وجد فريق كبير من الباحثين الطبيين من الولايات المتحدة والصين أن خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني ينخفض بالنسبة للأشخاص الذين لديهم متغير جيني معين.

وفي الورقة البحثية التي نشرتها مجلة Nature Metabolism، أجرى الباحثون دراسة على مستوى الجينوم (GWAS) تبحث عن الروابط بين استهلاك الحليب وانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

إقرأ المزيد دراسة: السكري مرتبط بآلام مرهقة للمرضى!

وأسفرت الأبحاث السابقة حول العلاقة بين شرب حليب البقر وانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني عن نتائج مختلفة، حيث أظهرت بعض الجهود وجود ارتباط بينما لم يجد البعض الآخر سوى القليل من الارتباطات أو لم يجدوا أي ارتباط على الإطلاق.

وفي هذه الدراسة الجديدة، شك فريق البحث في أن مثل هذه النتائج المختلفة ربما كان لها علاقة بالملامح الجينية للأشخاص الخاضعين للاختبار.

ولتحديد ما إذا كان هذا هو الحال، أجروا دراسة GWAS والتي تتضمن عينات الأنسجة التي تم جمعها من نحو 12 ألفا من البالغين من أصل إسباني ممن شاركوا في دراسة صحة المجتمع الإسباني/دراسة اللاتينيين.

وتضمنت جهودهم محاولة تحديد "تعدد أشكال النوكليوتيد المفردة" (SNP) المرتبطة باستهلاك الحليب.

ويعرف "تعدد أشكال النوكليوتيد المفردة" بأنه هو اختلاف في سلسلة الحمض النووي يحدث عادة في مجموعة من السكان.

وكجزء من عملهم، استخدموا تقديرات المدخول الغذائي التي وضعها المعهد الوطني للسرطان. ووجدوا ارتباطا بين الأفراد الذين لديهم متغير وراثي يشفر إنزيم اللاكتاز الذي يستخدمه الجسم لتكسير السكريات في الحليب.

إقرأ المزيد اختراق جديد واعد في علاج السكري!

ويقوم معظم الأشخاص بإنتاج اللاكتاز في مرحلة الطفولة، ولكن يتوقف الكثير منهم عن ذلك مع تقدمهم في مرحلة البلوغ، ما يؤدي إلى إصابة البعض بعدم تحمل اللاكتوز (LNP). وتم إرجاع الاختلاف إلى متغير جين LCT.

وفي هذه الدراسة الجديدة، وجد الباحثون أن الذين يستهلكون الحليب بانتظام أيضا لديهم خطر أقل بنسبة 30% للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ولم يلاحظ أي انخفاض في المخاطر لدى الأشخاص الذين يستهلكون الحليب بانتظام ولكن ليس لديهم المتغير الجيني.

ولتعزيز النتائج التي توصلوا إليها، كرر الفريق جهودهم باستخدام بيانات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة ووجدوا نتائج مماثلة.

ويقترح الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها تفسر النتائج المتنوعة التي تم العثور عليها في الاختبارات السابقة للارتباط بين شرب الحليب وخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

المصدر: ميديكال إكسبريس

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار الصحة الحمض النووي الصحة العامة امراض بحوث جينات وراثية دراسات علمية مرض السكري معلومات عامة معلومات علمية خطر الإصابة بمرض السکری من النوع الثانی

إقرأ أيضاً:

كيف يعيد التأمين المراعي للنوع الاجتماعي رسم خريطة الشمول المالي؟

لم يعد الاكتتاب التأميني قائمًا فقط على البيانات الديموغرافية والطبية والمالية التقليدية، بل شهد خلال السنوات الأخيرة تحولًا نوعيًا نحو دمج النوع الاجتماعي كعامل اجتماعي واقتصادي وسلوكي يؤثر مباشرة على طبيعة المخاطر والوصول إلى الحماية التأمينية.

ومن هنا ظهر مفهوم الاكتتاب التأميني المراعي للنوع الاجتماعي، كأداة حديثة تهدف إلى تحقيق الإنصاف، وتعزيز الشمول المالي، وتصميم حلول تأمينية أكثر دقة وملاءمة للواقع الاجتماعي والاقتصادي للرجال والنساء، خاصة في الاقتصادات النامية.

ما هو الاكتتاب المراعي للنوع الاجتماعي؟

لا يعني هذا المفهوم فرض أقساط مختلفة للرجال والنساء، بل يتجاوز ذلك إلى:

إزالة التحيزات الضمنية في أدوات الاكتتاب.
فهم أنماط المخاطر المرتبطة بالواقع الاجتماعي والاقتصادي لكل جنس.

تصميم منتجات وعمليات تأمين تعزز الوصول العادل للحماية، خاصة للنساء اللواتي يواجهن تحديات تتعلق بالدخل والوعي المالي والمعايير الثقافية.

ويتماشى هذا التوجه مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، لا سيما الهدف الخامس (المساواة بين الجنسين) والهدف العاشر (الحد من أوجه عدم المساواة).

من الحياد إلى المراعاة.. تطور فلسفة الاكتتاب

شهدت صناعة التأمين ثلاث مراحل رئيسية في التعامل مع النوع الاجتماعي:

الاكتتاب القائم على النوع الاجتماعي:

يعتمد على النوع كعامل مباشر في التسعير، ما قد يؤدي أحيانًا إلى تمييز غير عادل.

