انطلاق مؤتمر البلقاء الثالث في السلط بحضور الرواشدة
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
صراحة نيوز- أطلق منتدى السلط الثقافي بالتعاون مع مديرية ثقافة البلقاء/ وزارة الثقافة وجامعة عمان الأهلية، اليوم الاثنين، مؤتمر البلقاء الثالث تحت عنوان “الاستثمار الثقافي لبنة في تنمية وبناء الوطن”، الذي يستمر على مدى يومين.
وقال وزير الثقافة مصطفى الرواشدة، إن مدينة السلط حاضرة البلقاء مدينة العز والكبرياء والمعرفة التي تأسست فيها نواة العلم ومدرستها العتيدة، مدرسة السلط الثانوية، والتي اجتمع فيها الرواد من سائر مناطق الوطن، وتخرج فيها قادة العلم والسياسة والتربية والعلوم والآداب.
وأضاف أن عنوان المؤتمر يرتبط بعدد من المفردات الثقافية الراهنة، منها: الصناعات الثقافية، والشباب، والشباب والتنمية، والإعلام والتنمية، وشخصيات من السلط، من شأنها أن تثري المشهد الثقافي الوطني بروح علمية وعملية، وهي عناوين على قدر كبير من الأهمية في ظل التحولات الاقتصادية والتقنية والرقمية والثقافية، وتتصل بالتنمية الشاملة المستدامة وتوزيع مكتسبات التنمية بعدالة، كما تتصل بالتحديث الاقتصادي والارتقاء بالوعي وجعل الثقافة متطلب وملف مجتمعي.
وأكد أن الثقافة أصبحت ركنا مهما في تحريك قطاع الإنتاج، وتمثل فرصا للدخل لحل مشكلة البطالة عند الشابات والشباب، وتحسين نوعية الحياة، فالصناعات الثقافية أصبحت في ظل اقتصادات السوق تشكل أكثر من 12 في المئة من الدخل العالمي.
وأشار إلى أن الصناعات الثقافية والإبداعية تلعب دورا اقتصاديا مهما في الأسواق العالمية الراهنة، وهي تشمل مجموعة واسعة من القطاعات مثل: السينما والأدب والموسيقى والفنون التشكيلية، ومنها النحت والخط العربي والزخرفة والخزف، واقتصادات المعرفة والألعاب، والأعمال الحرفية والأشغال الشعبية، وقد عمدت الوزارة على افتتاح سبعة مراكز لتدريب الفنون في عدد من المحافظات، منها مدينة السلط بالتشاركية مع وزارة الشباب لتزويد الشابات والشباب بالمهارات التي تؤلهم لسوق العمل، من خلال توفير مهارات إبداعية وصقل براعتهم الفنية والارتقاء بحسهم الجمالي، فالجمال هو دليل الإنسان للتمييز بين الخير والشر، وبين الخطأ والصواب.
وأكد الوزير أنه “من خلال اطلاعي على جلسات المؤتمر، فقد سرني اختياركم لمحور الشباب والتنمية، وهو ما يتوافق مع التفكير الجمعي لمؤسساتنا وهيئاتنا التي تولي الشباب اهتمامها، وبالنسبة لوزارة الثقافة، فإن جل برامجها تكون موجهة للشباب، بسبب أن المجتمع الأردني هو مجتمع شاب، وبالتالي فإن البرامج تستهدف الغالبية، وكذلك بسبب شغف الشباب في تعلم المهارات التي تتصل بالفنون”.
بدوره، قال رئيس الجامعة الدكتور ساري حمدان إن الثقافة باتت عامل مهم في رفع مستوى المعرفة والوعي الثقافي لما هو موجود في الأردن، لافتا إلى ضرورة ترسيخ القيم الثقافة مابين السياحة والثقافة كاعمال مشتركة خصوصا مابين طلبة الجامعات لزيادة معرفتهم بوطنهم، وأن الجامعة شريك أساسي للأعمال الثقافية بمحافظة البلقاء.
