يؤثر على واحدة من 5 نساء.. ما هو العضال الغدي؟
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
العام الماضي، كشفت مذيعة هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، ناجا مونتشيتي، أنها تعاني من "العضال الغدي"، وهي حالة مزمنة تؤثر على الرحم، فما هي تلك الحالة وما أسبابها وطرق علاجها؟
وتحدثت مذيعة "بي بي سي"، عن كيف يمكن لألمها أن يجعلها غير قادرة على الحركة وكيف أن النوبات الأخيرة كانت شديدة لدرجة أن زوجها اضطر إلى استدعاء سيارة إسعاف.
ومع ذلك، لم يسمع الكثير من الناس عن هذه "الحالة المعقدة" من قبل، على الرغم من أنها تؤثر على ما يصل إلى واحدة من كل خمس نساء، وفق تقرير لموقع "ساينس أليرت".
ما هو العضال الغدي؟العضال الغدي هو حالة مرضية تحدث عند نمو النسيج المبطن عادة للرحم "نسيج بطانة الرحم" إلى داخل الجدار العضلي للرحم، وفق موقع "مايو كلينك".
ويستمر هذا النسيج المنزاح في العمل بصورة طبيعية، أي يزداد سمكه ويتفتت ويخرج، خلال كل دورة شهرية.
ويمكن أن يؤدي ذلك إلى توسُّع الرحم وألم أثناء الدورة الشهرية وغزارة فيها.
ولا يعرف الأطباء الأسباب المؤكدة للإصابة بالعضال الغدي، ولكن عادة ما يختفي المرض بعد انقطاع الطمث.
يمكن أن يسبب العضال الغدي أعراضا تشمل نزيف الحيض غير المنتظم والثقيل وألم الحوض، وفق موقع "Theconversation".
تختلف شدة الأعراض بين المرضى، وما يصل إلى ثلث النساء المصابات بالعضال الغدي قد يكون لديهن أعراض قليلة أو لا تظهر عليهن أي أعراض على الإطلاق.
ويمكن أن تؤثر الحالة أيضا على الخصوبة، فالنساء المصابات بالعضال الغدي اللاتي يحملن يتعرضن لخطر متزايد للإجهاض، والولادة المبكرة، وتسمم الحمل، والنزيف بعد الولادة.
ما الذي يسبب العضال الغدي؟على الرغم من أن عددا كبيرا من النساء المصابات بالعضال الغدي يعانين من التهاب بطانة الرحم أيضا، لكنه مرض مختلف عن التهاب بطانة الرحم.
وسبب العضال الغدي غير معروف، لكن هناك عدة نظريات، منها:
نمو أنسجة غازية:يعتقد بعض الخبراء أن خلايا نسيج بطانة الرحم الموجودة في البطانة نفسها تغزو العضلات المكونة لجدار الرحم.
وقد تعزز الشقوق التي فُتحت في الرحم أثناء العمليات الجراحية "مثل الولادة القيصرية"، غزو خلايا نسيج بطانة الرحم المباشر لجدار الرحم.
منشأ خِلقي:يشتبه خبراء آخرون في ترسب أنسجة بطانة الرحم في عضلات الرحم أثناء تشكله لأول مرة لدى الجنين.
التهاب في الرحم ناتج عن الولادة:ثمة نظرية أخرى تشير إلى وجود صلة بين العضال الغدي والولادة، إذ قد يسبب التهاب بطانة الرحم أثناء فترة ما بعد الولادة تمزقًا في الحاجز الطبيعي للخلايا التي تبطن الرحم.
منشأ مرتبط بالخلايا الجذعية:ثمة نظرية حديثة تشير إلى أن الخلايا الجذعية في نخاع العظم قد تغزو عضلات الرحم مسببة العضال الغدي.
وبغض النظر عن كيفية تكوّن العضال الغدي، فإن نموه يعتمد على "الإستروجين" الموجود في الجسم.
و"الإستروجين" هو اسم يطلق على مجموعة هرمونات لها دور هام في نمو وتطور الخصائص الجنسية للإناث وعمليات الإنجاب.
وبفضل الأبحاث والمشاركة العامة ووسائل التواصل الاجتماعي، زاد الوعي بمرض بطانة الرحم في السنوات الأخيرة، ومع ذلك، لا يزال "العضال الغدي" غير معروف نسبيا.
هل يمكن تشخيصه؟العضال الغدي هو حالة يصعب تشخيصها، ولا يمكن التحقق من وجود خلايا تشبه بطانة الرحم في عضل الرحم إلا من خلال تقييم الحالة المرضية حيث يتم فحص عضل الرحم تحت المجهر بعد استئصال الرحم.
