رغم الإعلانات المتكررة عن موت الماركسية وإشاعة فكرة أن التاريخ نفسه قد دحضها، إلا أن الاهتمام بها لم يخفت.. بل قد بُعث بقوة في سياق الأزمة الاقتصادية العالمية 2008 – 2011.

 وإذ كانت أعمال ماركس موضع دراسة إما من طرف السائرين على نهجه كمنظري البلشفية والماوية والماركسية الجديدة وإما من طرف نقاده من منظري الليبرالية ففي القرن الحادي والعشرين صار الاهتمام بمؤلفات ماركس ذا طابع تطبيقي براغماتي.

. وبات تقييمُ نظرياته موزونا بدرجة أكبر. في هذه الحلقة نستضيف رئيس قسم الفلسفة الاجتماعية وفلسفة التاريخ في كلية الفلسفة بجامعة موسكو الحكومية البروفيسور كارين مومجان ليحدثنا عن ماركس والماركسية بنظرة نقدية غير متحيزة.  

Your browser does not support audio tag.

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: ازمة الاقتصاد الاقتصاد العالمي الشيوعية جامعات في روسيا

إقرأ أيضاً:

الحرب على التاريخ أيضا في غزة

الحرب المجنونة فـي غزة ليست فقط على الحجر والبشر، ربما ننسى، فـي جنون القصف والمذابح، ضحايا آخرين لم ينتبه لهم أحد، رغم أن قيمتهم تشبه، أو ربما تتعدى، قيمة البيت والإنسان الفلسطيني هناك. إنها آثار غزة، حضارتها، هويتها، ووجودها التاريخي العميق.

فـي كتابه الذي جاء فـي وقته تمامًا، آثار غزة وحرب التاريخ، للكاتب والمؤرخ الغزي حسام أبو النصر، يصوّر أبو النصر حجم الجحيم الذي تعرضت له آثار غزة، وهو جحيم مقصود تمامًا. الأعداء يعرفون أن تحطيم شعب ومقدرات غزة لن يكون ممكنًا دون تحطيم هويتها وتاريخها واسمها الحضاري. فغزة جزء من فلسطين التاريخية، وقد عاش الإنسان فـيها منذ آلاف السنين. صدر الكتاب عن دار الفـينيق برام الله العام الماضي، وأحدث نشره اهتمامًا بالغًا، ولفت الانتباه إلى مأساة غزة بشكلها الكلي.

يقدّم وزير الثقافة الفلسطينية، عماد حمدان، الكتاب بقوله: «لأول مرة أشعر بصعوبة بالغة فـي كتابة مقدمة لكتاب عن الآثار، وهذه الصعوبة تأتي من الضغط النفسي الذي أعيشه منذ أحداث زلزال السابع من أكتوبر».

الكتاب مصنف إلى عدة فصول، فـي الفصل الأول، يتحدث أبو النصر عن الواقع التاريخي والجغرافـي لغزة، ساردًا مراحل مهمة فـي تاريخها، بدءًا من الهكسوس، والآشوريين، والبابليين، واليونانيين، وحكم الرومان والأنباط، وعبادة الأوثان، ثم غزة البيزنطية، فالفتح الإسلامي، ونهاية الرومان، ومعركة بيت لاهيا، ومعقل المذهب الشافعي، فالمماليك، فالعثمانيين، فالحملة الفرنسية، فالاحتلال البريطاني، فالحكم المصري، ثم الاحتلال عام 1967، ثم غزة فـي كتابات الرحالة والمستشرقين.

يشرح أبو النصر بالتفصيل الحضارات التي مرت على غزة، مبتدئًا بالفراعنة، حيث اعتبر الفراعنة غزة عاصمة لهم فـي أرض كنعان، وسمّوها «هازاتي» و«غازاتو» كما ورد فـي لوحات تل العمارنة. ويعتبر المؤلف أن الجزء الجنوبي من فلسطين كان تحت الحكم الفرعوني نظرًا للصلات التجارية والعلاقات الكبيرة بينهما. وعن العبرانيين، يكتب: «هم من الأقوام السامية التي نزحت إلى العراق من الجزيرة العربية، حيث كانوا يعيشون حياة التنقل والرعي». ويواصل الحديث عن الهكسوس، والآشوريين، والبابليين، والفرس، واليونانيين، والرومان، والأنباط، والمسيحية، والبيزنطية، والفتح الإسلامي، وغيرها.

فـي فصل «الاعتداءات الإسرائيلية على الآثار فـي غزة»، يقول أبو النصر:

«أصبحت معالم الآثار واضحة تمامًا مع نهاية عام 1948، حيث وقعت النكبة، وكانت الحركة الصهيونية قد أنشأت ذراعها فـي مجال التنقيب الجائر عن الآثار فـي أرض فلسطين منذ عام 1914 تحت اسم «جمعية بحث أرض إسرائيل».

