دينا محمود (لندن)

أخبار ذات صلة الإمارات: أهمية وجود رؤية برلمانية عربية لحل أزمات المنطقة نجاة 4 بتحطم طائرة روسية في أفغانستان

نجحت الدبلوماسية الإماراتية في التعامل بحنكة وتوازن كبيرين مع الأزمة الأوكرانية، منذ اندلاعها في قبل نحو عامين، وذلك من خلال الإبقاء على علاقات جيدة وقوية مع طرفي الصراع، وهو ما أتاح لدولة الإمارات أن تكون وسيطاً نزيهاً ومقبولاً بين موسكو وكييف.

 
وتمكنت الإمارات، من خلال سياساتها الهادئة والمتزنة، من تحقيق تقدم كبير في هذا الملف المُعقد، وتمثل الاختراق الأهم في الإعلان عن نجاح وساطة دولة الإمارات في تنفيذ إحدى أكبر عمليات تبادل الأسرى بين الجانبين الروسي والأوكراني منذ بداية الأزمة.
وشَكَّل الاتفاق الذي شمل 248 عسكرياً روسياً و200 عسكري أوكراني، نجاحاً جديداً للدبلوماسية الإماراتية، بعدما خاضت على مدار الشهور الماضية جولات تفاوض مكثفة، تُوِّجَت بالإعلان عن صفقة التبادل التي أُبرمت بعد قرابة عام، على تحقيق الدولة إنجاز دبلوماسي مماثل في فبراير 2023، أفضى لعودة 63 أسير يندرجون في إطار ما وُصِفَ بـ «الفئة الحساسة» إلى موسكو، مقابل استعادة كييف 116 أسيراً.
وأجمع المتابعون لملف الأزمة التي ستدخل عامها الثالث بعد أقل من خمسة أسابيع، على أن الإمارات هي الدولة الوحيدة تقريباً في العالم، القادرة على تحقيق هذا الاختراق، وذلك على ضوء نجاحها في الوقوف على مسافة واحدة من مختلف الأطراف، وتبنيها على مدار العامين الماضييْن سياسة متوازنة، جعلت بوسعها التعامل بحنكة وكفاءة، مع هذا الملف المعقد.
وأبرز الخبراء في هذا الصدد، أهمية ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، خلال الاتصال الهاتفي الذي تلقاه قبل يومين من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتقديم الشكر والتقدير إلى سموه لنجاح جهود الوساطة التي أفضت لإبرام اتفاق التبادل، من تشديد على موقف الدولة الداعي إلى الحوار لإيجاد حلول دبلوماسية للأزمة الأوكرانية، وحرصها كذلك على دعم جميع المبادرات التي من شأنها التخفيف من التداعيات الإنسانية الناجمة عن الأزمة.
ويتناغم نهج القيادة الرشيدة في هذا الشأن، مع المواثيق الدولية ومبادئ الأمم المتحدة من جهة، وينسجم من جهة أخرى مع «مبادئ الخمسين»، التي تشكل المرجعية الاستراتيجية لسياسات دولة الإمارات خلال الخمسين عاماً المقبلة، خاصة المبدأ العاشر الذي ينص على أن «الدعوة للسلم والسلام والمفاوضات والحوار لحل كافة الخلافات، هو الأساس في السياسة الخارجية لدولة الإمارات»، ويشدد على أن «السعي مع الشركاء الإقليميين والأصدقاء العالميين لترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي، يعتبر محركاً أساسياً للسياسة الخارجية».
وبنظر مراقبين، بدا الترحيب الدولي واسع النطاق الذي قوبل به الإنجاز الدبلوماسي الإماراتي الأخير، بدءاً بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مروراً بمختلف القوى المعنية بالأزمة، وصولاً إلى أطرافها أنفسهم، إقراراً جديداً، بنجاح الدولة في الاضطلاع بدور الوسيط النزيه، القادر من خلال دبلوماسيته المتزنة الهادئة، على إبقاء نافذة الحل السلمي مشرعة.
 وتتفق الدوائر التحليلية الإقليمية والدولية على أن نجاح جهود الوساطة الإماراتية الذي يعكس علاقات الصداقة الوطيدة القائمة مع طرفيْ الصراع، لم يكن ليتحقق ربما لولا وجود اتصالات منتظمة على أعلى المستويات بشأن صفقة التبادل والتي جاء الإعلان عنها بعد أسابيع قليلة من استقبال صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أبوظبي الشهر الماضي، حيث تم بحث تطورات الأزمة الأوكرانية.
ومنذ الشهور الأولى للأزمة التي بلغت حد الصدام العسكري في 24 فبراير 2022، تتبنى القيادة الرشيدة نهجاً متعدد الجوانب للتعامل معها، عبر مسارات يتوازى فيها السياسي بالدبلوماسي بالإنساني، وهو ما يتسق مع دور الإمارات الفاعل على الساحة الدولية، كدولة حريصة على تعزيز السلم والأمن الدولييْن، بوصفها ثالث أكبر منتج للنفط في العالم، وعضواً رئيساً في منظمة «أوبك» وتحالف «أوبك بلس».
وتجسد ما تتحلى به الدبلوماسية الإماراتية من كفاءة ومرونة ومكانة الدولة كبلد موثوق به من مختلف الأطراف، في قدرة الإمارات على الإفلات من فخ الاستقطاب الدولي الحاد الذي يكتنف هذا الملف الشائك، وإعلائها في الوقت ذاته لصوت العقل والحكمة، ودعوتها للتمسك بمبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولي، مع منحها الأولوية لحماية المدنيين، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إليهم من دون عوائق.
وفي حين اغتنمت الإمارات مختلف الفرص السانحة للتشديد على أنه لا مفر من الحوار والتفاوض بين أطراف الأزمة الأوكرانية، كسبيل لخفض التصعيد القائم بشأنها، وإنهاء ما يسودها من جمود في الوقت الحاضر، لم تغفل الدولة إيلاء أهمية استثنائية للملف الإنساني والإغاثي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات أوكرانيا موسكو روسيا كييف الأزمة الأوکرانیة على أن