وشهدت السنوات الأخيرة زيادة في التشخيص مع تطور تقنيات التصوير مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والموجات فوق الصوتية التفصيلية للحوض.
على الرغم من أن العضال الغدي يتم تشخيصه الآن بشكل شائع دون الحاجة إلى استئصال الرحم، إلا أن الأطباء ما زالوا يعملون على تطوير طريقة موحدة للتشخيص غير الجراحي.
ونتيجة لذلك، لا يزال من غير المؤكد بالضبط عدد النساء المصابات بالعضال الغدي، على الرغم من أن حوالي 20 بالمائة من النساء اللاتي خضعن لعملية استئصال الرحم لأسباب أخرى غير الاشتباه في العضال الغدي، وجد أن لديهن دليل على الحالة في التقييم المرضي.
كيف يتم علاج العضال الغدي؟يمكن أن تساعد العلاجات الهرمونية النساء اللواتي يسبب لهن العضال الغدي انزعاجا شديدا، ومن علاجاته أيضا "استئصال الرحم".
وتشمل استراتيجيات العلاج الأدوية الهرمونية مثل وسائل منع الحمل عن طريق الفم، أو الحبوب التي تحتوي على هرمون "البروجسترون"، أو دواء يوقف الإنتاج الطبيعي للهرمونات الجنسية.
وتشمل العلاجات غير الهرمونية حمض الترانيكساميك.
وتهدف هذه العلاجات إلى تقليل نزيف الدورة الشهرية، وغالبا ما يتم علاج الألم باستخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
والعلاجات التي تنجح مع بعض النساء لا تنجح مع البعض الآخر، مما يزيد من قوة الحجة القائلة بوجود "أكثر من نوع واحد من العضال الغدي".
ويجب أن تكون استراتيجيات العلاج مصممة خصيصا للمرضى، اعتمادا على رغباتهم ومدى الخصوبة لديهم.
إذا لم توفر العلاجات الطبية الراحة الكافية من الأعراض، فهناك خيارات جراحية، وهي إزالة الآفات البؤرية أو استئصال الرحم.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: استئصال الرحم بطانة الرحم یمکن أن
إقرأ أيضاً:
تغير المناخ يؤثر على رحلات الطيور المهاجرة الملحمية
تستخدم مليارات الطيور المهاجرة مسارات عابرة للقارات لنقلها من مواطن غذائها وتكاثرها وإليها، وتعرف هذه المسارات باسم مسارات الطيران، وهي أشبه بالطرق السريعة في السماء، لكن هذه الرحلات الطويلة الملحمية باتت تتعرض لمصاعب في ظل التغيرات مناخية.
ويركز اليوم العالمي للطيور المهاجرة هذا العام، الذي يوافق يوم 10 مايو/أيار، على تهيئة وتكييف بيئات تدعم أسراب الطيور المهاجرة في جميع المجتمعات، من المدن المزدحمة إلى البلدات والمجتمعات الصغيرة، من خلال بناء موائل صحية، وتقليل التلوث، وتجنب استخدام الزجاج في المباني التي قد تصطدم بها الطيور.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4المانغروف.. كنز بيئي نادر تتهدده المشاريع الساحليةlist 2 of 4دراسة: 75% من أنواع الطيور بأميركا الشمالية في تراجعlist 3 of 4جوع وتغير مناخي.. سكان أوغندا يصطادون طيورا مهاجرة للبقاءlist 4 of 4"عصفور التين".. واحد من أهم طيور بلاد الشام تحت التهديدend of listويحتفل العالم باليوم العالمي للطيور المهاجرة مرتين في السنة: الأولى في شهر مايو/أيار والثانية في أكتوبر/تشرين الأول (في بداية الصيف وبداية الخريف)، تماشيا مع الطبيعة الدورية لهجرة الطيور في نصفي الكرة الأرضية.
وتقطع الطيور المهاجرة مسافات طويلة من مكان إلى آخر في أوقات منتظمة، وعادة ما تقطع هذه الطيور عشرات الآلاف من الكيلومترات في موعد سنوي مرتبط بالنمط الدوري للفصول، وتتميز الطيور بامتلاكها وسائل ذات كفاءة عالية تمكّنها من السفر بسرعة.
ويمكن للطيور المهاجرة بناء مخازن للدهون كمصدر للطاقة لاستهلاكها في الفترات الطويلة أثناء الرحلات الجوية، وعادة ما يكون للطيور المهاجرة أجنحة أطول ومدببة أكثر وأقل وزنا من الطيور غير المهاجرة.