بدوره، أكد رئيس منتدى السلط الثقافي الدكتور عبدالحكيم النسور، أن الثقافة كانت وما زالت رافعة أساسية من روافع التنمية وبناء الإنسان، مستمدين من رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني دافعا للمضي في مبادرات تعزز الهوية الوطنية، وترسيخ صورة الأردن مركزا للمعرفة والأبداع، مضيفا أن الثقافة ليست ترفا بل استثمار في بناء المجتمع وتنمية الوعي و صناعة الانسان القادر على الإبداع والمنافسة وتجاوز التحديات.
واشتملت فعاليات المؤتمر في يومه الاول على أوراق نقاشية في الاستثمار في التراث والعمارة والحرف اليدوية كموروث اقتصادي تقدمها المهندسة صفاء الكفوف مع مجموعة من طلاب كلية العمارة بالجامعة، وورقة عن دور الصناعات الحرفية والثقافية في تحقيق التنمية يقدمها مدير عام هيئة شباب كلنا الأردن عبدالرحيم الزواهرة، وورقة عن الشراكة بين مؤسسات القطاع العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني كقاعدة لدفع عجلة التنمية.
واشتملت فعاليات الجلسة الثانية على أوراق تعزيز الوعي الثقافي بين الشباب قدمها الوزير السابق صبري ربيحات والورقة الثانية عن قطاع الشباب فرص وتحديات قدمها النائب حكم معادات، والورقة الثالثة عن قصص النجاح نماذج تطبيقية قدمها المهندسة منال العمايرة وليث أبو السمن.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن مال وأعمال مال وأعمال مال وأعمال مال وأعمال مال وأعمال مال وأعمال مال وأعمال مال وأعمال مال وأعمال مال وأعمال
إقرأ أيضاً:
"الثقافة مدخل التنمية".. بمكتبة الإسكندرية
نظّمت مكتبة الإسكندرية من خلال قطاع التواصل الثقافي، لقاءً بعنوان "الثقافة مدخل التنمية"، ضمن سلسلة "حوارات الإسكندرية"، بحضور الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية.
شارك في اللقاء الدكتور محمد فرحات، أستاذ علم الاجتماع الفلسطيني والدكتورة دولي الصراف، أستاذة علم الاجتماع اللبنانية، والدكتور سعيد المصري، أستاذ علم الاجتماع المصري.
في البداية، أكد الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، أن الثقافة هي العمود الفقري للعمران البشري، لافتًا إلى أن الثقافة هي التي تحكم السلوك البشري والأفعال.
وقال إن الثقافة مكون موجود في كل القطاعات البشرية على اختلاف مستوياتها، فلا توجد أي مجموعة بشرية لا يوجد بداخلها ثقافة، مضيفًا: "الثقافة مقولة كاملة وهي موجودة في كل مناحي الحياة وإذا ذهبنا إلى كل مكونات المجتمع سنجد الثقافة حاضرة".
وأضاف أن الأُطر الثقافية الحاكمة لسلوكنا متواجدة في كل مناحي الحياة، لافتًا إلى أن التغيرات الكبرى في تاريخ البشرية ترتبت على تغيرات ثقافية وفكرية.
وأوضح أن الفن والثقافة لعبا دورًا في التحول إلى العصر الحديث، مبينا أن الثورة الصناعية كانت في أصولها فكر ثقافي، مؤكدا حضور الثقافة في كل تجارب الدول المتقدمة.
من جانبه، قال الدكتور محمد فرحات، أستاذ علم الاجتماع الفلسطيني، إن الحديث عن الثقافة كمدخل للتنمية هو وصف لبديهيات الحياة، لافتا إلى أن الثقافة تحكم وجدان ووعي الناس وخيالاتهم ولا تحتاج إلى جمع الأدلة على ذلك.
