بوابة الوفد:
2025-10-16@04:15:08 GMT

البقرة الألمانية

تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT

تدعى المانيا أنها جنة الأنسانية التى تتمتع بأرقى المعايير الاخلاقية و الحارس الأمين لمبادئ حقوق الإنسان وربة القانون الدولى التى تسهر على حماية المظلومين، لذا تنشر تقارير سنوية تنتقد فيها أوضاع الدول الأخرى وتفرض عليها قيودًا اقتصادية صارمة تتوافق مع أجندتها الخاصة لكن هذا التعالى الاجوف لم يعد له محل من الإعراب بعد اختبار الابادة الجماعية، فصدمة التأييد المطلق كشفت زيف هذه الادعاءات لاسيما بعد هرولة شولتز المذعور ثانى مسؤول غربى يصل إلى تل أبيب بعد الرئيس الرومانى مقدماً فروض الطاعة لكهنة صهيون، وفى هذا السياق زايدت وزيرة الخارجية  أنالينا بيربوك « بان إسرائيل تعيش هذه الأيام على وقع إرهاب همجى ومن حقها أن تدافع عن نفسها ضد هذا الإرهاب فى إطار القانون الدولي، وان ألمانيا تقف إلى جانب إسرائيل دون تردد».

يبدو أن هنالك جهدًا خارقًا يبذل من قبل مسؤولي  السياسة الخارجية لإثبات أنهم فى طليعة الداعمين لإسرائيل، فقد بدأ مبكرا عندما القت انجيلا ميركل خطبة وداع عصماء أمام الكنيست لإرساء مبدأ جديد بان دعم إسرائيل مصلحة عليا للدولة الألمانية!! ثم سار شولتز على دربها وترجم هذا التملق اللافت إلى سياسات وإجراءات خطيرة أهمها تجريم كافة رموز وأشكال التعاطف مع مأساة غزة ووصل لحد منع التظاهر الذى هو حق مقدس للألمان ثم فتح خزائن برلين ومخازنها العسكرية فى سابقة فريدة تخلت فيها عن سياستها الراسخة منذ نهاية الحرب العالمية بعدم التورط فى إرسال أسلحة لمناطق النزاعات الشائكة بل وتطوعت للعب دور الوسيط المنحاز لإقناع القاهرة بتهجير الفلسطينيين قسراً إلى أراضيها و إغرائها بحوافز مالية يسيل لها اللعاب وتمادت فى نفاقها المموج بعرض نشر قوات عسكرية  على الحدود اللبنانية لحماية تل أبيب من صورايخ حزب الله وسقطت ورقة التوت التى تستر عورتها الأخلاقية بامتناعها عن التصويت على القرار الدولى الذى يدعو إلى وقف إنسانى عاجل لإطلاق النار بالجمعية العامة. 

المثير فى الأمر أن الجالية اليهودية فى ألمانيا صغيرة الحجم مقارنة بأمريكا الشمالية وفرنسا وبريطانيا  مع ذلك كانت ردة فعل تلك الدول تتسم بقدر بسيط من الحياء السياسى مقارنة بتطرف برلين الفاجر الذى بدأ يتنامى منذ توقيع اتفاقية لوكسمبورج 1952 والتى ألزمت ألمانيا بدفع 3 مليارات مارك لإسرائيل باعتبارها الوريث الشرعى للضحايا، وكذلك دفع معاش شهرى لكل لليهود الناجين أينما كانوا إذا ثبت تعرضهم لمطاردة الحكم النازي، هذا الابتزاز المقيت أصبح مثارًا للتندر والسخرية فى الأوساط الشعبية يعرف « بحلب البقرة الألمانية». 

المؤكد أن عبء الهولوكوست يضغط بشدة على النخبة و يصيبها بالرعب مما يجعلها مقيدة غارقة فى بحر ظلمات الندم التاريخى لا تستطيع التحرر من عقدة الذنب بسبب موروث العار الوطنى. 

الأمة الألمانية أمة عظيمة لها مكانة مرموقة وتأثير كبير فى الحضارة الانسانية لا يليق بها التبعية و الانبطاح المهين خاصة وان الشخصية الألمانية تتميز بالكبرياء الوطنى لذلك تقع مسؤولية تاريخية على النخبة الحالية أن تعيد النظر فى مواقفها السياسية وتستمع إلى الشعار الشائع فى المسيرات  المؤيدة للحق الفلسطينى ببرلين «حرروا غزة من الذنب الألمانى».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ألمانيا لمبادئ حقوق الإنسان وربة القانون قوق الإنسان المعايير الاخلاقية

إقرأ أيضاً:

قمة شرم الشيخ.. ترامب يحول السياسة إلى عرض ستاند أب كوميدى عالمي

جمال ميلونى يخطف الانظار.. وستارمر محرج.. وسلام استعراضى مع ماكرون

 

فى قمة كان ييفترض أن تسجل فى التاريخ كمنعطف سياسى يفتح أبواب الأمل لسلام الشرق الأوسط، تحولت أجواء شرم الشيخ إلى ما يشبه مسرحا مفتوحا للكوميديا السياسية بطلُه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب. الرجل الذى لا يعرف البروتوكول طريقا دخل القاعة ومعه حقيبة كاملة من المواقف الساخرة والمحرجة والطريفة، لتتحول الجلسات من نقاشات جادة إلى عرض حى يختلط فيه الضحك بالدهشة والحرج.

