كشف تقرير لصحيفة “بوليتيكو” الأمريكية أن الحرب الدائرة الحالية على الجنوب اللبناني، أظهرت النفوذ القوي والمؤثر لقائد تنظيم حزب الله، حسن نصر الله، الذي بات ينفرد بشكل كامل بالقرار السياسي فيما يتعلق بدخول البلاد الحرب والصراع مع الدولة العبرية.
وأوضح التقرير أنه في لبنان، الدولة المليئة بالانقسامات الطائفية التاريخية والتحديات المعاصرة المتمثلة في استضافة اللاجئين الفلسطينين والسوريين، كان نسيح الحكم دائما حساسا، لكن في السنوات الأخيرة، طغت شخصية واحدة تستغل نقاط الضعف هذه في النسيج السياسي اللبناني، ألا وهو، حسن نصر الله.


ولفت التقرير أن نصر الله بات صانع القرار الفعلي للبنان، ويمارس السلطة بشكل أحادي، الأمر الذي يهدد البلد بالانجرار إلى حرب مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، أو دخولها في حرب أهلية مع تصاعد التوترات والقطيعة مع الأحزاب الأخرى، لا سيما المسيحية.
ونوه التقرير أن نفوذ حسن نصر يستند بشكل أساسي على إيران التي أنشأت تنظيم حزب الله خلال فترة الثمنينات ليكون ذراعها الطويلة لطموحاتها في المنطقة.
يوضح التقرير أن دائما الحرب مع إسرائيل دائما ما تغذي هذا النفوذ الفعلي وسيطرة حسن نصر الله على القرار السياسي في البلاد، فمنذ الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في 2006، عزز حزب الله سيطرته على جنوب لبنان، وفرض نفسه في المعادلة السياسية للبلاد، قبل أن يستحوذ بشكل استراتيجي على مناطق كانت تقع تحت يد الطوائف السياسية والدينية الأخرى.
يؤكد التقرير أنه لم يكن صعود حزب الله على مدى العقدين الماضيين أقل من استثنائي، حيث كان يتنقل في أروقة الواجهة الديمقراطية في لبنان بينما يرسخ في الوقت نفسه دولة داخل الدولة - مكتملة بهياكلها العسكرية والتعليمية والرعاية الصحية والتوظيف.
يلفت التقرير إلى أنه مع إحكام قبضة نصر الله، اشتدت ترسانته العسكرية، إذ تشير التقارير إلى أن لبنان أصبح الآن مليئا بمئات الآلاف من الصواريخ وأطنان المتفجرات، وهو تراكم يفوق بكثير إمكانيات لبنان، ويكشف عن تورط إيران لجعل لبنان حزامها الانفجاري الأولي أمام إسرائيل.
يتابع التقرير أن حسن نصر الله، رغم ظهوره الكثير، وعداءه المكتوم للأحزاب الأخرى، لا سيما الكتائب وغيرها، إلا أنه يتصرف ويؤمن بأنه “سيد لبنان”، فهو من يقرر أن يجر البلد إلى الحرب، في وقت تقول كل الأصوات إن البلد ليست مستعدة لذلك وإن هذه الحرب ستكون مدمرة، موضحا أن هذا الانفراد بالقرار يوضح أن نصر الله يتعامل بأنه رئيس فعلي للبلد وقائدها رغم الانقسامات بشأنه.
 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: فلسطين صحيفة أمريكية حسن نصر الله استضافة اللاجئين اللاجئين الفلسطينين الجنوب اللبناني حسن نصر الله التقریر أن حزب الله

إقرأ أيضاً:

لاحرب ولاسلم ..غروندبرغ يُحذّر من تجدد انزلاق اليمن نحو الحرب: الوقت ليس في صالحنا

صنعاء (الجمهورية اليمنية) - أحمد الأغبري - حذّر المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس غروندبرغ، أمس الخميس، في إحاطته الشهرية أمام مجلس الأمن الدولي بشأن التطورات الأخيرة في اليمن، أن هناك إجماع عام على أن التسوية التفاوضية وحدها هي القادرة على حل النزاع هناك، وتوفير الضمانات التي تحتاجها المنطقة، بما في ذلك البحر الأحمر، قائلًا: «سيكون دعم المنطقة، إلى جانب المجتمع الدولي، حاسماً في التوصل إلى حل مستدام لليمن»، حسب القدس العربي.

