أكبر سفينة في العالم لمد الكابلات تبدأ العمل في مشروع “أدنوك” و”طاقة” لربط عمليات حقول “أدنوك” البحرية بالشبكة الكهربائية
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
بدأت أكبر سفينة لمد كابلات الطاقة وأكثرها تقدماً في العالم، عملها في المشروع الاستراتيجي لـ “أدنوك” وشركة أبوظبي الوطنية للطاقة “طاقة”، لإمداد عمليات إنتاج حقول “أدنوك” البحرية بطاقة صديقة للبيئة تساهم في خفض الانبعاثات الكربونية، والبالغة تكلفته 13.95 مليار درهم “3.8 مليار دولار”.
ويهدف المشروع المبتكر، الذي يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى تطوير وتشغيل نظام لنقل التيار الكهربائي المباشر عالي الجهد تحت سطح البحر لإمداد عمليات إنتاج حقول “أدنوك” البحرية بطاقة نظيفة وأكثر كفاءة من خلال ربطها بشبكة كهرباء أبوظبي البرية التي تشغلها شركة أبوظبي للنقل والتحكم “ترانسكو” التابعة والمملوكة بالكامل لشركة “طاقة”.
ويتطلب إنجاز المشروع حوالي 1000 كيلومتر من كابلات التيار الكهربائي المباشر عالي الجهد المتضمنة ألياف ضوئية، حيث تبلغ القدرة الإجمالية المُركبة لنظام نقل الطاقة 3.2 جيجاواط، ويتضمن وصلتي ربط تحت سطح البحر ومحطتي تحويل مستقلتين للتيار الكهربائي المباشر عالي الجهد.
وكانت سفينة مد الكابلات “ليوناردو دافينشي” التابعة لمجموعة “بريزميان”، قد وصلت إلى دولة الإمارات قادمة من أوروبا لبدء عملها في المشروع على مدار أربعة شهور بشكل أوليّ ضمن المنطقة البحرية الواقعة بين المرفأ على الساحل الغربي لإمارة أبوظبي وحقلي “زاكوم” العلوي والسفلي البحريين، والتي تعادل المسافة بين مدينتي أبوظبي ودبي.
وستقوم السفينة أولاً بمد مسار من الكابلات تحت سطح البحر على طول المسافة البالغة 134 كيلومترا، ثم تبدأ بعد استكمال المرحلة الأولى بمد كابلات على طول مسار ثاني بطول 141 كيلومترا.
ومن المقرر بدء التشغيل التجاري للمشروع في عام 2025، حيث يتوقع أن يساهم في خفض البصمة الكربونية لعمليات “أدنوك” البحرية بنسبة تصل إلى 50% عبر استبدال مولدات الكهرباء الحالية، التي تعتمد على توربينات الغاز، بمصادر أكثر استدامة من خلال شبكة كهرباء أبوظبي البرية.
وسيتم إعادة توجيه أكثر من 50% من القيمة الإجمالية للمشروع إلى الاقتصاد المحلي عبر برنامج “أدنوك” لتعزيز القيمة المحلية المضافة.
وتم الإعلان عن المشروع بدايةً في ديسمبر عام 2021، وتم تمويله من خلال شركة تم إنشاؤها خصيصاً لهذا الغرض تملكها بشكل مشترك كل من “أدنوك” و”طاقة” بحصة 30% لكل واحدة منهما، وائتلاف يضم كلاً من الشركة الكورية للطاقة الكهربائية “كيبكو”، وشركة “كيوشو للطاقة الكهربائية” اليابانية، وشركة الكهرباء الفرنسية “إي دي إف” مجتمعين بحصة 40% وفق نظام البناء والتشغيل والتملك ونقل الملكية.
وأصبحت “أدنوك” في يناير 2022 أول شركة في قطاع الطاقة توفر كامل احتياجات عملياتها من شبكة الكهرباء البرية المُنتجة من مصادر الطاقة الشمسية والنووية النظيفة عبر شراكة استراتيجية مع “شركة مياه وكهرباء الإمارات”، حيث نجحت الشركة بفضل هذه الشراكة في الحدّ من انبعاثات 4 ملايين طن من غازات الدفيئة خلال عام 2022.
وتواصل “أدنوك” تسريع جهودها لخفض انبعاثات عملياتها، وقامت بزيادة المبلغ المخصص للاستثمار في مشاريع خفض الانبعاثات والحلول والتقنيات منخفضة الكربون، ليصل إلى 84.4 مليار درهم “23 مليار دولار” لتحقيق هدف الوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2045.