الاكتتاب المحايد تجاه النوع الاجتماعي:

يلغي النوع كعامل تقييم، لكنه قد يتجاهل الاحتياجات المتباينة بين الجنسين.

الاكتتاب المراعي للنوع الاجتماعي:

يركز على تصميم المنتجات والعمليات لتناسب واقع كل فئة، ويعزز الشمول المالي بشكل فعّال.

لماذا تختلف أنماط المخاطر بين الرجال والنساء؟

تتعدد الفروق المؤثرة في تقييم المخاطر، أبرزها:

عوامل بيولوجية وصحية

النساء يعشن عمرًا أطول، ما يؤثر على تأمينات الحياة والمعاشات.

أمراض تصيب النساء بشكل غير متناسب مثل سرطان الثدي.

الرجال أكثر انخراطًا في السلوكيات عالية الخطورة.

عوامل اجتماعية

النساء يتحملن عبئًا أكبر من أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر.

قيود اجتماعية تحد من فرص العمل والتنقل في بعض المناطق.

عوامل اقتصادية

فجوة الدخل تؤثر على القدرة على تحمل الأقساط.

صعوبة وصول رائدات الأعمال إلى التمويل والتأمين.

عوامل سلوكية

النساء أقل ميلًا للمخاطرة وأكثر التزامًا بالسلوكيات الآمنة.

ارتفاع معدلات مطالبات الرجال في تأمين السيارات.

الأهمية الاقتصادية: سوق غير مستغل

تشير التقديرات إلى وجود فجوة تأمينية ضخمة للنساء عالميًا، تمثل فرصة نمو واعدة لشركات التأمين.

فالمنتجات المراعية للنوع الاجتماعي:

توسّع قاعدة العملاء.

تخفض تكاليف التشغيل عبر الاكتتاب المبسط.

تجعل التأمين الشامل مجديًا اقتصاديًا.

الأثر الاجتماعي: تعزيز المرونة المالية

يساهم هذا النهج في:

تمكين المرأة من التعافي من الصدمات المالية.

تشجيعها على الاستثمار في التعليم والأعمال.

حماية الأصول غير الموثقة رسميًا.

كيف يُطبق الاكتتاب المراعي للنوع الاجتماعي؟

1. تصميم منتجات مرنة

تغطية شاملة للأمومة والصحة الإنجابية.

تأمين الحياة للنساء العاملات في القطاع غير الرسمي.

حماية الأصول الصغيرة وغير التقليدية.

2. استخدام البيانات البديلة

الاعتماد على سجلات الهاتف المحمول والجمعيات التعاونية.

الفحوصات الطبية المبسطة.

المعرفة المجتمعية بدل الوثائق المعقدة.

3. مرونة الدفع والتوزيع

أقساط صغيرة ومتكررة.

قنوات رقمية ووسطاء من النساء.

حلول تأمين عبر الهاتف المحمول.

تجارب دولية ملهمة

الهند:

نجحت جمعية VimoSEWA في تقديم حزم تأمينية متكاملة للنساء العاملات لحسابهن الخاص، مع تبسيط الاكتتاب وتغطية المخاطر المهنية غير التقليدية.

الفلبين:

اعتمدت الجمعيات التعاونية نموذج الاكتتاب الجماعي، مع تدريب قيادات نسائية محلية وتقديم تأمينات صغيرة ضد المخاطر المناخية.

الاعتبارات الأخلاقية والتحديات

ضرورة الفصل بين التمييز العادل والتمييز القائم على الصور النمطية.

الشفافية في استخدام بيانات النوع الاجتماعي.

نقص البيانات المصنفة حسب النوع.

مقاومة التغيير داخل بعض شركات التأمين.

رأي اتحاد شركات التأمين المصرية

يرى اتحاد شركات التأمين المصرية أن الاكتتاب المراعي للفوارق بين الجنسين يمثل حجر الأساس لبناء سوق تأمين عادل وشامل، ويسهم في تحسين دقة تقييم المخاطر، وتوسيع التغطية التأمينية، وتعزيز مرونة الأسر والاقتصادات.

أثبتت التجارب الدولية أن الاكتتاب المراعي للنوع الاجتماعي ليس توجهًا نظريًا، بل مفتاح حقيقي لمستقبل صناعة التأمين. فهو يجمع بين العدالة الاجتماعية، والفرص الاقتصادية، والاستدامة طويلة الأجل، ليصبح أحد أهم أدوات الابتكار والنمو في سوق التأمين العالمي.

مقالات مشابهة

  • دراسة: أوزمبيك ومونجارو قد يسببان سعالا مزمنا لمرضى السكري
  • كيف يعيد التأمين المراعي للنوع الاجتماعي رسم خريطة الشمول المالي؟
  • ” شموسة ” على طاولة النواب اليوم
  • أطباء يحذرون من مرض قاتل ينتشر في هذا النوع من المطابخ
  • هؤلاء الأكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية
  • دراسة: تناول الشاي بانتظام يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 20%
  • دراسة: 6 فوائد مشروطة للأنظمة الغذائية النباتية للأطفال
  • العراق السادس عربياً بعدد المصابين بمرض السكري
  • دراسة عالمية تكشف فروق النمو بين الأطفال النباتيين وآكلي اللحوم
  • حسام موافي يشرح أسباب التنميل المستمر عند مرضى السكري.. كيف نتجنب المضاعفات؟