حل الكاتب الكويتي الشهير "سعود السنعوسي" ضيفًا على معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55 ، وذلك بالقاعة الدولية "ضيف الشرف" ، وأدارت الحوار الدكتورة رشا سمير وهي كاتبة وروائية مصرية . 

وفي بداية كلمتها أكدت الدكتورة رشا سمير عن سعادتها بتواجدها في معرض القاهرة الدولي للكتاب وسعادتها بمحاورة الكاتب الكويتي سعود السنعوسي والذي قدم ابداعًا متفردًا في ثلاثيته "رحلة مع أسفار الطين" والتي يبحر بنا من خلال كتابته الرائعة عن مدينة أو بلدية الطين التراثية.

 

وفي بداية كلمته عبر الكاتب سعود السنعوسي عن سعادته بتواجد بمعرض القاهرة الدولي للكتاب حيث قال: " أحب أن أوجه الشكر لمعرض الكتاب ، والذي يدعوني للتواجد فيه بشكل دائم" . 

أما عن فكرة كتابة الثلاثية أوضح السنعوسي :"أنني في البداية كنت أعرف أني أكتب عملاً كبيرًا ، ولم يكن في مخيلتي في البداية أنها ستكون رواية ثلاثية ففي البداية وبالتحديد فترة كورونا كنت أمكث على قراءة الأعمال الروائية الطويلة، وفي البداية كنت أرى أنها ستكون من جزئين ، ولكني في أخر مراحل الكتاب في الجزء الثاني شعرت وأنه ربما يكون هناك جزء ثالث لها " . 

ولفت السنعوسي إلى أنه مكث على كتابة الجزئين ما يقرب من الثمان سنوات، فالكتابة لم تكن مستمرة على مدى تلك السنوات بل توقفت فترة وأصدرت أعمال أدبية أخرى، ومنها رواية حمام الدار ، فكنت أكتب وأتوقف، وكنت أشعر أنني في نهاية الجزء الأول أنني قد أدخل فيما يسمى بـ "حبسة الكاتب" وهو ما يعرف بأن الكاتب لابد وأن يدخل في جو منعزل للدخول في الكتابة، ولهذا خرجت حمام الدار لتتحدث عن كاتب يعكف على كتابة رواية تاريخية ولكنه يخشى في الدخول "لحبسة الكاتب" . 

وتابع سنعوسي أن موضوع الهوية حينما تحدثت عن الهوية والتي تحدثت عنها في رواية "حمام الدار" وأجد أنني لم أخرج من إطار الهوية وهذا الصراع الذي ينشأ بين البدوي ، وبين أهل الحاضر ، وأتصور بانني مشغول بتيمة الهوية وأنني تحايلت عليها بكتابة قصة جديدة، وأثناء الكتابة لم يكن الأمر متعمدًا، وأشعر وأن كل شخصية أكتب عنها بأنها تعاني في أزمة في الهوية، سواء الأزمة في الهوية الجنسية أو العقائدية "الدينية"، فشعور الأشخاص يبدو واضحًا في جل الشخصيات التي أتحدث عنها بداخل أعمالي الروائية، وهناك أيضًا من يعاني أزمة الانتماء ومنهم من لديهم الأزمة العرقية ، وكل هذه النماذج التي أراها من  خلال الشخصيات أرى وأنها تقع فريسه لأزمة الهوية ، وأنني أجد أزمة الهوية بشكل ما أو بآخر" في المشروع الأدبي .

كما تحدث "سعود السنعوسي" عن مشروعه الأدبي قائلاً :"أعتقد أن هناك جزء مني ككاتب يتعلق بمشروع أدبي يتحدث عن من شاركوا في صناعة التاريخ وليس من يكتبوه، ولهذا تأتي أعمالي مستغرقة في التاريخ". 

مضيفًا :"أنا دائمًا ما أتفاعل مع ما أقوم بكتابته، فإذا ما كنت أكتب عن مشاعر ما للشخصيات أو حتى شعرت بالضحك في موقف ما وأنا أكتب، وهي الكلمات التي ممن الممكن أن تخرج بشكل عفوي، وأعتقد أن القارئ سيضحك هو أيضًا، وأيضًا إذا ما بكيت وأنا أكتب موقف ما أو مشهد ما أشعر وكأن هذا سينعكس أيضًا على الجمهور وهو ما أجده بالفعل في انطباعات الجمهور بعد قراءة العمل " .

