بعض وربما كثير من رسائل الماجستير والدكتوراة التي لا تستحق أن تجاز من الأصل يفاجأ الحضور بأنها حازت توصية بالطبع والتداول، في حين لن يتم هذا لكثير من الرسائل الأفضل بحجة أن التوصية بالطبع مرتبة عالية لا يصل إليها باحثو اليوم.

وضمائرنا لا يزال بعضها قلق، وكثير منها قد استسلم للواقع الهزيل وتصالح معه بحجة أن هذا هو السائد والعادي، والمساواة في الظلم عدل، ولا داعي للنشاز والخروج عن الواقع، خاصة وأن هذه الرسائل والبحوث لا قيمة لها، ولا نطمئن لمصداقيتها ودقتها، وحتى لو كانت دقيقة ومنضبطة فلا يستفاد منها، ولا تقوم أي جهة بتطبيقها.

وتظل الضمائر القلقة التي عجزت عن التصالح مع هذا الواقع المحبط تبدو وكأنها متشددة، وغير متفهمة للواقع، وتعزف لجان التحكيم والمناقشة عن مشاركتها.

إن غياب المعيارية في تحكيم الرسائل والبحوث العلمية بحجة  الاحتكام الى الواقع، أو الهوى، أو العناد والتقليد، أو المجاملات، أو الهدايا، أو الرشاوى المالية مباشرة،  خلق لدى الغالبية شعورا إن لم يكن يقينا باستحالة إيجاد حل للنهوض بالبحث العلمي أو حتى عدالة تقييمه وتحكيمه، فلا رقيب، ولا رقابة، ولا معيار، ولا معيارية، ولا أمل، ولا تفاؤل إلا بقول الله عز وجل: “واتقوا الله ما استطعتم”

إذ أن الحل هذه المرة يجب أن يبدأ من أعلى فتقوم الدولة،  ومؤسساتها، ومؤسسات القطاع الخاص، ثم الجامعات والمراكز البحثية بتحديد حاجتها واحتياجاتها من البحث العلمي التطبيقي في الزراعة والصناعة والتجارة والصحة وعلاج الأمراض، وكذلك حاجتها للبحث العلمي للتدريس والتثقيف والتوعية والتربية وكافة فروع التنمية المستدامة.

ثم تتحول عملية البحث العلمي برمتها إلى أخلاقيات وجزء لا يتجزأ من الاقتصاد الوطني للدولة، وما يفرضه ذلك من فرز واستبعاد من لا يصلح من الأساتذة والطلاب والباحثين.

لقد وصلنا إلى طريق مسدود، وحان الوقت لأن تنتهي النظرة إلى البحث العلمي أو التدريس بالجامعة كمجرد وظيفة، لأن الجامعات والبحث العلمي هي العامل الأول في تقدم الدول التي تقدمت، والعامل الأول في النهوض بالدول التي سعت الى النهضة.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

الإمارات تعزل سقطرى عن العالم الخارجي بحجة “السلامة”

الجديد برس| أصدرت الإمارات، عبر أدواتها المحلية في أرخبيل سقطرى اليمني، قراراً مفاجئاً يقضي بمنع دخول الأفراد إلى الأرخبيل عبر المنافذ البحرية، تحت ذريعة “سوء حالة البحر والحفاظ على سلامة المواطنين”، بحسب تعميم رسمي أصدره مدير أمن سقطرى الموالي للمجلس الانتقالي الجنوبي، علي الدكسمي. ورغم التبريرات الأمنية المعلنة، أفادت مصادر محلية باستمرار حركة السفن الإماراتية إلى سقطرى بشكل اعتيادي، الأمر الذي يعزز الشكوك بشأن وجود نوايا خفية خلف القرار، ويشير إلى مساعٍ متواصلة من أبوظبي لعزل سقطرى عن العالم الخارجي. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تأتي ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تكريس السيطرة الإماراتية على الأرخبيل الاستراتيجي، عبر التضييق على حركة اليمنيين ومنع التواصل الخارجي، في ظل صمت الحكومة الموالية للتحالف وتواطؤ المجلس الرئاسي. وتأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه المخاوف من تحويل سقطرى إلى قاعدة نفوذ إماراتي مغلقة، بعد سنوات من التغلغل العسكري والأمني والاستثمارات المشبوهة التي غيرت من معالم الأرخبيل الطبيعية والسكانية.

مقالات مشابهة

  •  “كراغ” يوضح: هذه حقيقة الكرة النارية الكبيرة التي أضاءت سماء الجزائر
  •  “كراغ” يوضح : هذه حقيقة الكرة النارية الكبيرة التي أضاءت سماء الجزائر
  • مسيران لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في عبس بحجة
  • «تريندز هاب».. أنموذج معرفي يعزّز مكانة البحث العلمي
  • عرض لقوات التعبئة في كشر بحجة تضامناً مع غزة
  • محافظ القاهرة يتفقد مشروع تطوير مدينة الأمل الجديدة
  • الإمارات تعزل سقطرى عن العالم الخارجي بحجة “السلامة”
  • د. محمد بشاري يكتب: من فقه الفتوى إلى فقه البناء.. نحو اجتهاد تركيبي يؤصل المقصد ويوازن الواقع
  • جامعة عجمان تنظم «يوم البحث العلمي» لتعزيز الابتكار
  • لتثمين نتائج البحث العلمي..اتفاقية تعاون بين قطاعي التضامن والتعليم العالي