الجزيرة:
2025-12-13@10:15:03 GMT

ما مستقبل صناعة السيارات الكهربائية بالسعودية؟

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT

ما مستقبل صناعة السيارات الكهربائية بالسعودية؟

أنفقت الرياض مليارات سعيا للتحول إلى مركز لصناعة السيارات الكهربائية والتغلب على عقبات نقص البنية التحتية والكفاءات والمواد الخام، في وقت تسعى فيه المملكة إلى الانضمام للسباق العالمي وجني ثمار الصناعة الناشئة.

وضمن خطة أوسع تطمح لتقليل اعتماد اقتصاد المملكة على إيرادات النفط، استثمرت الرياض ما لا يقل عن 10 مليارات دولار في شركة لوسيد لصناعة السيارات الكهربائية، ومقرها الولايات المتحدة، كما أطلقت علامتها التجارية الأولى لصناعة السيارات الكهربائية "سير"، وأنشأت مصنعا لمعادن بطاريات السيارات الكهربائية.

ويستهدف صندوق المملكة السيادي المعروف باسم صندوق الاستثمارات العامة -الذي تتجاوز قيمة أصوله 700 مليار دولار- إنتاج 150 ألف سيارة كهربائية سنويا بحلول عام 2026، ثم 500 ألف سيارة كهربائية سنويا بحلول 2030.

ومع ذلك، تمكن مصنع السيارات الوحيد في المملكة الذي افتتح في سبتمبر/أيلول 2023، من إعادة تجميع مكونات نحو 800 سيارة قادمة من ولاية أريزونا بحلول ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ولم تفلح السعودية في الماضي في جذب شركات صناعة السيارات إلى أراضيها.

ورفضت شركة تويوتا اليابانية في 2019 إبرام اتفاق لتصنيع السيارات في المملكة بسبب ارتفاع تكاليف العمالة ونقص الموردين المحليين وصغر السوق المحلية.

الرياض استثمرت نحو 10 مليارات دولار في شركة لوسيد لصناعة السيارات الكهربائية ( الفرنسية) منافسة قوية

وفي وقت يتحرك فيه العالم بعيدا عن السيارات التقليدية التي تعمل بالوقود وهو مصدر تمويل الاقتصاد السعودي منذ عقود، يقول محللون إن العقبات نفسها لا تزال قائمة فضلا عن المنافسة القوية.

وقال جوراف باترا محلل الصناعات المتقدمة العالمية والتنقل في إرنست أند يونغ "ستواجه السعودية منافسة هائلة من مراكز التصنيع القوية وسلاسل التوريد القائمة. هناك خطوات كثيرة يجب اتخاذها قبل أن تتشكل الصناعة وتنطلق".

وتهيمن الصين حاليا على سلسلة التوريد الناشئة وكذلك إنتاج السيارات الكهربائية.

وأصبحت "بي.واي.دي" الصينية أكبر شركة لصناعة السيارات الكهربائية في العالم بعدما تجاوزت شركة تسلا نهاية العام الماضي.

لكن من المرجح أن يخصص قانون الحد من التضخم في الولايات المتحدة -الذي يهدف إلى توجيه الاستثمار نحو خلق اقتصاد منخفض الكربون- عشرات المليارات لصناعة السيارات الكهربائية.

صناعة المغذيات المحلية أولا

واحدة من التحديات الرئيسية للمملكة هي عدم القدرة على جذب صناعة مغذيات السيارات، من أبواب السيارات إلى المحركات، في ظل غياب صناعة سيارات محلية كبيرة لتغذيتها.

وتخطط شركة تصنيع السيارات الكهربائية المحلية "سير" -وهي مشروع مشترك بين صندوق الاستثمارات العامة وشركة فوكسكون التايوانية- لإطلاق سيارة بحلول عام 2025، لكنها لم تنشئ مصنعها بعد.

وقال مصدر قريب من الشركة، تحدث شريطة عدم نشر هويته، إنه من غير المرجح أن تكون لدى الشركة سيارة على الطرقات قبل 2026.

كما شكك المحللون أيضا في تحقيق نتائج في وقت قريب.

وقالت تاتيانا خريستوفا الخبيرة في شركة ستاندرد آند بورز غلوبال موبيليتي "لا نؤمن بتوقعات الإنتاج السعودية المرتفعة، لأن الإنتاج المحلي المرتفع سيتطلب صادرات كبيرة من المنطقة.. هذا ممكن، لكننا لا نراه في الأفق".

"بي.واي.دي" الصينية أصبحت أكبر شركة لصناعة السيارات الكهربائية في العالم (رويترز)

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت شركة هيونداي موتور الكورية الجنوبية وصندوق الاستثمارات العامة عن مشروع مشترك لبناء مصنع لصناعة السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي والسيارات الكهربائية.

ومع لوسيد وسير، من شأن الشركات الثلاث أن تشكل تكتلا لصناعة السيارات في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في جدة.

وقالت خريستوفا إن ذلك لن يكون كافيا لإقناع "مصنعي السيارات بتوطين الإنتاج".

