الاتحاد الأوروبي يشدد الضغط على آسيا الوسطى لمواجهة روسيا
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
تحاول بروكسل ومن ورائها واشنطن جر دول آسيا الوسطى إلى مصيدة. حول ذلك، كتبت أستاذة العلوم السياسية في جامعة سان بطرسبورغ الحكومية البروفيسورة نتاليا بريمينا، في "أوراسيا إكسبرت":
في 17 يناير، تبنى البرلمان الأوروبي قرارًا يدعو دول آسيا الوسطى إلى التعاون الوثيق مع الاتحاد الأوروبي.
وقد جرى التعبير عن تكثيف التفاعل بين دول المنطقة والاتحاد الأوروبي، العام الماضي، في المقام الأول، في عمل منصات التفاوض المختلفة.
ومن المهم بالنسبة للمسؤولين في بروكسل أن تقوم الشراكة على "تهديدات" من روسيا ورغبة الدول في إيجاد توازن جديد على الساحة الدولية.
وبالإضافة إلى ممرات نقل من دون روسيا؛ وشراكة في قطاع الطاقة من دون روسيا أيضًا، فإن الاتحاد الأوروبي مستعد للاهتمام بمشاريع أخرى، خاصة في إدارة المعلومات.
ولا يكل مبعوثو الاتحاد الأوروبي أبدا من إقناع بلدان آسيا الوسطى بأنها تحظى باهتمام العالم أجمع، وأن لدورها في الأجندة الدولية الحالية أهمية بالغة. ولذلك، ليس من المستغرب أن يكون ممثلو هذه البلدان سعداء للغاية بطلبات الاستثمار من الاتحاد الأوروبي. وتظن دول المنطقة أنها "يمكن أن تكون مفيدة"، على سبيل المثال، في بناء الجسور بين المسؤولين الأوروبيين والصين. وهذا يذكرنا إلى حد ما بالرغبة السابقة لدول البلطيق في أن تكون جسورًا بين روسيا والاتحاد الأوروبي، والتي لم ينتج عنها شيء بالطبع.
ولكن، يتعين على دول آسيا الوسطى أن تنتبه إلى حقيقة أن الاستراتيجيين في الاتحاد الأوروبي يشيرون إلى مواءمة مصالحهم مع المصالح الأميركية الأوسع في المنطقة. فقال جوزيب بوريل إن طرق النقل بين آسيا الوسطى وأوروبا أُدرجت على جدول أعمال اجتماع مجموعة 5+1، وهذه المنصة الدبلوماسية أنشأتها الولايات المتحدة، وليس الاتحاد الأوروبي.
وبالتالي، فإن المبدأ الأساسي للتعاون مع دول آسيا الوسطى في إطار برنامج "البوابة العالمية" الشامل ينص على أن النموذج الأوروبي للتواصل الموثوق مع الدول الشريكة طويل الأجل ويتوافق مع مصالح الاتحاد الأوروبي وقيم: سيادة القانون وحقوق الإنسان والأعراف والمعايير الدولية. في الواقع، لا حرج في هذا. لكن الاتحاد الأوروبي يجعل من قيمه وقوانينه معيارا.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو فلاديمير زيلينسكي كييف موسكو الاتحاد الأوروبی دول آسیا الوسطى
إقرأ أيضاً:
المغرب والإتحاد الأوروبي يعززان التنسيق بشأن منطقة الساحل
زنقة 20 | الرباط
استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يومه الجمعة بالعاصمة الرباط، جواو غوميش كرافينيو، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الساحل، في لقاء رفيع المستوى خصص لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والاتحاد الأوروبي في ما يخص التحديات الأمنية والتنموية بمنطقة الساحل.
وخلال هذا اللقاء، نوّه المسؤول الأوروبي بالدور الريادي الذي يضطلع به المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في استقرار المنطقة، مؤكداً أن المملكة تُعد “شريكاً استراتيجياً بالغ الأهمية للاتحاد الأوروبي” في مواجهة التحديات المتصاعدة التي تشهدها منطقة الساحل، لاسيما ما يتعلق بالإرهاب، والجريمة المنظمة، والهجرة غير النظامية، وتغير المناخ.
وشكّل الاجتماع فرصة لاستعراض التقارب المتزايد في الرؤى بين الرباط وبروكسيل بخصوص القضايا الإقليمية، لاسيما تلك التي تهم الأمن والتنمية المستدامة والحوكمة في دول الساحل. كما تم التأكيد على أهمية تنسيق الجهود الدبلوماسية والأمنية في إطار رؤية شمولية تراعي السياقات المحلية والإقليمية، مع تعزيز الدعم الأوروبي للمبادرات التي يقودها المغرب لصالح استقرار المنطقة.
وفي هذا السياق، جدد بوريطة التأكيد على أن الاستقرار في الساحل يتطلب مقاربة متعددة الأبعاد، تراعي الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولا تقتصر فقط على الجانب الأمني، مشيراً إلى أن المغرب يضع إفريقيا والساحل في صلب استراتيجيته الدبلوماسية والتعاون جنوب-جنوب.
من جانبه، أبرز كرافينيو أن الاتحاد الأوروبي يعوّل على الشراكة المتقدمة التي تجمعه بالمغرب من أجل بناء فضاء إقليمي أكثر أمناً واستقراراً، مشيداً بالمبادرات المغربية المتعددة التي تعزز التضامن والتعاون مع الدول الإفريقية، وخاصة في مجالات التكوين، والتمكين الاقتصادي، وتعزيز المؤسسات.
يأتي هذا اللقاء في سياق إقليمي ودولي حساس، يتميز بتصاعد التوترات الأمنية في منطقة الساحل عقب الانقلابات المتتالية في عدد من الدول الإفريقية، وتزايد نشاط الجماعات المتطرفة، وتراجع الحضور الدولي في المنطقة بعد انسحاب بعض القوى الكبرى، ما يفسح المجال أمام قوى إقليمية صاعدة كالمغرب للعب أدوار استراتيجية متقدمة.