جدير بالذكر أن “طاقة” تابعت منذ ديسمبر 2021، العديد من مشاريع التيار الكهربائي المستمر عالي الجهد تماشياً مع أهداف الشركة الجديدة للنمو لعام 2030 للتوسع في أعمال النقل والتوزيع.
ففي ديسمبر 2023، وقَّعت الشركة مذكرة تفاهم لاستكشاف إمكانية مساهمتها في مشروع لربط التيار الكهربائي المستمر عالي الجهد بين اليونان وقبرص بطول 900 كيلومتر.
وقبل ذلك، أعلنت “طاقة” عن توقيع مذكرة تفاهم استراتيجية لاستكشاف جدوى مشروع لنقل التيار الكهربائي المستمر عالي الجهد في رومانيا. وفي وقت سابق من عام 2023، استثمرت “طاقة” 113 مليون درهم ،”25 مليون جنيه إسترليني”، في شركة “إكس لينكس فيرست ليميتد” لمدّ أطول شبكة كابلات تحت سطح البحر في العالم لنقل التيار الكهربائي المباشر عالي الجهد بين المملكة المتحدة والمملكة المغربية لنقل الكهرباء المُولَّدة من مصادر الطاقة المتجدّدة إلى المملكة المتحدة.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: التیار الکهربائی تحت سطح البحر
إقرأ أيضاً:
بين امجاد الماضي وطموحات المستقبل:الدكتور مقبولي يقود سفينة “زرانيق الساحل الغربي”
الثورة / وليد علي
بأقلام تفيض حبرا وكلمات تتراقص طربا نستقبل تولي الدكتور حسين عبدالله مقبولي القامة الاقتصادية والاكاديمية الشامخة رئاسة مجلس إدارة نادي اهلي الحديدة الرياضي الثقافي.
انه خبر سعيد يزهر الامل في قلوب جماهير (زرانيق الساحل الغربي) ويعيد رسم ملامح العز والمجد على جبين (القلعة الحمراء) وجميع منتسبيها ومحبيها.
تلك القلعة الرياضية، الشامخة بتاريخها العريق وإنجازاتها الباهرة، نادي أهلي الحديدة الرياضي الثقافي، هذا الصرح الذي طالما كان نبضاً للشارع الرياضي وعنواناً للفخر لأبناء تهامة، يشهد اليوم فصلاً جديداً في مسيرته المديدة، مع إطلالة عهد جديد، يستقبل النادي قامة وطنية بحجم الدكتور حسين عبدالله مقبولي رئيساً لمجلس إدارته، ليشرق في سمائه نجمٌ جديدٌ يبعث في نفوس محبيه الآمال والتطلعات نحو مستقبلٍ أكثر إشراقاً.
إن اختيار شخصية بحجم الدكتور مقبولي لرئاسة نادي عريق كالأهلي يمثل إضافة نوعية بكل المقاييس، فمسيرته الحافلة بالإنجازات في المجالين الاقتصادي والأكاديمي، وتقلدُه مناصب رفيعة في هرم السلطة التنفيذية، تشهد على قدرات قيادية فذة ورؤية استراتيجية ثاقبة، تولى الدكتور مقبولي منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات والتنمية في حكومة الإنقاذ الوطني منذ نوفمبر 2018، وقبلها كان وزيراً للمالية في يناير 2018، كما شغل أيضاً منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات في أكتوبر 2019.
هذه الخبرات المتراكمة في إدارة شؤون الدولة الاقتصادية والخدمية تمنح الدكتور مقبولي نظرة شاملة وقدرة على التخطيط والتنفيذ بكفاءة عالية، وهو ما يمثل قيمة مضافة لا تقدر بثمن لنادي الأهلي الطموح. فقيادة مؤسسة رياضية وثقافية بحجم الأهلي تتطلب رؤية تتجاوز الملعب الأخضر، لتشمل الجوانب الإدارية والمالية والاستثمارية، وهي المجالات التي يمتلك فيها الدكتور مقبولي باعاً طويلاً وخبرة عميقة. كما ان لديه شغف كبير بالرياضة وعشق قديم لها يتجدد باستمرار.
يأتي تولي الدكتور مقبولي للرئاسة ليُشكل مع اللواء محمد القادري الأمين العام للنادي، ومروان عبدالدائم نائب رئيس النادي، وبقية أعضاء مجلس الإدارة، فريقاً متناغماً يقود النادي نحو آفاق مشرقة من النجاحات والبطولات. فاللواء القادري، المعروف بعشقه للرياضة وجهوده في إحياء الرياضة الساحلية، ومروان عبدالدائم، ممثل الاستاذ الفاضل احمد جازم سعيد انعم المدير الاقليمي لمجموعة شركات هائل سعيد أنعم، في الحديدة اللذان يوليان النادي اهتماماً خاصاً، فهما يمثلان ركيزتين أساسيتين في الإدارة الجديدة، وتضاف إليهما خبرة الدكتور مقبولي الاقتصادية والإدارية لتكتمل منظومة القيادة التي ينتظر منها الكثير.