وعن موضوع إذا كانت رواية أسفار مدينة الطين تستغرق في المحلية الكويتية أوضح "السنعوسي" أعتقد أن الدخول أو الاستغراق في المحلية، لا يجعل هناك عائق أمام القارئ فالدخول في مثل تلك العوالم يجعلك تتعرف على هذه العوالم من خلال السرد".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب ضيف الشرف فی البدایة

إقرأ أيضاً:

حرب السودان.. ثيمة رئيسة لإنتاج الكتّاب السودانيين بمعرض الدوحة

كتب الأديب السوداني الطيب صالح على لسان مصطفى سعيد بطل رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" أن "البواخر مخرت عرض النيل أول مرة تحمل المدافع لا الخبز"، فالحروب عادة ما تنصب المدافع و"الارتكازات" وتصادر الكتاب والكلمة، وتنتصر لقوة السلاح، فتقطع الطرق وتجتهد في مصادرة حق الإنسان في الحياة والأحلام، أما الكتاب فينحاز للسلام والمعرفة، فمن غير الكتاب يفتح نوافذ المعرفة والخيال؟

ويعد نشر الأعمال السودانية خارج البلاد في فعاليات معارض الكتب العربية تقليدا قديما هدفه في الأصل تحقيق الانتشار والخروج بالكتاب السوداني إلى خارج حدود الوطن.

لكن بعد اندلاع الحرب التي اجتاحت البلاد في 15 أبريل/نيسان 2023 بات الأمر يتجاوز مجرد السعي للانتشار، إذ وجد معظم الكتّاب أنفسهم خارج السودان، وكذلك جزء من القراء الذين يخاطبهم الكتاب بعدما أجبرتهم الحرب على التشرد في بقاع متعددة، مما دفع العديد من الكتّاب إلى النشر في دور نشر غير سودانية.

ورغم دخول الحرب عامها الثالث فإن 5 دور نشر سودانية شاركت في هذه الدورة من معرض الدوحة الدولي للكتاب، وقدمت إصدارات تغطي شتى مجالات المعرفة، من فكر وسياسة وأدب وتاريخ.

القاص والناقد السوداني منهل حكر الدور (مواقع التواصل) أدب الحرب

وفي جنبات المعرض التقت الجزيرة نت القاص والناقد منهل حكر الدور الذي تحدث عن الإنتاج السوداني خلال سنتي الحرب قائلا "الحرب لا تستطيع أن توقف المعرفة، ورغم أن القارئ المشرد قد يحرم من الوصول إلى الإصدارات فإن وجود معظم دور النشر السودانية حاليا خارج السودان -بفعل الحرب- قد عزز حضورها في معارض الكتب الدولية ومنح الأعمال السودانية فرصة أوسع للانتشار رغم الظروف الصعبة في الداخل".

إعلان

ويستطرد حكر الدور "نعم، برز العديد من الأعمال التي اتخذت من الحرب ثيمة رئيسة، ومن أبرزها رواية "ما مضى من غرام" للحسن بكري، وهي رواية تتناول الإبداع والعمل الثوري، وتقاطعاته مع القضايا الملحة في ظل واقع الحرب، كما أن كتاب "همس بصدري وقد تسمعون" للكاتبة الشابة أزهار حافظ عباس -وهو عمل توثيقي أدبي- يستعرض الحرب وتبعاتها من قتل وتشريد وحرمان، ويعبر عن توق عميق إلى السلام".

العديد من الأعمال اتخذت من الحرب ثيمة رئيسة مثل روايتي "ما مضى من غرام" و"همس بصدري لو تسمعون" (الجزيرة) مشاركات رغم أنف الحرب

وبشأن مشاركة دور النشر السودانية سنويا في معرض الدوحة للكتاب، يقول نور الهدى محمد نور الهدى مالك ومدير دار عزة للنشر الأمين العام لاتحاد الناشرين السودانيين ممثل الاتحاد في الاتحاد العربي للناشرين إن "معرض الدوحة أحد المعارض المميزة في العالم العربي، فهو معرض منظم ويقدم دعما للناشرين".

