البحرية الأمريكية تحدد هوية الجنديين المفقودين قبالة سواحل اليمن
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
حددت البحرية الأمريكية هوية الجنديين المفقودين في مياه خليج عدن خلال مهمة ليلية محفوفة بالمخاطر للصعود على متن قارب يحمل أجزاء صواريخ إيرانية الصنع إلى اليمن.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية الأحد عن انتهاء عملية بحث وإنقاذ شاملة استمرت 10 أيام وشاركت فيها عدة طائرات وسفن سطحية للبحث عن الجنديين المفقودين على مساحة 21000 ميل مربع.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن الجيش يجري الآن عمليات انتشال لعضوي الخدمة.
كان اثنان من أفراد القوات الخاصة على متن سفينة بحرية صغيرة كانت تقترب من قارب التهريب ليلة 11 يناير، عندما سقط أحد أفراد القوات الخاصة في مياه هائجة، وبعد البروتوكول، غطس جندي آخر في الماء في محاولة للإنقاذ، وفقًا للبروتوكول. للمسؤولين.
الجندي ناثان
وتم التعرف على الجنديين المفقودين على أنهما مشغل الحرب الخاصة بالبحرية من الدرجة الأولى كريستوفر جيه تشامبرز، ومشغل الحرب الخاصة بالبحرية من الدرجة الثانية ناثان غيج إنجرام، وكلاهما كانا يخدمان مع فريق SEAL في الساحل الغربي للولايات المتحدة.
تم تجنيد تشامبرز، البالغ من العمر 37 عامًا، في البحرية في 17 مايو 2012، وتخرج من المعسكر التدريبي في قيادة تدريب المجندين في منطقة البحيرات العظمى بولاية إلينوي في يوليو 2012. وقد خدم مع وحدات SEAL المتمركزة على الساحل الغربي منذ تخرجه من تدريب تأهيل SEAL. في كورونادو، كاليفورنيا، في عام 2014.
وتشمل جوائز وأوسمة تشامبرز وسام الإنجاز لسلاح البحرية/مشاة البحرية مع القتال "C"، وثلاث ميداليات إنجاز لسلاح البحرية/مشاة البحرية، وميدالية الإنجاز العسكري، وشريط العمل القتالي، وغيرها من الجوائز الشخصية وجوائز الوحدة.
الجندي كريستوفر
وتم تجنيد إنجرام، البالغ من العمر 27 عامًا، في البحرية في 25 سبتمبر 2019، وتخرج من المعسكر التدريبي في Recruit Training Command Great Lakes، إلينوي، في نوفمبر 2019. وقد خدم إنجرام أيضًا مع وحدات SEAL المتمركزة على الساحل الغربي منذ تخرجه من التدريب التأهيلي لـ SEAL في كورونادو، كاليفورنيا، عام 2021. وتشمل جوائزه وأوسمته العديد من الجوائز الشخصية والوحداتية.
وقال النقيب بليك إل تشاني: "نتقدم بتعازينا لعائلات كريس وجيج وأصدقائهم وزملائهم في الفريق خلال هذا الوقت العصيب للغاية. لقد كانوا محاربين استثنائيين وزملاء عزيزين وأصدقاء أعزاء للكثيرين في مجتمع Naval Special Warfare". قائد مجموعة الحرب البحرية الخاصة 1.
وقال تشاني: "لقد خدم كريس وجيج بلدهما بإخلاص وباحترافية لا تتزعزع وقدرات استثنائية". "هذه الخسارة مدمرة لنيو ساوث ويلز وعائلاتنا ومجتمع العمليات الخاصة وفي جميع أنحاء البلاد."
وأصدر الرئيس بايدن الاثنين أيضًا بيانًا أشاد فيه بالبحارة البحريين، وجاء في البيان: "أنا وجيل نشعر بالحزن على الوفاة المأساوية لاثنين من أفضل جنود البحرية الأمريكية الذين فقدوا في البحر أثناء تنفيذ مهمة قبالة ساحل شرق أفريقيا الأسبوع الماضي".
وعلى مدى عشرة أيام، أجرى الجيش الأمريكي مهمة بحث وإنقاذ واسعة النطاق. وقال بايدن: "لا تزال جهود التعافي مستمرة ونحن نحزن على هذه الخسارة الفادحة لبلدنا".
وأضاف أن "هؤلاء الجنود يمثلون أفضل ما في بلادنا، حيث تعهدوا بحياتهم لحماية مواطنيهم الأميركيين". "قلوبنا تتوجه إلى أفراد الأسرة والأحباء والأصدقاء وزملاء السفينة الذين يشعرون بالحزن على هذين الأمريكيين الشجعان. بلدنا بأكمله يقف إلى جانبكم. ولن نفشل أبدًا في تكريم خدمتهم وإرثهم وتضحياتهم."
*نقلا عن قناة ABC الأمريكية.
*ترجمة الموقع بوست.
*يمكن الرجوع للمادة الأصل هنا
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن جماعة الحوثي القوات الأمريكية البحر الأحمر قصف أمريكي الجندیین المفقودین
إقرأ أيضاً:
مصير مجهول لعشرات الغزيين المفقودين في طابور الجياع الطويل
غزةـ ساعةَ المغيب يوم 11 يونيو/حزيران الجاري، غادر الشاب محمد عواجة (19 عاما) منزله شرق مدينة غزة متجها إلى منطقة "النابلسي" قرب محور نتساريم، الخاضع لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي في وسط القطاع.
لم يحمل محمد سلاحا، ولم يكن ذاهبا لمهمة قتالية، بل سعى فقط للحصول على كيس طحين يجلبه لأسرته التي تعاني من الجوع، كما هو حال مئات آلاف العائلات في غزة. ومنذ تلك اللحظة، اختفى أثره.