إقرأ أيضاً:

استعدادات مكثفة لخدمة حجاج الإمارات وتلبية احتياجاتهم

كشف مكتب شؤون حجّاج دولة الإمارات، عن الجاهزية والاستعداد المبكّرين لتقديم أفضل الخدمات والرعاية لحجّاج الدولة في الأراضي المقدسة، وتلبية جميع احتياجاتهم، والعناية بشؤونهم بمسؤولية وتفان وإخلاص، بما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة ويترجم استراتيجية الحكومة في التميز والجودة واتباع أفضل المعايير في تقديم الخدمات.
فقد أكدت وزارة الخارجية، أنها أنهت الترتيبات المتعلقة بمتابعة شؤون الحجّاج، لاسيما كبار المواطنين، بدءاً من الاستعدادات قبل السفر، مروراً بأداء المناسك وحتى العودة إلى أرض الوطن، بما في ذلك تحديث صفحة إرشادات السفر، بحسب كل وجهة عبر موقعها الإلكتروني وتطبيقها الذكي، لتوفير معلومات دقيقة ومحدثة تشمل المتطلبات التي ينبغي الالتزام بها.
داعيةً الحجّاج الإماراتيين إلى تسجيل أنفسهم أو أسرهم في خدمة «تواجدي»، عبر الموقع الإلكتروني أو التطبيق الذكي أو الواتساب، والاحتفاظ برقم الطوارئ المخصص للمواطنين: 0097180024، لتوفير الدعم الفوري عند الحاجة، كما أوصت الوزارة بضرورة حمل نسخة من الوثائق الثبوتية الرسمية، لتسهيل إجراءات إصدار «وثيقة العودة» في حال فقدان جواز السفر أو تلفه أو ضياعه، خلال 30 دقيقة.
كما أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، حملة اتصالية توعوية موحدة عن موسم الحجّ 2025 تحت شعار «حج صحي وآمن»، بالتعاون مع الجهات الصحية في الدولة وهدفت إلى اتباع الإرشادات الصحية الضرورية قبل السفر وخلاله وبعد العودة، بما يضمن توفير أقصى درجات الراحة ويسهم في تعزيز شعورهم بالسعادة والأمان الصحي.
وتتضمن الحملة الاتصالية التوعوية توفير خدمات متعددة، تشمل توفير دليل إرشادي توعوي قابل للتحميل عبر الموقع الإلكتروني للوزارة بلغات عدة والرد على استفسارات الحجاج الصحية والتواصل المستمر مع الفرق الطبية المرافقة، لتزويدهم بالأدوية والاستشارات الطبية وتقديم الدعم النفسي والإرشادي، بما يعزز جودة الرعاية المقدمة ويوفر بيئة صحية وآمنة للحجّاج.
كما تضيء الحملة على أهمية الحصول على اللقاحات الأساسية قبل السفر، مثل الالتهاب السحائي والإنفلونزا الموسمية والمكورات الرئوية ونشر التوعية باتباع الإرشادات الوقائية طوال الحجّ. وأشارت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة إلى أنها وضعت خطة متكاملة لضمان أداء حجّاج الإمارات المناسك بسهولة، تشمل تعزيز وعي الحجاج بمناسك الحج بطريقة مبتكرة وتعزيز الشراكات المؤسسية التي تسهم في توفير خدمات استباقية ومتكاملة لأداء الفريضة بطمأنينة وإبراز الصورة الحضارية لدولة الإمارات في تنظيم شؤون الحجّ.
