صحف عالمية: الحل هو التفكير في دمج حماس لا استئصالها
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
في حين استبعدت صحيفة غارديان نجاح محاولات القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقادتها في قطاع غزة، كتبت صحيفة إندبندنت عن "تصدعات واضحة" بين إسرائيل وحليفتيها، الولايات المتحدة وبريطانيا.
وضمن تغطيتها تطورات الحرب في قطاع غزة، ركزت صحف ومجلات عالمية على الجدل الدائر بشأن مستقبل قطاع غزة، وما يفرزه من خلافات بين إسرائيل وحلفائها، بالإضافة إلى العلاقات الأميركية الإيرانية في ضوء التطورات الجارية.
ومع استبعاده نجاح محاولات القضاء على حركة حماس وقادتها، يتوقع مقال في صحيفة غارديان أن تؤدي خطط إسرائيل بشأن مستقبل القطاع إلى استمرار نشاط الحركة "الذي قد يتحول إلى ساحات أخرى كانت حماس تتجنبها، وبالتالي فإن خطرها لن يتراجع".
ويرى كاتب المقال "أن الحل الأكثر واقعية هو التفكير في كيفية دمج حماس ضمن السلطة التي تحكم غزة بعد الحرب بدلا من التفكير في استئصالها".
تصدعاتمن ناحيتها، ركزت صحيفة إندبندنت على "التصدعات الواضحة" بين إسرائيل وحليفتيها الولايات المتحدة وبريطانيا، التي تنعكس في تصريحات المسؤولين بشأن إقامة الدولة الفلسطينية.
وكتبت الصحيفة أن التصدعات تأتي في وقت تعلو فيه أصوات آلاف الإسرائيليين المطالبين بتحرير المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة وإجراء انتخابات جديدة، ووسط انقسامات واضحة داخل مجلس الحرب حول مستقبل الصراع وخطط ما بعد الحرب في غزة.
ومن جهتها، تناولت صحف ومجلات أخرى موضوع العلاقات الأميركية الإيرانية، إذ كتبت مجلة إيكونوميست أن الهجمات والاغتيالات تجعل البلدين أقرب إلى الحرب.
وتتوقع المجلة أن تتزايد الضغوط على الرئيس الأميركي جو بايدن "للرد على إيران ووكلائها بالشرق الأوسط حتى لا تبدو أميركا ضعيفة.. فهو إذن يخاطر بدخول حرب جديدة في عام الانتخابات".
وفي السياق نفسه، نشرت صحيفة لوموند تحقيقا مطولا جاء فيه أن الولايات المتحدة ومعها قوى أخرى تدفع اليوم ثمن غفلتها عن تنامي قدرات الحوثيين ليتحولوا اليوم إلى لاعبين فاعلين في الصراع بالشرق الأوسط.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
صحيفة عبرية: الوحش على مرأى من الجميع.. كيف أغفلت إسرائيل التهديد الحوثي؟ (ترجمة خاصة)
سلطت صحيفة عبرية الضوء على هجمات الحوثيين على دولة إسرائيل وتغافل الأخيرة لتلك الهجمات التي وصفتها بالجبهة الثانوية.
وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه منذ ما يقرب من عقد من الزمن، كان هناك تهديد عسكري جديد لإسرائيل يتزايد في اليمن. لكنها لم تحظ باهتمام كبير.
وأضافت "من المتوقع أن تتضمن التقارير المتعلقة بالإخفاقات الاستخباراتية التي سبقت حرب السيوف الحديدية قسماً مهماً عن الحوثيين. منذ ما يقرب من عقد من الزمن، كان هناك تهديد عسكري جديد لإسرائيل يتزايد في اليمن. لكنها لم تحظ باهتمام كبير، حيث تم التركيز بشكل أكبر على التهديدات الأكثر إلحاحا مثل إيران وحزب الله وحماس.
وتابعت "رغم أن الحوثيين ذُكروا أحيانًا في الإحاطات والتقييمات الدفاعية، إلا أن ذلك كان في الغالب عرضيًا. ورغم إدراك إسرائيل لقدرات الحوثيين بعيدة المدى، فقد فوجئ الكثيرون بإطلاق الجماعة عشرات الصواريخ والطائرات المُسيَّرة على إسرائيل، وزادت من معدل إطلاقها مع مرور الوقت".