منذ اللحظة الأولى، خطف ترامب الكاميرات بلقطة عفوية مع الرئيس عبد الفتاح السيسى. فقد مد السيسى يده لمصافحته، لكن ترامب كان منشغلا بالتصوير والعدسات، ثم جلس على الكرسى خلفه من دون أن ينتبه لليد الممدودة. وبعد دقائق، حاول ترامب مصافحة السيسى بينما كانا جالسين متجاورين، لكن السيسى هذه المرة هو من لم ينتبه، قبل أن يدرك الموقف بسرعة ويبتسم وهو يرد التحية. المشهد، الذى امتلأ بالحرج والضحك معا، كان افتتاحية العرض الكوميدى الذى سيستمر حتى نهاية القمة.

ولم يترك ترامب مؤتمر التوقيع على وقف إطلاق النار يمر من دون بصمته المعتادة. ففى لحظة وصفت بأنها «خارج النص»، وجّه مزحة لرئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلونى قائلا: «فى أمريكا لا يمكنك أن تقول إنها جميلة، لأن هذا قد ينهى مستقبلك السياسى، لكنها بالفعل سيدة جميلة». العبارة سرعان ما تصدرت العناوين، واشتعلت بها وسائل الإعلام، لتضيف لمسة جديدة من الجدل وسط أجواء يُفترض أنها رسمية.

المفاجآت لم تتوقف. فعندما وقف أمام القادة متسائلا يصوت مرتفع: «أين المملكة المتحدة؟ أين أصدقاؤنا؟»، وجد رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر نفسه مضطرا لرفع يده وسط الزحام ليشير إلى مكانه. دعاه ترامب للتقدم نحوه، ثم سأله بابتسامة: «هل كل شيء على ما يرام؟ من الجيد أنك هنا». لكن ما بدا كلمسة ودية تحول إلى موقف محرج، بعدما تجاهله ترامب فجأة وعاد لمتابعة خطابه، تاركا ستارمر واقفا فى العراء قبل أن يعود لمكانه مرتبكا.

وبينما ضحك الحضور من هذه المفارقات، تكررت عادة ترامب الشهيرة فى المصافحة، وهذه المرة مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون. فقد أمسك ترامب بيد ماكرون لفترة أطول من اللازم، ثم ضغط عليها بقوة أمام عدسات الكاميرات، بينما بدا على الرئيس الفرنسى مزيج من الاستغراب والانزعاج. وكأن ترامب يبعث رسالة مفادها أن حتى المصافحة معه لا تخلو من استعراض للقوة.

أما الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، فقد كان بطل اللحظة التالية من الكوميديا الترامبية. خلال التقاط صورة جماعية، أشار ترامب إليه ضاحكا وهو يقول: «كثير جدا من النقود.. نقود بلا حدود لا تنتهي!» لتعلو الضحكات من حولهما، ويرد الشيخ منصور بابتسامة ودية، لكن الجملة ظلت عالقة كواحدة من أكثر اللحظات إثارة للجدل فى القمة.

وفى زاوية أخرى، رصدت الكاميرات حوار جانبيا طريفا جمع ترامب بالرئيس الإندونيسى برابوو سوبيانتو. التقطت الميكروفونات صوت سوبيانتو وهو يقول مبتسما «هل يمكن أن أقابل إريك؟» فى إشارة إلى نجل ترامب. فرد الرئيس الأمريكى ضاحكا: «سأطلب من إريك الاتصال بك.. إنه شاب طيب». ثم تبادل الاثنان جملة متكررة بشكل كوميدي: «سوف تبحث عن مكان أفضل»، «سأطلب من إريك الاتصال بك». الميكروفون التقط كل شيء، وسرعان ما تحولت الدردشة العفوية إلى مادة دسمة لوسائل الإعلام التى وصفتها بأنها «لحظة محرجة بطابع هزلي».

ولم يسلم رئيس وزراء كندا مارك كارنى من نكات ترامب. ففى أثناء حديث جانبى بعد إعلان وقف إطلاق النار، ناداه ترامب بلقب «سيادة الرئيس». فابتسم كارنى وقال مازحا: «سعيد أنك رقيتنى إلى منصب الرئيس». ليجيب ترامب بسرعة: «على الأقل لم أقل الملك!» لتنفجر الضحكات فى القاعة. لكن السخرية لم تتوقف عند هذا الحد، إذ توجه ترامب لاحقا إلى ذكر جاستن ترودو، الذى ترك منصبه قبل شهور، ساخرًا من مواقفه القديمة معه، وهو ما أشعل موجة من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعى.

ولعل أكثر المواقف تداولًا على الإنترنت كانت اللقطة التى جمعت بين الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ورئيسة الوزراء الإيطالية ميلونى، حين صافحها بحرارة قائلًا: «رأيتك وأنت تنزلين من الطائرة. كنت تبدين رائعة، لكن عليك أن تتوقفى عن التدخين». العبارة بدت ودية لكنها فتحت الباب لسيل من التعليقات الساخرة، خاصة أنها جاءت بعد دقائق من تعليق ترامب عن جمال ميلونى.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعيد فتح معبر رفح الفلسطينى.. والسلطة تستعد لتشغيله
  • ده ابننا!
  • التحفظ هو الرد!
  • قمة شرم الشيخ.. ترامب يحول السياسة إلى عرض ستاند أب كوميدى عالمي
  • السيناريو الذى فشل فى سيناء قبل غَزة!
  • جهد كبير
  • تخريج دفعة جديدة في الجامعة الألمانية بالقاهرة 2025
  • مصر تصنع السلام
  • محامى المتهم فى قضية قهوة أسوان يقدم فيديو جديد للواقعة إلى المحكمة
  • «من حق الشعب أن يفرح».. المنظمة المصرية الألمانية تحتفي بشهر الإنجازات المصرية