ومن المقرر أن تحصل شركة سير على مكونات من "بي.إم.دبليو" الألمانية، بما في ذلك البطاريات، وهي الجزء الأكثر تكلفة في السيارة الكهربائية.

وقال فيصل سلطان نائب الرئيس العالمي لشركة لوسيد في ديسمبر/كانون الأول الماضي لرويترز إن السعودية بحاجة إلى وجود الموردين المهمين، مضيفا أن مصنع الشركة في المملكة يقوم فقط بإعادة تجميع السيارات التي جرى تجميعها مسبقا وإرسالها للاختبار في موقع الشركة في أريزونا.

وقال مسؤول تنفيذي في قطاع تصنيع السيارات السعودي إن نهج الشركة المتمثل في الإبقاء على سلسلة التوريد وتصنيع السيارات داخل الولايات المتحدة قد يحفز شركات أخرى على إنشاء مواقع إعادة التجميع للحصول على الحوافز السعودية المخصصة لدعم توطين الصناعة.

لكن المسؤول التنفيذي أضاف أن هذا النهج قد يعيق التوسع في التصنيع المحلي، إذ ستواصل البلاد استيراد السيارات المصنعة بالخارج.

هيونداي والصندوق السيادي السعودي أعلنا عن مشروع مشترك لبناء مصنع لصناعة سيارات تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي والسيارات الكهربائية (رويترز) ثروات معدنية

تحرص السعودية على تحسين جهودها في مجال الاستدامة، وقد سلطت الضوء على سيارات لوسيد في عدة مؤتمرات حكومية.

ووافقت الحكومة السعودية على شراء ما يصل إلى 100 ألف سيارة من إنتاج لوسيد على مدى السنوات العشر المقبلة، كما منح صندوق التنمية الصناعية السعودي في 2022 قرضا حسنا إلى لوسيد بقيمة 1.4 مليار دولار للمساعدة في تمويل بناء المصنع.

ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة 60% من شركة لوسيد، واستثمر ما لا يقل عن 5.4 مليارات دولار في الشركة حتى أغسطس/آب 2023.

وقال سلطان "لا أعتقد أن‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬صندوق الاستثمارات العامة يهدف إلى تحقيق ربح كبير من لوسيد… يمكن اعتبارها علاقة إستراتيجية، فتطوير النظام البيئي لصناعة لسيارات في المملكة يعد نجاحا مهما".

وقال مسؤولون سعوديون العام الماضي إنهم يأملون في أن تصبح المملكة مركزا لتصنيع وتوريد بطاريات السيارات الكهربائية.

ولكن يحتاج تحقيق هذا الطموح إلى مواد خام أبرزها الليثيوم، الذي قال نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد بن صالح المديفر لرويترز إنه أحد المعادن التي تسعى المملكة إلى إنتاجها، رغم عدم الإعلان عن احتياطيات من الخام.

وقال روبرت ويلت الرئيس التنفيذي لشركة التعدين العربية السعودية "معادن" المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة إن محاولات استخراج الليثيوم من المياه المالحة دخلت المرحلة التجريبية.

وأضاف "لدينا صناعة سيارات ناشئة في المملكة، وستحتاج الخامات اللازمة لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية. ربما لن نتمكن من تحقيق ذلك في الوقت المناسب مع بناء المصانع، لذا يتعين علينا الحصول عليها من الخارج".

وأطلق صندوق الاستثمارات العامة في يناير/كانون الثاني العام الماضي شركة منارة للمعادن للاستثمار، وهو مشروع مشترك مع شركة معادن، بهدف الحصول على المعادن من الأسواق الخارجية.

ويقول مسؤولون تنفيذيون في الصناعة العالمية إنه مهما كانت العقبات، فإن السعودية تمتلك الموارد المالية اللازمة للتغلب عليها.

وقال أندي بالمر الرئيس التنفيذي السابق لشركة أستون مارتن "لا يمكن أن أقلل من قدرات صندوق الاستثمارات العامة، لأن لديه قدرا هائلا من الموارد".

وأضاف بالمر "المال يمكن أن يحل أي شيء تقريبا، لكن المال اللازم هنا أكثر بكثير مما يعتقد الجميع".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: لصناعة السیارات الکهربائیة صناعة السیارات الکهربائیة صندوق الاستثمارات العامة مشروع مشترک شرکة لوسید فی المملکة

إقرأ أيضاً:

إنتل تختبر أدوات صناعة رقائق من شركة لديها وحدة في الصين تخضع لعقوبات أمريكية

"رويترز": قال مصدران إن شركة إنتل لتصنيع الرقائق تختبر أدوات لتصنيع الرقائق هذا العام من شركة لتصنيع الأدوات لها جذور عميقة في الصين ووحدتان خارجيتان استهدفتهما عقوبات أمريكية. وحصلت إنتل، التي وقفت في وجه دعوات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طالبت باستقالة رئيسها التنفيذي في أغسطس الماضي بسبب علاقاته المزعومة مع الصين، على الأدوات من شركة (إيه.سي.إم ريسيرش) وهي شركة لإنتاج معدات صناعة الرقائق ومقرها فريمونت بولاية كاليفورنيا. وكانت وحدتان من وحدات إيه.سي.إم، مقرهما شنغهاي وكوريا الجنوبية، من بين عدد من الشركات التي مُنعت العام الماضي من تلقي التكنولوجيا الأمريكية بسبب اتهامات بأنها تدعم جهود الحكومة الصينية في تسخير التكنولوجيا التجارية للاستخدام العسكري وصنع رقائق أو أدوات متقدمة لصناعة الرقائق. وتنفي شركة إيه.سي.إم هذه التهم.