وأشار إلى أن تجارب التنمية في كل دول العالم سواء كانت إيجابية أو سلبية هي نتاج لتجارب فكرية في الأساس، موضحا أن تحقيق التنمية الشاملة يحتاج بالضرورة وجود استراتيجية تنموية ثقافية شاملة وهو ما يحتاج إلى تكوين إيمان فردي وجماعي بالمشروع للمضي قُدما فيه.
وأكد أن المصالحة بين الثقافة والتنمية أمر حتمي، "لأن هناك بعض التناقضات والمناوشات التي تحدث في بعض الأوقات ما بين الثقافة والتنمية".
وقال: "أنا مصري الهوى والوجدان.. عندما نتأمل في مساحة دور مصر في العالم سواء في الماضي والحاضر سنرى بالملموس أن قوة الجذر الثقافي في تنوعه وتراكمه وإعادة إنتاجه هي التي تعطي لمصر مساحة الدور الذي تلعبه".
بدورها قالت الدكتورة دولي الصراف، أستاذة علم الاجتماع اللبنانية، إن مدينة الإسكندرية ومكتبتها منارة فكر حاملة لرسالة معرفية تجسد امتداد حي لمجد إنساني عميق.
وأوضحت أن الحديث عن التنمية غالبا ما يختزل في صورة مادية سواء في مشروعات أو طرق ولكن التنمية الحقيقية تحتاج إلى وعي وإلى كيفية فهم الإنسان للمستقبل لكي يتبناه.
وأضافت: "من هنا يبرز دور المنظمات الدولية المانحة التي تمول مشاريع في دول العالم الثالث وغالبا ما تأتي هذه المنظمات بتجارب تنموية جاهزة لتطبيقها على مجتمعات مغايرة لها دون التأكد من ملائمة هذه المشروعات للمجتمع المحلي الذي ستقام فيه وهو ما يؤدي إلى فشل بعض المشروعات في بعض الأوقات".
وتحدثت عن إهمال الأمم المتحدة للبعد الثقافي في مؤشرات التنمية، مشيرة إلى أن الحقل الثقافي حقل ألغام وبالتالي تلجأ المنظمات الأممية إلى تجنب هذا الحقل. وقالت إن برامج التنمية الأممية غالبا ما تكون تنمية قادمة "من أعلى إلى أسفل" وهي رؤية تتجاهل ثقافة المجتمعات المستهدفة بهذه التنمية.
واستعرضت المشروعات التنموية التي نفذتها المنظمات الأممية في بعض البلدات اللبناني، لافتة إلى أن جميع هذه المشروعات لم تراعي البعد الثقافي لهذه المناطق وبالتالي لم تحقق هذه المشروعات الهدف المرجو منها.
من جانبه، تحدث الدكتور سعيد المصري عن علاقة التنمية بالثقافة، مؤكدا ضرورة بناء هوية وطنية وبناء شعب لديه إحساس بالحياة فضلا عن تعزيز قيم العدالة وبناء قيم المواطنة وتعزيز شعور الإنسان بالمواطنة.
وحذر من خطورة وجود فجوة بين مشروعات التنمية للدولة وتلقي المواطن العادي لهذه المشروعات، لافتا إلى أن هذه الفجوة قد تؤدي إلى تآكل الثقة بين المواطن والدولة. وأشار إلى أنه في أوقات كثيرة يتم إهمال الثقافة في مشروعات التنمية، لافتا إلى أن الثقافة من الممكن أن تكون محرك للتنمية وقد تكون أيضا معيق لها.
ولفت إلى أنه لا يوجد وصفة واحدة لتحقيق تنمية تكون صالحة لجميع الفئات وفي كل السياقات الاجتماعية والثقافية، مؤكدا ضرورة تهيئة الناس لكي يكونوا مشاركين في عملية بناء التنمية بالإضافة إلى خلق موائمة بين نماذج التنمية المحلية والنماذج المستوردة.