ويؤكد نور الهدى قائلا "إن إصرارنا على المشاركة السنوية في المعرض يهدف إلى جسر الفجوة الناتجة عن انقطاع العلاقة بين الجاليات السودانية في الخارج والمنتوج الكتابي السوداني بالداخل بسبب الحرب، أما الآن ومع وجود عدد كبير من السودانيين في الدول العربية أصبح إصرارنا على إيصال الكتاب إليهم أكبر بعد تعذر حصولهم عليه بسبب الحرب، خاصة أننا في السودان الآن أصبحنا نطبع وننشر ونشارك في المعارض الدولية".

ومن أبرز دور النشر غير السودانية التي نشرت أعمالا لكتّاب سودانيين هذا العام المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الذي نشر للبروفيسور أحمد أبو شوك أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة قطر كتابه "اتفاقيات السلام السودانية 1972-2020″، ويتناول الكتاب مسار اتفاقيات السلام في السودان في ظل استمرار الحرب التي لا تزال تعصف بأطراف البلاد.

كما نشرت دار مياسين الخير في الشارقة 3 إصدارات للروائي أيمن الخير، ونشرت دار بصمة القطرية للنشر مجموعة قصصية للأطفال للممثل والدرامي المعروف محمد السني دفع الله، ونشرت أيضا للأستاذ عمر شمس الدين مجموعة قصصية من أدب الأطفال بعنوان "مغامرات مخطوط".

نور الهدى محمد: معرض الدوحة أحد المعارض المميزة في العالم العربي فهو معرض منظم ويقدم دعما للناشرين (الجزيرة) "الارتكازات".. ضد المواطن والكتاب

رغم أن القوانين الدولية قد كفلت حرية التنقل للمواطنين داخل وخارج الدول -ويشمل ذلك أيضا حق التنقل البري والبحري والجوي- فإنه في ظل النزاع المسلح الذي اندلع في السودان منذ عامين انتشرت نقاط التفتيش العسكرية التي أطلق عليها السودانيون اسم "الارتكازات" بكثافة في كل من مناطق سيطرة الجيش السوداني ومناطق سيطرة قوات الدعم السريع.

إعلان

وقد فرضت تلك القوات قيودا وقوانين على حركة تنقل المدنيين والبضائع، حيث تمارس في تلك الارتكازات عمليات تفتيش ونهب ومصادرة واسعة للمقتنيات والسلع من جانب قوات الدعم السريع خاصة، مما عطل حركة التجارة من وإلى ميناء بورتسودان المعبر الوحيد إلى خارج البلاد، وبالتالي تعذرت عمليات نقل إنتاج دور النشر من الكتب إلى خارج البلاد.

خالد عباس يس: رغم أننا نواجه صعوبات كثيرة فإننا نواظب على المشاركة السنوية في معرض الدوحة لوجود جالية سودانية كبيرة (الجزيرة) صعوبات النشر في ظل الحرب

وتواجه دور النشر السودانية مشقة وعقبات كثيرة لنقل الكتاب من السودان إلى معارض الكتب في المنطقة العربية.

ومؤخرا أصبح شحن الكتب من الخرطوم في ظل الحرب من الصعوبة بمكان، لذلك نقلت بعض دور النشر مكاتبها من الخرطوم إلى عواصم بديلة كالقاهرة والإمارات، ولجأ الناشرون إلى الاستفادة من الكتب المعروضة في المعارض الخارجية، بالإضافة إلى بعض الكتب التي تعاد طباعتها من القاهرة.

يقول مدير التسويق في دار المصورات للطباعة والنشر خالد عباس يس للجزيرة نت "هذا العام تشارك دار المصورات للطباعة والنشر للمرة السابعة في معرض الدوحة الدولي للكتاب، نعم نواجه صعوبات تتمثل في شحن الكتب وغلاء تكاليف شحنها من السودان في ظل الحرب الحالية لكننا رغم ذلك نواظب على المشاركة السنوية في معرض الدوحة لوجود جالية سودانية كبيرة".

