سلطنة عمان تعزز إيراداتها غير النفطية لبناء مستقبل اقتصادي مستدام
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
انخفاض الصادرات من النفط بنسبة 2.4% مع تراجع الإنتاج إلى 297.2 مليون برميل بنهاية ديسمبر الماضي
ارتفاع إنتاج الغاز الطبيعي إلى 53.9 مليار ألف متر مكعب
نمو إنتاج المصافي والصناعات النفطية بنسبة 1.2%
الوردي: توقعات بتذبذب الأسعار في الفترة المقبلة بسبب مخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي
تبذل سلطنة عمان جهودا حثيثة وملموسة في سبيل تحقيق تنمية مستدامة، من خلال تبنيها سياسات ومبادرات عديدة منها تقليص إنتاجها النفطي بموجب اتفاقها مع دول «أوبك بلس»، حيث أعلنت خفضها الطوعي البالغ 40 ألف برميل يوميا من النفط الخام في شهر مايو 2023م، مؤكدة التزامها بتحقيق استقرار في أسواق النفط العالمية.
وفي الوقت ذاته، تتجه سلطنة عمان نحو تنويع اقتصادها، وتقليص اعتمادها على الصادرات النفطية، حيث تعكس الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات ارتفاع الإيرادات غير النفطية التحول الجاد لتعزيز تنويع مصادر الدخل والعمل على تقوية المرونة في مواجهة التحديات العالمية. وتُظهر المبادرات التنموية طموحًا في بناء مستقبل اقتصادي مستدام، حيث تعمل سلطنة عمان على تعزيز الابتكار والاستثمار في قطاعات واعدة.
وأوضح المكرم الدكتور محمد بن حميد الوردي عضو مجلس الدولة أن الاستثمار الأجنبي المباشر ارتفع إلى حوالي 23 مليار ريال عماني بنهاية عام 2023، منها 17.6 مليار ريال عماني استثمارات في قطاع استخراج النفط والغاز بنهاية الربع الثالث من 2023، ومع زيادة نسبتها 41.5% مقارنة بالعام السابق، ويرجع الارتفاع إلى الميزة التنافسية لقطاع النفط والغاز في سلطنة عمان، ورغبة الشركات الأجنبية في الاستثمار بهذا القطاع، مدعومة بجهود وزارة الطاقة والمعادن في طرح المزيد من مناطق الامتياز للاستكشافات الإضافية.
وتوقع المكرم الدكتور محمد الوردي أن تشهد أسعار النفط في الفترة المقبلة تذبذبًا نتيجة لمخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، خاصة مع ضعف الاقتصاد الصيني، وأيضًا؛ نظرًا للمخاوف المتعلقة بالتوترات الجيوساسية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط. ويرى أنه من المتوقع أن تظل الأسعار فوق سعر التعادل المتوقع في الميزانية، والذي تم تحديده عند 66 دولارًا للبرميل.
وانخفض سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر مارس القادم إلى 79.60 دولار أمريكي، وبمقدار 28 سنتًا مقارنةً بسعر أمس والبالغ 79.88 دولار أمريكي. وبلغ المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر يناير الجاري 83.17 دولار أمريكي للبرميل، منخفضًا 6.62 دولار أمريكي مقارنة بسعر تسليم شهر ديسمبر الماضي.
وشهدت أسعار النفط اليوم تذبذبات بين خسائر ومكاسب طفيفة مع تقييم المتداولين لتأثير عدة عوامل على الأسعار منها التوتر الجيوسياسي والمخاوف بشأن ضعف الطلب وكذلك ارتفاع الدولار.
وارتفع عقد أقرب استحقاق لشهر مارس لخام برنت بمقدار أربعة سنتات ليصل إلى 79.59 دولار للبرميل كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي أربعة سنتات أيضًا ليصل إلى 74.41 دولار للبرميل.
الإنتاج النفطي
وانخفض إنتاج النفط في سلطنة عُمان حتى نهاية ديسمبر 2023م بنسبة 1.5% ليبلغ 382.7 مليون برميل مقارنة بـ 288.4 مليون برميل حتى نهاية ديسمبر 2022م وفق ما أشارت إليه الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات. كما انخفض متوسط الإنتاج اليومي لسلطنة عمان إلى 1.048مليون برميل يوميا وبنسبة 1.5%.
