صدى البلد:
2025-12-10@13:15:06 GMT

نجاة عبد الرحمن تكتب: لماذا 25 يناير؟ !

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

لماذا 25 يناير؟ !  قبل الإجابة على هذا السؤال يحتم علينا الحديث اولاً حول يوم 25 يناير عام 1952، ذلك اليوم الذي شهد اعظم بطولة للرجال البواسل بمركز شرطة البستان بمحافظة الإسماعيلية عندما رفضوا تسليم سلاحهم و مبنى القسم والمحافظة للاحتلال البريطاني، وكان من بين الضباط؛ النقيب حينئذٍ صلاح احمد مراد ذو الفقار، و اللواء الراحل مصطفى رفعت، قائد الشرطة حينذاك في ملحمة الإسماعيلية التي جرت أحداثها يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952، بضلوع القوات الإنجليزية بمحاصرة المبنى وبدء التفاوض مع القائد الإنجليزي «إكسهام» الذي طلب منهما الانسحاب وإنزال العلم المصري، وقوبل طلبه بالرفض، لتبدأ معركة شرسة بين قوات مصرية ببنادق بدائية وأخرى انجليزية مسلحة بأسلحة حديثة، لمدة 9 ساعات، وسقط خلالها قرابة 60 شهيدا من الشرطة، وأُصيب مئات آخرون، كان عدد الجنود المصريين لا يزيد عن 800 جندي في الثكنات و80 جندي داخل مبني القسم والمحافظة لا يتعدي تسليحهم البنادق القديمة، صمد رجال الشرطة في تلك المعركة وقاوموا ببسالة حتي نفذت ذخيرتهم .


 

وبعد انهيار جدران القسم والمحافظة طلب الجنرال" أكسهام " من الجنود والضباط الخروج من القسم رافعي الأيدي مستسلمين ألا أنهم رفضوا وقرروا المقاومة لآخر قطرة دماء وصنعوا بشجاعتهم ملحمة فداء ووطنية في حب مصر، و كان لتك المعركة الشرسة الفضل في القيام بثورة 23 يوليو من نفس العام بقيادة الضباط الأحرار.


و لكن مع بداية تقدم مصر وانتصارها وتحرير كامل أراضيها ظلت دول الأعداء تحاول النيل منها و تم إقرار عدة مخططات والبدء في تنفيذها على عدة مراحل تستهدف هدم أعمدة الدولة التي ترتكز عليها السلطة و التي تتمثل في هدم " الشرطة، الجيش، القضاء، التعليم، المؤسسة الدينية، الاقتصاد، الإعلام " و سبق و شرحت أيديولوجية الهدم في عدة مقالات سابقة حملت عنوان " من طرف خفي "، و تم وضع مدى زمني لتنفيذ مراحل خُطَّة الهدم، و تم اختيار يوم 25 يناير عام 2011 ليكون الشرارة الأولي لبدء الهدم، و لكن بفضل جيشنا المصري العظيم الذي كان متيقظا لكل ما يحاك ضد أرضنا استطاعت مصر وأد تلك المخططات و وقف إقرار مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي وصعه برنارد لويس، الذي اقره الكونجرس الأمريكي في جَلسة سرية رسمية عام 1983 على أن يتم البدء في تنفيذه خلال مدى زمني يستغرق عشرون عاما، وبدأت محاولات تنفيذ السيناريو بالمطالبات بضرورة إنشاء منظمات حقوق الإنسان في مصر عام 1981 أي بعد نصر أكتوبر بستة سنوات واتفاقية كامب دافيد بأقل من عامين اثنين و بالمواكبة مع عرض المستشرق اليهودي برناد لويس لمشروعه الذى بدائه من وحى تصريحات مستشار الأمن القومى الأمريكي برجنسكى عقب اتفاقية كامب دافيد بعدة اشهر عام ١٩٨٠ و فى ظل اشتعال العراقية الإيرانية، صدرت تصريحاته التي أكد فيها أن المعضلة التي ستعانى منها الولايات المتحدة الأمريكية منذ الآن هي كيفية تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الحرب الخليجية الأولى التي حدثت بين العراق وإيران، واستنزفت مقدرات الشعب العراقى، تستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود سايكس بيكو، وعقب إطلاق هذا التصريح- وبتكليف من البنتاجون- بدأ المستشرق البريطاني اليهودي «برنارد لويس» عام ١٩٨١ بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعًا كل على حدة، ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول الشمال الإفريقي. وغيرها، وتفتيت كل منها إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، وقد أرفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تحت إشرافه تشمل جميع الدول العربية والإسلامية المرشحة للتفتيت بوحي من مضمون تصريح «بريجنسكى» مستشار الأمن القومى. ، و بدأت الإدارة الأمريكية في ابتكار ما يسمى بحقوق الإنسان وتم استقطاب بعض العملاء المصريين لهم وأوعزوا لهم بضرورة تأسيس اول منظمة لحقوق الإنسان وتم تشكيلها بشكل سرى غير معلن حيث بدأت في تونس لتكون النواة الأولي نحو الانطلاق لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي أحبطته مصر و تم القضاء عليه بقيام ثورة 30 يونيه عام 2013.