وجرى اختبار أداتين لما يسمى بالحفر الرطب، تستخدمان لإزالة المواد من رقائق السيليكون التي يتم تحويلها إلى أشباه موصلات، لاستخدامها المحتمل في عملية صناعة الرقائق الأكثر تقدما من إنتل، والمعروفة باسم 14إيه. ومن المقرر إطلاق هذه العملية مبدئيا في عام 2027.

ولم تتمكن رويترز من تحديد ما إذا كانت إنتل قد اتخذت قرارا بإضافة الأداتين إلى عملية صناعة الرقائق المتقدمة، وليس لديها أي دليل على أن الشركة انتهكت أي لوائح أمريكية.

وقالت شركة إيه.سي.إم إنه لا يمكنها التعليق على "ارتباطات عملاء محددين"، لكنها تستطيع أن تؤكد أن "فريق إيه.سي.إم.آر في الولايات المتحدة باع وسلم أدوات متعددة من عملياتنا الآسيوية إلى عملاء في الداخل". وأضافت أنها كشفت عن شحن ثلاث أدوات إلى "شركة تصنيع أشباه موصلات كبيرة في الولايات المتحدة" ويجري اختبارها واستوفى بعضها معايير الأداء.

وقال مراقبون يتبنون موقفا متشددا إزاء الصين إن حقيقة أن شركة إنتل، المملوكة جزئيا للحكومة الأمريكية، ستفكر في إضافة أدوات تصنعها شركة لديها وحدات خاضعة للعقوبات إلى خط التصنيع الأكثر تقدما لديها، تثير مخاوف مهمة تتعلق بالأمن القومي. وأشاروا إلى احتمال نقل المعرفة التكنولوجية الحساسة لشركة إنتل إلى الصين، والاستعاضة في نهاية المطاف عن موردي الأدوات الغربيين الموثوق بهم بشركات مرتبطة بالصين، وحتى احتمال قيام بكين بجهود تخريبية.

ومن أجل التعامل مع فرض بكين لضوابط على تصدير المعادن الأرضية النادرة، تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن معظم السياسات المتشددة بشأن صادرات الرقائق إلى الصين وأعطى يوم الاثنين الضوء الأخضر لشركة إنفيديا لبيع ثاني أكثر رقائق الذكاء الاصطناعي تطورا في الصين.

ولكن مع بدء صانعي الأدوات الصينيين في التوغل في السوق العالمية، يتزايد القلق بين المشرعين من كل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، الذين أعادوا في وقت سابق من هذا الشهر تقديم تشريع لمنع صانعي الرقائق الذين تلقوا مليارات الدولارات من الدعم الحكومي الأمريكي من استخدام المعدات الصينية كجزء من خططهم التوسعية المدعومة من الحكومة.

وتؤكد إيه.سي.إم أنها لا تشكل تهديدا للأمن القومي، وتقول إن عملياتها في الولايات المتحدة "معزولة ومنفصلة" عن الوحدة التي تتخذ من شنغهاي مقرا لها والتي تخضع للعقوبات وإن العملاء الأمريكيين يتلقون الدعم مباشرة من موظفين أمريكيين مع وجود ضمانات قوية لحماية الأسرار التجارية للعملاء.

مقالات مشابهة

  • صدمة .. أصحاب السيارات الكهربائية يعودون إلى البنزين مرة أخرى.. ما السبب؟
  • أسباب انخفاض مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا
  • صناعة وطنية …مستقبل واعد
  • إنتل تختبر أدوات صناعة رقائق من شركة لديها وحدة في الصين تخضع لعقوبات أمريكية
  • تباطؤ النمو العالمي لمبيعات السيارات الكهربائية بسبب استقرارها بالصين وتغيرات بأمريكا
  • أيمن عاشور: إطلاق أول مسابقة مصرية للسيارات الكهربائية العام المقبل
  • «قمة بريدج 2025».. حوار عالمي حول مستقبل صناعة السينما ودعوة لحماية السرد الإنساني
  • تعرف على تاريخ فيلهلم مايباخ في صناعة السيارات ؟
  • الصين تزيح المانيا عن عرش صناعة السيارات
  • جهاز مستقبل مصر يرفع حصته في شركة التعمير والاستشارات الهندسية لـ 12.89%