كما أعلن مكتب شؤون حجّاج دولة الإمارات، بدء التشغيل التجريبي لمخيمات الدولة في مشعري منى وعرفات، بكل خدماتها ومرافقها بنسبة 100%، استعداداً لاستقبال حجّاج الدولة.
وأكد المكتب أن أعمال التجهيز شملت توفير متطلبات الراحة والسلامة للحجّاج الذين بلغ عددهم 6228 شخصاً، بما في ذلك أعمال البنية التحتية، وأنظمة التكييف المتطورة، وتجهيزات الإعاشة، ومرافق الخدمات الطبية والإدارية، وفق أعلى المعايير المعتمدة، وبما يسهم في توفير رحلة حجّ ميسّرة وآمنة.
تحسينات ميدانية
وشملت التحسينات الميدانية لهذا العام بناء مسجد يتّسع لنحو 400 حاج، وتخصيص مصلّيات في مخيمات عرفة، تتضمن أجود أنظمة الصوت والصورة لنقل الخطبة وصلاة عرفة، وتجهيز المخيمات بأنظمة تكييف عالية الكفاءة، وتظليل جميع ممراتها وتشجيرها، مع إضافة مراوح حديثة مزودة بنظام الرذاذ لتخفيف ارتفاع درجات الحرارة وحماية الحجّاج من التعرض لضربات الشمس.
بيئة ملائمة
وأكد الدكتور عمر الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، رئيس المكتب، استمرار الجهود لتوفير البيئة الملائمة لحجّاج الدولة لأداء مناسكهم. موضحاً أن المكتب أنهى جميع التجهيزات في المخيمات خلال وقت قياسي، وحرص على رفع كفاءة المرافق والخدمات، لضمان توفير بيئة مريحة وآمنة للحجّاج.
وثمّن التعاون الوثيق مع الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية الشقيقة. مؤكداً أن المكتب يعمل ضمن خطة متكاملة، تعكس صورة الإمارات المشرّفة في رعاية حجّاجها، وتحقق لهم أعلى مستويات الرضا والسلامة.

مقالات مشابهة

  • المالية النيابية: الأزمة المالية قائمة لكن الرواتب مؤمنة
  • آمنة الضحاك: الإمارات تحقق نجاحات ملموسة في دعم المزارعين
  • استعدادات مكثفة لخدمة حجاج الإمارات وتلبية احتياجاتهم
  • وزير الخارجية السعودي يزور دمشق مع وفد اقتصادي لضخ استثمارات كبيرة
  • الإمارات.. استعدادات مبكرة لتقديم خدمات متميزة لضيوف الرحمن خلال الحج
  • ترامب يوجه نصيحة لماكرون بعد الفيديو الذي أثار ضجة كبيرة مع زوجته بريجيت: عليك إبقاء باب الطائرة مغلقًا
  • مكتب شؤون حجاج الإمارات يبدأ التشغيل التجريبي لمخيمات مشعري منى وعرفات
  • من التشريع إلى التنفيذ.. الإمارات تسبق المنطقة في معركة التغير المناخي
  • الوزير السابق عزيز رباح يكتب..التفاهة واليأس كلفتهما كبيرة ومدمرة .. وجب الحذر من الطابور
  • العراق: عن هشاشة الدولة التي لا يتحدث عنها أحد!