وحذّر من مغبة استمرار الوضع الراهن في البلاد مع ظهور مؤشرات احتمال اتساع دائرة التصعيد العسكري واستئناف الحرب الشاملة: «إن الوقت ليس في صالحنا. فالظروف قابلة للتغير بسرعة وبشكل لا يمكن التنبؤ به. ولا تزال الجبهات المتعددة في جميع أنحاء اليمن هشة، وتنذر بخطر الانزلاق نحو تجدد الاشتباكات».
كما حذّر من خطورة الوضع في مأرب: «تُعد مأرب، على وجه الخصوص، مصدر قلق في الوقت الحالي، مع ورود تقارير عن تحركات للقوات واندلاع اشتباكات بين الحين والآخر، الى جانب أنشطة متفرقة في الجبهات الأخرى في محافظات الضالع والحديدة ولحج وتعز».
لكن المبعوث الأممي لليمن قال إن مكتبه «يواصل متابعة التطورات في الجبهات، والتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من جميع الأطراف، وتقديم بدائل تحول دون العودة إلى نزاع واسع النطاق».
وتوقف أمام تأثير التصعيد الإقليمي على صعيد خسارة بعض مكاسب هدنة 2022: «بعد اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة وأنصار الله، قام أنصار الله بشن هجمات متعددة في الشهر الماضي على أهداف في إسرائيل، بما في ذلك مطار بن غوريون. ورداً على ذلك، شنّت إسرائيل خلال الأسابيع الماضية غارات على ميناء الحديدة وميناء الصليف ومطار صنعاء الدولي، مما أدى إلى تدمير طائرة مدنية».
يشار إلى أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على اليمن دمرت ثمان طائرات، منها طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية، وفق مدير مطار صنعاء الدولي، واستهدفت موانئ ومصنعي اسمنت ومحطات كهرباء خلال مايو /أيار ويونيو/ حزيران.
وقال غروندبرغ: «نشهد الآن وضعاً لا يتمكن فيه اليمنيون المقيمون في مناطق سيطرة أنصار الله من السفر جواً من مطار صنعاء لتلقي العلاج في الخارج، أو لأداء فريضة الحج، أو لزيارة عائلاتهم. كان هذا أحد أهم مكاسب السلام التي حققتها هدنة عام 2022، وقد ساهم في إرساء قدر من الشعور بعودة الحياة الطبيعية بين المدنيين وأملاً بمستقبل أفضل».
كما قال المبعوث الأممي لليمن: «التقيتُ بممثلين عن كلٍّ من الحكومة اليمنية وأنصار الله، بالإضافة إلى جهات إقليمية فاعلة رئيسية مثل مصر وإيران وعُمان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة». وأكد غروندبرغ أن «هناك إجماع عام على أن التسوية التفاوضية وحدها هي القادرة على حل النزاع في اليمن وتوفير الضمانات التي تحتاجها المنطقة، بما في ذلك البحر الأحمر».
وقال هانس غروندبرغ: «يتكامل هذا الجهد مع عملنا المستمر على وضع خارطة طريق تساعد اليمن على تجاوز انقساماته الحالية، وتؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار، وتدابير اقتصادية حاسمة، وعملية سياسية جامعة».
ونوه بتأثير ما اسماها الديناميكيات الإقليمية في اليمن، قائلاً: «لطالما لعبت الديناميكيات الإقليمية دوراً محورياً في تاريخ اليمن، وكذلك في مساره الحالي. وسيكون دعم المنطقة، الى جانب المجتمع الدولي، حاسماً في التوصل إلى حل مستدام لليمن».
وأشار إلى «بوادر أمل شهدها الشهر الماضي في إعادة فتح طريق الضالع، وهو طريق رئيسي يربط بين عدن وصنعاء. وأشيد مجدداً بالميسّرين المحليين في الجبهات الذين عملوا جاهدين لتحقيق ذلك».
وقال «إن الأمم المتحدة تجري حالياً أعمال استطلاعية أولية لضمان سلامة المجتمعات المستخدمة لهذا الطريق، بدعم من المجتمع المدني ومن مكتبي»؛ حاثًا «الأطراف على حماية هذا الإنجاز»، معربًا عن الأمل في «أن يُفضي ذلك إلى فتح المزيد من الطرقات»، مؤكدًا «أن اقتصاد اليمن في أمسّ الحاجة إلى خطوات إيجابية وبناءة للثقة كهذه».
وزاد مؤكدا: «ولكي يتمكن اليمن من الخروج من أزمته الاقتصادية الحالية، يتعين على الأطراف التخلي عن التوجهات ذات المحصلة الصفرية، والاتجاه نحو البراغماتية والتسوية».

مقالات مشابهة

  • بنعبد الله: الشباب المغربي قوة حاضرة ينبغي أن تقتحم الفضاء السياسي رغم هيمنة أساليب الفساد
  • هل حرب الاقليم الحالية ذات منطلقات دينية..أم وضعية سياسية ؟..قراءة تفكرية..
  • بعد الهجوم الصهيوني على ايران..بيان عاجل للمكتب السياسي لأنصار الله
  • طبول الحرب قُرعت وفي لبنان طبول قرقعة
  • لاحرب ولاسلم ..غروندبرغ يُحذّر من تجدد انزلاق اليمن نحو الحرب: الوقت ليس في صالحنا
  • مجلة أمريكية: الحوثيون يحذرون أميركا وإسرائيل من "الحرب" إذا هاجمت إيران
  • مسؤولة أمريكية تحذر من حرب نووية تلوح في الأفق.. ما القصة؟
  • الغفري: قوات اليونيفيل تنفذ أنشطتها مع الجيش اللبناني أو بشكل مستقل
  • كيف تمكن “أنصار الله” من قلب موازين القوة البحرية العالمية؟! صحيفة “إي كاثيميريني” اليونانية تجيب
  • أحاديث نبوية أهملها الفقه السياسي الإسلامي (1)