وتراجع إنتاج النفط الخام خلال هذه الفترة إلى 297.2 مليون برميل وبنسبة 3.9%، في حين ارتفع إنتاج سلطنة عُمان من المكثفات النفطية إلى 85.4 مليون برميل وبنسبة 8.3% حتى نهاية ديسمبر الماضي مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022م.
وانخفض متوسط سعر النفط بنسبة 13.7% حتى نهاية ديسمبر 2023م ليصل إلى 82.3 دولار أمريكي للبرميل مقارنة بـ 95.4 دولار للبرميل بنهاية ديسمبر 2022م.
وشهد إجمالي صادرات سلطنة عمان من النفط انخفاضًا بنسبة 2.4% بنهاية ديسمبر الماضي مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، وسجلت صادرات النفط إلى الصين نموًا بنسبة 10% لتبلغ 285.6 مليون برميل حتى نهاية ديسمبر الماضي مقارنة بـ 259.7 برميل بنهاية ديسمبر 2022م، في حين تراجعت صادرات سلطنة عمان من النفط إلى الهند بنسبة 91.3% وبلغت 2.7 مليون برميل، كما تراجعت الصادرات إلى كوريا الجنوبية واليابان بنسبة 56.8% و19.8% على التوالي خلال الفترة المماثلة.
من جهة أخرى، ارتفع إجمالي الإنتاج المحلي والاستيراد من الغاز الطبيعي في سلطنة عُمان حتى نهاية ديسمبر الماضي بنسبة 3.6% ليصل إلى 53.9 مليار ألف متر مكعب مقارنة مع 52.06 مليار متر مكعب حتى نهاية ديسمبر 2022م.
وأوضحت البيانات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أنَّ استهلاك الغاز الطبيعي في محطات توليد الطاقة ارتفع بنسبة 12.9% حتى نهاية ديسمبر الماضي مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022م، كما ارتفع الاستهلاك في حقول النفط والمناطق الصناعية والمشروعات الصناعية بنسبة 4.9% و 4.1% و 0.8% على التوالي.
الصناعات البترولية
وارتفع إنتاج المصافي والصناعات البترولية في سلطنة عُمان بنهاية ديسمبر 2023م بنسبة 1.2% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022م.
وكشفت الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات ارتفاع إنتاج وقود السيارات العادي (91) إلى 15.7 مليون برميل وبنسبة 13.7% بنهاية ديسمبر الماضي، مقارنة بـ 13.8 مليون برميل تم تسجيلها في الفترة المماثلة من عام 2022م، لترتفع مبيعاته إلى 14.6 مليون برميل وبنسبة 11.2%، في حين تراجعت صادراته إلى 1.22 مليون برميل وبنسبة 23.9% بنهاية ديسمبر 2023.
وانخفض إنتاج وقود سيارات (95) بـنسبة 25.6% مسجلا 11.04 مليون برميل لتنخفض مبيعاته أيضًا إلى 12.08 مليون برميل وبنسبة 3.9% بنهاية ديسمبر الماضي، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2022م، كما تراجعت صادراته إلى 580.4 ألف برميل وبنسبة 81.3%.
وتراجع إنتاج زيت الغاز (الديزل) إلى 32.4 مليون برميل وبنسبة 0.4%، وسجلت مبيعاته انخفاضا أيضا إلى 14.3 مليون برميل وبنسبة 4.1% مقارنة بـ 14.9 مليون برميل بنهاية ديسمبر من عام 2022م، في حين ارتفعت صادراته إلى 18.4 مليون برميل، وبنسبة 6.7% بنهاية ديسمبر 2023م.
وقادت منتجات غاز البترول المسال والباراكسيلين والبنزين الارتفاع في الصادرات، مسجلة ارتفاعًا نسبته 82.8% و163.8% و76.8% على التوالي.
