لجريدة عمان:
2025-07-02@01:59:25 GMT

قريــات .. كنز طبيعي يخبئ أسرار البحر والجبل

تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT

قريــات .. كنز طبيعي يخبئ أسرار البحر والجبل

حبا الله سلطنة عمان موقعًا جغرافيًا مميزًا في الجزيرة العربية، اكتنز معه جمالًا طبيعيًا شكّل لوحة بانورامية بين البحر والجبل والسهل، فزخر كل موقع بمفردات من الجمال الطبيعي الفريد عبر امتداد مساحات جغرافية سلطنة عمان، فأينما يممت وجهك في أي منطقة من أرض عماننا الحبيبة تجد التنوع في الطبيعة والأجواء.

وتعد قريات إحدى الولايات الوديعة التي يحتضنها البحر من جهة، والجبال من جهات أخرى، لتشكل لوحة من الجمال الطبيعي، وتتميز بموقعها الجغرافي وتضاريسها المتباينة حيث تجمع بين سهول خصبة وشواطئ ممتدة وجبال شاهقة وأودية خصبة، وبمعالم بيئية رائعة الجمال، ولاية تقع على بعد 90 كيلومترًا جنوب العاصمة مسقط، تحدها من جهة الشمال ولاية مسقط، ومن الجنوب الشرقي ولاية صور، ومن الجنوب الغربي ولاية دماء والطائيين، ومن الشرق بحر عُمان، ويمكن الوصول إليها من مسقط عبر طريق ولاية العامرات ثم إلى طريق جبلي أخّاذ، وهي ذات تنوع في معالمها البيئية بين الجبال والأودية والأفلاج والكهوف والأخوار الطبيعية ذات القيمة السياحية العالية التي تمكّن الولاية من جعلها موقعًا للجذب السياحي ومحطة مهمة من محطات السياحة الرئيسية بين ولايات محافظة مسقط.

وتُعد الأخوار من المعالم البيئية ذات الأهمية السياحية بالولاية، نظرًا لما تتمتع به من مناظر طبيعية خلابة وكائنات حية مختلفة كالطيور بأنواعها المتعددة، وكذلك الأشجار البحرية المتنوعة كأشجار القرم، وأنواع من السرطانات والرخويات وغيرها من الكائنات الحية الأخرى، حيث تتوزع الأخوار في ولاية قريات في العديد من الأماكن على امتداد مساحات الولاية، مما يعطي المكان إطلالات رائعة ومشاهد ساحرة.

وشكّلت الأخوار جمالًا فريدًا للولاية، وقبل الانطلاق لاستكشاف أغوارها لا بد أن نعرف الخور، الذي يتكون من قناتي مد مفتوحتين بشكل دائم على البحر، تتوغلان في اليابسة مخترقتين الكثبان الرملية الساحلية، وبعضها محاطة بالجبال لتشكل قيمة مضافة من الجمال الطبيعي الخلاب، ويعد خور الخوير وخور الحاجر بولاية قريات من أشهر الأخوار في الولاية، إلى جانب خور الملح وبعض الأخوار الأخرى، وتعد هذه الأخوار من مفردات الطبيعة التي اكتنـزت الكثير من الجماليات الملهمة، ولكل واحد من هذه الأخوار ما يميزه عن الآخر في تكامل طبيعي فريد.

خور الخوير

يقع خور الخوير ما بين منطقة دغمر وضباب، إلى الجنوب من سهل قريات الساحلي، والزائر لهذا الخور يمكنه الدخول إليه عبر مسار أخاذ على ظهر قارب رحلة تمكّنه من الاستمتاع بجماليات الطبيعة البِكر إلى أعماق الخور، في تجربة يعيشها بين جماليات المكان المثالية في رحلة ستبقى خالدة في الذاكرة، والرحلة إلى داخل الخور، الذي يقع بين جبلين بارتفاع حوالي مائة متر عن سطح البحر، في امتداد طولي يصل إلى قرابة ألف متر، يشاهد أشجار القرم التي يصل ارتفاعها إلى حوالي عشرة أمتار، كما يستمتع بمشاهدة عدد من الطيور المهاجرة التي ترتاد المكان، كما يوجد به العديد من الأسماك الصغيرة والقشريات، ويقطع مجرى هذا الخور وادي (حاور) في حافة جبلية بعمق يزيد على مائة متر.

خور حاجر قريات

يعد خور حاجر قريات لوحة بانورامية من الجمال الطبيعي، يقع في منطقة حاجر قريات بالقرب من منطقة جزيرة الساحل ومنطقة الصلحة، محاذٍ للجبل، ويتميز بمنظره الرائع والخلاب، حيث إنه محاط في بعض جوانبه بأشجار القرم الطبيعية التي يصل ارتفاعها حوالي أربعة أمتار، وقد أعطت أشجار القرم الخور بعدًا تاريخيًا طبيعيًا دائم الخضرة، ويعد الخور بيئة ملائمة وآمنة لتكاثر أنواع من الأسماك الصغيرة والقشريات والرخويات، كما أن هذا الخور في فترات الشتاء يعد من الأماكن الجميلة التي تكون محطة استراحة لبعض أنواع الطيور المهاجرة من أوروبا وشرق آسيا.

قيمة بيئية عالية

وتُمثّل أشجار القرم والأشجار الأخرى قيمة بيئية عالية، ولها العديد من الفوائد البيئية الكبيرة، وتُسهم في حماية خط الساحل كما تحد من تآكل التربة، إلى كونها ملاذًا للكثير من الأسماك الصغيرة والقشريات والطيور، وتنتشر أشجار القرم في معظم الأخوار بالولاية على امتداد الشواطئ، وخاصة على مداخل بحيرات المد والجزر، وعلى المسطحات الطينية وحواف البحيرات الضحلة، والزائر لهذه الأخوار يشاهد وجود مساحات شاسعة من السبخات تغطي جوانب الأطراف الداخلية للأخوار، والتي كانت المياه تغطيها سابقًا قبل أن تنحسر عنها.

