احتشد النازحون في عبي عدي بوسط تيغراي للمطالبة بالعودة إلى الوطن، وإيصال المساعدات الإنسانية والتنفيذ الكامل لاتفاق بريتوريا.

 وتجمع المتظاهرون، بينهم نساء وأطفال، في البلدة التي تبعد نحو ٩٠ كيلومترا عن العاصمة ميكيلي، وتضمنت دعواتهم انسحاب "القوات الغازية" واحترام الحدود الدستورية.

 أعرب آلاف النازحين داخليًا عن حاجتهم الملحة لوصول المساعدات الإنسانية، مؤكدين على المخاطر التي يواجهونها بسبب الجوع في تيغراي وتعليق المساعدات من المنظمات الإنسانية.

 

ولفت المتظاهرون الانتباه، إلى وضعهم اليائس رافعين لافتات كتب على إحداها: "نحن نهلك بلا حرب".

 ويأتي ذلك بعد مسيرة مماثلة في العاصمة ميكيلي، يوم الأربعاء الماضي، حيث دعا النازحون أيضًا إلى العودة إلى وطنهم، وتنفيذ اتفاق السلام، وانسحاب القوات غير التابعة لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية من تيغراي. 


وفي نداء إلى المنظمات الإنسانية، يطلب النازحون بشكل عاجل التسليم الفوري للمساعدات الغذائية، مشيرين إلى تفاقم المعاناة بسبب المجاعة الشديدة. 

كما يطالب النازحون بالمحاسبة على الجرائم المرتكبة ضدهم، مشددين على ضرورة معالجة وتصحيح الظلم الذي تعرضوا له.

 أثناء توجههم إلى مكتب الرئيس، يُسمع النازحون أصواتهم. 

وفي حديثه إلى النازحين، أكد رئيس إدارة تيغراي المؤقتة، غيتاشيو ردا، أن معالجة قضية النازحين هي أولوية قصوى، متعهدًا ببذل قصارى جهد الإدارة لتسهيل عودة النازحين إلى ديارهم. 

وترددت مشاعر مماثلة في المظاهرات الأخيرة التي جرت قبل يومين في أجزاء مختلفة من تيغراي، بما في ذلك مدينة شيري، مما سلط الضوء على الدعوات الموحدة للعمل والتغيير.

مظاهرات في تيغراي الاثيوبية مظاهرات في تيغراي الاثيوبية مظاهرات في تيغراي الاثيوبية مظاهرات في تيغراي الاثيوبية مظاهرات في تيغراي الاثيوبية مظاهرات في تيغراي الاثيوبية 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بريتوريا تيغراي

إقرأ أيضاً:

النازحون بغزة يواجهون "بيرون" بلا مآوٍ

غزة - خاص صفا

بين ركام المنازل المدمّرة، وفي خيام لا تقاوم الرياح، يواجه نازحو قطاع غزة كارثة إنسانية متجددة مع اجتياح العاصفة بيرون للمنطقة، لتضيف إلى نكبتهم فصولًا جديدة من الألم والمعاناة.

وسجلت الليلة الماضية مشاهد مأساوية لخيام اقتلعتها الرياح، وأخرى أغرقتها الأمطار.

فالعائلات النازحة هرعت لتثبيت الخيام بأيديها، لكنها لم تصمد.

"فقدنا خيمتنا كما فقدنا بيتنا، غرقت بطانيتنا وفراشنا وبقينا بالشارع دون غطاء أو ستر"، تقول أم لؤي قرقز، نازحة من جباليا لمناطق غرب غزة.

فلا طعام كافٍ، ولا ملابس تقي الصغار من البرد، ولا وقود لتشغيل مدافئ صغيرة. الخبز بات رفاهية، والبطانية كنز، فالطين يُغرق برماله المتحركة الأطفال، والمياه تتسرب إلى الخيام، والهواء البارد يتسلل إلى صدور الرضع وكبار السن. ومراكز الإيواء عاجزة، والعيادات تفتقر لأبسط العلاجات، بينما الحالات التنفسية في تصاعد.

وتضيف قرقز: "لم ننم طوال الليل ونحن نحاول تثبيت الخيمة في وجه الريح والسيول، ولكن كل المحاولات باتت بلا جدوى، فأقمشتها تأكلت مع شتاءٍ ثالث تقاوم فيه أحوال الطقس كما نقاوم البرد والمطر".

