جولد بيليون: 2.2% تراجعًا في سعر أونصة الذهب منذ بداية 2024
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
سجل سعر أونصة الذهب عالميا انخفاضا للأسبوع الثاني على التوالي في ظل استمرار عدم اليقين المتعلق بمستقبل الفائدة الأمريكية بعد صدور عدد من البيانات الأمريكية التي تدل على استمرار مرونة الاقتصاد الأمريكي على الرغم من تراجع معدلات التضخم.
انخفض سعر الذهب الفوري خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.5% ليسجل أدنى مستوى عند 2009 دولار للأونصة ويغلق تداولات الأسبوع عند المستوى 2018 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد انخفاض الذهب الأسبوع السابق بنسبة 1%.
ورصد تحليل جولد بيليون، انخفاض سعر الذهب عالميًا بنسبة 2.2% في طريقه إلى انهاء تداولات شهر يناير على انخفاض وذلك بعد 3 أشهر من المكاسب، يأتي هذا بالتزامن مع تقلص توقعات الأسواق بشأن خفض الفائدة الأمريكية في وقت مبكر من هذا العام.
البيانات الأمريكية التي صدرت هذا الأسبوع عن الاقتصاد الأمريكي أظهرت نمو الاقتصاد الأمريكي في الربع الرابع بأعلى من المتوقع بنسبة 3.3% بينما كانت التوقعات تشير إلى نمو بنسبة 2.0%، وكان الاقتصاد الأمريكي قد سجل نمو في الربع الثالث بنسبة 4.9%.
واوضحت البيانات الأمريكية أن الاقتصاد الأمريكي نما بشكل أسرع من المتوقع في الربع الرابع مع انحسار الضغوط التضخمية وسط إنفاق استهلاكي قوي، مما يشير إلى أن الاقتصاد بدأ عام 2024 بشكل قوي.
وأظهر تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري ارتفاع بنسبة 2.9٪ على المستوى السنوي خلال شهر ديسمبر. وكانت التوقعات إلى زيادة بنسبة 3.0٪ وكانت القراءة السابقة مرتفعة بنسبة 3.2٪ في نوفمبر، وبذلك يكون انخفض التضخم السنوي إلى أدنى مستوى له منذ فبراير 2021.
التوقعات تشير إن انخفاض التضخم إلى أقل من 3% يمنح الاحتياطي الفيدرالي مجالاً لخفض أسعار الفائدة. ولكن مع إظهار الاقتصاد الأمريكي مرونة قوية فإن تهديد التضخم لم ينحسر بعد.
رهانات الأسواق بشأن خفض الفائدة ربع نقطة مئوية خلال شهر مارس تراجعت إلى 46% بعد أن كانت 70% منذ أكثر من أسبوع، الأمر الذي يدل على تغير توقعات الأسواق بشكل كبير بعد البيانات الاقتصادية الأمريكية الأفضل من المتوقع، والتي جاءت لتؤكد وجهة نظر أعضاء البنك الفيدرالي أن الوقت لم يحن بعد لخفض الفائدة.
وساهمت هذه التغيرات في البيانات الاقتصادية وتوقعات أعضاء الفيدرالي في دفع الذهب إلى التراجع خلال الأسبوعين الماضيين، حيث يحقق الذهب استفادة من انخفاض الفائدة الأمريكية وخروج الاستثمارات من أسواق السندات والبنوك لصالح الذهب.
من جهة أخرى استفاد الدولار الأمريكي من هذه الأوضاع ليرتفع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.3% مسجلا ارتفاع للأسبوع الثاني على التوالي ليساهم في دفع أسعار الذهب إلى الهبوط بسبب العلاقة العكسية التي تربط بينهما.
وتنتظر الأسواق الأسبوع القادم اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأول لهذا العام، وسط توقعات متزايدة أن البنك سيبقي على أسعار الفائدة وعلى سياسته النقدية دون تغيير، ولكن اهتمام الأسواق سينصب على أية تلميحات من قبل البنك على مستقبل أسعار الفائدة وأي إشارة من شأنها أن تساعد الأسواق على توقع موعد البدء في خفض الفائدة.
ويصدر الأسبوع القادم بيانات تقرير الوظائف عن الاقتصاد الأمريكي وهي البيانات الأهم بالنسبة للسوق وللبنك الفيدرالي، خاصة أن البيانات الأخيرة أظهرت استمرار قوة قطاع العمالة بما يوفر مرونة للاقتصاد الأمريكي وتخوف من إمكانية توليد تضخم، وهو ما يدفع الفيدرالي إلى تأجيل قرار رفع الفائدة.