وارتفع أيضًا إنتاج وقود الطائرات بـنسبة 25.3% ليبلغ 9.86 مليون برميل بنهاية ديسمبر الماضي، وسجلت مبيعاته نموا إلى 4.42 مليون برميل وبنسبة 40.6%، مقارنة بـ 3.15 مليون برميل بنهاية ديسمبر 2022م، كما صعدت صادراته إلى 5.53 مليون برميل وبنسبة 19.1%. وسجل إنتاج غاز البترول المسال ارتفاعا بنسبة 13.9% ليبلغ 7.86 مليون برميل بنهاية ديسمبر 2023م، مقارنة بـ 6.89 مليون برميل تم تسجيلها في الفترة المماثلة من العام السابق، وصعدت مبيعات غاز البترول المسال إلى 8.75 مليون برميل وبنسبة 9.8%. وفيما يتعلق البتروكيماويات، ارتفع إنتاج البنزين إلى 138.2 ألف طن متري وبنسبة 59.1% بنهاية ديسمبر الماضي، كما نما إنتاج الباركسيلين إلى 494.9 ألف طن متري بنسبة 162.4%، وانخفض إنتاج البولي بروبولين بنسبة 11.1% ليبلغ بنهاية ديسمبر الماضي 222.9 ألف طن متري.
الأنشطة غير النفطية
واتخذت سلطنة عمان إجراءات استباقية لتحقيق استدامة اقتصادية لبناء مستقبل متين ومتوازن، من خلال تعزيز مصادر الدخل والتنويع الاقتصادي، وتكشف البيانات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى نمو القيمة المضافة للأنشطة غير النفطية إلى 21.7 مليار ريال عماني حتى نهاية سبتمبر 2023، وبنسبة 1.9% مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق.
وقادت الأنشطة الخدمية هذا الارتفاع إذ سجلت نموًّا بنسبة 9.7% لتبلغ ١٥.٨ مليار ريال عماني في حين انخفضت القيمة المضافة للأنشطة الصناعية بنسبة 16% لتبلغ بنهاية سبتمبر 2023 نحو 5.26 مليار ريال عماني، نظرا إلى انخفاض القيمة المضافة للصناعات التحويلية إلى 2.55 مليار ريال عماني وبنسبة 26.3%، والإنشاءات بنسبة 6.8%. وبلغت القيمة المضافة للزراعة والحراجة وصيد الأسماك 641.4 مليون ريال عماني بنهاية سبتمبر الماضي.
وانخفضت القيمة المضافة للأنشطة النفطية بنهاية سبتمبر الماضي إلى 10.5 مليار ريال عُماني وبنسبة 15.4%، حيث انخفضت القيمة المضافة للنفط الخام بنسبة 17.4% مسجلة 9.04 مليار ريال عُماني وتراجعت القيمة المضافة للغاز الطبيعي بنسبة 1.7% مسجلة 1.52 مليار ريال عُماني.
وبلغ إجمالي قيمة الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية 31.4 مليار ريال عماني حتى نهاية سبتمبر 2023م مقارنة بـ 32.6 مليار ريال عُماني بنهاية سبتمبر من عام 2022م منخفضة بنسبة 3.9%، ويُعزى ذلك إلى انخفاض الإنتاج اليومي ومتوسط سعر النفط.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بنهایة دیسمبر الماضی نهایة دیسمبر 2023م ملیار ریال عمانی الفترة المماثلة دولار أمریکی غیر النفطیة سلطنة عمان من عام 2022م فی سلطنة ع مقارنة بـ فی الفترة من النفط لیصل إلى انخفاض ا وبنسبة 1 ا بنسبة بنسبة 1 بنسبة 2 بنسبة 3 فی حین
إقرأ أيضاً:
فعالية ترويجية في أمستردام بمشاركة 150 شركة سياحية
نظّمت وزارة التراث والسياحة بالتعاون مع سفارة سلطنة عمان بمملكة هولندا فعالية ترويجية في العاصمة الهولندية أمستردام، بالتزامن مع تدشين الرحلة المباشرة الجديدة بين مسقط وأمستردام عبر الطيران العُماني، في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانة سلطنة عُمان كوجهة سفر عالمية متميزة.
وشهدت الفعالية مشاركة 150 شركة سياحية هولندية، ضمن مسعى مشترك للترويج لبرامج السفر إلى سلطنة عمان، حيث تأتي هذه المبادرة في إطار البرنامج الترويجي السنوي للوزارة بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والسياحي بين سلطنة عُمان وهولندا، واستقطاب عشرات الآلاف من السياح خلال المواسم القادمة.
