لقد أصبح من الواضح أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ليس الزعيم في هذه اللحظة الحرجة، بعدما فقد ثقة شعبه وحلفائه، وبعد فشله في الحرب وتسببه في دمار غير مسبوق في غزة، دون القضاء على "حماس" أو استعادة الأسرى.

هكذا تحدث مقال رأي لعضو هيئة التحرير بصحيفة " نيويورك تايمز" الأمريكية سيرج شميمان، وترجمه "الخليج الجديد"، انتقد فيه طريقة تعامل نتنياهو مع الحرب، التي يستخدمها لتعزيز أجندته السياسية، دون النظر إلى العواقب، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة.

وقال شميمان إن "الدمار الذي لحق بغزة وصل إلى مستويات لا تطاق ويزداد سوءا، وتتعرض الحكومة الإسرائيلية لضغوط شديدة من عائلات الأسرى لبذل المزيد من الجهود لإطلاق سراحهم قبل أن يموتوا.. وتحاول الولايات المتحدة والدول العربية، الحريصة على تجنب حرب إقليمية، والتوسط لإنهاء الصراع.. لكن نتنياهو يقطع الطريق".

وأضاف: "كما ترى أغلبية الإسرائيليين أن إصرار نتنياهو على تحقيق (النصر الكامل) على حماس، دون أي اعتبار للعواقب أو التكاليف، أصبح جزءا من المشكلة.. فهو يمارس لعبة ساخرة، مستخدما الحرب لخدمة أهدافه السياسية، وقد سئم الإسرائيليون، الذين يؤيد أغلبهم الجهود الرامية إلى القضاء على حماس، هذه اللعبة".

كما انتقد شميمان، سياسة نتنياهو، والتي أسفرت عن إبعاد أهم حليف لإسرائيل وهي الولايات المتحدة، مضيفا أن نتنياهو تحدى عمدا وصراحة النصيحة الأمريكية كونها تتعارض مع "مصالح إسرائيل الحيوية"، وذلك على الرغم من أن الرئيس الأميركي جو بايدن أظهر دعمه الكامل لإسرائيل ونتنياهو، بعد هجوم حركة "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

اقرأ أيضاً

محلل إسرائيلي عن قرار محكمة العدل الدولية: نتنياهو جعلنا "دولة مجرمة"

وكان موقع "أكسيوس" قد نقل قبل أسبوعين، عن 4 مسؤولين أمريكيين قولهم إن بايدن وإدارته يشعرون بالإحباط، بعد رفض نتنياهو معظم الاقتراحات الخاصة بالحرب في غزة.

وأفاد الموقع بأن بايدن أغلق الهاتف بوجه نتنياهو، خلال المكالمة بينهما، والتي كانت في 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي، في دليل جديد على توسع الخلاف بينهما جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 100 يوم.

ولفت شميمان، إلى أن المشكلة لا تكمن بالضرورة في موقف نتنياهو المتشدد، الذي يشاركه فيه العديد من الإسرائيليين الغاضبين من هجوم "حماس"، على جنوب إسرائيل في ذلك اليوم.

وقال إن خلط نتنياهو بين القيادة والبقاء السياسي، مع التصور السائد على نطاق واسع بأنه يعارض أي تسوية عن طريق التفاوض، وأي نصيحة أو وساطة أمريكية، ليس لأنه يعتقد حقا أن ذلك يتعارض مع مصالح الإسرائيليين، كما يدعي، بل لأنه يتحدى الضغوط الأمريكية.

وأضاف: "كما أن تصويره حرب غزة على أنها أوسع بكثير من مجرد خلاف على إنشاء دولة إسرائيلية وصراع مع إيران، يخدم أهدافه السياسية".

اقرأ أيضاً

بسبب الفشل في حرب غزة.. مسؤولون إسرائيليون سابقون يطالبون بإقالة نتنياهو

ويبدو أن ذلك، على الأقل، هو ما تعتقده غالبية الإسرائيليين، حتى أولئك الذين قد يصطفون خلف رئيس الوزراء في إصراره على محاولة القضاء على حركة حماس، وفق شميمان.