وتسببت هذه العوامل في زيادة الضغط السلبي على الذهب خلال الفترة الأخيرة ودفعته إلى تسجيل أداء سلبي خلال شهر يناير، على عكس الأداء التاريخي الإيجابي للذهب بداية كل عام.
ولكن عند النظر إلى أداء الذهب بشكل عام نجد أنه لا يزال يتمتع بالدعم في الأسواق، فللأسبوع التاسع على التوالي يتداول الذهب وفق المستوى 2000 دولار للأونصة والذي يتعبره البعض حد فاصل من الصعود والهبوك في حركة الذهب.
الدعم يأتي للمعدن النفيس من التوترات الجيوسياسية الحالية من الاشتباكات في البحر الأحمر واستمرار الحرب في غزة، إلى جانب الطلب المستمر على الذهب الفعلي من جانب البنوك المركزية العالمية.
لجنة تداول السلع الآجلة (COT) تظهر انخفاض في كل من عقود شراء وبيع الذهب
أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 23 يناير، حيث انخفضت عقود شراء الذهب بمقدار 19466 عقد مقارنة مع التقرير السابق، كما انخفضت عقود بيع الذهب بمقدار 24374 عقد مقارنة مع التقرير السابق.
البيانات المتأخرة الصادرة عن تقرير لجنة تداول السلع الآجلة (COT) تظهر انخفاض في عقود شراء وبيع الذهب مما يعني عدم يقين الأسواق في أوضاع الاستثمار في الذهب حالياً، يأتي هذا بسبب عدم الاستقرار في توقعات الأسواق بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية وهو ما ينعكس على الطلب الغير واضح على الذهب.
سعر الأونصة العالمية يغلق تداولات الأسبوع الماضي على انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي بسبب تزايد التوقعات أن قرار خفض الفائدة الأمريكية سيتم تأجيله حتى النصف الثاني من العام، ليستمر الذهب في التذبذب ضمن نطاقات محددة من التداول خلال الفترة الماضية، بينما تنتظر الأسواق الأسبوع القادم اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي.
لليوم الرابع على التوالي يغيب التسعير عن أسواق الذهب المحلي بسبب التوترات الحالية في الصاغة والتي تمنع التجار من وضع أسعار أو توفير الخام للمحلات والمصنعين مما يسبب امتناع عدد من المحالات عن البيع والشراء بسبب عدم وجود سعر محدد للتنفيذ.
انخفض سعر الأونصة العالمية خلال الأسبوع الماضي ولكنه استقر فوق مستوى الدعم 2015 دولار للأونصة ليستمر في التذبذب بين هذا المستوى و 2035 دولار للأونصة حيث تنتظر الأسواق حافز مناسب للخروج من هذه المنطقة.
وكسر مستوى الدعم 2015 دولار للأونصة لأسفل يدفع السعر إلى اختبار المستوى 2000 دولار للأونصة، بينما اختراق منطقة المقاومة 2030 – 2035 دولار يدفع السعر إلى المستوى 2050 ومن بعده المستوى 2065 دولار للأونصة.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
الذهب يشتعل! أعلى قفزة منذ شهر وسط تصاعد التوترات العالمية
تزايد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين، وتراجع آمال وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، يرفعان الطلب على الذهب، ويدفعان أسعار النفط للصعود وسط قلق الأسواق من المخاطر الجيوسياسية.
ارتفعت أسعار الذهب والنفط بشكل حاد مع بداية الأسبوع، مدفوعة بعودة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتراجع احتمالات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا بعد فشل محادثات السلام في إسطنبول، والتي انتهت بعد ساعة فقط من انطلاقها، عقب هجوم أوكراني واسع بالطائرات المسيّرة على قاذفات روسية نووية.
وتجاوز سعر أونصة الذهب مستوى 3.375 دولارًا مسجلًا ارتفاعًا يوميًا بنسبة %2.65، وهو أقوى صعود له منذ شهر، بينما ارتفع سعر برميل نفط برنت إلى 65.00 دولارًا بنسبة %3.35.
اقرأ أيضاالأمن التركي يعثر على جثة مجهولة الهوية
الإثنين 02 يونيو 2025قلق متزايد في الأسواق العالمية
رفضت الصين اتهامات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانتهاك اتفاق جنيف التجاري، واتهمت بدورها واشنطن بعدم الالتزام ببنود الاتفاق، ما يشير إلى تعثر المفاوضات بين أكبر اقتصادين في العالم. وزادت واشنطن التوترات بفرض قيود جديدة على تصدير التكنولوجيا إلى الصين وتشديد منح التأشيرات للطلبة الصينيين، كما أعلن ترامب عزمه رفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب إلى %50، ما صدم الأسواق العالمية.