تقول شقيقته سجى، في حديثها للجزيرة نت، "لم يكن يبحث عن أكثر من الطحين، لم يكن سوى شاب مريض يعاني من اضطرابات عصبية ويحتاج إلى علاج منتظم صباحا ومساء، وإلا أصيب بنوبات تشنج مؤلمة".
وتضيف "منذ خروجه لم نجد له أثرا، لا بين الجرحى، ولا على قوائم الشهداء، ولا حتى في سجلات المستشفيات، أخي ليس مقاتلا، ولم يرتكب جريمة، فقط كان يريد أن يطعمنا".
قصة محمد هي واحدة من عشرات القصص المفجعة من ما بات يُعرف بظاهرة "مفقودي المساعدات" في قطاع غزة، وهي ظاهرة إنسانية متفاقمة، توازي في فظاعتها أرقام الضحايا الذين قضوا أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع الغذاء، في خطة أميركية-إسرائيلية مثيرة للجدل.
لا تقتصر مأساة توزيع المساعدات الأميركية-الإسرائيلية داخل غزة على سقوط الشهداء والجرحى، بل تمتد إلى فقدان عشرات المواطنين، وتقول السلطات الحكومية في غزة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة 450 فلسطينيا، وأصابت 3466 آخرين، بينما لا يزال 39 شخصا في عداد المفقودين بعد خروجهم بحثا عن الطعام.
وتعود جذور هذه المأساة إلى 27 مايو/أيار الماضي، حين بدأت إسرائيل تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر شركة تدعى "مؤسسة غزة الإنسانية"، بدعم من واشنطن، رغم رفض الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الإغاثية الدولية التعامل معها، واعتبارها آلية غير آمنة، ولا تستوفي الحد الأدنى من شروط الإغاثة الإنسانية.
إعلانوزاد الأمر سوءا بعد إغلاق إسرائيل، منذ مارس/آذار الماضي، جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، مما تسبب بانهيار الوضع الإنساني، وتفشي الجوع وانعدام الأمن الغذائي بين السكان.
مفقودون بلا أثرعبد الرحمن عمارة (20 عاما) هو شاب آخر خرج من منزله شمال مدينة غزة يوم 9 يونيو/حزيران الجاري، متوجها جنوبا نحو نقطة توزيع مساعدات وسط القطاع، ولم يعد منذ ذلك الحين.
ويقول شقيقه يوسف للجزيرة نت "ذهب ولم نسمع عنه شيئا، لا اتصال ولا أثر، والدتي ووالدي يعيشان تحت وطأة الانتظار القاتل".
ويضيف "لم يذهب إلى معركة، بل إلى طابور طويل من الجياع، فلماذا يكون هذا مصيره؟ لماذا لا يهتم أحد بمصير المفقودين؟ لا مؤسسات حقوقية ولا جهات دولية تتابع الملف، وكأن أبناءنا لا قيمة لهم".
وفي مشهد يعكس عمق المأساة، استعاد والد عبد الرحمن حمدان جثة ابنه بعد 11 يوما من البحث. وكان الشاب (19 عاما) خرج من مخيم المغازي باتجاه نقطة نتساريم يوم 10 يونيو/حزيران الجاري للحصول على مساعدات غذائية، لكنه لم يعد.
يقول والده للجزيرة نت "كل يوم كنت أضع علامة على ورقة علقتها في غرفته، حتى بلغت 11، وفي اليوم التالي تلقينا الخبر المؤلم". عثر على جثة عبد الرحمن في حالة تحلل، وتم التعرف عليها عبر ملابسه الممزقة بشظايا قذيفة إسرائيلية.
ورغم فداحة الموقف، يقول الأب إنه شعر بالراحة لمعرفة مصير ابنه، مضيفا "ابني لم يكن يحمل سلاحا، كان يريد كيس طحين، بأي قانون يستهدف بقذيفة دبابة؟ ولماذا تفتح مناطق عسكرية لساعتين فقط، ليمر منها آلاف الجوعى، ثم تقصف؟".
تتزايد أعداد المفقودين يوما بعد يوم، وفق ما يؤكده غازي المجدلاوي، رئيس المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسريا (مؤسسة غير حكومية). ويقول للجزيرة نت "وصلتنا عشرات البلاغات حول حالات اختفاء لمواطنين غادروا منازلهم نحو نقاط التوزيع ولم يعودوا".
ويضيف أن غياب بيئة آمنة لتوزيع المساعدات واستمرار الاعتداءات في محيط تلك النقاط، يطرح تساؤلات حول ما إذا كان بعضهم تعرض للاستهداف أو الاعتقال أو حتى القتل، مشيرا إلى صعوبة التوثيق الميداني وانتشال الجثامين في ظل الواقع الأمني المعقد.
وفي تعليق رسمي، قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، إن "ما يجري في نقاط توزيع المساعدات الأميركية-الإسرائيلية هو مشهد إنساني مفجع، يتحول فيه الجوع إلى فخ دموي محكم".
ويضيف للجزيرة نت أن "مراكز التوزيع ليست مراكز إغاثة، بل مصائد موت، الاحتلال يستخدمها ضمن خطة مدروسة لاستهداف المدنيين، في مناطق عسكرية مفتوحة يتم إطلاق النار فيها بشكل مباشر على الجموع".
ويشدد الثوابتة على أن الكارثة لا تقتصر على من فقدوا أرواحهم، بل تطال من لا يزال في عداد المفقودين، وعائلاتهم التي تعيش على أمل هش في غياب أية معلومة.
ويرى مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن استمرار هذا النهج يكشف عن سياسة ممنهجة لإطالة أمد العدوان على غزة، وكسر إرادة أهلها، وضرب نسيجهم المجتمعي تحت غطاء "إنساني زائف".
إعلان