يتحدث الكاتب عن تاريخ نهب وتدمير آثار فلسطين فـي كافة مراحل الاحتلال، ذاكِرًا أسماء الآثار وتواريخ تدميرها، مثل: قصر الحاكم المصري الذي دُمّر عام 2009، وكنيسة القديس برفوريوس التي لجأ إليها المئات من سكان الشجاعية، فباغتتها طائرات الـ F-16، وأتت على 23 قبرًا، وتضرر بيت المطران وسقف الكنيسة بشظايا متفرقة.

وهناك آثار أخرى دُمرت بشكل كلي أو جزئي، مثل:

جامع المحكمة البرديكية، وجامع الظفر دمري، ودائرة المخطوطات والآثار، والجامع العمري فـي جباليا، ومسجد النصر، وتل المنطار، وموقع القديس هيلاريون، وميناء أنثيديون.

وفـي حرب أكتوبر 2023، تم استهداف كنائس ومكتبات تاريخية، مثل: مكتبة جامع الأزهر، ومكتبة الجامعة الإسلامية، ومكتبة مركز التخطيط، وميناء غزة، وتل رفح، ومقبرة الإنجليز، كما استُهدفت مقامات إسلامية، مثل: مقام النبي يوسف، ومقام الشيخ شمس الدين أبو العزم، ومقام ابن مروان، والشيخ عبد القادر الغصين، وقبة الشيخ محمد المشيش.

ولم تسلم المتاحف أيضًا، مثل متحف قصر الباشا، ومتحف العقاد، ومتحف الخضري. وهناك مخطوطات وأرشيفات مهمة تعرضت للقصف، مثل: أرشيف وزارة التربية والتعليم، وأرشيف المعاهد الأزهرية، وأرشيف سلطة الأراضي.

ولم ينسَ المؤرخ ذكر بيوت غزة القديمة التي تعرضت للقصف، لأسباب لا تبتعد عن الهدف الشيطاني العام للصهاينة، وهو تدمير هوية غزة وحضارتها.

---

الكاتب فـي سطور

اسمه الحقيقي عبد الحميد أبو النصر، كاتب ومؤرخ فلسطيني، وممثل فلسطين فـي اتحاد المؤرخين العرب، وعضو الأمانة العامة لاتحاد الكتّاب والأدباء الفلسطينيين، ومدير دائرة التاريخ فـي وزارة الثقافة.

ترأس العديد من المؤتمرات العلمية، منها:

فلسطين الكنعانية (2019)

فلسطين المسيحية (2022)

فلسطين رؤى استشرافـية (2016)

فلسطين تحدّث أخبارها (2015)

كتب فـي العديد من المجلات، منها:

شؤون فلسطينية

أوراق فلسطينية

مجلة الدراسات الفلسطينية

مجلة باحث - بيروت

مجلة حق العودة

مجلة تسامح

ويكتب فـي عدة صحف، منها: القدس العربي والحياة الجديدة والقدس والأخبار اللبنانية والعربي الجديد وصحيفة معا الإلكترونية.

من مؤلفاته:

ثورة الكف الأخضر

أقباط بيت المقدس

تاريخ مخطوطات فلسطين

آثار غزة وحرب التاريخ

كما أعدّ وحرّر العديد من الكتب، منها:

إعادة كتابة التاريخ

فلسطين الكنعانية

فلسطين المسيحية

مقالات مشابهة

  • حزب العمال الكردستاني يحرق سلاحه.. بين أهمية الخطوة والتشكيك فيها
  • تركيا عن إلقاء سلاح العمال الكوردستاني في السليمانية: نقطة تحول لا رجعة فيها
  • من قلب المركز إلى هامش العالم.. كيف تعيد الرأسمالية إنتاج الهيمنة؟
  • تحرك جديد في الكونغرس: مشروع قانون لإلغاء العقوبات بما فيها قانون قيصر بشكل دائم
  • الحالات التي يباح فيها للمصلي قطع الصلاة .. الإفتاء توضح
  • عاجل تحديث في "منصة قبول" يتيح للطلاب الإطلاع على الرغبات التي لم يحققوا فيها شروط الأهلية الخاصة بالجامعات والتخصصات
  • ارتفاع منسوب المياه يعيد الحياة جزئياً لبحيرة الحبانية وينعش فيها السياحة
  • نجيب الحصادي… أفَلَ العقل المُنيف ومضى مَن أوقد البصيرة في ليل الفلسفة العربية
  • الحرب على التاريخ أيضا في غزة
  • محمد صلاح يشتري فيلا فاخرة في مدينة بودروم التركية.. كم دفع فيها؟