وأكد سعادة عزان بن قاسم البوسعيدي، وكيل وزارة التراث والسياحة للسياحة أن هذه الحملة تندرج ضمن جهود تحقيق مستهدفات رؤية “عُمان 2040”، التي تولي اهتمامًا بالغًا بتنمية القطاع السياحي وتنويع مصادر الدخل الوطني. وأشار سعادته إلى أن السوق الأوروبية بشكل عام والسوق الهولندي بشكل خاص يمثل فرصة استراتيجية للنمو السياحي، مضيفًا: نعمل من خلال هذه الشراكات على ترسيخ موقع السلطنة كوجهة سياحية فريدة تجمع بين الجمال الطبيعي، والتنوع الجغرافي، والإرث الثقافي العريق.
وأضاف سعادته أن عددًا من الشركات السياحية الهولندية أبدت اهتمامًا كبيرًا بزيارة سلطنة عُمان، مشيرًا إلى تنظيم لقاء موسع سيُنظم خلال شهر سبتمبر المقبل في هولندا، بمشاركة 22 شركة سياحية عُمانية؛ بهدف مواصلة الترويج لعُمان كإحدى الوجهات السياحية البارزة في المنطقة.
من جانبه، قال هيثم بن محمد الغساني، المدير العام للترويج السياحي بوزارة التراث والسياحة: نُدرك أهمية التواجد في الأسواق العالمية الكبرى، وقد تم تصميم هذه الفعالية ضمن سلسلة حلقات العمل السياحية التي تنفذها الوزارة في أوروبا. وتهدف هذه المبادرة إلى تقديم سبب مقنع للمسافرين العابرين عبر الطيران العُماني لتحويل عبورهم إلى إقامة ممتدة، واستكشاف ما تزخر به سلطنة عُمان من كنوز طبيعية وثقافية وتاريخية.
وأضاف الغساني أن الوزارة تعمل وفق خطط مدروسة لتعزيز السياحة المستدامة بالتكامل مع الناقل الوطني “الطيران العُماني” والمبادرات النوعية مثل “اكتشف عمان”، موضحًا أن السلطنة سجلت نموًا بنسبة 35% في أعداد السياح الهولنديين خلال الربع الأول من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
من ناحيته قال كون كورفياتيس، الرئيس التنفيذي للطيران العُماني: سعدنا بتدشين خط الطيران المباشر إلى العاصمة الهولندية أمستردام، بمعدل أربع رحلات أسبوعية، في خطوة نؤمن بأنها ستُسهم بشكل فعّال في تعزيز الحركة السياحية والتجارية بين سلطنة عُمان ومملكة هولندا، كما تُعد امتدادًا لاستراتيجية الطيران العُماني في توسيع شبكة وجهاته الدولية وربط السلطنة بالعالم.
وأشار إلى أهمية الفعالية الترويجية التي نظّمتها وزارة التراث والسياحة في العاصمة أمستردام، مؤكدًا أنها شكّلت منصة نوعية للتعريف بمقومات سلطنة عُمان السياحية، لا سيما من خلال استضافة نخبة من أبرز الشركات السياحية الهولندية، بما يعزز من فرص التعاون السياحي ويُسهم في جذب المزيد من الزوار من السوق الأوروبي.
وأضاف: السلطنة تتميز بتنوّع جغرافي فريد وتضاريس طبيعية خلابة، إلى جانب ثقافة غنية ضاربة في التاريخ، وهي عناصر تشكّل عامل جذب قوي للسياح الباحثين عن التجارب الأصيلة والاستكشاف.
ويُعد تدشين الخط المباشر بين مسقط وأمستردام إحدى الخطوات النوعية لتقريب المسافات مع أوروبا، وفتح آفاق جديدة لتدفق السياح والاستثمارات، ودعم قطاعي السياحة والتجارة. كما يتيح الخط الجديد للمسافرين من أوروبا التعرف عن كثب على المقومات الطبيعية التي تتميز بها السلطنة بين الجبال الشاهقة وتنوع التضاريسي والأجواء المعتدلة في بعض المناطق، وجمالية الشواطئ البكر، إلى جانب الإرث الثقافي والحضاري العريق.
وتُعزز هذه المبادرة مكانة سلطنة عمان كحلقة وصل بين الشرق والغرب، وتسهم في دفع عجلة التبادل التجاري والسياحي بين السلطنة وهولندا، بما يتماشى مع التوجهات الاستراتيجية لتنويع الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات وتعزيز مكانة عمان في خريطة السياحة العالمية.