تتابع في حديثها لوكالة "صفا"، "ما يحدث يفوق حد التصور، غرقنا بالطين ولم تصمد الخيام مع أول نسمة بالعاصفة فكيف حينما تدخل العاصفة ذروتها وتششتد قوة الأمطار والرياح؟".

وتردف حديثها، "الجميع يرى مأساتنا دون أن يحرك ساكناً، يأخذون دور المتفرج على غرقنا بالمطر كما حدث من قبل وغرقنا بدمنا دون أن تهتز مشاعرهم لما يحدث لنا".

وتتساءل قرقز، "إلى متى سيبقى حالنا هكذا؟، ألن يضغط الوسطاء على الاحتلال لإدخال الكرفانات ومواد الإغاثة للنجاة بحياة صغارنا؟، هل بات ما يحدث لنا مسلسل درامي ينتظرون حلقاته للتفريغ عن أنفسهم؟".

في طرف القطاع الآخر وبأقصى جنوبه حيث مواصي المدينة الأكثر اكتظاظا بالنازحين يركض الجميع يبحث عن منطقة لم تغرق بعد بالوحل والفيضانات ولكن دون جدوى فهشاشة التربة وانعدام الصرف الصحي وتهالك البنية التحتية جعل من تسرب مياه الأمطار إلى خيام النازحين أمرٌ حتمي عدا عن ارتفاع منسوب مياه البحر والتي تهدد بالاطباق على أنفاس قاطني مواصي خانيونس واغراقهم مع وصول العاصفة "بايرن"، ذروتها خلال الساعات القادمة.

"ما إن سمعنا عن دخول منخفض جوي حتى أخذنا بالاستعداد لتفادي الغرق ولكن دون جدوى، فالمنطقة مفتوحة أمام حركة السيول والفيضانات والخيام مهترئة لم تصمد أمام هبات الرياح ومياه الأمطار"، يقول محمد قرموط.

يضيف قرموط في حديثه لوكالة "صفا"، "الجميع يحذر من خطر المنخفض والعاصفة القادمة ويدعو لأخذ الحيطة ماذا يمكن لنا كقاطني خيام أن نفعل لتجنب العرق واقتلاع خيامنا؟ ما دور أولئك الذين ينادون بالثبات خلف الشاشات؟، هل أصبح التضامن مع الغارقين في غزة شعارات فقط؟".

ويتابع، "لا ندري ما سيحدث بعد كل ما حدث ويقولون بأن العاصفة لم تدخل مرحلة الذروة، بهذا الحال بقينا وصغارنا في الشارع ننتظر الموت بردا وغرقا، بعدما نجونا من الموت برصاص الاحتلال".

ويناشد قرموط بضرورة التدخل الفوري للضغط على الاحتلال وإدخال الكرفانات ومواد الإغاثة من شوادر وخيام صالحة للعيش لمنع حدوث كوارث أخرى في المنخفضات القادمة.

وبالرغم من حجم الكارثة المدوي، لا تزال الاستجابة الدولية خجولة، صرخات الإغاثة تعلو ولا مجيب، والسكان يسألون: "هل كُتب علينا أن نُحاصر في الحرب، وفي الشتاء، وفي العراء؟".

مقالات مشابهة

  • خبراء في الشؤون الأفريقية لـ«الاتحاد»: تدهور خطير للأوضاع الإنسانية في السودان
  • “يونيسف” تحذر من تفشي الأمراض بين أطفال غزة وتدعو لتكثيف المساعدات الإنسانية
  • غوتيريش والصفدي يبحثان دعم الأونروا في ظل الكارثة الإنسانية بغزة
  • الأمم المتحدة: قيود إدخال المساعدات تفاقم معاناة النازحين في غزة
  • فيديو - مآسي القطاع تتواصل.. أمطار غزيرة تجتاح شوارع غزة وتقتلع خيام النازحين
  • “قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها
  • تفاقم معاناة النازحين في غزة جراء اشتداد المنخفض الجوي
  • الأمطار تغرق خيام النازحين في غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية
  • 300 ألف أسرة متضررة.. منخفض جوي يفاقم الكارثة الإنسانية بغزة
  • النازحون بغزة يواجهون "بيرون" بلا مآوٍ