ويستطرد عباس "رغم أن مكتبتنا في الخرطوم لم تتضرر في الحرب لكن ولظروف النشر انتقلت دار المصورات إلى القاهرة لسهولة الطباعة، ووصلت إصداراتنا لهذا العام في معرض الدوحة إلى 50 إصدارا جديدا، وذلك لظهور كتّاب جدد، بالإضافة إلى عودة قدامى الكتّاب للكتابة حول السياسة والحرب، وهذا يطمئن أن مستقبل الكتاب في السودان لا خوف عليه، لأن القارئ السوداني بشكل خاص والعربي بشكل عام يهتم بالإصدارات السودانية".

مدير دار عزة للنشر نور الهدى يرى أن المشهد القادم بكامله سيكون للكتاب الإلكتروني والكتاب الصوتي المسموع (الجزيرة) مستقبل الكتاب الورقي

في ستينيات القرن الماضي كان العالم العربي في خضم حياة ثقافية حافلة صاحبها تشجيع رسمي واحتفاء شعبي بالقراءة والكتاب وبالأدب وبالأدباء.

إعلان

الآن، وبعد مرور قرابة سبعة عقود يقول مدير دار عزة للنشر نور الهدى عن مستقبل الكتاب "ستتدهور صناعة الكتاب الورقي، فالمشهد القادم بكامله سيكون للكتاب الإلكتروني والكتاب الصوتي المسموع، وسيختفي الكتاب الورقي مع اختفاء الجيل الذي شهد اختراعه".

ويستطرد نور الهدى أنه "في ظل ارتفاع تكلفة النشر والطباعة والقرصنة الإلكترونية للكتب، إضافة إلى الحرب الدائرة الآن فإن مستقبل الكتاب الورقي ضعيف، فبتطور تكنولوجيا الطباعة أصبح الناشر لا يطبع كميات كبيرة من الكتاب ويضعها في المخازن حتى يصل إلى سعر مجز للطباعة، بل الآن التكلفة ثابتة، سواء تمت طباعة نسخة واحدة أو ألف نسخة".

يذكر أن الدورة الحالية لمعرض الدوحة الدولي للكتاب هي الدورة الـ34، وانطلقت يوم 8 مايو/أيار الحالي، وتعد الدورة الأكبر في تاريخه من حيث المشاركة الواسعة لدور النشر من داخل دولة قطر وخارجها.

وأقيمت الدورة تحت شعار "من النقش إلى الكتابة" في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، واختيرت دولة فلسطين ضيفة شرف المعرض لهذا العام.

وبلغ عدد الدور المشاركة هذا العام 522 دار نشر من 42 دولة، من بينها ولأول مرة 11 ناشرا من دولة فلسطين.

والبداية الأولى للمعرض كانت في عام 1972 تحت إدارة دار الكتب القطرية، حيث كان ينظم كل عامين حتى عام 2002، وبعد نجاحه في استقطاب أهم دور النشر في المنطقة العربية أصبح ينظم سنويا.

مقالات مشابهة

  • كيف لي أن أبدد مخاوفها وهي التي تظن أنني سأتركها بسبب مرضها؟
  • جامعة الملك سعود تحتفي باليوم العالمي للمتاحف وتبرز دورها في حفظ الهوية والتراث
  • مجلس الوزراء يُقدّر حصول طلاب المملكة وطالباتها على جوائز رفيعة بمعرض «آيسف»
  • ليس مجرد سفر..ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يناقش فلسفة عبادة الحج
  • رواية حارة الصوفي.. التأريخ بين قبعة الاستعمار وطربوش الهُوية
  • «هل كان زملكاويا في البداية؟».. إسعاد يونس تكشف انتماء الزعيم عادل إمام الكروي
  • الرئيس تبون يستقبل الكاتب والروائي ياسمينة خضرا
  • النيل للإعلام بالفيوم يناقش أهمية التراث في تعزيز الهوية المصرية
  • من البداية للنهاية.. حكاية سرقة نوال رئيسة جامعة اكتوبر بين الحقيقة والصدمة: كل ما لم يُنشر وأسرار الأيام الأخيرة ( من السارق؟)
  • حرب السودان.. ثيمة رئيسة لإنتاج الكتّاب السودانيين بمعرض الدوحة