إعلانووفقا لبيانات برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن أغلب الطيور تهاجر من مناطق التكاثر الشمالية إلى الجنوب في فصل الشتاء، ولكن بعض الطيور التي تولد في الأجزاء الجنوبية من أفريقيا تهاجر إلى مناطق الشتاء الشمالية، أو بمحاذاة خطوط العرض للتمتع بالمناخ الساحلي الأكثر اعتدالا في فصل الشتاء.
تلعب الطيور المهاجرة دورا محوريا في الحفاظ على توازن الطبيعة والبيئة. فبينما تتنقل من مكان إلى آخر تقوم بتلقيح النباتات ونشر البذور، ومكافحة الآفات عن طريق التهام الحشرات واللافقاريات الأخرى، وتساعد في الحفاظ على صحة النظام البيئي، مما يسهم في دعم الأمن الغذائي.
ويقول فرانسيسكو ريلا، عالم الأحياء البرية ومستشار الأمم المتحدة المعني بحماية الأنواع المهاجرة، إن الطيور المهاجرة تعد أيضا "مؤشرات بيولوجية"، فهي تميل إلى تجنب المناطق الملوثة، ومن ثم توفر تحركاتها معلومات مفيدة في تقييم جودة المياه والهواء.
وفي رحلاتها الملحمية في أرجاء العالم، تسترشد الطيور المهاجرة بالشمس والنجوم والسواحل والمسطحات المائية. لكن بعض المناطق التي تتوقف فيها للراحة والتزود بالطاقة على السواحل باتت تتغير بفعل الفيضانات الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه البحر.
تتعرض الطيور المهاجرة لمخاطر عديدة سواء في رحلتها أو بعد الوصول إلى موائلها الجديدة، فبعض أنواعها تكون عرضة للصيد الجائر والاتجار غير الشرعي في عدة مناطق.
ويمكن لتغير المناخ أن يؤثر على سلوك الطيور المهاجرة، فدرجات الحرارة المرتفعة تؤدي إلى ندرة الغذاء، مما يدفع الطيور إلى تقصير مساراتها أو عدم العودة إلى موطنها الأصلي على الإطلاق.
ويؤثر تغير المناخ أيضا على سلوك الطيور، فقد يؤدي إلى صراعات على الغذاء مع الحيوانات المقيمة.
إعلانوبينما تبذل بعض الطيور المزيد من الطاقة لتجاوز التحديات، تفشل أنواع أخرى في التأقلم، مثل طائر الكروان ذي المنقار النحيل الذي أُعلن انقراضه في عام 2024 نتيجة فقدان موائله الطبيعية.
وفي وقت تواجه فيه القشريات الصغيرة، التي تعد مصدرا غذائيا مهما للطيور المهاجرة، صعوبة في بناء أصدافها في المحيطات التي أصبحت أكثر حمضية نتيجة امتصاصها المزيد من ثاني أكسيد الكربون، تتأثر الطيور بفقدان هذا المصدر الغذائي.
ومن دون الغذاء الكافي، تقلّ فرص الطيور في البقاء على قيد الحياة خلال الرحلات الشاقة أو التكاثر بنجاح، كما تتعرض الطيور لتهديدات متزايدة من الظواهر الجوية المتطرفة، كالرياح العنيفة والعواصف التي قد تؤدي إلى نفوقها.
ويعد التلوث الضوئي تهديدا كبيرا ومتزايدا للعديد من أنواع الطيور المهاجرة، ويسبب كل عام موت ملايين الطيور إذ يغير الأنماط الطبيعية للضوء والظلام في النظم البيئية.
ويمكن للتلوث الضوئي تغيير أنماط هجرة الطيور وسلوك البحث عن الطعام والتواصل الصوتي. فالطيور المهاجرة تنجذب بالضوء الاصطناعي ليلا، لا سيما عند وجود سحابة منخفضة أو ضباب أو مطر أو عند الطيران على ارتفاعات منخفضة.
وفي هذه الحالة يمكن أن ينتهي بها الأمر بالدوران في مناطق مضاءة تستنزف احتياطيات الطاقة لديها، فتتعرض لخطر الإرهاق والافتراس والاصطدام المميت بالمباني.
ويشكل التوسع الحضري والبيئات من صنع الإنسان أيضا تهديدات كبيرة لهذه الطيور، مما يؤدي إلى فقدان الموائل وزيادة مخاطر الاصطدامات المميتة بالمباني والزجاج.
ويقترح برنامج الأمم المتحدة للبيئة إنشاء مزيد من المناطق الصديقة للطيور، فإذا بدأت الطيور المهاجرة بالاختفاء فقد يؤثر ذلك على الزراعة والسلسلة الغذائية والنظام البيئي بأكمله.