فانوس سحري للأمهات.. طريقة «مارينا» للعلاج بالفن وتبسيط المناهج بالقماش
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
لم تكتفِ مارينا فايز بتصميم الكتب التفاعلية والألعاب للأطفال بالقماش حفاظاً على صحتهم، بل طورت من أدائها بالدراسة في جامعة عين شمس والحصول على دبلوم، حتى تستطيع دمج عملها كأخصائي علاج بالفن مع منهج المونتيسوري، لفهم المشاعر السلبية للطفل، سواء قلق أو خوف أو غضب وتذمر، من خلال دراستها لتقديم حلول له ومساعدته في التخلص من أي مشكلة تقابله، مؤكدة أن الكتب التي تصممها تشمل الأطفال الأصحاء وذوي الاحتياجات الخاصة، وأيضاً هناك أنشطة تشمل الكبار لمساعدتهم في حل مشكلاتهم.
تهتم «مارينا» باستخدام مواد آمنة وصديقة للبيئة للحفاظ على صحة الطفل، خاصة الرضع الذين يضعون كل ما يقابلهم في فمهم، وتلك كانت مشكلة معظم الأمهات اللاتي يرفضن شراء ألعاب للطفل في سن صغيرة حتى لا تصيبه بميكروب، ولكن استطاعت «مارينا» حل هذه المشكلة وتصميم ألعاب تناسب الصغار من عمر يوم ومجسمات بألوان مختلفة.
«تميزت بالقصص المصورة للأطفال، والورقية بدأت أجسمها بصور متحركة مع الألعاب عشان تخدم الأولاد في دراستهم كمان»، مشيرة إلى أنها حاولت تبسيط مناهج كثيرة مثل اللغة الإنجليزية والعربية كبدايات لتأسيس الطفل بالألعاب: «كمان بعمل ورش للأطفال علشان أعلمهم شغل الهاند ميد».
تحكي أنها تُعلِّم الطفل التعبير عن نفسه من خلال قصة أو تمثيل أو مسرحية أو سيكودراما أو مسرح عرائس ورسومات بالأصابع ومحاكاة: «بسيبه كمان يعبّر عن نفسه بالرسم والموسيقى، والأعمال والمنتجات اليدوية، وبدأت أدمج العلاج بالفن بالمونتيسوري».
تُعلم الأطفال أيضاً من خلال ورشها كيفية التعبير عن مشاعرهم وتكوين شخصيته واختيار صديق جيد وتعزيز الثقة بالنفس: «وإزاي يخرّج اللا شعور ويعرف ذاته من خلال عمل فني ورسومات وبعدين نبدأ نحللها ونساعده».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تعليم الأطفال مونتيسوري من خلال
إقرأ أيضاً:
مناهج التعليم بين الواقع والتاريخ (نحن والآخر).
فجوة الواقع مع اللغة والمناهج التعليمية لدينا تمتل فجوة الإنسان بين تاريخه والزمن الذي يعيش فيه.
في التعليم العربي يدرس الطالب أمجاد صلاح الدين وبطولات خالد ابن الوليد لكنه عندما يخرج في الشارع فإنه يرى الملك السارق والخانع والرئيس المنبطح والشيخ المدلس.. تناقض بين التاريخ والواقع.
تتحدث المناهج عن الشورى والديمقراطية فيجد الطالب في الواقع الحاكم المزمن الذي لا يتغير.
هذا لا يحدث في تعليم الغرب لأن التلميذ يدرس لأبطال الموسيقى الجاز والروك والرياضين الذين يجدهم في الشارع أمامه.
وهذا أيضا ينطبق على بعض دروس اللغة، فالتلميذ الذي يدرس الشعر العربي يحفظ التلميذ (مُكِرٍ، مفر، مقبل، مدبر معاً كجلمود صخر حطه السيل من علِ)، لكن التلميذ لا يعرف ولا يجد في الشارع كلمات مثل: مكر. مفر. جلمود.
اللغة مهمة وجزء من هوية شاملة ولكن طريقة تدريسها بالشكل الحالي أدى إلى فقدانها.
فمن منا اليوم يجيد اللغة العربية وهي لغة ديننا الحنيف ( لغة القرآن الكريم ) بسبب تأخر المناهج وصعوبتها.
التلميذ في ألمانيا يدرس تاريخ المرسيدس والفرنسي تاريخ البيجو والأمريكي تاريخ الفورد والكاتربيلير.. ويجدها أمام بيته ويركبها في الوصول للمدرسة.
بينما التلميذ العربي يقرأ (الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم) لكنه يجد أمام بيته سيارة تويوتا وأخرى هونداي ولا يقرأ تاريخها في المدرسة.
ويدخل إلى الأسواق يجد أنواع عديدة من الجبن والشكولاتة لا يتعلم صناعتها وأسمائها في المدارس.
بل يدرس لغة منفصلة عن الواقع، العشرات والمئات من الكلمات التي لم تعد متداولة اليوم والتاريخ الذي لا يجده التلميذ في الحياة حوله، لذلك الفجوة بين الواقع والتاريخ اليوم هي العمر الذي يفصلنا عن مواكبتنا للعصر خاصة بعد تجدد المناهج في العالم من الذكاء الاصطناعي والروبوت والبيانات الضخمة والتجارة الإلكترونية.. وغيرها من مظاهر حياة يومية لا يجدها التلميذ في المنهج الذي يدرسه اليوم.
وما لم نردم هذه الفجوة بمناهج حديثة سنظل كمن يطيل النظر إلى الماضي ولكنه ينسى المستقبل ويهين الحاضر.
ليس المطلوب إلغاء دراسة صلاح الدين أو عمر بن الخطاب، بل تحويل دراستهم من بطولات مجردة تُحفظ إلى دروس في القيادة، وإدارة الدولة، والعدل الاجتماعي، والابتكار العسكري والإداري في زمانهم.
إن سد الفجوة بين مناهج التعليم والواقع ليس ترفاً فكرياً، بل هو شرطٌ أساسيٌّ للبقاء والمنافسة في عالمٍ يتسارع بلا هوادة.
ولذلك وجب اليوم تطوير المناهج وربط التعليم بالواقع وتطبيق مهارات القرن الواحد والعشرين وإصلاح مناهج التاريخ بدل التمجيد إلى الانتماء الفاعل وتقييم المناهج بانتظام لضمان أنها تتوافق مع احتياجات المجتمع.
الأجيال القادمة لا تحتاج أن تعيش في متحفٍ من الماضي المجيد، بل تحتاج إلى جذورٍ راسخةٍ في تراثها تُغذيها،
وأجنحةً قويةً من المعرفة والمهارات المعاصرة تحلق بها نحو آفاق المستقبل.
آن الأوان لأن نقدم لتلاميذنا تاريخاً يتنفس في حاضرهم، ولغةً تتحدث عن عالمهم، ومعرفةً تمكنهم من تشكيل غدهم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.