و للإجابة على السؤال الذي طرحته في بداية المقال، لماذا 25 يناير؟ ! 
الإجابة هي العمل على محو تاريخ البطولات المصرية واستبدال ذلك التاريخ بأحداث أخرى ترتبط بتواريخ ومناسبات وطنية لصنع تاريخ يناسب طبيعة المخطط لمحو الهوية المصرية وتفريغ انتصاراتها من مضمونها. 
حفظ الله مصر أرضا و جيشا وشعبا

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

سالي عاطف تكتب: حكاية القرن الإفريقي بين الجفاف والهجرة والنزاعات

في القرن الإفريقي، لم يعد تغيّر المناخ مجرد مصطلح بيئي يُتداول في المؤتمرات بل يتحوّل الطقس إلى قدر، ويصبح المطر حدثًا سياسيًا، والجفاف لحظة تُغيّر شكل العائلات والحدود والاقتصادات. المنطقة من الصومال لإثيوبيا وكينيا وجيبوتي تعيش واحدة من أكثر قصص المناخ قسوة في العالم. وفق تقديرات وتحليلات إقليمية ودولية، الملايين في هذه الدول يواجهون أمنًا غذائياً متدهورًا ونزوحاً متكرراً مرتبطاً بالمناخ والصراع.  

ففي الصومال اصبح الماء سبب النجاة وسبب الهجرة حيث تتتابع سنوات الجفاف كأنها فصول في رواية حزينة لا تنتهي. الأراضي الزراعية تضعف، الماشية تموت، والقرى تتآكل. ومع كل موسم جفاف، ينزح آلاف السكان من القرى إلى المدن بحثًا عن ماء أو فرصة عمل أو حتى مخيم يضمن الحد الأدنى من الحياة. في 2024 سجّل الشركاء الإنسانيون نحو حوالي 555,000 حالة نزوح داخلي خلال العام (نصفها تقريبًا نتيجة للصراع والفيضانات أيضاً)، بينما خلال منتصف 2025 أفادت تقارير أن حوالي 4.6 مليون شخص في حالات انعدام أمني غذائي في فترات ذروة الجوع. الضغوط هذه دفعت موجات نزوح كبيرة إلى مدن مثل مقديشو وبيدوا، ما خلق ضغطًا على الخدمات وأدى إلى صدامات حول الأرض والموارد.  

أما إثيوبيا فالمناخ يؤجّج صراعات كانت تحت الرماد حيث تعد إثيوبيا نموذجًا صارخًا للتشابك بين المناخ والنزاع. في الأقاليم الشرقية مثل الصومال الإثيوبي وعفر، ساهم الجفاف الشديد في تغيير مسارات الرعاة، ما أدى إلى احتكاكات مباشرة بينهم وبين مجتمعات زراعية تستنزف نفس الموارد القليلة المتبقية. الأرقام تُظهر أن إثيوبيا تضم أكثر من 2.27 مليون نازح داخلي حتى 2024–2025، وتستضيف نحو 1.1 مليون لاجئ؛ وفي منطقة عفر وحدها كانت هناك تقارير عن أكثر من 220,000 عائد/نازح يعانون من ضغط على الخدمات. تحت ضغط الندرة، تظهر النزاعات التقليدية بشكل أكثر حدّة: صراعات على الآبار، توتر حول أراضٍ رعوية، وهجرات جماعية تُعيد رسم الحدود القبلية.