ملاذ للطيور

لا شك أن الأخوار التي تكتنزها ولاية قريات، وتمتد على جوانبها غابات أشجار القرم الكثيفة، تُعد ملاذًا آمنًا لوجود أنواع مختلفة من الطيور المهاجرة من أوروبا وشرق آسيا، ومنها الطيور المحلية، إلى جانب وجود الكائنات البحرية المتنوعة، ومن بين الطيور الموجودة طيور النحام الفلامنجو والنوارس وطائر الغاق وغيرها من الطيور البحرية.

قيمة سياحية واقتصادية

إن الأخوار في ولاية قريات تُمثّل مقومات ودعائم أساسية يمكن من خلالها استثمار هذه المواقع وتطويرها بالخدمات والمرافق التي يحتاجها السائح، لتصبح مواقع سياحية ذات قيمة جمالية وبيئية واقتصادية وسياحية مضافة، تستقطب المزيد من السياح ومحبي المغامرة والاستكشاف، وتعمل على تنشيط الحركة السياحية بالولاية، وبالتالي خلق مصادر دخل وفرص عمل جيدة للشباب العماني؛ لذلك، على القطاع الخاص ووزارة التراث والسياحة العمل بجد من أجل الإسراع في استثمار هذه الأخوار، في ظل تنامي السياحة الداخلية والخارجية التي تشهدها سلطنة عمان والعالم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من الجمال الطبیعی ولایة قریات أشجار القرم طبیعی ا

إقرأ أيضاً:

شاب تركي يفارق الحياة بسبب قرادة قاتلة

خاص 

فارق شاب تركي في بداية العقد الثالث من عمره الحياة بعد إصابته بفيروس “حمى القرم– الكونغو النزفية (CCHF)”، الذي يُنقل عبر حشرة القراد، في واقعة جديدة تسلّط الضوء على تصاعد الإصابات بهذا المرض القاتل في تركيا.

ووفق ما أوردته وسائل إعلام محلية، توفي الشاب “أوغور أويماز” (30 عامًا) داخل أحد مستشفيات ولاية سيفاس وسط البلاد، بعدما تدهورت حالته الصحية خلال أربعة أيام فقط من ظهور أولى الأعراض، رغم جهود الطواقم الطبية لإنقاذه.

وكان أويماز قد لاحظ وجود قرادة ملتصقة بجسده قبل أربعة أيام من وفاته، لكنه لم يسارع إلى زيارة المستشفى، ما أدى إلى تفاقم حالته بعد يومين، بحسب إفادات مقربين منه. ويرجّح الأطباء أن القرادة تسببت في إصابته بفيروس “حمى القرم– الكونغو النزفية”، وهو فيروس شديد الخطورة قد يؤدي إلى الوفاة في غضون أيام.

وتُعد هذه الحالة عاشر وفاة تسجلها ولاية سيفاس بالفيروس منذ مطلع العام الجاري، بينما ارتفع إجمالي الوفيات المرتبطة بلدغات القراد في مختلف أنحاء تركيا إلى نحو 20 وفاة.

وتتركّز معظم حالات الإصابة بالفيروس في المناطق الريفية من سيفاس، حيث يعيش المصابون عادةً بالقرب من المواشي أو يتعاملون معها بشكل مباشر، مما يسهل انتقال القراد إليهم.

وكانت سيفاس قد شهدت أيضًا، في مايو الماضي، وفاة طفل رضيع يبلغ من العمر عامًا ونصف، بعد أن التصقت قرادة برقبته وتسببت في نقل العدوى له.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن فيروس “حمى القرم– الكونغو النزفية” يتسبب في فاشيات حادة من الحمى النزفية، ويصل معدل الوفيات الناجمة عنه إلى 40%، وينتقل الفيروس إلى البشر عبر لدغات القراد أو ملامسة دم أو سوائل أشخاص أو حيوانات مصابة، فيما لا يوجد حتى اليوم أي لقاح معتمد للوقاية منه سواء للبشر أو للحيوانات.

ويُعد الفيروس متوطنًا في عدة مناطق حول العالم، منها دول في إفريقيا والبلقان والشرق الأوسط وآسيا الواقعة جنوب خط العرض 50 شمالًا، ما يجعل منه تهديدًا صحيًا مستمرًا في تلك المناطق، لا سيما خلال مواسم نشاط القراد.

مقالات مشابهة

  • كهوف “أبو مدافع” مقصد سياحي لمحبي الغوص وسط أسرار وعجائب البحر الأحمر
  • اجتماع بالغردقة لبحث تأثير المخلفات ومحطات المعالجة على الطيور المهاجرة
  • وداعًا يا مريم.. قصة الفراشة التي اختطفها البحر في تونس
  • فيديو..تحذير من نشاط غير طبيعي في عمق البحر المتوسط
  • شاب تركي يفارق الحياة بسبب قرادة قاتلة
  • دجاج الخور.. رجعناها إلى الوراء
  • هل غرقت في الأعماق؟.. قصة الطفلة مريم التي اختفت وسط البحر في تونس
  • 5 أحداث متوقعة.. ماذا يخبئ نتنياهو للمنطقة في أعقاب تأجيل محاكمته؟
  • المريخ يدشن أولى حصصه التدريبية من ملعب أم الطيور