وخلص الكاتب إلى أن نتنياهو فقد ثقة شعبه وحلفائه، فهو ساحر سياسي ظل في مكتب رئيس الوزراء لمدة 16 عاما منذ عام 1996، وقد أمضى السنوات القليلة الماضية على وقع اتهامات بالفساد وجهود يائسة للبقاء في منصبه".

وحسب استطلاع سياسي أجري في أواخر ديسمبر/كانون الأول، فإن 15% فقط من الإسرائيليين يريدون بقاءه في منصبه بعد انتهاء الحرب.

ويتطرق مقال شميمان، أيضًا إلى ردود الفعل الدولية، مستشهدًا ببيان محكمة العدل الدولية الذي يحث إسرائيل على منع أعمال الإبادة الجماعية في غزة.

وأمرت محكمة العدل الدولية، إسرائيل باتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والتحريض المباشر عليها، كما رفضت الطلب الإسرائيلي بعدم قبول الدعوى التي أقامتها جنوب أفريقيا.

اقرأ أيضاً

بايدن لنتنياهو: لن أدعم حربا مستمرة لمدة عام في غزة

وبموجب الحكم أيضا، يتعين على إسرائيل أن ترفع تقريرا إلى المحكمة في غضون شهر بشأن كل التدابير المؤقتة.

ولفت شميمان إلى أن مناورة نتنياهو الأخيرة تمثلت في ضم القوميين اليمينيين المتطرفين إلى حكومته، والبدء في تحدي الرقابة القضائية على الحكومة، ما أدى إلى أسابيع من الاحتجاجات الحاشدة.

وأضاف أن "الكيفية التي ستنتهي عليها الحرب، وما سيحدث بعد غزة، يتوقف بشدة على من سيتولى المسؤولية في ظل الخلاف المحتدم داخل حكومة الحرب المصغرة بين رئيسي الأركان السابقين بيني غانتس وغادي آيزنكوت من جهة، ونتنياهو من جهة أخرى، خاصة حول ما يتعلق بقضية الأسرى الإسرائيليين لدى حماس".

ويشكل مصير الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس نقطة خلاف مركزية، حيث تدعو عائلاتهم إلى إطلاق سراحهم وتختلف الآراء حول النهج الأفضل.

واختتم المقال بانتقاد مناورات نتنياهو السياسية، التي تعرقل التوصل إلى حل للصراع، لافتا إلى الافتقار إلى خطة واضحة لما بعد الحرب في غزة، وتركيز نتنياهو على البقاء السياسي بدلاً من القيادة الفعالة، وهو ما يتم تقديمه كتحديات أمام إيجاد حل دائم.

اقرأ أيضاً

ميدل إيست آي: اتساع التحالف الإسرائيلي المناهض لحرب نتنياهو "الأبدية" في غزة

المصدر | نيويورك تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: نتنياهو أمريكا إسرائيل حرب غزة ثقة رجل المرحلة اقرأ أیضا فی غزة

إقرأ أيضاً:

جولان: وزراء حكومة نتنياهو فاسدون

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي يائير جولان، قال إن وزراء حكومة نتنياهو فاسدون، وأطالب بإنهاء حرب غزة واستعادة المحتجزين.

نتنياهو: بيان بريطانيا وكندا وفرنسا يشجع حماس لارتكاب المزيد من "الفظائع"نتنياهو: إسرائيل تقبل رؤية الرئيس ترامب وتتمسك بشروطها لوقف الحربعضو بالتحرير الفلسطينية: نتنياهو يفاوض تحت النيران لفرض شروطه على حماسهولندا: قرار نتنياهو بشأن المساعدات لغزة "معيب" ولا يلبي الحد الأدنى


وأضاف احذر إسرائيل من تنفيذ مخططات بن جفير وسموتريتش في الحـ ـرب، وأن أسلوب جانتس في التملق لنتنياهو وسموتريتش وبن جفير جرت تجربته من قبل وقد فشل.


وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن رفضه الشديد للبيان المشترك الذي صدر عن قادة بريطانيا وفرنسا وكندا، والذي طالب إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل فوري، ملوّحين بإمكانية اتخاذ "إجراءات ملموسة" ضد إسرائيل إذا لم تلتزم بالمطالب.

وأثار البيان موجة انتقادات إسرائيلية حادة، وتوترًا متزايدًا في العلاقات بين تل أبيب وحلفائها الغربيين.

في بيان رسمي، قال نتنياهو إن دعوات هذه الدول الثلاث لوقف إطلاق النار دون استكمال الأهداف العسكرية لإسرائيل "تشكل تشجيعًا لحماس على ارتكاب المزيد من الفظائع". وأضاف: "المطالبة بوقف حرب عادلة ووجودية ضد إرهاب حماس، والمطالبة بإقامة دولة فلسطينية بعد مذبحة 7 أكتوبر، هو بمثابة مكافأة للإرهاب، ودعوة للمزيد منه". وأكد أن إسرائيل "لن ترضخ للضغوط"، وستواصل عمليتها العسكرية حتى تحقيق ما وصفه بـ"الانتصار الكامل" على حماس.

البيان الصادر عن قادة بريطانيا (ريشي سوناك)، وفرنسا (إيمانويل ماكرون)، وكندا (جاستن ترودو)، عبّر عن "قلق عميق" من الأوضاع في قطاع غزة، خاصة في رفح، ودعا إسرائيل إلى وقف الهجوم والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود. واعتبر القادة أن استمرار الهجوم على القطاع "سيعرّض علاقات إسرائيل الدولية للخطر"، مطالبين بالتزام القانون الدولي الإنساني، واتخاذ خطوات جدية نحو حل الدولتين.

وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس وصف البيان بأنه "انحياز سافر للإرهاب"، محذرًا من أن تل أبيب "لن تقبل بإملاءات دولية تهدد أمنها". كما أيدت المعارضة موقف الحكومة، وسط إجماع سياسي داخلي على ضرورة مواصلة الحرب حتى القضاء على تهديد حماس.

تأتي هذه المواقف الغربية في سياق الضغط المتزايد على إسرائيل بعد تجاوز عدد القتلى في غزة 53,000 وفق مصادر وزارة الصحة في القطاع، ووسط تحذيرات منظمات دولية من "كارثة إنسانية". وأشارت الأمم المتحدة إلى أن ما لا يقل عن مليون شخص أصبحوا نازحين، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه.

تسلط التصريحات المتبادلة بين نتنياهو والقادة الغربيين الضوء على الانقسام الدولي بشأن الحرب في غزة. ففي حين تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية، تزداد الضغوط الدولية لإنهاء الحرب، وهو ما ينذر بأزمة دبلوماسية قادمة قد تعيد تشكيل العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل والغرب.

طباعة شارك القاهرة الإخبارية جولان نتنياهو

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: روسيا تستخدم البرازيل منصة لإطلاق جواسيسها
  • نتنياهو يسحب الوفد المفاوض من الدوحة.. وعائلات الأسرى الإسرائيليين تعلّق
  • نتنياهو يقبل وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار في غزة وروبيو يتحدث عن تفاؤل حذر بصفقة قريبة
  • نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تقبل رسميا طائرة فاخرة أهدتها قطر لترمب
  • ماهي شروط نتنياهو لإنهاء الحرب على غزة
  • نتنياهو يعلن خطة ما بعد الحرب: سيطرة كاملة على غزة وهزيمة حماس وإخراجها من القطاع
  • نتنياهو يحدد 3 شروط لوقف حرب غزة
  • هل تحمل عربات جدعون نتنياهو للانتخابات المقبلة؟
  • نيويورك تايمز: إسرائيل تواجه انقسامًا داخليًا بين الجيش واليمين المتطرف
  • جولان: وزراء حكومة نتنياهو فاسدون