لم يختلف الوضع كتيرا في كينيا حيث يهدد الجفاف الأمن الغذائي ويُطلق موجات نزوح جديدة في شمال كينيا، حيث تعتمد القبائل على تربية الماشية، أدّى الجفاف المتكرر إلى خسائر ضخمة في الثروة الحيوانية. أحدث تقييمات غذائية أظهرت أن حوالي 2.2 مليون شخص يواجهون حالة طوارئ غذائية (فبراير–مارس 2025)، وأنَّ خسائر المحاصيل والمراعي شهدت أرقامًا كبيرة حيث أظهرت تقارير فقدان حوالي 61,000 فدانًا من المزروعات ومئات آلاف رؤوس الماشية المتأثرة (مع تسجيل تقارير عن أكثر من 11,300 حالة وفاة للماشية في فيضانات/أحداث متقلبة أيضاً). ومع اختفاء مصادر الغذاء والدخل، اضطرّت العديد من العائلات إلى النزوح نحو مناطق أكثر خصوبة، ما خلق احتكاكات مع المجتمعات المضيفة في مناطق مثل توركانا ومارسابيت.  

جيبوتي… بلد صغير في مواجهة موجات الهجرة الأكبر منه
وجيبوتي، رغم صغر مساحتها، أصبحت نقطة عبور واستقبال مهمة للمهاجرين واللاجئين من إثيوبيا والصومال واليمن. حسب بيانات مفصّلة، تستضيف جيبوتي ما بين 32,000 إلى 33,000 لاجئ وطالب لجوء (تمثّل نسبة ملحوظة من سكانها)، حيث يشكل الصوماليون والإثيوبيون اليمنيون المجموعات الأكبر. الجفاف في دول الجوار دفع مزيدًا من الشباب للبحث عن طريق جديد عبر البحر الأحمر، ومع محدودية الموارد في جيبوتي يتزايد الضغط على المياه والخدمات الصحية، مما يجعل البلاد في سباق دائم بين الاستقبال والسيطرة على الأوضاع.  
فما يميز القرن الإفريقي اليوم ليس فقط حجم الأزمات، بل تزامنها: تغيّر مناخي يزيد ندرة الموارد، هجرات بشرية كثيفة داخليًا وخارجيًا، توترات قبلية وسياسية قديمة تتجدد، وحكومات تواجه تحديات اقتصادية وأمنية ضخمة. تقارير إقليمية ودولية تُشير إلى أن المزيج بين الكوارث الطبيعية والنزاعات أدى إلى ملايين الحالات من النزوح الداخلي والإقليمي خلال السنوات الأخيرة، ما يجعل الحاجة للاستجابة المتكاملة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. 

و السوال هنا في المستقبل… هل سيبقى الناس قادرين على البقاء؟
القرن الإفريقي اليوم يقف على حافة تحوّل تاريخي: الدول مضطرة للتعامل مع أزمات الطقس كما تتعامل مع الحروب — بخطط أمنية، وقوانين جديدة، وتحالفات دولية هدفها إنقاذ ما يمكن إنقاذه. لكن الحقيقة الأعمق أن الإنسان هناك لا يحتاج سوى شيء كان طبيعيًا يومًا ما: مطر يعود… وأرض تُنبت وحياة لا تُحكم بهاجرة اضطرارية.

طباعة شارك القرن الإفريقي الطقس المناخ

مقالات مشابهة

  • وكيل صحة بني سويف: غرفة 137 خط نجاة للمرضى ونعمل ليلًا ونهارًا لخدمتهم
  • الاحتلال الإسرائيلي يُصعد عمليات الهدم في الضفة الغربية المحتلة
  • أمانة الشرقية: 16 ألف طن من المخلفات شهريًا تتحول إلى مواد بناء بالدمام
  • «حاملة الطائرات التي لا تغرق: إسرائيل، لماذا تخشى السعودية أكثر مما تخشى إيران؟»
  • عائشة الماجدي تكتب ✍️ (يٌمه نحن الجيش)
  • سالي عاطف تكتب: حكاية القرن الإفريقي بين الجفاف والهجرة والنزاعات
  • هند عصام تكتب: الملك شيشنق الأول
  • نجاة السائق بأعجوبة وشهامة المصريين في الإطفاء.. انقلاب سيارة ربع نقل وتفحهمها بالقطامية
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: حرب الهوية
  • مصرع عامل إثر سقوط جدار عليه أثناء الهدم بقرية ظفر في الدقهلية