لقد سطر نادي أهلي الحديدة على مر تاريخه صفحات ذهبية حافلة بالإنجازات في مختلف الألعاب. ففي لعبة كرة القدم، حقق النادي بطولة كأس الجمهورية في عام 1996، عندما تغلب في المباراة النهائية على نادي شعب حضرموت وهو اللقب الذي مكنه من أن يمثل اليمن في مشاركات كروية خارجية، أما في لعبة كرة الطائرة، فيتذكر الجميع فريقه الأسطوري الذي حقق بطولة الجمهورية لعشرة مواسم متتالية، وهو إنجاز يتردد صداه واخرها فوز النادي ببطولة الدوري للكرة الطائرة للعام 2007 لم تقتصر إنجازات الأهلي على هاتين اللعبتين فحسب، بل امتدت لتشمل ألعاباً أخرى ككرة السلة، حيث حقق الفريق لقب الدوري العام لموسم 1982/1983م، والألعاب القتالية، التي شهدت تحقيق العديد من الميداليات الملونة والمراكز المتقدمة على مستوى الجمهورية.. هذه الإنجازات المتنوعة تؤكد على عراقة النادي وتأثيره في الحركة الرياضية اليمنية.
تنتظر جماهير “زرانيق الساحل الغربي” بشغف عودة ناديهم “القلعة الحمراء” إلى مكانه الطبيعي بين الكبار، وهم متعطشون للبطولات واستعادة النادي زخمه و طربه الكروي، الذي كان يطرب جميع الجماهير الرياضية بالحديدة خاصة وفي اليمن عموماً خلال تسعينيات وثمانينيات القرن الماضي، تلك الفترة الذهبية شهدت بروز نجوم بارزين حفروا أسماءهم في ذاكرة الكرة اليمنية، أمثال المرحوم والظاهرة التي لن تتكرر الكابتن أنور عديني الملقب بـ “تيمومي اليمن”، والشقيقان عبدالرحمن وسالم سعيد، وأحمد غالب، وعبدالسلام عليبه، وجلال بهلول، وشنب حمادي وعبدالله باحجري ومحمد جرماش ومحمد عمير واسماعيل القرشي ومحمد راوح ومحمد عبدالرب ….الخ وغيرهم من النجوم الذين أمتعوا الجماهير بعزف أجمل السيمفونيات على النجيل الأخضر لملعب العلفي بالحديدة وغيره من ملاعب الجمهورية. فلقب “برازيل اليمن” الذي أطلق على فريق الأهلي في تلك الحقبة يعكس المستوى الفني الرفيع والكرة الجميلة التي كان يقدمها.
بالتأكيد، الآمال المعقودة على الدكتور حسين مقبولي كبيرة، والتطلعات أكبر بأن يستعيد النادي الأهلي حضوره وزخمه، وتنتعش خزائنه بالكؤوس، ويعود لمكانته الطبيعية بين الكبار، لا سيما وهو يستعد حالياً لملحق تصفيات الدرجة الثانية المؤهلة للدرجة الأولى الممتازة. هذه المرحلة الحاسمة تتطلب تضافر الجهود ورؤية واضحة، وهو ما يُنتظر من القيادة الجديدة للنادي. فتجربة الدكتور مقبولي في التخطيط الاستراتيجي والتطوير الاقتصادي على المستوى الوطني يمكن أن تساهم بشكل كبير في وضع خطط طموحة للنادي وتنفيذها بكفاءة لتحقيق الصعود المنشود.
في الختام، فإن تولي الدكتور حسين عبدالله مقبولي رئاسة نادي أهلي الحديدة يمثل فجراً جديداً يلوح في أفق هذا النادي العريق. فبقيادة قامة وطنية واقتصادية بحجمه، وبتكاتف جهود جميع محبي النادي، تتجدد الآمال وتزداد التطلعات نحو عودة القلعة الحمراء إلى سابق عهدها من الازدهار والبطولات، وإعادة الفرحة إلى قلوب جماهيرها الوفية. إن المرحلة القادمة تحمل في طياتها تحديات كبيرة، ولكنها تحمل أيضاً فرصاً واعدة لتحقيق النهضة الشاملة التي يستحقها نادي أهلي الحديدة.