتزايد تأثير" التيار الوطني الانعزالي" ردا على "التيارات الوحدوية القومية البعثية العربية والإسلامية واليسارية"؟

أم يعكس شعار "العراق أولا" موقفا فكريا وسياسيا وعقائديا من الزعامات الإسلامية السنية والشيعية والكردية التي ما يزال بعضها يخوض جدلا علنيا حول عدد من "الثوابت"، وبينها مستقبل العلاقات مع طهران ودمشق وأنقرة من جهة ومع أنقرة وعواصم بلدان مجلس التعاون الخليجي والقاهرة والأردن وواشنطن من جهة ثانية؟

عندما تواكب سلسلة مؤتمرات القمم الإعلامية والتنموية والتظاهرات الفنية العربية والدولية التي نظمت في بغداد ،على هامش القمة العربية والقمة العراقية المصرية الأردنية في دورتها الـ 34 والمؤتمر الإعلامي العربي الرابع، تكتشف أن الأوضاع تتغير بسرعة في "عاصمة الرشيد" وفي عمقها الجيو استراتيجي الوطني والإقليمي .يصعب تقديم إجابة حاسمة، لكن في كل الحالات يبدو أن النخب العلمانية والإسلامية والأطراف الوطنية والوحدوية أدركت أنها تحتاج فعلا مراجعات ونقدا ذاتيا واعترافا بأخطاء الماضي ثم التفرغ لإعادة بناء بلد بدأ يشهد استقرارا وانتعاشة..

اقتنع الغالبية بالقطع مع عقود من "الحروب بالوكالة" في العراق بسبب موقعها وثرواتها ومعادنها النفيسة..

قد تأتي العملية الانتخابية القادمة بالجديد، خاصة أنها تعقد لأول مرة بعد تحسن كبير في المؤشرات المالية للدولة وارتفاع مخزونها من العملة وفي ظل انتشار الأمن والاستقرار وانتعاش السياحة الداخلية والأجنبية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء العراق العراق سياسة رأي تحولات قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

السفارة الأمريكية:مغادرة “مؤقتة” لبعض موظفي السفارة

آخر تحديث: 9 يوليوز 2025 - 1:23 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكدت السفارة الأمريكية في بغداد، اليوم الاربعاء، أن بعثتها في العاصمة العراقية والقنصلية العامة في أربيل لا تزالان مفتوحتين وتعملان كالمعتاد، مشددة على التزامها بتعزيز أولويات السياسة الأمريكية في العراق، ودعم سيادته، والتواصل مع القادة العراقيين والشعب العراقي.وقال متحدث باسم السفارة،في بيان، إنه “حرصاً على سلامة الجميع، ونظراً لتصاعد التوترات الإقليمية، بدأت بعثة الولايات المتحدة في العراق بمغادرة بعض موظفيها بشكل منظم في 12 يونيو/حزيران”، مضيفاً أنه “وفي إطار جهودنا المستمرة لتبسيط العمليات، غادر موظفون إضافيين العراق في 21 يونيو/حزيران، وتمثل هذه المغادرات استمراراً للعملية التي بدأت في 12 يونيو/ حزيران الماضي”.وأوضح المتحدث أن “المغادرة المنظمة مؤقتة”، مؤكداً في الوقت ذاته أن “السفارة لا تناقش أعداد الموظفين لأسباب أمنية”.

مقالات مشابهة

  • قرار جمركي بمفعول نفسي.. العراق ينجو من الرسوم الأميركية بفضل النفط
  • غرفة التجارة الدولية: تشكيل فريق قانوني لحماية المصالح العراقية
  • السفارة العراقية في ليبيا تعلن إطلاق سراح سبعة مهاجرين عراقيين غير نظاميين وإعادتهم إلى أربيل
  • مركز أبوظبي للغة العربية يقود رحلة ثقافية ثرية إلى مهرجان أيام العربية حتى نهاية 2025
  • يونامي تؤكد على أهمية الحوار بين بغداد وأربيل
  • العراق يشارك في البطولة العربية للسباحة الأولمبية
  • مستشار حكومي:فرض ترامب رسوم بنسبة 30% لا يبدو منطقياً في ظل غياب الصادرات العراقية
  • العراق يشارك في البطولة العربية للسباحة الأولمبية في المغرب
  • وفاة الفنانة العراقية إقبال نعيم عن عمر 67 عامًا
  • السفارة الأمريكية:مغادرة “مؤقتة” لبعض موظفي السفارة