ووفقًا لبيانات الجيش الإسرائيلي، من بين عشرات الصواريخ التي أُطلقت على إسرائيل، اخترق حوالي 45 صاروخًا المجال الجوي الإسرائيلي، بما في ذلك أكثر من 25 صاروخًا منذ منتصف مارس/آذار، عندما استأنف جيش الدفاع الإسرائيلي القتال في قطاع غزة.
وخلال القتال المطول، حقق الدفاع الجوي الإسرائيلي معدلات اعتراض هائلة، تجاوزت 90%. ولكن كما ثبت مرارًا وتكرارًا خلال الحرب، لا يوجد نظام دفاعي مثالي. فالقليل منها الذي يخترق يمكن أن يُسبب أضرارًا جسيمة، وفق التقرير.
قبل أسبوعين، يقول التقرير أحدث صاروخ يمني، أفلت من نظام ثاد الأمريكي ومنصة آرو الإسرائيلية، حفرة هائلة في مطار إسرائيل الدولي الرئيسي. كان ذلك انتصارًا معنويًا كبيرًا للحوثيين، ودفع عشرات شركات الطيران الأجنبية إلى تعليق رحلاتها إلى إسرائيل إلى أجل غير مسمى.
يضيف "على عكس مزاعم الحوثيين، فإن الصواريخ التي يطلقونها على إسرائيل ليست تفوق سرعتها سرعة الصوت وتفتقر إلى قدرات مناورة خاصة. لكن أنظمة الاعتراض قد تفشل لأسباب متعددة".
وأردفت "لفهم كيفية مواجهة تهديد الحوثيين، من المفيد إعادة النظر في جذور الجماعة وكيف وصلت إلى السلطة".
وتطرقت الصحيفة العبرية إلى بدء تشكل جماعة الحوثي الشيعية في صعدة شمال اليمن وانقلابها على الدولة ونزعتها الأيديولوجية ودعم إيران لها فكريا وماديا وعسكريا
"تهديدات أكثر إلحاحًا"
تتابع "راقبت إسرائيل التطورات عن بُعد في الغالب. وظهرت بعض علامات التحذير، خاصة بعد الهجمات الكبرى على أهداف سعودية وإماراتية، مثل هجوم مارس 2021 على منشآت أرامكو النفطية. في اليوم التالي، أطلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني تهديدات مبطنة تربط هجوم الحوثيين بهجوم محتمل على إيلات. كانت الرسالة واضحة: يمكن للحوثيين أن يكونوا بمثابة وكيل إيراني ضد إسرائيل".
بعد انتهاء القتال مع الدول العربية، احتفظ الحوثيون بترسانة ضخمة من الطائرات المسيرة وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية بعيدة المدى. وحذّر البعض في إسرائيل من أنه بمجرد انتهاء الحوثيين من حربهم ضد السعودية، سيوجهون أسلحتهم نحو إسرائيل، حسب التقرير.
في يونيو/حزيران 2022، صرّح وزير الدفاع آنذاك، بيني غانتس، بأن الحوثيين يُكدّسون العشرات من هذه الأسلحة، منتهكين بذلك حظر الأسلحة الدولي. وقبل أقل من شهر من 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كشف الحوثيون عن صاروخ بعيد المدى يعتقد معظم المحللين أنه مُوجّه إلى إسرائيل. ومع ذلك، ظلّ جمع المعلومات الاستخبارية عن الحوثيين أولويةً ثانويةً، إذ طغت عليه إيران وحزب الله وحماس.
تقول الصحيفة "يعتقد البعض أنه، مثل حماس وحزب الله، لا يُمكن هزيمتهم إلا بـ"قوات برية"، وهو خيار من غير المُرجّح أن تُفكّر فيه إسرائيل".
وأكدت الصحيفة العبرية أنه لا يُمكن للقوات المحلية المُناهضة للحوثيين في اليمن أن تنجح دون دعم خارجي واسع.
ثمة نهج آخر قيد الدراسة وفق التقرير وهو ضرب إيران، التي تُموّل وتُسلّح الحوثيين. لكن ذلك قد لا يُوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، لأن الحوثيين ليسوا تابعين مباشرةً للنظام الإيراني.
وخلصت صحيفة "يسرائيل هيوم" إلى القول "لا أحد في إسرائيل مُتفائل بإمكانية وقف تهديد صواريخ الحوثيين بالقوة العسكرية وحدها. قد تستمر صفارات الإنذار المتكررة، التي تدفع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ، طالما استمر الحوثيون في إطلاق الصواريخ".